في البداية يجب ان أوضح
إنني لا أستطيع ان أقول عمن يشهد إلا اله إلا الله و ان محمداً رسول الله انه
كافر، حتى لو أتى بعظائم الآثام و الذنوب.
و لكن هذا لا يعني ان المسلم له ان يرتكب ما شاء من الجرائم و لا يستحق
عليها العقوبة.
كما يجب ان أوضح ان
الله سبحانه و تعالى قد أباح للمكره و المضطر ان يقوم ببعض المحظورات طالما انه
تحت التهديد و الإجبار القاتل، و لكن شرط الله سبحانه و تعالى إتيان المحظورات
بكون الإنسان تحت الاضطرار و غير متجاوزاً
لحد الضرورة و لم تكن له رغبة آثمة في ارتكاب المحظور. و من هذا، فنحن نعلم إنكم في إيران لم تقوموا
باختيار الخميني، و لا كان لكم رأي في تنصيب خامنئي، و تم تزوير إرادتكم في تعيين
احمدي نجاد، و قد أعلن قسم كبير منكم هذا. كما تم تصفية من يوصفون بالقادة الإصلاحيين
من بين صفوف الحكم، فأصبح الأمر في إيران متروكاً للمتعصبين العميان و المتشددين
ذوي النفوس المريضة و الأغراض و المأرب الشخصية.
كما نعلم إنكم لم تقوموا باختيار الطائفي العفن نوري المالكي في العراق، و إنما
تم فرضه من قبل إيران و أمريكا على الشعب العراقي. و نعلم ان المالكي الخبيث، قد
قام باستغلال تهمة الانتماء إلى حزب البعث و تهمة الانتماء إلى الجماعات التي ينسب
إليها التفجيرات (بينما نعرف ان المالكي و أمريكا هم من يقومون بأكثر هذه
التفجيرات) لتخويف الناس و دفعهم إلى الاستسلام للمالكي و للإرادة الإيرانية – الأمريكية
التي تقف وراءه. و أخيرا، نحن نعلم إنكم
قد خدعتم (كما خدعنا نحن) في الكاذب المنافق حسن نصر الله، حيث أحسنا به الظن لما
اظهر من وقوف في وجه الجيش الإسرائيلي. و
لكن لو كنا نعلم في تلك الأيام ما ظهر لنا اليوم، لعلمنا ان الموضوع لم يكن أكثر
من مباراة رياضية ودية بين حزب الله و الجيش الإسرائيلي تهدف إلى حشر المسلمين بين
فكي كماشة إسرائيل و إيران.
و ألان و قد بدأت
تظهر حقيقة ما يحصل، و بدأ الترتيب لطحن المسلمين في حرب طائفية ضروس، يقوم المسلم
فيها بقتل أخيه المسلم، و تهدر فيها الثروات التي من المفترض ان تدخر للأجيال
القادمة، و تدمر مدننا و تحرق مزارعنا، و ننكشف أمام عدونا، و كل هذا من اجل ماذا؟
من اجل ابتسامة الطفل
المدلل بشار الأسد؟
من اجل بقاء خامنئي
على عرش إيران، يأمر و ينهي بدون حسيب و لا رقيب؟
من اجل بقاء المالكي
و أحبابه المقربين ينهبون نفط العراق و يتركون الشعب في فقر مدقع؟
من اجل بقاء حزب الله
يرتهن الناس و لا يمانع في التضحية بهم لصالح بقاء سادته و أولياء نعمته من آل الأسد؟
ثم قبل هذا و ذاك، هل
تحبون فعلاً يا معشر الشيعة ان تعيشون في دول تخنقها الطائفية؟
هل تظنون ان قادتكم
بعد ان يدمروا المنطقة سيتيحون لكم المجال لتتنفسوا أي شيء اسمه حرية الإرادة؟
هل هم أصلاً مستعدون
للتخلي عن الوصاية عليكم و تسليم السلطة لقيادات سياسية منتخبة؟
أرجو ان تقرؤوا التاريخ
جيداً لتروا إننا كلنا جميعاً في الهم سواء، فعندما ظلمتم فكلنا كنا مظلومين، و
عندما قتلتم كنا كلنا نقتل، و عندما احتل العدو أراضيكم كانت أراضينا محتلة. و لقد
ذبح صدام حسين جميع معارضيه من السنة و الشيعة سواء بسواء، كما كان شاه إيران يذبح
و يعذب كل معارضيه بدون تمييز.
و أخيراً، و الله ما
اغرب ان تتهموا الناس بالعمالة لأمريكا و الغرب، بينما يدخل زعمائكم تحت عباءة
روسيا و الصين و أيضا أمريكا. و هل تظنون أنكم
خدعتم أمريكا في العراق، و ان المالكي يستطيع ان ينقلب و يتمرد على أمريكا و
يطردها بشكل تدريجي من العراق؟
هذا غباء، لان أمريكا
اصلاً هي التي ثبتت المالكي في حكم العراق و هو شخصية عفنة و مكروهة، و لم يقدم أي
شيء مفيد للعراقيين سوى السجون و الإعدامات و الفقر، كما ان الأكراد لن يوافقوا
على الانضواء تحت عباءة خامنئي في إيران. و إذا كنتم تعون ما أقول فسيكون ضرر أهل
العراق من الحرب أكثر من ضرر أهل سوريا، لان العراق ستكون هي نقطة تماس القوى
المتحاربة. و ثاني اكبر المتضررين ستكون
لبنان، لان حزب الله بقيادته الخائنة سيصر على إقحام لبنان في ان تكون فداءاً
للطفل المدلل بشار كما فعل في 2006 عندما تحرش بإسرائيل حتى يبعد الأنظار عن موضوع
جريمة قتل رفيق الحريري.
يا لحزني و خوفي مما ستستدرجون
للقيام به
و يا لشماتة الأعداء
فينا أجمعين
يا رب رحمتك و هدايتك