ماذ أكتب قبل السفر؟..
هل أكتب عن ذبح البشر بالسكاكين؟
عن الأحياء المدمّرة؟.. أو الجرحى والشهداء؟..
عن المحاصرين بحصار القتل والبرد والجوع.. أم النازحين الذين تحوّل الكثير منهم إلى متسولين؟!
** أرى على الشاشة الناس تتدفأ على حطب جمعوه من الأشجار، وأتذكر الشعار الذي فلقونا به ونحن صغارا: ازرع ولا تقطع.. والذي كنا "نطبقه" في عيد الشجرة سنوياً منذ أكثر من 40 سنة، حتى غطّت الغابات مساحة سورية كلها، وصارت أشبه بغابات الأمازون، إلى أن جاءت العصابات المسلحة لتحاصر الناس وتقطع المازوت عنهم؛ فلم يجدوا سوى الشجر ليحولوه مصدراً للدفء ووسيلة للطبخ..
ومعليش الشجر ببلدنا كتير، ويمكننا الاستفادة من خشبه محلياً بدل تصديره، ولا مانع إن تحوّل الشعار القديم إلى: اقطع، وتدفّئ!!
** سقط الولد الدمشقي غدراً، في الوقت الذي كانت العصابة تعد فيه الطبل والزمر في الساحة، احتفالاً بالاستفتاء على دستور زعيمها، وكأن الأمور عال العال ولا ينقصنا سوى دستور جديد يجعل حياتنا أكثر "رخاء"!..
أرى والده على الشاشة يبكي، فأبكي معه، وهو يحدثنا عن ولده الذي مات في السيارة غدراً، بعد عبرا الحاجز، فانهال عليهما من الخلف فجأة وابل من الرصاص، اخترقت واحدة منه ظهر الولد لتخرج من صدره وترديه شهيداً.. هكذا، وبكل بساطة وانعدام لأي شعور إنساني، وكأن من قتله كان يتسلى بقتل البعوض!!
طظ في كل الدساتير مازال الدم يسيل، والأرواح تُزهق.. فما بالنا بدستور لسفاح أبله مازال يضحك (على نفسه) منذ أن قلّع نجيب أظافر أولاد درعا منذ سنة، وحتى آخر طفل شهيد.. حتى الآن؟!
وقف الأبله يحمل إصلاحاته المهترئة بيد، وسكينه باليد الأخرى، وقال مطمئناً نفسه، وقد جلس على الكرسي: الخانعون سيقولون نعم لدستوري، والباقي يجري ذبحه والتخلص منه بأسرع وقت، وسوف نعلن النتيجة بنسبة مقنعة من أجل المصداقية وخدعة الديمقراطية..
(فلا عجب إذن إن تكون الموافقة على الدستور البشاروني 89,4 % من الناخبين، حسب وزير داخليته!).
** فوجئت الملكة الأردنية رانيا العبد الله بسمسومة الأسد (الأخرس سابقاً) تعبر عن قلقها على الأردن عندما حاولت الملكة رانيا الاطمئنان عليها، بصفة عائلية، حسب أصول المجاملة، واستفسرت عن الأوضاع في سورية؛ فقالت لها سمسومة: أوضاعنا ممتازة ومستقرة ولا يوجد ما يقلقنا، لكن الأخبار التي تردنا من عندكم مقلقة ونريد الاطمئنان عليكم!!
يبدو أن سمسومة إما مخبولة - كزوجها - تعيش انفصاماً عن الواقع، أو مدمنة مخدرات، أو أن بشارون يمارس عليها التعتيم الإعلامي ويغسل دماغها يومياً لدرجة أنها كانت شايفة شي كابوس، عندما اتصلت بها الملكة وأيقظتها من نوم أهل الكهف، فقلقت إذ ظنت أن القتل بالأردن وليس في سورية الأسد، حيث الأمن واستقرار الأوضاع!
**انسحب فيصل خباز الحموي سفير سوريا لدى الأمم المتحدة في جنيف من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بعد إلقاء كلمة عاجلة، لم يستشهد فيها بأبيات من قصيدة لنزار قباني، كما فعل زميله الجعفري المحب للشعر ذات جلسة، بل اكتفى بالهجوم دون مقدمات أدبية على المجتمعين، وقال:
الخطوة البسيطة لمساعدة الشعب السوري فورا هي الكف عن التحريض على الطائفية وتقديم أسلحة وتمويل وتأليب الشعب السوري على بعضه.
طيب.. يا فيصل يا خباز يا حموي (ويا حين هالاسم فيك): نقوم بالخطوة البسيطة ونقطع رأس الحية ذات السموم الطائفية والأسلحة الفتّاكة وتنتهي المشكلة.. لو أن فهمك وفهم المستمعين.. كان كفاية!
(لا.. بل أنت تفهم ويفهمون.. ولكن العلة في الضمير، وفي الأخلاق الإنسانية).
أضاف الوقح، سفير بشارون، أن "العقوبات الجائرة والأحادية الجانب التي فرضتها بعض الدول على الشعب السوري تحول دول الوصول إلى الأدوية والوقود بكل أشكاله بالإضافة إلى الكهرباء وتعوق أيضا التحويلات المالية لشراء تلك المواد"!
يخرب بيت هالدول: زوّدت الدبابات الغازية القادمة من خارج الحدود بالمازوت، وقامت بتفجير أنابيب النفط في حمص ودير الزور بالتواطؤ مع العصابات المسلحة آنفة الذكر، وسرقت الكهرباء بطرق خبيثة من المحطات، ومنعت ليس فقط دخول الأدوية، بل استولت على مستودعاتنا المحلية من خلال المندسين والمأجورين عملاء الامبريالية العالمية!
** طلب المنصف المرزوقي خلال مؤتمر أصدقاء سوريا، منح بشارون وأفراد أسرته "حصانة قضائية" على أن يلجأ الى روسيا لاحقا، ثم أكد الرئيس التونسي أن تونس مستعدة لمنح بشارون حق اللجوء!
ثكلتك أمك يا منصف يا مرزوقي (إن لم تكن قد ماتت قبلك)؛ فليس لك من اسمك الذي تناديك به من نصيب، وأنت عار على الثورة التونسية، وقد لطختها بإثمك!
هل عزّ عليك فراق بن علي؛ فأحببت أن يؤنسك من هو أكثر منه دكتاتورية وبطشاً وسفكاً لأبناء شعبه؟!!
هل دفعت لك الجهات المعنية بسلامة بشارون وأمن إسرائيل مالاً ملوثاً بدمنا السوري المسفوك كي تملاْ منه جيبك، وتغلق مقابله فمك.. لا بل تفتحه مرحباً بالقاتل السارق الأبله؟!
** اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن هناك "حججاً" قد تتيح ملاحقة بشارون بتهمة ارتكاب جرائم حرب، إلا أن هذا الخيار قد يعقد التوصل إلى حل في سوريا!
صحيح يا هيلاري.. إن التوصل إلى حل سوف يتعقّد؛ لأنه مرتبط أشد الارتباط بخوف إسرائيل على أمنها من الخلف "الصالح"!
ودعيني أقول لك يا هيلاري، أنت وأصحابك: السياسة هي مجرد عاهرة!..
هي مجرد عاهرة تسكر من دماء الأبرياء..
** قالت تركيا أن سوريا تحولت إلى "مسلخ"، وأكد مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أن العالم يواجه أزمة حقوق الإنسان الأمر الذي يهدد السلام والاستقرار في منطقة حساسة بالفعل، مشدداً على "ضرورة تسمية الأشياء بأسمائها"، إذ أن الكارثة السورية هي من صنع الإنسان مما يدعو إلى قرار محدد من المجلس!!.. وأكد على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمد يده إلى من يعانون في سوريا..
طيب هات يا حضرة المندوب اوغوز:
فرجينا شطارتك وسمي القتلة بأسمائهم، ومد يدك كي نرى إلى أين ممكن أن تصل!!!
**غليون سيتحدث الى الشعب:
بشّرنا الفيلسوف السوربوني بهذا الخبر "السعيد" من خلال مقابلة استضافته فيها قناة "بردى"، رداً على سؤال المحاور الذي سأله: هل ستتحدث إلى الشعب السوري في الداخل من خلال برنامجنا في المستقبل؟
ابتسم غليون وقال: سوف أتحدث إلى "شعبي"!..
ولم أعد أذكر إن كان قد قال "أسبوعياً" أو "شهريا"؛ ولكنه أضاف: طبعاً.. إلا إذا كان هناك أمر استثنائي يمنعني من ذلك..
- إذن.. يمكنك الآن التحدث إلى الشعب "مباشرة".. فماذا تقول لهم؟
استدار الغليون نحو الكاميرا، وازدادت ابتسامته اتساعاً، ثم نطق: يا شعبي......
وتفلسف علينا حوالي الدقيقة، ثم انتهت المقابلة مع الشكر الجزيل!!
** على الأرض السورية البعيدة عن الغليون، يسطّر " الجيش السوري الحر" في بابا عمرو ملاحم بطولية، ويُروى أن عشرات المقاتلين كتبوا وصيتهم واتصلوا بذويهم مودعين، ليمكنوا رفاق لهم من انسحاب آمن من الحي الذي كان هدفاً لحقد العصابة البشارونية، بعد أن لوّح له المجتمع الدولي كله بالأضواء الخضراء!!
وكما بدأت كلامي بدمشق، أختتم بالمسك كلامي لأخبركم عن رد أحرارها على المجزرة التي ارتكبتها العصابة في كفر سوسة، حيث قام اتحاد شباب دمشق للتغيير بإغلاق مداخل ساحة الشهبندر، القريبة من ساحة السبع بحرات والبنك المركزي في مركز المدينة.. ولسه الخير لإدّام في الشام التي لا تُضام!!
ليلى مار