إنتصر الدم السورى على السيف الأسدى
بقلم :حمزة إبراهيم زقوت
كاتب فلسطينى من غزة
كشفت الثورة السورية وقد دخلت عامها الثانى أن اقطاب القوى الدولية الشرقية منها و الغربية لا تعطى وزنا للديمقراطية و العدالة و الحرية , و أنها تبنى علاقاتها و تحالفاتها على أرضية المصالح الآنية منها و الإستراتيجية , و ان مأساة الشعب السورى و نكبته المستمرة ضحية هذه السياسة الدولية و الإقليمية و فشلها حتى هذه اللحظة فى إقتسام و تنسيق المصالح فى المنطقة عامة و سوريا خاصة , و كما اكدت الثورة السورية بما لا يدعو للشك ان السياسة العربية حتى هذه اللحظة لا تمتلك الإرادة و لا تمثل إرادة الشعوب العربية و مصالحها , و عليه إنحصرت السياسة الدولية و الإقليمية إتجاه الثورة السورية فى سياق العلاقات العامة , ولذلك يمعن النظام الأسدى فى غابة هذه السياسة فى حرق و ذبح سوريا الشعب و الأرض و المقدرات لينال من عزيمة الشعب السورى الثائر و وحدته دون جدوى , وقد تجذرت الثورة السورية و اصبحت ثقافة و سلوك للشعب السورى الأبى , و رغم تصاعد وتيرة الإجر ام للنظام لم يسمح الدم السورى الطاهر الموحد ان يكون له وطأة قدم على الأرض السورية المباركة , و ان ثرى سوريا الحبيبة لا يحضن إلا أبنائه الشهداء , و يلفظ العملاء و مثوى للشهداء.
أن المشهد السورى الحالى بتفاصيله , و سياسة العلاقات العامة فى المشهد الإقليمى و الدولى و الذى يدهش الجميع يهدف إلى بتر أهداف الثورة السورية , و إختصارها فى أنصاف الحلول و الطموح و الإرادة للشعب السورى .. مع بقاء وطأة قدم لنظام الأسد رغم قناعة الجميع بسقوط نظام الأسد فى النهاية , و إنتصار الدم السورى الطاهر على السيف الأسدى فى غابة السقوط الدولى و الإقليمى , وغابة المصالح , و الهدف ان تخرج سوريا من ثورتها المنتصرة منكفأة على نفسها فقيرة جائعة ضعيفة تحتاج لعقود من إعادة الإعمار و الإغاثة الإنسانية , لتصبح أهداف الثورة السورية الآنية و المستقبلية و الإستراتيجية بالغة الصعوبة فى التحقيق و الإنجاز و المنال , وفى ذلك يغرقون سوريا و يصادرون مكانتها و دورها و مستقبلها كما فعل النظام الأسدى على مدار أكثر من أربعة عقود , و من هنا تكمن أهمية الثورة السورية اليتيمة وإمعان النظام فى البطش , و هنا تثار كثير من التساؤلات حول نظام الأسد و إرتباطاته و تحالفاته و تاريخة و ميلاده المكشوف منه و المخفى , لأن ما يتعرض له الشعب السورى الآن لم يتعرض له طوال تاريخه , و إذا كان النظام يضع سوريا الشعب و الارض و المقدرات فى المحرقة , فلماذا إختبأ طوال إكثر من أربعة عقود وراء نظرية التوازن الإستراتيجى و الممانعة و المقاومة , و إن دل ذلك على شىء فإنما يدل على أن نظام الأسد يحمل مشروعا طائفيا على مستوي المنطقة منافيا للمشروع العربي القومى و الإسلامى و الحضارى على مستوى النظم الرسمية و على مستوى الشعوب , هذا المشروع يبقى نظام آل الاسد فى الحكم , و يؤمن توارثه للعلئلة , و يؤمن مصالح المتحالفين من الشعب السورى مع النظام على حسام مصالح و مستقبل الشعب السورى و شعوب المنطقة , و عل حسام المشروع العربى القومى الديقراطى التنموى , و قد ترجم النظام ما يدلل على مشروعه فى الموقف الروسى لرائحة المشروع الطائفى فى حال لو تم تسليح الجيش الحر , و تداعيات ذلك فى المنطقة و المحيط , رغم أن الشعب السورى موحد فى ثورته البريئة من أى بعد طائفى , ومن هنا تكمن مخاطر هذا النظام على سوريا و المنطقة و العالم ما عدا إسرائيل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ورغم كل ذلك إنتصر الدم السورى الطاهر على السيف الاسدى , و حتما سيسقط النظام , و يمكن حصر مؤشرات النصر فى النقاط التالية :-
1- جرائم النظام تؤكد حكمة و صحة خيار الثورة للشعب السوري البطل .
2- نجاح الشعب السورى فى كسر حاجز و قمقم الخوف الذى بناه على مدار عقود , ليصنع ثورة على إمتداد الجغرافيا السورية .
3- نجاح الثورة السورية فى الإستمرار رغم يتمها , و رغم محرقة النظام للشعب و الأرض و المقدرات .
4- حفاظ الشعب السوري البطل الأبى على و حدته و وحدة أهداف الثورة أمام نظام فشل فى زرع الطائفية داخل الشعب السورى رغم أن النظام يحمل مشروعا طائفيا على المستوى الإقليمى فسيفساء الشعب السورى و ألوان طيفه ترفضها , و براء منها براء الذئب من دم يعقوب .
5- نجحت الثورة السورية في كشف زيف النظام و زيف شعارات الدولية و الإقليمية و زيف مؤسساتيهما , و عدم إمتلاكها إرادة القيم الحرة و العدالة و الديقراطية , ولكن تمتلك قيم المصالح في الغابة بعيدا عن أى قيم إنسانية و حضارية .
6- نجحت الثورة السورية في كشف حقيقة أن الفاتورة الباهضة الثمن التى يدفعها يوميا على مدار أكثر من عام , و على مدار أكثر من أربعة عقود على يد نظام آل الأسد الدكتانورى , و الفترة التى سبقتها من توالى الإنقلابات , و وئد الديقراطية فى مهدها بعد تحرير سوريا كله ثمن الجغرافيا السياسية لسوريا , و لذلك كانت بلاد الشام أكثر من غيرها ضحية لنتائج الحربين العالميتين الاولى و الثانية ,بعد الاولى كانت سايكس بيكو 1916م , و وعد بلفور المشؤوم 1917م و بعد الثانية قيام دولة الكيان الصهيونى , و الآن يدفع الشعب السورى فاتورة كل ذلك التاريخ فى ثورته المباركة .
7- نجحت الثورة السورية فى كشف أن نظام الأسد يرسم حدود جديدة إلى جانب حدود سايكس بيكو , هذه الحدود الجديدة التى يرسمها ليس في سوريا فقط بل على مستوىسوريا و المنطقة , ألا وهى الحدود الطائفية البغيضة , و التى فشلت أمريكا و إسرائيلمن رسمها بالمنطقة فى غزو العراق . إقرأ المشهد فى العديد من الدول العربية , فعلينا أن نحرص أن يكون التنوع مصدر قوة و ليس مصدرا للضعف.
8- نجحت الثورة السورية فى حشد إجماعا شعبيا معها , و كما نجحت فى إحرج المجتمع الدولى و الإقليمى الرسمى و مؤسساته. و كما أكدت بالدم و الأشلاء أن التاريخ لن يرحم شريعة الأسد فى الغابة الدوليةالمبنية على المصالح المجردة من القيم و الأخلاق الإنسانية .
حتما سيسقط النظام , و لكن المجتمع الدولى و الإقليمى لم ينصر الثورة السورية , ستنتصر سوريا بإرادة شعبها و إصراره على إسقاط نظام الاسد , نظام الخزى و العار , نظام الهزيمة , و تدرك الثورة السورية و قيادتها الميدانية كيف تدير المعركة على كل المستويات , و تعرف أن المجتمع الدولى و الإقليمى و سياساته ستنحنى عند أقدام أى طفل أو طفلة سورية عندما ستتفكك قوة نظام الأسد أمام إرادة الشعب السورى , و عندما يقترب النظام الأسدى من السقوط و إلى الأبد فى الوحل الخيانى و إلى الأبد .
حمزة إبراهيم زقوت
كاتب فلسطينى من غزة
8-4-2012م