الصندوق الانتخابي في الدول الديمقراطية هو وحده من دون سواه العنصر الحاسم في
تحديد اتجاهات ورغبات الرأي العام في اختيار من يمثلهم لأي منصب من مناصب
الدولة أو المجتمع. وعام 2012 هو من أكثر أعوام حسم الانتخابات في التاريخ
المعاصر في ظل أزمة اقتصادية عالمية، وفي ظل عالم يزداد فيه الوعي
الانتخابي وتعلو فيه مقاييس الحكم على المرشحين وسط غابة متوحشة من وسائل
الإعلام التقليدية أو الحديثة.
وما بين انتخابات في الصين، ورئيس جديد في ألمانيا، ودخول القيصر بوتين
إلى الكرملين مرة أخرى واحتمال خروج ساركوزي من الإليزيه ودخول أولاند
والحزب الاشتراكي إلى كرسي الحكم لأول مرة منذ عام 1994، يبدو العالم كله
كأنه يتقلب على صفيح ساخن! واليوم هناك حيرة في واشنطن حول الرئيس المقبل،
وسخونة في إيران حول الانتخابات التشريعية، وغموض وقلق وخوف في مصر حول شخص
الرئيس الآتي من ضمن 13 منافسا.
كل ذلك له معنى سواء كنت معه أو ضده، سواء كنت جمهوريا أو ديمقراطيا،
سواء كنت مع ساركوزي أو ضده، سواء كنت إسلاميا أو محافظا أو ليبراليا في
الحالة المصرية، لكن الانتخابات الوحيدة التي لا معنى لها، هي الانتخابات
البرلمانية في سوريا التي تبدأ اليوم (الاثنين) على وقع قنابل المدفعية
الثقيلة وطلقات الهاون والنشاط الدموي لشبيحة النظام.
أي انتخابات في ظل أنهار من الدماء تنزف على مدار 14 شهرا؟!
أي انتخابات المفروض أنها في عرف الديمقراطية تقوم على حرية الاختيار
الحر المباشر للمواطن في اختيار ممثليه، بينما البلاد والعباد يتم حكمهم
بالحديد والنار، ويتم قهر إرادتهم بكل أدوات الدمار والخراب والقتل
والتنكيل!
لا بد أن تتوقف هذه المهزلة التي لا يصدقها أي إنسان سوى نظام الحكم
وحده الذي لم تصل إليه أصوات وصراخ المتظاهرين في محيط وسط العاصمة دمشق!
يا لها من فاتورة باهظة التكاليف حينما يصر فيها نظام الحكم على الإنكار
الكامل بوجود مجازر ويقوم باختراع تمثيلية انتخابات برلمانية لن يذهب
إليها أحد!
قد تستطيع أن تكذب على بعض الناس بعض الوقت، لكنك بالتأكيد لن تستطيع أن تكذب على كل الناس طوال الوقت.
هل يتخيل النظام في سوريا أن شهداء حماه وحمص وجسر الشغور وإدلب وبابا عمرو وريف دمشق، سوف يذهبون للتصويت؟!
لك الله يا سوريا!
عماد الدين أديب
تحديد اتجاهات ورغبات الرأي العام في اختيار من يمثلهم لأي منصب من مناصب
الدولة أو المجتمع. وعام 2012 هو من أكثر أعوام حسم الانتخابات في التاريخ
المعاصر في ظل أزمة اقتصادية عالمية، وفي ظل عالم يزداد فيه الوعي
الانتخابي وتعلو فيه مقاييس الحكم على المرشحين وسط غابة متوحشة من وسائل
الإعلام التقليدية أو الحديثة.
وما بين انتخابات في الصين، ورئيس جديد في ألمانيا، ودخول القيصر بوتين
إلى الكرملين مرة أخرى واحتمال خروج ساركوزي من الإليزيه ودخول أولاند
والحزب الاشتراكي إلى كرسي الحكم لأول مرة منذ عام 1994، يبدو العالم كله
كأنه يتقلب على صفيح ساخن! واليوم هناك حيرة في واشنطن حول الرئيس المقبل،
وسخونة في إيران حول الانتخابات التشريعية، وغموض وقلق وخوف في مصر حول شخص
الرئيس الآتي من ضمن 13 منافسا.
كل ذلك له معنى سواء كنت معه أو ضده، سواء كنت جمهوريا أو ديمقراطيا،
سواء كنت مع ساركوزي أو ضده، سواء كنت إسلاميا أو محافظا أو ليبراليا في
الحالة المصرية، لكن الانتخابات الوحيدة التي لا معنى لها، هي الانتخابات
البرلمانية في سوريا التي تبدأ اليوم (الاثنين) على وقع قنابل المدفعية
الثقيلة وطلقات الهاون والنشاط الدموي لشبيحة النظام.
أي انتخابات في ظل أنهار من الدماء تنزف على مدار 14 شهرا؟!
أي انتخابات المفروض أنها في عرف الديمقراطية تقوم على حرية الاختيار
الحر المباشر للمواطن في اختيار ممثليه، بينما البلاد والعباد يتم حكمهم
بالحديد والنار، ويتم قهر إرادتهم بكل أدوات الدمار والخراب والقتل
والتنكيل!
لا بد أن تتوقف هذه المهزلة التي لا يصدقها أي إنسان سوى نظام الحكم
وحده الذي لم تصل إليه أصوات وصراخ المتظاهرين في محيط وسط العاصمة دمشق!
يا لها من فاتورة باهظة التكاليف حينما يصر فيها نظام الحكم على الإنكار
الكامل بوجود مجازر ويقوم باختراع تمثيلية انتخابات برلمانية لن يذهب
إليها أحد!
قد تستطيع أن تكذب على بعض الناس بعض الوقت، لكنك بالتأكيد لن تستطيع أن تكذب على كل الناس طوال الوقت.
هل يتخيل النظام في سوريا أن شهداء حماه وحمص وجسر الشغور وإدلب وبابا عمرو وريف دمشق، سوف يذهبون للتصويت؟!
لك الله يا سوريا!
عماد الدين أديب