حقد صفوي منهجي في سوريا



حسان العمر


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم


قد يتسائل البعض ما هذا الحقد الذي نراه يمارس من العصابة الصفوية الحاكمة في سوريا فهم لم يتركوا شيئا من حقدهم و إجرامهم و لم يسلم أحدا منهم لا طفل و لا شيخ و لا امرأة و لا رجل و لا صغير و لا كبير و لا الشجر و لا الحجر إنه القتل لمجرد القتل و ليس القتل من أجل الإنتصار بالمعركة فمن الطبيعي عندما يخوض طرفا ما حربا ضد طرف آخر لا يهدف الى القتل لمجرد القتل إلا اذا كان المقصود هو التطهير العرقي أو الطائفي و هو ما يحدث في سوريا و يكون الباعث عليه هو الحقد الشديد و الإنتقام و ليس النصر بالمعركة.

فنحن نرى العصابات الصفوية الحاكمة في سوريا تقتل الجميع و بطريقة بشعة فمن ذبح العوائل بأكملها ذبحا من الطفل الصغير و الرضيع الى النساء و الرجال الى تتبع الجرحى بالمستشفيات و اعتقالهم و قتلهم رغم علمهم أن الكثير منهم ليس له علاقة حتى بالتظاهر و الى قصف الأحياء بشدة في محاولة لقتل اكبر عدد ممكن من العوائل الآمنة في بيوتها كما حدث بحي الخالدية و بابا عمرو و الرستن و الحميدية في حماة و غيرها من أحياء حمص و قرى حوران و إدلب و ديرالزور الى منع العوائل من الخروج من الأحياء المستهدفة حتى يقتلوا فيها و كذلك منع الطعام و الماء والأدوية و الوقود للتدفئة مع دخول البيوت و حرق البطانيات ايضا حتى من لم يمت بالرصاص و القذائف و الجوع فليمت بردا.

إنهم يريدون القتل و القتل فقط يريدون أن ينتقموا أن يفرغوا حقدهم بالقتل للاطفال و النساء و الشباب و الشيوخ سواء بالقذائف او الرصاص او البرد او الجوع او العطش .

إنه الحقد الكبير على اهل السنة فهم لا يكتفون حتى بالقتل بل بالتمثيل بالجثث و التمثيل بالأحياء قبل الأموات و هذا ما نشاهده من جرائم فظيعة حدثت في حماة و غيرها بالثمانينات من القتل البشع و بعشرات الألآف لأهل السنة من أهل حماة و غيرها من المدن الى التمثيل الفظيع بالأحياء و الأموات الآن كما حدث مع حمزة الخطيب و غيره الكثير من الذين وقعوا بيد مجرم لا يعرف غير الحقد دينا له.

فما رأينا التمثيل و التعذيب أو القتل باستخدام المثقاب الكهربائي و الحوامض الكيميائية إلا على يد الصفويين في إيران الذين كانوا يمثلون و يقتلون الأسرى العراقيين بالحرب العراقية الإيرانية بطريقة بشعة و هذا ما رواه الأسرى المحررين من هؤلاء و الكل يعلم أن ثقافة الدريل أو المثقاب الكهربائي و التمثيل الفظيع بالجثث للمعتقلين كان نصيب أهل السنة بالعراق من الصفويين أيضا فقد ارتكبوا الفظائع بأهل السنة و أظهروا حقدا غريبا جدا بطريقة القتل و التصفية لأهل السنة بالعراق و هذا ما نراه يتكرر في سوريا اليوم من هذه الطريقة البشعة بالقتل .

و هذا القتل لمجرد القتل في سوريا و الذي قبله في إيران و العراق نابع من مدرسة واحدة هي المدرسة الصفوية الشيعية و هذا ما يؤكد ايضا ان اليد التي قتلت أهل السنة بالعراق بالأمس هي من يقتلهم اليوم في سوريا .

قد يستغرب الكثير من هذه الطريقة بالقتل و من هذا الحقد من أين اتوا به و كيف يمكن لإنسان أن يفعل ذلك بإنسان بين يديه قد لا يعرف حتى لماذا يقتله هؤلاء و
لكن الغرابة قد تزول إذا علمنا أن دينا بني على الحقد و الثأر من الطفولة و حتى الكهولة دينا بني على عقيدة الثأر من أحفاد من قتل الحسين حسب زعمهم و هم أهل السنة كل اهل السنة فإذا كان الطفل يتربى و يرضع هذا الحقد بالمعابد الخاصة بهؤلاء الصفويين فهذا بالنتيجة أدى الى أن يظهر حقده عندما تتاح له الفرصة و هذا ما يفسر القتل و التعذيب و التمثيل الذي يقوم به الكثير من هؤلاء المجرمين الذين لم يسمع البشر بمثل جرائمهم يوما.

و مع كون الحقد الكبير أحد أسباب جرائم هؤلاء الرئيسية بالعراق سابقا و اليوم في سوريا و لكنهم يفعلون ذلك لأسباب استراتيجية أيضا من وجهة نظري فهم بهذه الطريقة بالقتل بالعراق كان المقصود منها نشر الرعب و الخوف بين أهل السنة لتهجيرهم من العراق و هذه الطريقة استخدمتها العصابات الصهيونية في فلسطين من قبل لنشر الرعب بين الفلسطينين و تهجيرهم كما حدث في مجزرة دير ياسين و غيرها فهم من مدرسة واحدة لا بل العصابات الضهيونية اكثر رحمة و شرفا من هؤلاء الصفويين بكثير.

و الصفويين الآن يهدفون الى تهجير أكبر قدر ممكن من أهل السنة من سوريا لذلك يستخدمون القتل و التمثيل و التعذيب لإرهاب الناس و نشر الخوف فيهم فيهربون تاركين بيوتهم و مناطقهم مما يتيح الفرصة لإسكان أكبر قدر ممكن من المستوطنين الصفويين في مناطقهم بالمستقبل حال انتصارهم كما يخططون.

و قد يكون التركيز على حمص فضلا عن أنها عاصمة الثورة السورية و فيها النشاط الأكبر و لموقعها الإستراتيجي فهم أيضا قد يكونوا يهدفون أن تكون ضمن الدولة العلوية التي يخطط النظام لإنشائها في حال لو فشل بالإحتفاظ بكل سوريا.

لذلك نرجو التنبه لهذا المخطط الذي قد يكون واقعا بالمستقبل إذا لم نفهم ماذا يريدون كما حدث لأهل السنة بالعراق من قبل.

فمن هذا يجب أن يعلم أهل سوريا أيضا أنه لا مجال أبدا للتراجع عن هذه الثورة فكلفتها فيما لو فشلت سوف تكون أكبر بكثير من حال نجاجها و ان كنا متأكدين تقريبا من فشل مخططاتهم فالشام أرض مباركة باركها الله و جعلها بلاد الإيمان و الإسلام فلن يكون للظالمين و الكافرين عليها سبيلا فهي سوف تعود بعون الله و التوكل عليه قريبا معقل المسلمين تشع نورا الى العالم كما كانت بالسابق و بنصرة الله لنا وعونه مع الإستمرار بالثورة و الصبر سوف يكون أهل سوريا أهل الإسلام هم أهل الحكم بالبلاد و الحمد لله رب العالمين