بعد أن هجرت حي كرم الزيتون قسرا نتيجة القصف المتواصل عليه
كشف شريط فيديو بثه ناشطون سوريون على موقع «يوتيوب» مجزرة جديدة
ارتكبتها عناصر «الشبيحة» الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، داخل
أحد المنازل في حي كرم الزيتون الواقع في جنوب مدينة حمص. ويُظهر الشريط
جثث سبعة أفراد من عائلة واحدة، تضم الأب والأم وأطفالهما الخمسة، وبينهم
طفل لا يتجاوز السنوات الثلاث من عمره.
وأشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» إلى أن «المجزرة حصلت يوم
الثلاثاء الفائت وتم الكشف عنها أمس»، وأوضحت أن «العائلة كانت قد عادت إلى
منزلها لتفقده بعد أن هجرته قسرا نتيجة القصف المتواصل عليه وعلى أحياء
حمص القديمة كافة، وأن مجموعة من شبيحة النظام كانت لها بالمرصاد، وقامت
بتصفية جميع أفرادها رميا بالرصاص الحي».
وكان حي كرم الزيتون قد شهد في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي مجزرة
مروّعة راح ضحيتها ما يقارب 40 ضحية، حيث هاجمت عناصر تابعة للنظام السوري،
بعد سقوط الحي بيد الجيش النظامي، عائلات آمنة وارتكبت بحقها مجازر وحشية،
وصفها بعض أقطاب المعارضة السورية بأنها «طائفية»، وهدفت إلى «تهجير»
أهالي حمص، المدينة ذات الغالبية السنية.
وقال علاء، وهو أحد الناشطين الذين فرّوا من الحي في وقت سابق بسبب
اقتحامه من قبل الجيش النظامي، لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه المجزرة ليست
الأولى، إذ ارتكبت أعمال قتل وتصفية وتعذيب وتنكيل لم نستطع توثيقها كلها»،
مشيرا إلى أن «حي كرم الزيتون قدّم حتى الآن أكثر من 100 شهيد ومائتي
جريح، إضافة إلى عدد كبير جدا من المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب في سجون
نظام الأسد».
وتعرض الحي، الذي تحوّل مع بداية «الثورة» السورية إلى بؤرة للتظاهر ضد
نظام الأسد، إلى قصف عنيف مرات عدة، حيث احترق قسم كبير من محاله وكُسرت
السيارات كما تهدمت أجزاء من بيوته، وفق الناشط الذي يلفت إلى أن الحي
«تعرّض لهجمة شرسة أثناء الهجوم الأسدي على حمص، فبعد محاصرته من جهات باب
الدريب وشارع الستين وحي عشيرة وطريق الأوراس ومغسل اليمامة، تمركز الشبيحة
بحماية الحواجز الأمنية في الجهة الجنوبية منه، ثم دخلوا إليه ليعيثوا
فسادا، واعتقلوا وخربوا وأهانوا الأهالي». وأكد أنه «لم يظهر للناس إلا
القليل مما حصل لهذا الحي، حيث مرت شهور بأكملها على فقدان الكهرباء في
الحي والاتصالات الأرضية، التي لا يزال أغلبها مقطوعا ونادرا ما تعمل
الهواتف الخليوية».
يشار إلى أن حي كرم الزيتون يقع جنوب مدينة حمص، بعد حي باب الدريب،
وخلف باب السباع باتجاه الشرق، وكان من أوائل الأحياء التي انضمت إلى
الثورة السورية وطالب أهله برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.