لعل من أهم أدوات
الظلمة و الطغاة و المجرمين في السيطرة على الشعوب و إبقائها تحت سياط الظلم و
القهر و الاستعباد، هو تخويف الشعب بحالة الفوضى و انفلات الغوغاء على الناس.
و لو سألنا عدد كبير
من الموالين أو الساكتين على ظلم نظام العصابة الاسدية، فسنجد إنهم فعلاً خائفون
من الفوضى و الانفلات الأمني و خروج الغوغاء و الدهماء إلى الشوارع في حملة من
الفورة المدمرة التي يستباح فيها كل شيء.
و من أهم عوامل تشكل
حالة الغوغائية هي غياب التدرج الهرمي للقيادة السياسية التي ترتب الناس بحيث
يسيطر العقلاء على من هم اقل عقلاً. و
لذلك أول ما تقوم به الأنظمة القمعية الإجرامية هو استهداف العقلاء و النشطاء
السياسيين حتى تتحول معظم المعارضة إلى معارضة تحركها العواطف و لا يوجهها العقل.
و عند ذلك يقوم النظام بلعبته الماكرة حيث يتسلى بتوجيه المعارضة الغوغائية إلى
تصرفات تسيئ إليها و إلى قضيتها العادلة، في نفس الوقت الذي تتعزز فيه سمعة النظام
المجرم على انه يحمي البلاد من الانزلاق إلى حالة الفوضى.
و حالة الفوضى و
الغوغائية تتشكل تدريجياً مثل السيل الجارف الذي تكونه قطرات المطر، و يغذيها
النظام بتصرفاته الاجرامية الاستفزازية، ثم يترك للغوغاء مساحة صغيرة للرد
الانفعالي و الذي يكون في العادة موجه من قبل النظام نفسه. ثم يقوم النظام
بالانقضاض على المعارضة، و يستهدف أكثر ما يستهدف ما تبقى من عقلاء و مثقفين، ثم أخيراً
يوجه ضربة قاصمة للعائلات ليعطي الجميع درساً في عاقبة التمرد على الظلم.
و لذلك فأن أهم ما
ينبغي علينا فعله عند مواجهة الظلمة و الطغاة هو الاعتصام بكتاب الله و هدي رسوله
الكريم.
و لقد وضح لنا القران
الكريم كيفية مواجهة الظلمة و الطغاة من خلال عرض قصة نبي الله موسى مع شيخ و إمام
الظلمة و المتكبرين و هو فرعون، و معه طبقة المنتفعين من أهل و وزراء و كبار
الموظفين. فالله سبحانه و تعالى قد وجه
رسولاه موسى و هارون عليهما السلام ان يقولا لفرعون في بداية الكلام، قولاً لينا
لعله يتذكر أو يخشى. و ذلك لان وضوح الحجة
و البيان و البعد عن الشتائم و الاستفزازات هو من أهم أدوات كسب المعركة. و هذا على الرغم من ان الله سبحانه و تعالى يعلم
بان فرعون نفسه لن يؤمن، و لكن لحكمة الله سبحانه و تعالى فانه قد طلب من موسى و
هارون ان يتجنبا الخطاب المستفز في البداية.
و يمكن ان نفهم ان معسكر فرعون نفسه قد أصابه بعض التفكك من الداخل نتيجة
للاسلوب الذي هدا الله إليه نبيه موسى.
فمن كان يتخيل ان سحرة فرعون يؤمنون، بل و يفضلون الموت على العودة إلى
عبادة فرعون؟ و من كان يتخيل ان يؤمن احد أقرباء
الفرعون، بل و يحاول نصح بقية قومه بالتمرد على الظالم و الاستجابة لنداء الحق و
العدل؟
و نحن ألان في هذه
الظروف المزلزلة العصيبة، يجب ألا يدفعنا النظام الاسدي المجرم ان نفقد عقولنا و
نفقد رباطة جأشنا و ننساق وراء عواطف الغضب و نتجاوز حدود ما انزل الله علينا
ربنا افرغ علينا
صبراً و توفنا مسلمين
الظلمة و الطغاة و المجرمين في السيطرة على الشعوب و إبقائها تحت سياط الظلم و
القهر و الاستعباد، هو تخويف الشعب بحالة الفوضى و انفلات الغوغاء على الناس.
و لو سألنا عدد كبير
من الموالين أو الساكتين على ظلم نظام العصابة الاسدية، فسنجد إنهم فعلاً خائفون
من الفوضى و الانفلات الأمني و خروج الغوغاء و الدهماء إلى الشوارع في حملة من
الفورة المدمرة التي يستباح فيها كل شيء.
و من أهم عوامل تشكل
حالة الغوغائية هي غياب التدرج الهرمي للقيادة السياسية التي ترتب الناس بحيث
يسيطر العقلاء على من هم اقل عقلاً. و
لذلك أول ما تقوم به الأنظمة القمعية الإجرامية هو استهداف العقلاء و النشطاء
السياسيين حتى تتحول معظم المعارضة إلى معارضة تحركها العواطف و لا يوجهها العقل.
و عند ذلك يقوم النظام بلعبته الماكرة حيث يتسلى بتوجيه المعارضة الغوغائية إلى
تصرفات تسيئ إليها و إلى قضيتها العادلة، في نفس الوقت الذي تتعزز فيه سمعة النظام
المجرم على انه يحمي البلاد من الانزلاق إلى حالة الفوضى.
و حالة الفوضى و
الغوغائية تتشكل تدريجياً مثل السيل الجارف الذي تكونه قطرات المطر، و يغذيها
النظام بتصرفاته الاجرامية الاستفزازية، ثم يترك للغوغاء مساحة صغيرة للرد
الانفعالي و الذي يكون في العادة موجه من قبل النظام نفسه. ثم يقوم النظام
بالانقضاض على المعارضة، و يستهدف أكثر ما يستهدف ما تبقى من عقلاء و مثقفين، ثم أخيراً
يوجه ضربة قاصمة للعائلات ليعطي الجميع درساً في عاقبة التمرد على الظلم.
و لذلك فأن أهم ما
ينبغي علينا فعله عند مواجهة الظلمة و الطغاة هو الاعتصام بكتاب الله و هدي رسوله
الكريم.
و لقد وضح لنا القران
الكريم كيفية مواجهة الظلمة و الطغاة من خلال عرض قصة نبي الله موسى مع شيخ و إمام
الظلمة و المتكبرين و هو فرعون، و معه طبقة المنتفعين من أهل و وزراء و كبار
الموظفين. فالله سبحانه و تعالى قد وجه
رسولاه موسى و هارون عليهما السلام ان يقولا لفرعون في بداية الكلام، قولاً لينا
لعله يتذكر أو يخشى. و ذلك لان وضوح الحجة
و البيان و البعد عن الشتائم و الاستفزازات هو من أهم أدوات كسب المعركة. و هذا على الرغم من ان الله سبحانه و تعالى يعلم
بان فرعون نفسه لن يؤمن، و لكن لحكمة الله سبحانه و تعالى فانه قد طلب من موسى و
هارون ان يتجنبا الخطاب المستفز في البداية.
و يمكن ان نفهم ان معسكر فرعون نفسه قد أصابه بعض التفكك من الداخل نتيجة
للاسلوب الذي هدا الله إليه نبيه موسى.
فمن كان يتخيل ان سحرة فرعون يؤمنون، بل و يفضلون الموت على العودة إلى
عبادة فرعون؟ و من كان يتخيل ان يؤمن احد أقرباء
الفرعون، بل و يحاول نصح بقية قومه بالتمرد على الظالم و الاستجابة لنداء الحق و
العدل؟
و نحن ألان في هذه
الظروف المزلزلة العصيبة، يجب ألا يدفعنا النظام الاسدي المجرم ان نفقد عقولنا و
نفقد رباطة جأشنا و ننساق وراء عواطف الغضب و نتجاوز حدود ما انزل الله علينا
ربنا افرغ علينا
صبراً و توفنا مسلمين