تساءل الكاتب الأميركي ريتشارد كوهين “إلى متى ينتظر السوريون؟” قبل أن
يتدخل المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة لإنهاء الأزمة التي أسفرت
حسب إحصاءات رسمية عن مقتل أكثر من تسعة آلاف حتى الآن.
وقال في مقال بصحيفة واشنطن بوست: يبدو أن الولايات المتحدة لديها خطتان تجاه ما قد يتحول بسرعة متناهية إلى حرب أهلية في سوريا.
الخطة “أ” تقضي بالدعوة إلى تنفيذ كامل لمقترحات مبعوث الأمم المتحدة
وجامعة الدول العربية كوفي أنان، والتعاون الكامل من قبل الرئيس السوري
بشار الأسد الذي يتعين عليه أن يتخلى عن جزء من السلطة لصالح المعارضة.
أما الخطة “ب” -وفق كوهين- فتنطوي على رد عسكري عبر القوة الجوية، ولكن
الوصول إلى هذه الخطة يتطلب الفشل الكامل للخطة الأولى ومقتل المزيد من
السوريين.
وبعد تساؤله عن العدد اللازم الذي ينبغي أن يقضي قبل أن تتدخل الولايات
المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) وتركيا والسعودية، يستند الكاتب إلى
وكالة أنباء بلومبيرغ التي قالت إن أكثر من خمسمائة قتلوا منذ بدء سريان
وقف إطلاق النار يوم 12 أبريل/ نيسان، يخلص إلى أن وقف إطلاق النار بمستواه
الحالي بات أكبر من أن تحتويه الجهود الحالية لوقفه.
ولكنه يحذر من أن الوقت لا يصب في صالح ما وصفه بالاعتدال، قائلا: كلما
طال أمد القتل ازداد تطرف القوات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد.
فالنخبة المثقفة التي دعمت في بادئ الأمر الحركة المناهضة للنظام
-والكلام لكوهين- سيهمشها “متطرفون إسلاميون”، وهم متطوعون من دول عربية
مجاورة لا يحتملون الأسد ولا علمانيته.
وفي إشارة إلى قيام والده حافظ الأسد بقتل نحو عشرين ألفا من الإخوان
المسلمين عام 1982 بحماة، يقول الكاتب إن الوقت ربما حان للانتقام.
ورغم ما يقر به الكاتب من صعوبات في تنفيذ عمليات عسكرية وفرض منطقة حظر
جوي، مثل قوة نظام الدفاعات الجوية التابعة للنظام، وغموض هوية المعارضة
السورية، فإنه قال إن كل ذلك يمكن التغلب عليه.
فإسرائيل تمكنت من ضرب منشآت سورية قيل إنها نووية عام 2007، دون أن
تخسر طائرة واحدة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تستطيع أن تفعل كل ما
تقوم به إسرائيل، ولكن الأمر كله يتوقف على الرغبة، لا على الوسيلة.
ويجمل الكاتب مقاله بالقول إن الثورة السورية تتجه نحو دوامة مخيفة،
وإنه كلما طال أمد الصراع قضى العديد من السوريين وباتت الفرصة متاحة
لانزلاق العنف عبر الحدود.