الثوريات التي تصنع الطغاة و فزاعة المؤامرات الخارجية
عندما يستولي الطغاة على السلطة في بلد ما، فإنهم دائماً ما يأتون و البلد في حالة ضعف و ظروف استثنائية داخلية أو خارجية. و هذه الظروف الاستثنائية هي التي تجعل عامة الشعب يقبلون بالطاغية و زمرته، من باب القبول بأخف الضررين. و لكن ما ان تزول الظروف الاستثنائية، حتى ينكشف الطاغية أمام الشعب و يظهر لهم وجهه الانتهازي القبيح، أو يظهر تفاهة الطاغية و عجزه عن حل المشاكل التي وعد الشعب بحلها. و لذلك يحرص كل الطغاة على استدامة الظروف الاستثنائية حتى لو أدى الأمر إلى افتعالها.
فالطغاة يقومون بإلغاء عقلية الشعب، و الحجر على إرادته، و فرض الوصاية عليه، و التعامل معه على انه طفل صغير لا يعرف مصلحته. فهم لا يستشيرون و لا يتحاورون و لا يستطلعون الآراء، و لا يقبلون أي شكل من أشكال المحاسبة أو المراجعة، و كل هذا يتم تحت غطاء تخويف الناس من المؤامرات الخارجية.
و عندما يخنع الشعب و يقبل بمصادرة حقوقه و إلغاء شخصيته و يعجز عن محاسبة الحاكم بسبب الخوف من ان يتهم بالخيانة و التآمر مع قوى خارجية، فان الحاكم يتصرف كما يحلو له. فيستبيح أموال الناس و يسرقها و يحولها إلى قصور فاخرة له و لأسرته، و يقوم بالاحتفالات الباذخة التي تمجده و تمجد ثورته المشؤومة.
و عادة لا يثق الطاغية في احد، إذ انه يخاف من ان يطلع الناس على أسراره و حقيقة ما يقوم به، فلذلك يتخذ من أفراد عائلته معاونين و مستشارين مقربين. ثم يأتي بعد هؤلاء طبقة المتملقين و المتزلفين و المنافقين، فيجعل منهم رجال أعمال و قادة في الجيش و رجال دولة. و أيضا، يتحول هؤلاء المنافقين و المطبلين و المزمرين إلى مجلس شعب و إلى أحزاب سياسية منافقة للطاغية الصنم. و حتى يدوم عرش الطاغية و طبقة الخدم و المنافقين، فلابد من وضع البلد دائماً في حالة طوارئ داخلية أو خارجية. و لا بد من افتعال المشاكل إذا هدأت الأمور.
و هذا الكلام يشمل جميع الدول التي استبسلت في الدفاع عن نظام الأسد و عارضت قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (و هي روسيا والصين وإيران وفنزويلا وكوريا الشمالية ونيكاراغوا وبوليفيا والإكوادور وروسيا البيضاء وزيمبابوي وكوبا). فجميع هذه الدول فيها أنظمة تسلطية غير منتخبة، أو تحكم بانتخابات مزورة، أو أتت بانتخابات ثم بعد ان فشلت في تحقيق أي شيء، سعت لتبرير عجزها و فشلها في إدارة البلد و حل أزماته بالتعلق بشماعة المؤامرات الخارجية.
و بالإضافة إلى هذه الدول، فان الداعمين الآخرين للعصابة الاسدية هم أيضا طغاة و فاسدين. فنوري المالكي و مقتدى الصدر في العراق، و حسن نصر سيده الأسد و ميشال عون اللص الفاسد في لبنان و من معه ، كلهم متورطون في الكذب على شعوبهم و أتباعهم، و كلهم طغاة مستبدون و سارقي و ناهبي أموال. و لذلك ليس من المستغرب ان يقف هؤلاء المجرمون الكاذبون السارقون الناهبون مع أخيهم في الكذب و الإجرام بشار الأسد. فهم يعلمون ان يوم سقوط الأسد و فضيحته أمام العالم هو أول أيام سقوطهم و افتضاح أمرهم.
و هؤلاء استغلوا قضية إسرائيل و قضية التشيع و المؤامرات الدولية لتغطية ما يقومون به من سرقة و نهب و استئثار بالسلطة. و هم يحرصون على إبقاء أتباعهم في جو من الإحساس بالتآمر الخارجي، و ان جميع المخالفين لابد إنهم مرتبطون بالخارج. و تجد الأتباع الحمقى يفرحون بالأموال و الأسلحة، و يحسبون إنهم أبطالاً، و إنهم أصحاب مهمة سماوية ضد قوى الشر و الطغيان. و لذلك تجد ان المرتزقة الطائفية التي تأتي لنصرة المجرم الأسد، يأتون بشعارات عقدية طائفية، و كأنهم داخلون للجهاد المقدس ضد أتباع الغرب الصليبي و إسرائيل. و نفس هذا الكلام كان يردده مرتزقة القذافي و كتائبه المجرمة.
ثم ما اغرب ان يتكلم بشار الأسد عن إصلاحات جديدة مزعومة، و ماذا حصل في الإصلاحات القديمة التي صادرها و أجهضها بنفسه في 2001 بحجة ان الشعب في حالة طفولة و من المبكر إعطائه حرية التفكير؟
و ماذا حصل في إعلان دمشق في 2005 و المعارضة الوطنية التي تم القبض عليها و إيداعها في السجون بحجة ان الظروف الدولية لا تسمح؟
هل كان أولئك مندسين سلفيين و تابعين لبندر بن سلطان و منفذين لخطة بريجنسي لتقسيم المنطقة؟
انأ لا أنكر أن على كل دولة ان تحترس من المخططات و المؤامرات التي تحيكها الدول المستعمرة، و لكن هل تظن يا أيها المجرم الطاغي السارق، ان الدول المستعمرة و العدوة لا تعرف عن سرقاتك و فسادك؟
هل تظن يا أيها المستبد الظالم الناهب ان العالم الخارجي لا يعرف انك أضعفت شعبك و جعلته فقيراً و جاهلاً و لا يفكر إلا بلقمة العيش التي يتسولها منك و من رجالك؟
هل تظن أيها الصنم المغرور ان العالم كله يعرف ان جيشك لا يستطيع الصمود في حرب حقيقية أمام العدو، لان الجيش قد إمتلاْ بالضباط التافهين الفاسدين المنافقين الذين لا هم لهم إلا قمع الشعب و تركيعه تحت قدميك؟
لو كنت يا بشار الضبع فيك ذرة من صدق، لقمت بحملة لكنس أعوان والدك المجرم و تصالحت مع شعبك في سنة 2001، و لكنك لم تستطيع لان من سلموك السلطة هم المجرمون أعوان والدك المجرم، فأنت ليس لك سند من الشعب و لن يكون لك سند إلا من أمثالك من السارقين و الناهبين و المجرمين و المنافقين و الكاذبين.
عدل سابقا من قبل عبد الله التلي في السبت فبراير 18, 2012 6:49 pm عدل 2 مرات