تقسيمُ سوريا خطٌّ أحمرُ ، لن نسمحَ به لأيٍّ كان :
بقلم : أبو ياسر السوري
هذا الموضوعُ مُهمٌّ للغاية ، ويَحسُنُ أن تُسلَّط عليه الأضواء ، وتُوضَعَ فيه النقاطُ على الحروف . لأنَّ إهمالَه يُساعد الانتهازيين على خَلْطِ الأوراق ، واستغلال الثورة ، والانحرافِ بها عن خطها السَّوِيّ ، إلى نهايةٍ لا تريدها الثورة ، وأهداف لم تَقُمْ من أجلها .
لقد قامت الثورةُ للإطاحة برموز الفساد والاستبداد في سوريا ، ليُستبدَلَ بهم حكومةٌ ديمقراطية ، تُقدِّسُ مبادئَ الحرية والكرامة ، وتؤمنُ بالعدالة والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات . وتَرفَعُ عن المواطنين السوريين كل مظاهر الظلم والقهر والإذلال والتمييز والإقصاء ، وأنْ لا يُقدَّمَ أحدٌ لمحسوبيته ، وأن لا يُؤخَّرَ أحدٌ لِعَدَمِهَا . وأنْ يعودَ السوريون إلى ما قبل الحُقبة الأسدية المظلمة ، وتعود سوريا لكل السوريين ، لا فرق فيها بين أي مُكوِّنٍ وآخر من مكونات الطيف السوري المتنوع .
لقد جلس على كرسي الرئاسة السوري ، عربٌ كتاج الدين الحسيني والعابد وشكري القوتلي ، وأكرادٌ ، كحسني الزعيم والشيشكلي ، واستلم فارس الخوري منصب رئيس الوزراء يوما ما . وكان هنالك رُتَبٌ من الضباط الأمراء من كافة الطوائف والأعراق ، عرب وأكراد ودروز وتركمان وآشوريين ومسيحيين وأرمن وغيرهم . وكان التعليم حقا للجميع ، والتوظيف حقا للجميع ، والتملك حقا للجميع ... لم يكن أي سوري يشعر بأنه في المواطنة دون الآخرين ، فالكل في هذا الحق على قدم النصفة والمساواة ...
فلما حَكَمَ حافظ الأسد ، تبنَّى المبدأ الطائفي ، وعَمِلَ على إرساء قواعد التفرقة العنصرية ، والتمييز الطائفي ، فاحتضن أبناء القرداحة من الطائفة النصيرية ، ولم يدَّخِرْ جُهداً في إلقاء بذور العداوة والبغضاء بين المُكوِّنات الاجتماعية الأخرى ، فراح يحرش ما بين العرب والأكراد في منطقة الجزيرة شرق سوريا ، وأثار حفيظة سكان المدن على أهل القرى والأرياف . بل ولعب على وتر التفريق بين المدن المتعددة ، فصار الشامي والحلبي يتبادلان الكراهية ، وصار الحمصي والحموي كذلك ، وصار يحرش ما بين القبائل ، فيقرب شيخ قبيلة ويبعد آخر ، ثم يعكس الأمر بعد حين ، فيقرب البعيد ، ويبعد القريب . وحتى لعب على التفريق بين رجال الدين أنفسهم ، فتارة يضخم صهيب الشامي ، ويحجم أحمد حسون ، وتارة يرفع الأخير ويخفض الأول ، وربما قدم شيخا سنيا على نصيري ، مثال ذلك ما فعله المقبور حافظ ، حين أوصى أن يصلي عليه البوطي بعد موته .. فلما مات الأسد الأب ، حُمِلَ البوطي بطائرة من دمشق إلى القرداحة ، وقد استطاعت عدسة التلفزيون أن تلتقط صورةً ليدٍ امتدَّتْ من الخَلْفٍ ، فأخَّرتْ الشيخَ النصيري فضل غزال الذي أراد أن يصلي على الأسد ، وقُدِّمَ البوطيُّ فصلَّى عليه .. وقد أحدثت هذه الواقعة ضجةً كبيرة في الوسط النصيري آنذاك ... وهكذا كانت خطةُ حافظ الأسد ، وقد أوصى بها ولده من بعده ، ليكون آل الأسد هم الملاذ الأول والأخير، لدى كل أفراد الشعب السوري وأطيافه .
ونرجع الآن إلى صُلب الموضوع ، فنقول للإخوة الأكراد ، والعلويين ، والدروز ، والتركمان ، والمسيحيين ، والأرمن السريان ، والآشوريين .. وكافة مكونات المجتمع السوري : إن وحدة التراب السوري خط أحمر ، ولن نسمح بالعبث به لأي كان ، نعم أيها الإخوة ، لن نسمح لأي مُكوِّنٍ سوري خاصٍّ أن ينفصل عن الجسد السوري العام .
لقد حاولتْ فرنسا ذلك ، وفَشِلَ مشروعها ، ويحاول الأسد الابن اليوم أن يوجه السفينة باتجاهه المريب ، ويعزفَ على الوتر الطائفي ، ويدفعَ إلى تأجيج حرب أهلية ، ليكون لديه ذريعةٌ إلى المطالبة بإقامةِ دُوَيلةٍ علوية في الساحل السوري ، على غرار المخطط الفرنسي لسوريا المقسمة المجزأة إلى دويلات هزيلة ، ذلك المخطط الذي أحبطه عقلاء السوريين آنذاك ، وأبوا إلا التعايش في ظل وطن واحد ، ينعم الجميع فيه ، بالقوة والعزة ، والحرية والكرامة ، والعدل والمساواة .
يا أبناء سوريا من كافة الأطياف :
إنَّ قَدَرَنا أنْ نكونَ وإياكم إخوةً في الوطن ، وأحياناً إخوة في الدين ، فلا تسمعوا لأيِّ صوتٍ نشازٍ يدعوكم إلى الانفصال والتَّشَرذُم . لقد ذَهَبَتِ الدعواتُ العنصريةُ أدراجَ الرياح ، وعفَّى عليها الزمنُ ، وتبين للشعوب أنَّ تلك الدعواتِ ما أُريدَ بها وجهُ الله ، ولا مصلحةُ الشعوب . وإنما أريدَ بها تفريقُ الأمة خدمةً للاستعمار ، الذي ما زال يحاولُ أنْ يُقسِّمَ المُقسَّم ، ويُجزِّئَ المجزأ ، خدمةُ لإسرائيل .
أيها الإخوة الأكراد :
إنَّ القائدَ الكردي صلاح الدين ، كان ولا يزال أحدَ رموز الأمة وعظمائها الكبار ، أتدرون بماذا استحق صلاح الدين هذه المكانة الرفيعة لدى العرب والمسلمين ؟ لقد فاز بهذا الاستحقاق ، يوم وحَّدَ ما بين مصر والشام ، فحارب بالأمَّة المُوحَّدة ، جيوشَ الصليبيين المتفرقة ، فهزمهم ، وانتزع الساحل السوري والمسجد الأقصى من براثنهم ، بعد احتلال طويل .
أيها الإخوة الأقليات :
تذكروا أن منكم في هذا الوطن السوري ، سلطان باشا الأطرش الدرزي ، وشكيب أرسلان الدرزي ، والشيخ صالح العلي العلوي ، وفارس الخوري المسيحي ... ولم يكن واحد من هؤلاء داعيةَ لفُرقةٍ ، ولا مُتبنِّياً مشروعَ انفصال ، وإنما كانوا سوريين .. سوريين ، وكَفَى .. ولذلك كتب لهم المجد والخلود ، واستحقوا حبَّ السوريين واحترامهم وتقديرهم على ممر الزمن ، وقد دونهم التاريخ في صفحات ناصعة البياض ، وزين هاماتهم بتيجان الغار .
أيها الإخوة السوريون جميعا :
إنَّ أيَّ خلافٍ يُثارُ الآن بيننا ، لن يَخدِمَ سوى عدوِّنا المشترك بشار الأسد وعصابته المجرمة . فلنوحِّدْ جهودنا على إسقاطه ، لننعم جميعا بالتعايش معا ، كما يتعايش أبناء الوطن الأسوياء ، إخوةً في الوطن ، همُّهم واحد ، وأهدافُهم واحدة ، وتطلُّعاتُهم واحدة . قال تعالى :
( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) صدق الله العظيم
بقلم : أبو ياسر السوري
هذا الموضوعُ مُهمٌّ للغاية ، ويَحسُنُ أن تُسلَّط عليه الأضواء ، وتُوضَعَ فيه النقاطُ على الحروف . لأنَّ إهمالَه يُساعد الانتهازيين على خَلْطِ الأوراق ، واستغلال الثورة ، والانحرافِ بها عن خطها السَّوِيّ ، إلى نهايةٍ لا تريدها الثورة ، وأهداف لم تَقُمْ من أجلها .
لقد قامت الثورةُ للإطاحة برموز الفساد والاستبداد في سوريا ، ليُستبدَلَ بهم حكومةٌ ديمقراطية ، تُقدِّسُ مبادئَ الحرية والكرامة ، وتؤمنُ بالعدالة والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات . وتَرفَعُ عن المواطنين السوريين كل مظاهر الظلم والقهر والإذلال والتمييز والإقصاء ، وأنْ لا يُقدَّمَ أحدٌ لمحسوبيته ، وأن لا يُؤخَّرَ أحدٌ لِعَدَمِهَا . وأنْ يعودَ السوريون إلى ما قبل الحُقبة الأسدية المظلمة ، وتعود سوريا لكل السوريين ، لا فرق فيها بين أي مُكوِّنٍ وآخر من مكونات الطيف السوري المتنوع .
لقد جلس على كرسي الرئاسة السوري ، عربٌ كتاج الدين الحسيني والعابد وشكري القوتلي ، وأكرادٌ ، كحسني الزعيم والشيشكلي ، واستلم فارس الخوري منصب رئيس الوزراء يوما ما . وكان هنالك رُتَبٌ من الضباط الأمراء من كافة الطوائف والأعراق ، عرب وأكراد ودروز وتركمان وآشوريين ومسيحيين وأرمن وغيرهم . وكان التعليم حقا للجميع ، والتوظيف حقا للجميع ، والتملك حقا للجميع ... لم يكن أي سوري يشعر بأنه في المواطنة دون الآخرين ، فالكل في هذا الحق على قدم النصفة والمساواة ...
فلما حَكَمَ حافظ الأسد ، تبنَّى المبدأ الطائفي ، وعَمِلَ على إرساء قواعد التفرقة العنصرية ، والتمييز الطائفي ، فاحتضن أبناء القرداحة من الطائفة النصيرية ، ولم يدَّخِرْ جُهداً في إلقاء بذور العداوة والبغضاء بين المُكوِّنات الاجتماعية الأخرى ، فراح يحرش ما بين العرب والأكراد في منطقة الجزيرة شرق سوريا ، وأثار حفيظة سكان المدن على أهل القرى والأرياف . بل ولعب على وتر التفريق بين المدن المتعددة ، فصار الشامي والحلبي يتبادلان الكراهية ، وصار الحمصي والحموي كذلك ، وصار يحرش ما بين القبائل ، فيقرب شيخ قبيلة ويبعد آخر ، ثم يعكس الأمر بعد حين ، فيقرب البعيد ، ويبعد القريب . وحتى لعب على التفريق بين رجال الدين أنفسهم ، فتارة يضخم صهيب الشامي ، ويحجم أحمد حسون ، وتارة يرفع الأخير ويخفض الأول ، وربما قدم شيخا سنيا على نصيري ، مثال ذلك ما فعله المقبور حافظ ، حين أوصى أن يصلي عليه البوطي بعد موته .. فلما مات الأسد الأب ، حُمِلَ البوطي بطائرة من دمشق إلى القرداحة ، وقد استطاعت عدسة التلفزيون أن تلتقط صورةً ليدٍ امتدَّتْ من الخَلْفٍ ، فأخَّرتْ الشيخَ النصيري فضل غزال الذي أراد أن يصلي على الأسد ، وقُدِّمَ البوطيُّ فصلَّى عليه .. وقد أحدثت هذه الواقعة ضجةً كبيرة في الوسط النصيري آنذاك ... وهكذا كانت خطةُ حافظ الأسد ، وقد أوصى بها ولده من بعده ، ليكون آل الأسد هم الملاذ الأول والأخير، لدى كل أفراد الشعب السوري وأطيافه .
ونرجع الآن إلى صُلب الموضوع ، فنقول للإخوة الأكراد ، والعلويين ، والدروز ، والتركمان ، والمسيحيين ، والأرمن السريان ، والآشوريين .. وكافة مكونات المجتمع السوري : إن وحدة التراب السوري خط أحمر ، ولن نسمح بالعبث به لأي كان ، نعم أيها الإخوة ، لن نسمح لأي مُكوِّنٍ سوري خاصٍّ أن ينفصل عن الجسد السوري العام .
لقد حاولتْ فرنسا ذلك ، وفَشِلَ مشروعها ، ويحاول الأسد الابن اليوم أن يوجه السفينة باتجاهه المريب ، ويعزفَ على الوتر الطائفي ، ويدفعَ إلى تأجيج حرب أهلية ، ليكون لديه ذريعةٌ إلى المطالبة بإقامةِ دُوَيلةٍ علوية في الساحل السوري ، على غرار المخطط الفرنسي لسوريا المقسمة المجزأة إلى دويلات هزيلة ، ذلك المخطط الذي أحبطه عقلاء السوريين آنذاك ، وأبوا إلا التعايش في ظل وطن واحد ، ينعم الجميع فيه ، بالقوة والعزة ، والحرية والكرامة ، والعدل والمساواة .
يا أبناء سوريا من كافة الأطياف :
إنَّ قَدَرَنا أنْ نكونَ وإياكم إخوةً في الوطن ، وأحياناً إخوة في الدين ، فلا تسمعوا لأيِّ صوتٍ نشازٍ يدعوكم إلى الانفصال والتَّشَرذُم . لقد ذَهَبَتِ الدعواتُ العنصريةُ أدراجَ الرياح ، وعفَّى عليها الزمنُ ، وتبين للشعوب أنَّ تلك الدعواتِ ما أُريدَ بها وجهُ الله ، ولا مصلحةُ الشعوب . وإنما أريدَ بها تفريقُ الأمة خدمةً للاستعمار ، الذي ما زال يحاولُ أنْ يُقسِّمَ المُقسَّم ، ويُجزِّئَ المجزأ ، خدمةُ لإسرائيل .
أيها الإخوة الأكراد :
إنَّ القائدَ الكردي صلاح الدين ، كان ولا يزال أحدَ رموز الأمة وعظمائها الكبار ، أتدرون بماذا استحق صلاح الدين هذه المكانة الرفيعة لدى العرب والمسلمين ؟ لقد فاز بهذا الاستحقاق ، يوم وحَّدَ ما بين مصر والشام ، فحارب بالأمَّة المُوحَّدة ، جيوشَ الصليبيين المتفرقة ، فهزمهم ، وانتزع الساحل السوري والمسجد الأقصى من براثنهم ، بعد احتلال طويل .
أيها الإخوة الأقليات :
تذكروا أن منكم في هذا الوطن السوري ، سلطان باشا الأطرش الدرزي ، وشكيب أرسلان الدرزي ، والشيخ صالح العلي العلوي ، وفارس الخوري المسيحي ... ولم يكن واحد من هؤلاء داعيةَ لفُرقةٍ ، ولا مُتبنِّياً مشروعَ انفصال ، وإنما كانوا سوريين .. سوريين ، وكَفَى .. ولذلك كتب لهم المجد والخلود ، واستحقوا حبَّ السوريين واحترامهم وتقديرهم على ممر الزمن ، وقد دونهم التاريخ في صفحات ناصعة البياض ، وزين هاماتهم بتيجان الغار .
أيها الإخوة السوريون جميعا :
إنَّ أيَّ خلافٍ يُثارُ الآن بيننا ، لن يَخدِمَ سوى عدوِّنا المشترك بشار الأسد وعصابته المجرمة . فلنوحِّدْ جهودنا على إسقاطه ، لننعم جميعا بالتعايش معا ، كما يتعايش أبناء الوطن الأسوياء ، إخوةً في الوطن ، همُّهم واحد ، وأهدافُهم واحدة ، وتطلُّعاتُهم واحدة . قال تعالى :
( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) صدق الله العظيم