خطة عصابة الاجرام: تفجيرات، فحواجز إسمنتية ثم مؤتمر للمصالحة و التقسيم و تبادل الاراضي
بعد ان يئست عصابة الاجرام الاسدية من اخضاع الناس و تركيعهم تحت الحذاء العسكري، و بعد ان فقدت الامل في اشعال حرب طائفية عمياء داخل سوريا او خارجها، هاهي تقوم باصطناع نسخة سورية من الحرب اللبنانية حتى لو كان الموضوع هو حرب من طرف واحد، و هو النظام المجرم الذي يصطنع الحرب على نفسه.
فعصابة بشار قد اتبعت، و منذ البداية، قصة الحرب الطائفية حتى تحتفظ لنفسها بحق حماية الاقليات، و بذلك تعطي لنفسها الشرعية بانها هي حجر القبان في المعادلة الطائفية. و لما فشلت عصابة الاسد في اشعال الحرب الطائفية في حمص، و حصل التدخل الدولي، قررت عصابة الاسد صنع خطوط تماس و تقسيم داخل المدن الرئيسية. بحيث تجمع قواتها و اسلحتها و اجهزتها الامنية داخل بعض الاحياء الاستراتيجية في تلك المدن بحجة ان المقرات الامنية و اجهزة الدولة الحساسة لا يمكن حمايتها من الارهابيين الا بهذه الطريقة. و لتعزيز هذه الصورة، فعصابة الاسد تقوم بترسيخ فكرة و شرعية الحواجز الامنية و الاسوار الإسمنتية و هو نفس الاسلوب الذي تتبعه اسرائيل في الاراضي المحتلة، و هو نفس الاسلوب اللعين الذي قام به الحكم الطائفي العفن في العراق.
و لذلك فهي تريد ان يصبح منظر الحواجز الامنية و الاسوار الاسمنتية منظراً مألوفاً لدى الشعب و لدى العالم، و تبقى كمية القتل و الاعتقال اليومية هي محور التفاوض، بدلاً من تنفيذ البنود الست لخطة عنان. و طبعاً، سيطبق نظام الاسد نفس اساليب اسرائيل في التضييق على الناس و خنقهم وراء الاسوار و الحواجز، في نفس الوقت الذي يوسع فيه المنطقة العازلة حول الاسوار و عمليات الابتزاز اليومية التي يقوم بها. طبعاً يتوقع النظام السوري ان يقوم الناس بالرد عليه بالصواريخ من خلف الاسوار (على طريقة اهل غزة)، و ان لم يقوم الناس بذلك، فهو سيفتعل اطلاق صواريخ على نفسه. و عندها سيقوم النظام بتكرار القصف العشوائي العنيف على الاحياء خارج السور، تحت نفس ذريعة اسرائيل بالدفاع عن النفس.
و مع وجود التدخل و الوساطة الدولية، التي ستطلب من النظام "ان يطول باله"، عندها سيقوم نظام الاسد بعملية مساومة يحاول ان يتبادل فيها الاراضي في دمشق و حلب و حمص، مع اراضي في الشريط الساحلي و الاراضي و الاحياء في حمص التي يمكن ضمها الى الشريط الحدودي مع لبنان.
و طبعاً، بالتنسيق مع اسرائيل و افتعال مسرحيات حربية جديدة مع حزب الله و ايران، سيتحرك حزب الله مع اسلحته و صواريخه الى المناطق الشمالية من لبنان و يتوحد مع اصدقائه و احبابه المجرمين.
يمكننا ان نتوقع اتفاقية تشبه اتفاقية دايتون للسلام، التي انهت بشكل عملي وجود البوسنة و الهرسك، و وزعت التركة على الصرب و الكروات، كما طردت و حاربت كل الشرفاء الذين سعوا لصد الهجوم الصربي الاجرامي على الناس. فإذا كنا نعلم الان من هم الصرب في سوريا، فمن سيقوم بدور الكروات؟
و لكن مع كل هذا، فان نظام العصابة الاسدية قد ارتكب عدداً من الاخطاء، و التي ربما تعيقه عن تنفيذ خطته التقسيمية الاجرامية، و منها:
1- لم يقم النظام الاسدي باي تفجيرات اثناء عملية الانتخابات الاخيرة، مما دل على الفاعل الحقيقي للتفجيرات.
2- لم يقم النظام بالافراج عن المعتقلين و الذين قد يسحبهم (او يدفنهم) في المناطق الامنية المعزولة.
3- قام النظام بالاعتداء الاجرامي على جامعة حلب، مما اظهر استخفافه بالشعب و بمؤسسات الدولة.
4- لم يقم النظام بتنمية قرى و مناطق العلويين التي ينوي الانسحاب اليها، بل ركز اهتمامه على جلب جزء من العلويين الى المدن الرئيسية، و تسليمهم الوظائف في الجيش و الحكومة التي يقومون من خلالها بالسلبطة على الناس و التحكم في التجارة عن طريق الفساد و التهريب. و لذلك فان نتيجة التقسيم ستكون افقار شديد لمناطق العلويين، و التي تستلزم استثمارات ضخمة قد لا تكون متوفرة عند حزب الله و عند ايران لا سيما بعد الهجوم الاسرائيلي المتوقع هذا الصيف.
5- على الرغم من وجود التحالف الوثيق بين الشيعة و بين القيادات العلوية، الا ان هذا التحالف قد انبنى في اجواء كانت للعلويين اليد العليا على الشيعة، و لان الشيعة قد تعودوا النفاق و التقية في التعامل، فهم لم يظهروا حقيقتهم المتزمتة المتنطعة للعلويين. و لكن عندما تنقلب الامور و يصبح العلويين تحت سلطة القيادات المتزمتة الشيعية في لبنان و ايران، فهم لن يستطيعوا التأقلم مع هذا الواقع الجديد، و سرعان ما سيطلبون التدخل الاسرائيلي لإنهاء سلطة الشيعة عليهم. طبعاً اسرائيل لن تتدخل في الازمة العلوية الشيعية، لانها تريد تدمير الاسلحة الثقيلة و الصواريخ التي بيد الطرفين.
ثم ستتدخل اسرائيل لنصرة العلويين بعد ان يكون حزب الله قد انهك و تحول الى حركة سياسية تحاول الوصول من جديد الى الصدارة عن طريق النفاق و التقية. و لكن المضحك المبكي، ان اسرائيل ستكون هي الرابح الاوحد، لانها ستستولي على غاز البحر المتوسط، و سترتاح من صداع حزب الله، و الجولان في يدها، و ربما تحتاج الى التوسع و ضم المزيد من الاراضي و هي لن تستحي من اجتياح اراضي حلفائها الضعفاء، و عند ذلك سيترك العلويين ليواجهوا مصيراً كئيباً وسط كل الاعداء الذين صنعوهم لانفسهم.
فهل من متعظ؟