بغداد - باسل محمد:
أنقرة - وكالات:
انفجرت الخلافات بين طهران وأنقرة على خلفية الموقف من الأزمة السورية, حيث
بدأ النظام الإيراني تنفيذ مخطط محبوك بالتعاون مع حكومة نوري المالكي في
العراق, يهدف إلى تحجيم دور تركيا الإقليمي. (راجع ص 23)
وإن بشكل ضمني, أعلن الإيرانيون الذين كانوا قبل أسبوع يدافعون عن اسطنبول
باعتبارها المكان الأفضل لاجراء المفاوضات مع القوى الكبرى بشأن البرنامج
النووي, عزمهم على "معاقبة" تركيا التي استضافت الاحد الماضي في المدينة
نفسها مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" بهدف دعم المعارضين لنظام الرئيس بشار
الاسد الديكتاتوري.
وبعد استدعاء أنقرة السفير الإيراني وإبلاغه احتجاجاً رسمياً على مواقف
بلاده المنتقدة لمؤتمر اسطنبول, شن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان,
أمس, هجوماً غير مسبوق على طهران, مؤكداً أنها تخسر مكانتها الدولية بسبب
مراوغاتها وعدم أمانتها.
وأكد في مؤتمر صحافي أن اقتراح إيران أن تكون بغداد أو دمشق مكاناً
للمحادثات مع القوى الكبرى المقررة مبدئياً في 13 و14 الجاري, هو "إهدار
للوقت", معتبراً أن الاقتراح يعني أن المفاوضات "لن تعقد لأن الايرانيين
يعلمون أن الجانب الآخر لن يأتي إلى دمشق أو بغداد".
وأضاف "يجب أن نكون أمناء, وبسبب نقص الأمانة هم (الايرانيون) يخسرون
دائماً مكانتهم الدولية, وهذه ليست لغة الديبلوماسية, الاسم الذي يطلق على
هذا شيء آخر لكنني لن أقوله".
ويؤشر موقف أردوغان, الأول من نوعه, على بدء مرحلة التدهور الفعلي في
العلاقات الايرانية - التركية, نتيجة الخلافات العميقة بشأن الأزمة
السورية.
ومن المقرر أن يزور مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض أنقرة لتهدئة
خواطر المسؤولين الأتراك الذين وضعوا الموقف الايراني الجديد, في إطار
تفاهم بين طهران وبغداد لإضعاف الدور التركي في المنطقة.
وقالت مصادر قريبة من رئاسة الحكومة العراقية ل¯"السياسة" ان أنقرة اعتبرت
نقل المفاوضات بين طهران والقوى الكبرى إلى بغداد, بمثابة عقوبة لها على
خلفية موقفها الداعم للثورة ضد الأسد, فيما رجحت مصادر أخرى ان يكون القرار
الإيراني جاء بعد اتصالات ايرانية - سورية مع المالكي, ليس لدعم الدور
الاقليمي العراقي كما قد يفهم من القراءة الأولى لموقف طهران, إنما لتحجيم
الدور التركي في المنطقة.
وإلى الملف السوري, هناك أسباب أخرى ادت إلى تدهور العلاقات بين طهران
وأنقرة أبرزها: إعلان أكبر شركة نفطية تركية الأسبوع الماضي خفض 20 في
المئة من ايراداتها من النفط الايراني امتثالاً للعقوبات الأوروبية,
وابتعاد بعض المصارف التركية عن طهران بعدما آلت إليه صفقاتها النفطية من
مزيد من التعقيد, فضلاً عن تشديد أنقرة منذ بداية العام الحالي ظروف إقامة
الإيرانيين وخصوصاً الطلبة منهم.
ويؤكد محللون أن سياسة الديبلوماسية التركية الطموحة الساعية الى التوفيق
بين المتناقضات بصداقتها لايران والولايات المتحدة معاً وادانتها للنظام
السوري رغم تحالفه مع طهران, "محفوفة بالمخاطر".
وكتب الباحث الفرنسي جان ماركو المتخصص في شؤون المنطقة في مدونته: "لا
تحاولوا أن تتابعوا عن كثب السياسة الخارجية التركية, لأنكم ستصابون
بدوار".
أنقرة - وكالات:
انفجرت الخلافات بين طهران وأنقرة على خلفية الموقف من الأزمة السورية, حيث
بدأ النظام الإيراني تنفيذ مخطط محبوك بالتعاون مع حكومة نوري المالكي في
العراق, يهدف إلى تحجيم دور تركيا الإقليمي. (راجع ص 23)
وإن بشكل ضمني, أعلن الإيرانيون الذين كانوا قبل أسبوع يدافعون عن اسطنبول
باعتبارها المكان الأفضل لاجراء المفاوضات مع القوى الكبرى بشأن البرنامج
النووي, عزمهم على "معاقبة" تركيا التي استضافت الاحد الماضي في المدينة
نفسها مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" بهدف دعم المعارضين لنظام الرئيس بشار
الاسد الديكتاتوري.
وبعد استدعاء أنقرة السفير الإيراني وإبلاغه احتجاجاً رسمياً على مواقف
بلاده المنتقدة لمؤتمر اسطنبول, شن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان,
أمس, هجوماً غير مسبوق على طهران, مؤكداً أنها تخسر مكانتها الدولية بسبب
مراوغاتها وعدم أمانتها.
وأكد في مؤتمر صحافي أن اقتراح إيران أن تكون بغداد أو دمشق مكاناً
للمحادثات مع القوى الكبرى المقررة مبدئياً في 13 و14 الجاري, هو "إهدار
للوقت", معتبراً أن الاقتراح يعني أن المفاوضات "لن تعقد لأن الايرانيين
يعلمون أن الجانب الآخر لن يأتي إلى دمشق أو بغداد".
وأضاف "يجب أن نكون أمناء, وبسبب نقص الأمانة هم (الايرانيون) يخسرون
دائماً مكانتهم الدولية, وهذه ليست لغة الديبلوماسية, الاسم الذي يطلق على
هذا شيء آخر لكنني لن أقوله".
ويؤشر موقف أردوغان, الأول من نوعه, على بدء مرحلة التدهور الفعلي في
العلاقات الايرانية - التركية, نتيجة الخلافات العميقة بشأن الأزمة
السورية.
ومن المقرر أن يزور مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض أنقرة لتهدئة
خواطر المسؤولين الأتراك الذين وضعوا الموقف الايراني الجديد, في إطار
تفاهم بين طهران وبغداد لإضعاف الدور التركي في المنطقة.
وقالت مصادر قريبة من رئاسة الحكومة العراقية ل¯"السياسة" ان أنقرة اعتبرت
نقل المفاوضات بين طهران والقوى الكبرى إلى بغداد, بمثابة عقوبة لها على
خلفية موقفها الداعم للثورة ضد الأسد, فيما رجحت مصادر أخرى ان يكون القرار
الإيراني جاء بعد اتصالات ايرانية - سورية مع المالكي, ليس لدعم الدور
الاقليمي العراقي كما قد يفهم من القراءة الأولى لموقف طهران, إنما لتحجيم
الدور التركي في المنطقة.
وإلى الملف السوري, هناك أسباب أخرى ادت إلى تدهور العلاقات بين طهران
وأنقرة أبرزها: إعلان أكبر شركة نفطية تركية الأسبوع الماضي خفض 20 في
المئة من ايراداتها من النفط الايراني امتثالاً للعقوبات الأوروبية,
وابتعاد بعض المصارف التركية عن طهران بعدما آلت إليه صفقاتها النفطية من
مزيد من التعقيد, فضلاً عن تشديد أنقرة منذ بداية العام الحالي ظروف إقامة
الإيرانيين وخصوصاً الطلبة منهم.
ويؤكد محللون أن سياسة الديبلوماسية التركية الطموحة الساعية الى التوفيق
بين المتناقضات بصداقتها لايران والولايات المتحدة معاً وادانتها للنظام
السوري رغم تحالفه مع طهران, "محفوفة بالمخاطر".
وكتب الباحث الفرنسي جان ماركو المتخصص في شؤون المنطقة في مدونته: "لا
تحاولوا أن تتابعوا عن كثب السياسة الخارجية التركية, لأنكم ستصابون
بدوار".