هكذا علمتني الثورة السورية -10
31– علمتني الثورة أن سوريا ذاتُ موقعٍ جغرافي عالمي خطير ، وخطير جدا .. فهي بوابةُ أوربا الشرقية والغربية ، وتركيا ، إلى الأردن ، ودول مجلس التعاون الخليجي ، واليمن ، ودول شمال أفريقيا ، ودول المغرب الغربي ... وهي و ( مصر والأردن ولبنان ) تعرف بما يسمى دول الطوق حول إسرائيل، فهي تحدُّ فلسطين المحتلة بجبهة طولها (70 ) كيلومتراً ، مما يجعل لها موقعاً استراتيجيا هاما ، يجعل إسرائيل والغرب يحسبون لها ألف حساب ... ولو فُعِّلَتْ هذه الجبهة لشكلت لإسرائيل إزعاجاً كبيرا ، وخطراً مستمرا . ولكنَّ آل الأسد العملاء كَفَوْها هذه المؤونة ، وتكفَّلُوا بحمايتها من كل خطرٍ يأتيها من هذه الجبهة ، وبَرُّوا لهم بالوعد على مدى أربعين سنة . وهذا ما يجعل إسرائيلَ تعمل بشتى السبل لحماية كرسي الأسد من السقوط ، وتطلبُ من أمريكا أن تخفف لهجتها معه ، وأن تتخلى عن الشعب السوري الأعزل ، ليتمكن حليفُها الأسدُ من إسكات الثورة ، التي تخشى إسرائيل من عواقبها .
32– وعلمتني الثورة ، أن 80% من شعب سوريا مسلم سني ، غالبيتُه من العرب ... وأن في سوريا 14 مكون من الأقليات التالية :
1- التركمان 2- الأكراد 3- والآشور 4- والشركس 5- والدروز الحاكميون 6- والنصيريون الذين يعبدون علياً 7- والمرشديون الذين يعبدون سليمان المرشد 8- واليزيد الذين يعبدون الشيطان 9- والإسماعيليون 10- والرافضة الاثنا عشرية ، وفيها مسيحيون من مختلف مذاهبهم : 11- الروم السريان 12- والأرسوذكس 13- والكاثوليك 14- والبروتستانت ...
ومما يَحسُنُ التَّنويهُ به ، أنَّ هذه الغالبيةَ من عَرَبِ السنَّة ، وأن تلك الأقليات على اختلاف أديانها ومذاهبها وأعراقها ، كانت منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة ، متعايشةً مع بعضها ، كأحسنِ وأهدأ ما يكون التعايش ، تحتَ المظلة الوطنية السورية الجامعة ... ولم يُطِلَّ التمييزُ الطائفيُّ برأسه إلا في ظلِّ عائلة الأسد بعدما حَكَمَتْ سوريا ، فزَرَعَت الشكَّ بين هذه المُكَوِّناتِ ، لِتَحكُمَها على طريقةِ " فَرِّقْ تَسُدْ " ... لهذا نُبشِّرُ السوريين عامة ، بأنه بعدَ سقوطِ حُكْمِ هذه العائلة المفسدة ، سوف تعودُ سوريا إلى سابقِ عهدها الزاهر . وسيعودُ الشعب السوري بكافة أطيافهِ إلى العيش الآمن الرخي إن شاء الله . فالخلقُ كلُّهم إخوةٌ في الإنسانية ، وكلُّهم لآدم وحواء . ويُمكِنُهُمْ أن يتعايشوا معاً بسلام ووئام ، في كَنَفِ وطنهم سوريا الجديدة .
33- وعلمتني الثورة ، أننا كنا ضحيةً لِوَهْمٍ ، اسمه ( الإخاء العربي ) فكشفت الثورة لنا عن زيف هذا الإخاء .. فها نحن السوريين نُذبح بالسكاكين منذ أكثر من عام ، ونُقصَفُ بالطيران الأسدي ودباباته ، والعربُ يُحصُون عبرَ الشاشات ، عددَ قتلانا وجرحانا ومهجرينا ونسائنا المغتصبات .. لم يَمُدَّ الزعماءُ العربُ لنا يداً حتى اليوم .. وقد كانت وعدتنا السعودية وقطر مشكورين بالتسليح ، لنتمكن من الدفاع عن أنفسنا ، ولكنه – مع الأسف - لم يقع على الأرض شيء من ذلك فيما أظن حتى الآن .!؟ أما بقيةُ الزعماءِ العَرَب فكأنَّ أمرنا لا يعنيهم ، بل إنَّ أكثرهم يُصلِّي كما تُصلِّي عجائزُ إسرائيل ، ويدعون لأخيهم الأسد بالنصر على شعبه المجرم المندسّ ..!! لأن ولاءَ الزعماء العرب لأخيهم الزعيم الأسد ، أكبرُ من ولائهم للحقِّ الذي يُمثِّلُه الشعبُ السوري ، المطالبُ بحريته وكرامته .
43- وعلمتني الثورة ، أنَّ العُهْرَ كان يُطلَقُ ويُرادُ به : الفُجورُ بالنساء والسِّفَاحُ بهنَّ ، وكان سِمَةَ الساقطين والساقطات ، والزَّوَاني والزُّنَاة .. ثم تطوَّر معنى العُهْرِ ، فتحوَّل من عُهْرِ الفُرُوج بالاعتداء على الأعراض ، إلى عُهْرِ الأعضاء والجوارح بالاعتداء على الأرواح والممتلكات ، ومن عُهْرِ الأفراد إلى عُهْرِ المنظَّمات والمؤسَّسَات ...
وبناءً على هذا ، فَيُمكِنُ اليوم أنْ تقولَ مثلاً : مجلسُ الأمْنِ العاهر ، ومنظمةُ الأمم المتحدة العاهرة ، وجامعةُ الدول العربية العاهرة ، والبوقُ الإعلامي العاهر ، والقناةُ التي تأخذُ على عاتقها تمجيدَ القَتَلَةِ والمجرمين عاهرةٌ ، واليدُ التي تشدُّ الزِّنادَ لقتلِ مواطن بريءٍ عاهرةٌ ، والرِّجْل التي تحملُ المجرمَ إلى تنفيذِ جريمته عاهرةٌ ...والأذنُ التي تسترقُ السَّمعَ على الناشطين المطالبين بالحرية والكرامة ، لتحديدِ أماكنهم ، واستهدافهم بالقذائف لقتلهم .. يمكن اعتبارُها عاهرةً ، بل ويمكننا أن نعتبر المعارضَ السوريَّ ، الذي يناطحُ للحصول على المنصبِ ، قبلَ إسقاطِ النظام عاهراً ، لأنه بذلك يساعد النظام القاتل على البقاء ، ويتسبب في سفك المزيد من دماءِ الأبرياءِ . وهكذا ، يَحِقُّ لنا أن نُطلقَ لفظ ( العُهْرِ ) على كلِّ مَنْ يؤذي الخَلْقَ بلسانه ، أو بأذنه ، أو بيده ، أو برجله ... دليلُ ذلك قول نبيِّنا عليه الصلاة والسَّلام : " كَتَبَ اللهُ على كلِّ عُضْوٍ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَى فَالعَينُ تَزني وزِناها النَّظَرُ واللِّسانُ يَزني وزِناهُ الكَلامُ ، وَاليَدُ تَزني وزِناها الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ تَزني وزِناها المَشيُ، وَالسَّمعُ يَزني وزِناهُ الاستماعُ ، ويُصدِّقُ ذلك الفَرْجُ أَو يُكَذِّبُهُ "
31– علمتني الثورة أن سوريا ذاتُ موقعٍ جغرافي عالمي خطير ، وخطير جدا .. فهي بوابةُ أوربا الشرقية والغربية ، وتركيا ، إلى الأردن ، ودول مجلس التعاون الخليجي ، واليمن ، ودول شمال أفريقيا ، ودول المغرب الغربي ... وهي و ( مصر والأردن ولبنان ) تعرف بما يسمى دول الطوق حول إسرائيل، فهي تحدُّ فلسطين المحتلة بجبهة طولها (70 ) كيلومتراً ، مما يجعل لها موقعاً استراتيجيا هاما ، يجعل إسرائيل والغرب يحسبون لها ألف حساب ... ولو فُعِّلَتْ هذه الجبهة لشكلت لإسرائيل إزعاجاً كبيرا ، وخطراً مستمرا . ولكنَّ آل الأسد العملاء كَفَوْها هذه المؤونة ، وتكفَّلُوا بحمايتها من كل خطرٍ يأتيها من هذه الجبهة ، وبَرُّوا لهم بالوعد على مدى أربعين سنة . وهذا ما يجعل إسرائيلَ تعمل بشتى السبل لحماية كرسي الأسد من السقوط ، وتطلبُ من أمريكا أن تخفف لهجتها معه ، وأن تتخلى عن الشعب السوري الأعزل ، ليتمكن حليفُها الأسدُ من إسكات الثورة ، التي تخشى إسرائيل من عواقبها .
32– وعلمتني الثورة ، أن 80% من شعب سوريا مسلم سني ، غالبيتُه من العرب ... وأن في سوريا 14 مكون من الأقليات التالية :
1- التركمان 2- الأكراد 3- والآشور 4- والشركس 5- والدروز الحاكميون 6- والنصيريون الذين يعبدون علياً 7- والمرشديون الذين يعبدون سليمان المرشد 8- واليزيد الذين يعبدون الشيطان 9- والإسماعيليون 10- والرافضة الاثنا عشرية ، وفيها مسيحيون من مختلف مذاهبهم : 11- الروم السريان 12- والأرسوذكس 13- والكاثوليك 14- والبروتستانت ...
ومما يَحسُنُ التَّنويهُ به ، أنَّ هذه الغالبيةَ من عَرَبِ السنَّة ، وأن تلك الأقليات على اختلاف أديانها ومذاهبها وأعراقها ، كانت منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة ، متعايشةً مع بعضها ، كأحسنِ وأهدأ ما يكون التعايش ، تحتَ المظلة الوطنية السورية الجامعة ... ولم يُطِلَّ التمييزُ الطائفيُّ برأسه إلا في ظلِّ عائلة الأسد بعدما حَكَمَتْ سوريا ، فزَرَعَت الشكَّ بين هذه المُكَوِّناتِ ، لِتَحكُمَها على طريقةِ " فَرِّقْ تَسُدْ " ... لهذا نُبشِّرُ السوريين عامة ، بأنه بعدَ سقوطِ حُكْمِ هذه العائلة المفسدة ، سوف تعودُ سوريا إلى سابقِ عهدها الزاهر . وسيعودُ الشعب السوري بكافة أطيافهِ إلى العيش الآمن الرخي إن شاء الله . فالخلقُ كلُّهم إخوةٌ في الإنسانية ، وكلُّهم لآدم وحواء . ويُمكِنُهُمْ أن يتعايشوا معاً بسلام ووئام ، في كَنَفِ وطنهم سوريا الجديدة .
33- وعلمتني الثورة ، أننا كنا ضحيةً لِوَهْمٍ ، اسمه ( الإخاء العربي ) فكشفت الثورة لنا عن زيف هذا الإخاء .. فها نحن السوريين نُذبح بالسكاكين منذ أكثر من عام ، ونُقصَفُ بالطيران الأسدي ودباباته ، والعربُ يُحصُون عبرَ الشاشات ، عددَ قتلانا وجرحانا ومهجرينا ونسائنا المغتصبات .. لم يَمُدَّ الزعماءُ العربُ لنا يداً حتى اليوم .. وقد كانت وعدتنا السعودية وقطر مشكورين بالتسليح ، لنتمكن من الدفاع عن أنفسنا ، ولكنه – مع الأسف - لم يقع على الأرض شيء من ذلك فيما أظن حتى الآن .!؟ أما بقيةُ الزعماءِ العَرَب فكأنَّ أمرنا لا يعنيهم ، بل إنَّ أكثرهم يُصلِّي كما تُصلِّي عجائزُ إسرائيل ، ويدعون لأخيهم الأسد بالنصر على شعبه المجرم المندسّ ..!! لأن ولاءَ الزعماء العرب لأخيهم الزعيم الأسد ، أكبرُ من ولائهم للحقِّ الذي يُمثِّلُه الشعبُ السوري ، المطالبُ بحريته وكرامته .
43- وعلمتني الثورة ، أنَّ العُهْرَ كان يُطلَقُ ويُرادُ به : الفُجورُ بالنساء والسِّفَاحُ بهنَّ ، وكان سِمَةَ الساقطين والساقطات ، والزَّوَاني والزُّنَاة .. ثم تطوَّر معنى العُهْرِ ، فتحوَّل من عُهْرِ الفُرُوج بالاعتداء على الأعراض ، إلى عُهْرِ الأعضاء والجوارح بالاعتداء على الأرواح والممتلكات ، ومن عُهْرِ الأفراد إلى عُهْرِ المنظَّمات والمؤسَّسَات ...
وبناءً على هذا ، فَيُمكِنُ اليوم أنْ تقولَ مثلاً : مجلسُ الأمْنِ العاهر ، ومنظمةُ الأمم المتحدة العاهرة ، وجامعةُ الدول العربية العاهرة ، والبوقُ الإعلامي العاهر ، والقناةُ التي تأخذُ على عاتقها تمجيدَ القَتَلَةِ والمجرمين عاهرةٌ ، واليدُ التي تشدُّ الزِّنادَ لقتلِ مواطن بريءٍ عاهرةٌ ، والرِّجْل التي تحملُ المجرمَ إلى تنفيذِ جريمته عاهرةٌ ...والأذنُ التي تسترقُ السَّمعَ على الناشطين المطالبين بالحرية والكرامة ، لتحديدِ أماكنهم ، واستهدافهم بالقذائف لقتلهم .. يمكن اعتبارُها عاهرةً ، بل ويمكننا أن نعتبر المعارضَ السوريَّ ، الذي يناطحُ للحصول على المنصبِ ، قبلَ إسقاطِ النظام عاهراً ، لأنه بذلك يساعد النظام القاتل على البقاء ، ويتسبب في سفك المزيد من دماءِ الأبرياءِ . وهكذا ، يَحِقُّ لنا أن نُطلقَ لفظ ( العُهْرِ ) على كلِّ مَنْ يؤذي الخَلْقَ بلسانه ، أو بأذنه ، أو بيده ، أو برجله ... دليلُ ذلك قول نبيِّنا عليه الصلاة والسَّلام : " كَتَبَ اللهُ على كلِّ عُضْوٍ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَى فَالعَينُ تَزني وزِناها النَّظَرُ واللِّسانُ يَزني وزِناهُ الكَلامُ ، وَاليَدُ تَزني وزِناها الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ تَزني وزِناها المَشيُ، وَالسَّمعُ يَزني وزِناهُ الاستماعُ ، ويُصدِّقُ ذلك الفَرْجُ أَو يُكَذِّبُهُ "