هام جداً: المجلس الوطني السوري و لعبة التعجيز الشيطانية
هناك لعبة شيطانية يقوم بها نظام الاسد المجرم من جهة، و من الجهة الاخرى جميع الدول سواءاً اكانت دول ما يعرف بأصدقاء سوريا او حتى من دول اصدقاء الانظمة التسلطية الاجرامية.
و هذه اللعبة الشيطانية هي تعجيز و افشال مهمة ممثلي المعارضة السورية في الخارج، و الطلب منها بطريقة تعجيزية خبيثة ان تتحول من مجرد وكالة مؤقتة عن الشعب في الداخل فرضتها ظروف الطوارئ، الى معارضة سياسية شرعية تتخاصم مع الحزب الحاكم على حكم البلد.
و هذا الكلام يعني استمرار شرعية نظام المجرم الاسد، بينما يطلب من المعارضة في الخارج ان تقوم ببناء شرعيتها (وهي في الخارج) بينما الشعب في الداخل، الذي هو مصدر الشرعية، يتعرض للقتل و التعذيب و الاغتصاب و الحرق بشكل يومي.
و الدليل على ذلك هو ما يقوم به الكلب الجعفري من عواء في الامم المتحدة بصفته ممثلاً شرعيا عن الشعب في سوريا، بينما لم يسمح لحد الان لمن يمثل الشعب الضحية باي صوت رسمي امام دول العالم.
و الدليل الاخر، هو ان تسليح الجيش الحر، على الرغم من انه مطلب جميع المظاهرات في سوريا، الا ان امريكا و الدول الغربية يرفضونه، و لا يقدمون بديلاً للشعب الذي يذبح و يغتصب كل يوم. و بدلاً من تتحمل الدول الرافضة للتدخل و للتسليح مسؤولية كل قتيل و كل ضحية اغتصاب و كل تشريد، تقوم بالقاء اللائمة على المعارضة انها غير متفقة و غير موحدة!
و المضحك المبكي في الموضوع هو ان الاشقاء العرب يقومون بدور المترجم بين الدول الغربية و بين المجلس الوطني و لا يكلفون انفسهم عناء التفكير في هذا الفخ.
فالمجلس الوطني السوري مهما كان، هو مجرد تجمع لشخصيات معارضة هربت و نزحت خارج سوريا بسبب الاجرام الاسدي. و هذه الشخصيات، على الرغم من كونها شخصيات معارضة لنظام الاسد، الا انها شخصيات لم ينتخبها الشعب في سوريا بسبب اجواء القمع و القتل و السجن، كما ان هذه الشخصيات بطبيعتها تحمل افكار و رؤى مختلفة. و عندما يطلب من هذه الشخصيات اجراء انتخابات بينها و توحيد الرأي، فهذا كلام سخيف و تعجيزي.
و ذلك لانه في ظل غياب القدرة على استفتاء الشعب في الداخل على وزن و مقاس و شعبية كل شخصية من هذه الشخصيات، فلا يمكن المفاضلة بينها. و حتى لو جرت انتخابات داخلية بين هذه الشخصيات، فهذه الانتخابات لن تعبر عن ارادة الشعب في الداخل السوري، و انما ستعبر عن ارادة مجموعة او فئة معينة تفرضها الدولة أو الدول الراعية لمثل هذه الانتخابات التي تتم في الخارج.
و مع كل هذا، فانه من الطبيعي عند اجراء أي تشاور أو استفتاء ان ينقسم الناس و يختلفوا فيما بينهم، فلماذا يطلب من المعارضة السورية بالذات ان تكون موحدة من بين كل معارضات العالم؟
الحقيقة المريرة وراء هذا التعجيز هي ان الدول التي نطلب منها ان تتدخل و تغيث الشعب في سوريا من القتل و الذبح و التقطيع بالمناشير و الحرق و الاغتصاب على يد عصابة الاسد، لا تريد ان تتدخل في الوقت الحالي لاسباب مختلفة. و بدلاً من الاعتراف بهذا، فان هذه الدول تتحايل و ترمي في وجه المعارضة بهذه الحيلة التعجيزية.
على المجلس الوطني السوري ان يطلب اولاً من الدول التي تتظاهر بانها تريد انقاذ الشعب في سوريا ان توضح برنامجها لانقاذ هذا الشعب، اذا كان لديها برنامج، و عن الشروط التي تطلبها ثمناً لهذا التدخل. ثم بعد ذلك يقوم المجلس الوطني باستفتاء الشعب في الداخل على هذه الطلبات. و هذا الموضوع لا يحتاج الى انتخابات، و لا يحتاج الى برامج انتخابية، لان الموضوع هو مجرد توصيل برنامج الدول الداعمة للشعب في سوريا و توصيل تعهدات الشعب في سوريا مقابل هذا الدعم. فالمعني اولاً و اخيراً هو الشعب، و ليس شخص او مجموعة اشخاص.
ثم بعد ان يتوقف الاجرام الاسدي و يستطيع الناس ان يتجمعوا و يفكروا و يتشاوروا بحرية، عند ذلك فقط نستطيع اجراء انتخابات لممثلي الشعب و للقيادة السياسية.
اما ان لم يقم المجلس الوطني بذلك، و استجاب الى هذه الحيل التعجيزية الخبيثة، فمعنى ذلك ان هناك شخصيات معينة و اهداف معينة تسعى الدول الكبرى الى فرضها على الشعب في سوريا تحت حراب و سياط العصابة الاسدية المجرمة.
و في جميع الاحوال، فيجب على الجميع تذكر هذه المواقف الخبيثة و ان يعيد قراءة التاريخ ليعرف من هو الصديق الحقيقي من العدو. لاننا قد خدعنا مراراً و تكراراً في مفترقات الطرق هذه التي تفرض علينا فرضاً ثم نضع ثقتنا فيمن لا يستحق. ثم نصبر عليه و نعطيه الفرصة تلو الفرصة، ثم نصحوا يوماً لنتكتشف انه كان مجرماً خبيثاً قد تم تلميعه و فرضه و دعمه من الخارج.
و حسبنا الله و نعم الوكيل
و ما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم