انتفاضة الثمنينات ومجزرة حماه 1  لماذا إنتفاضه شعبيه ولماذا مسلحه  Images00154
إنتفاضة الثمنينات ومجزرة حماه / 1 ـ
لماذا إنتفاضه شعبيه ولماذا مسلحه
؟

لماذا إنتفاضه شعبيه ولماذا مسلحه ,لماذا ليس إنقلاباً عسكرياً؟ ولماذا الإسلاميون ولماذا مجزرة حماه ؟
لماذا كانت أحداث الثمانينات وما قبلها؟ ؟
هل قرر الإسلاميون لحظة الصفر أم هي السلطه؟
هل كانت إنتفاضه مستمره منظمه أم مرتجله,وماذا خلفت وراءها؟
سأجيب على ذالك كله في عدة مقالات تحمل إسم

(إنتفاضة الثمانينات ومجزرة حماه)
بعض الأسباب الغير مباشره للثورة على النظام:
الحرية والمقدس الديني والشرف والخبز والوطن أشياء خمسة لا يمكن إستلابها من الإنسان الشرقي, لقد جوعنا البعثيون بنهبهم وبالمبادئ التي طبقوها, وصادروا الحرية بقانون الطوارئ والاحكام العرفيه وسجنوا عشرات الآلاف, وكان الحزب الواحد وتسخير الدوله لمصالحه الأنانيه, وكانت كلمة الحق ممنوعة من صحيفة تكتب او من شيخ كلمة حرّة على منبر في مسجد مهما صغر.وأخزى ما فعلوا هو التمييز الطائفي البغيض.

وبلغ عدد المغتربين مايقارب عدد الباقين في الوطن بحثاً عن لقمة العيش وتعليم الابناء والصحه, وكذا البعض طلباً للحرية فقد قدّر المطاردون وعوائلهم ب 150.000 إنسان سوري عاشوا مشتّتين يبحثون عن وطن يشبه وطنهم الذي يحملوا صورته في وجدانهم وجيوبهم وحقائبهم,ويعدون أطفالهم وحتى المسنين من والديهم بالتلاقي ضمن أرض الوطن ومات منهم الألوف دون ان يروه كأربعة من أسرتي, ومنعت عنهم جوازات السفر( آآآآه كم تعب المغتربون من ذالك وكم طرد وسجن الآلاف بسبب تزوير جوازاتهم من دول تلقت الفسادات من النظام السوري, وكم رحلوا وأقاموا حتى ملتهم الحقائب وكم تعذبوا ليحصلوا على الجواز الأجنبي لحرمانهم من السوري) ولولا أن صنع الإخوان الجوازات لكانت الكارثه أكبر. وقد كان الحمويون من أشد المعانين فلماذا كان ذالك
؟

الأسباب المباشره في مدينة حماه بالذات:
في عام 1981قتلت سرايا الدفاع والوحدات الخاصه المدربه على القمع الداخلي الكثير من الحمويين المعارضين خلال مهاجمة أحياء معينه لم يكن بها دفاعات للمجاهدين كما في بستان السعاده وغيرها ,وبلغ مجموع الشهداء 335 شهيداً , قتلهم النظام الذي يستمد وجوده من التخويف وليس من محبة الناس,وبقيت الجثث أربع أيام في الارض, كما تم تفجير بيوت الآمنين المعارضين دون إنذار وهي بيوت آل قصاب و مريوما,عمرين,قنفود,خرسه, بوظان, شققي, علواني , صمصام, غرابيلي ,بارودي,دبش,حواضريه, عرواني...بدل أن تطرح الحوار العاقل,وقد أصدرت جلسة المجلس الامني الأعلى في إيلول 1981قرار رقم 184 بتعيين رفعت الأسد آمراً عرفياً لدمشق وحماه وحلب ونقل 1200 عنصر من سرايا الدفاع لحماه وأذنوا لهم بإطلاق النار, وإشتد الضغط على الأسر لتسليم المطلوبين وقد تم إعتقال أعداد كبيره من الرهائن كما وزع الطائفي علي ديب مجموعات الوحدات الخاصه على أسطح البنايات والدوائر الحكوميه والأرصفه تتحرش بالناس وتهينهم, وتمادت المنظمات الطائفيه العسكريه من السرايا والوحدات حتى خطفت بنتاً من حي البرازيه ( أعتذر عن المزيد من الشرح لحساسية الوضوع) وإقتادتها من الطريق دون أن تسألها عن إسمها وأغلقت على عيونها وردّتها بعد ثلاثة أيام, وأشارت الفتاة إلى مايفيد ...وأنهم من القوات الآنفة الذكر وقد كان حدثاً هائلاً في بلد مثل حماه, وإليك قصة توضح أهمية ذالك :في منطقة باب الجسر في حماه وخلال المجزره دخل الجنود على مجموعة من حوالي أربعين إمرأه من آل الشامي وأرادوا أن يأخذوا فتاة فصاح جميع النساء رافضين ذالك, وقالوا خذ ما تريد واترك البنت, وتم الإتفاق على ان تعطي كل النساء ذهبها مقابل ذالك وتم ذالك فعلاً..

ومن الاسباب المباشره كذالك عمليات التمشيط في نيسان 1980 والتي فتشت حماه بيتا بيتا ونهبت الناس والتي قال فيها العقيد علي ديب لابن عمي( إنها من أجل إعتقال سبع معارضين فلماذا لا تسلموهم) فهل كل هذا الإيذاء لسبعة أشخاص أم للتخويف بقصد الإنصياع! وإعتقلوا الكثير من غير المطلوبين سابقاً وكان منهم صديقي غسان زين العابدين(وليس عنه خبر حتى بعد 30 عاماً ) وشخص من آل النشار... وكانت فرصة للنهب بحجة التفتيش والإعتقال العشوائي, وبقي الرصاص يلعلع أياماً وهناك نساء أجهضت من الرعب .


وإليكم هذه القصه التي تبين مافعلوا بالتمشييط (لترى الضغط الذي يولد الإنفجار): لما جمعوا الناس في ساحة باب طرابلس طلبوا منهم السجود لحافظ أسد ولم يستجب أحدهم لأنه أخرس لا يعلم المطلوب فقلعوا عينيه وقتلوه, وكان الآخر إمام مسجد عين اللوزه من آل الهنداوي والذي رفض السجود كذلك فأمر الضابط الجندي بقتله, فسحبه الجندي وأطلق النار في الهواء ثم قال له إذهب لبيتك عندما يحل الليل ففعل. وكنت أنا وأخي نقفز من زقاق إلى آخر لنتلافى الإعتقال العشوائي في التمشيط لاننا كنا سجناء سابقين فقد شيع أنهم سيعيدوا إعتقال كل من أطلق سراحهم.
كما أنهم إتخذوا خلال التمشيط معتقلاً عند مصافي حماه خاص بالإهانات وعلى سبيل المثال: فقد جمعوا عددا كبيراً من الناس وغطوهم بالبطانيات وطلبوا منهم أن يلوطوا ببعضهم (عفوا ولكنها وساخة النظام), وقد حزنت أن كان منهم شيخ هو إبن الشيخ محمود الرواس أمير جماعة التبليغ في سوريه وما حولها, وقد رأيت بعيني منهم مسناً عائداً من آل شمطي ه( بائع حمص في سوق الطويل) وقد ضربوه حتى شقوا رأسه وكدت أبكي عندما رأيته وهو حزين جداً وقد لف رأسه بالشاش .

والسبب الأقوى الذي يشجع المجرمين هو أن الدستور لا يجرم رجال الأمن أو الرئيس .
لماذا حماه؟

لقد ذبحوا حماة في 2 شباط 1982 بحجج مختلفه وكان أهمها أن أهالي حماة يكرهون السلطة وأنهم قاوموها .
لقد كان الحقد كبيراً على حماه فكما كانت الشراره الأولى للثوره ضد الفرنسيين من حماه فقد كانت حماه شوكة في حلوق البعثيين دائماً تهدد حكمهم, وكان كل من يتسلم محافظاً لحماه يكرم في منصب كبير في الدوله لصعوبة إنصياعها للنظام الإستبدادي , فحماة مهد إنطلاق إنتفاضة 1964 و إعتصام مسجد السلطان, وهي أول من تحدى البعث منذ أوائل حكمه, ومنها خرج الشيخ سعيد حوى يأخذ التواقيع من أهم 32 عالم في سوريه ضد الدستور ( وقد كشف امره وإعتقل خمس سنوات وقد قمنا نحن طلاب الجامعه الحمويون فقط بتوزيع المنشورات في مساجد وشوارع دمشق على ثلاث دفعات, وكنا نحن طلاب الجامعه كذالك نكتب على الجدران بخط عريض عبارات الإستهزاء بالرفاق السرّاق ونضالهم, في حملة لإسقاط هيبة السلطه في دمشق بالذات, ونحن من قتل أول مجرم أمني متمادي وهو الرائد محمد غره مسؤول الامن في حماه, وهو الذي كان يعذب و يقتل ويسحل المعتقل, ومن حماه كانت شرارة الدعوه للنضال السلمي, ولما سدت الأبواب كانت منها الدعوه للنضال المسلح, وكان القضاء على حماه ضربة لإنهاء المعارضة في سوريه ذلك ان أقوى تنظيم إسلامي في سوريه كان في حماه , كما أن المعارضه الرئيسيه في سوريه كانت إسلاميه( ليس في سوريه فقط بل إن المعارضه الإسلاميه هي الأقوى بكل الدول العربيه بدليل نجاحهم بالإنتخابات بشكل ساحق بعد الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا ليخدموا الناس
) .

وبهذان العاملان المتوفران في حماه فقد تحتم عند حافظ أسد ضربها, وكما أن منها الشيخ المهندس القائد مروان حديد مؤسس تنظيم الطليعه المقاتله وكذالك من تسلم القيادة بعده في سوريه( في الغالب), وكانت حماه غالباً منبع رياح التغيير في سوريه, وقد ثبت أن النوى التنظيميه للطليعة في كل المدن كانت من الحمويين أو بدفع أو تأسيس منهم, إن حماه كانت رمزاً للنضال, وكان كسر شوكتها إنهاء للمعارضه في كل سوريه ( آسف للتركيز على حماه فهي الموضوع الرئيسي في هذا المقال وفيها مشاهداتي ).

هل كان يجوز إسقاط النظام بالقوه؟؟؟؟؟؟
1 ـ لقد تسلم النظام السلطه بإنقلاب عسكري وليس بواسطة الشعب لذا فلا مشروعية له, وكان عدد البعثيين هو 350 إلى 400 عنصر أغلبهم من العسكريين سطوا على السلطة بالقوة المسلحة وبإستغلال وجودهم بالجيش, وهم على قلتهم وعدم شرعيتهم وإختطافهم السطه مارسوا هواية النهب ,فما هم إلا عصابة مجرمة ليس لها أي وجه شرعي يبيح وجودها أو يعطيها الحصانه القانونية لجعل محاولة إزالتها عدوانا فهي ليست الحكم الصالح وليست ديموقراطيه. ولو حّولوا الحياة السياسية للديموقراطيه بعد إنقلابهم بشهر أو سنة لكان من غير الجائز الثورة عليهم ولكنها عشرات السنين وقد وصلت الآن إلى خمسون عاماً بثقلها المرير ولم نرى غير الشعارات البراقه والكاذبه والقتل والدمار.

2 ـ لقد سبق الصراع مقاومات سلمية هائله منذ 1963وكانت السلطة تقابلها بالعنف ومنها إعتصام مسجد السلطان في حماه فتم قصفه وإزالته وكذالك الإضراب العام للمحلات التجاريه عام 1964 في كل من دمشق وحمص وحلب واللاذقيه وحماه( وكان إضراب المدارس الخاصه والعامة في حماه كذالك وربما غيرها) وكذا خطابات وإحتجاجات المشايخ كالشيخ علي الطنطاوي والذي توفي بالسعوديه مطارداً لأربعين عام تقريباً والأستاذ عصام العطار الذي منع من دخول البلاد بعد حجّه منذ 1963 وحتى الآن, و الجهاد السلمي للشيخ المجاهد العظيم حسن حبنكه في دمشق و الذي سجن وجرجر للمخابرات و كاد يحكم بالإعدام, والشيخ محمد عوض والشيخ ساريه الرفاعي والشيخ أسامه الرفاعي والذين لوحقوا سنوات في الخارج, والشيخ محمد علي مشعل الذي توفي مطارداً والشيخ وصفي المسدي وغيرهم الكثير في حمص. وفي حماه هرب الشيخ محمد علي مراد والشيخ سعد المراد والشيخ محمود الحامد وأخواه الشيخان (والذين أعدم اخوهم سالم) وأعدم الشيخ بشير المراد مفتي حماه والشيخ أحمد مراد, و طورد الشيخ غسان حمدون والشيخ موفق عيسى ..., وفي حلب لوحق وطورد الشيخ ناصح علوان والذي توفي مطارداً خارج سوريه والشيخ الصوفي عبد القادر عيسى والذي توفي في تركيا أما عن الاحزاب التى عارضت النظام فقد سجن وهرب منهم عشرات الألوف للخارج , وتم إقتحام مسجدي الجامع الاموي وجامع خالد إبن الوليد بالدبابات لأنهاء الإعتصامات,وكانت منذ 1963 وحتى الآن تحلق فقط نصف لحية الملتحي المتدين في الإجتماع الصباحي في الجيش ثم يترك مهناً ليقف بالصف مع الجنود .كما لا تراعى الصلاه ولا يخصص مكان صلاه في الثكنه بينما هو موجود في مطارات الدول البوذيه.وأعتقل الكثير لأنهم وجدوهم يصلون فإتهموهم بالإنتساب للإخوان أو تأييدهم وهرب البعثيون المنشقون كذالك مثل ميشيل عفلق ومات في بغداد, ومنيف الرزاز ومات في الأردن ومن رفاق الامس أكرم الحوراني الذي توفي بالاردن ومن كل الاحزاب وكل الأديان .حتى أنهم كانوا يأكلون آباءهم في الحزب حين كانوا جائعين لضحايا فرئيسهم أمين الحافظ طورد مدة 35 عام وكذا شبلي العيسمي وصلاح البيطار( الذي إغتالوه بالخارج) وكان كل هذا بسبب كلمة لا للإستبداد وقد كان نضالاً سلمياً.

وفي نهاية السبعينات قامت المظاهرات وأخرجت جميع نقابات الأطباء والمهندسين والصيادله والمعلمين.. بيانات تدعوا للحريه والديموقراطيه والمحاسبه ووقف الفساد( أنظر النص على المواقع) فقررت السلطه إلغاء قياداتها وعينت المنتفعين والمنافقين حتى أن عضو نقابة في حلب قد قطعوا أعضاءه....... وقتلوه . إذا من يستطيع القول والمناداه بالنضال السلمي فعليه أن يعرف أن الرد هو عسكري.وحتى الحجاب فقد بدؤا بنزعه بالقوة في الشوارع و لولا ردة الفعل لإستمر.

3 ـ أثبتت الفتره قبل المجزره ب 19عاماً وبعدها ب 28 عاماً أن النظام لا يتنازل للشعب إلا بالقوه, وحتى حين إجتهد الإخوه في إعلان دمشق للحل بعيداً عن العنف لم يفلحوا وأصبحوا يطالبوا في 2012 بالتسلح.

4 ـ كان التأخر في الثورة ضرراً أكبر كلما تأخرنا بالمقاومه المسلحه الجماعية فلو تآزرنا في 1964 وإستمرينا في كل سوريا لإنتصرنا وعشنا كراماً ولم ندفع الخسائر التي تلتها في الثمانينات و2011 و2012 كذلك لأن السلطة كانت تزداد قوة كل يوم, وكذا لو شاركنا جميعاً أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات لكانت الخسائر أقل والشرف أكثر.
(لو أن كل معد كان شاركنا في يوم ذي قار ما أخطاهم الشرف).

5 ـ وهل نفع الحوار مع هذا النظام السارق المارق الدموي منذ عام 1982 وحتى الآن كذلك؟؟؟ لقد دعى النظام للحوار في حماه خلال الإنتقاضه الثانيه عبر العميد وليد حمدون ثم قتل كل من تكلم منهم من وجهاء حماه ( ومنهم د. عمر شيشكلي ,د. عبد القادر قنطقجي, الوجهاء: خضر شيشكلي وأحمد قصاباشي) .

6 ـ خلال عشرة أشهر من الثوره السلميه في 2011 نجد أن النظام يدفع بالعنف ولا يفهم إلا القتل,وها نحن نطلب العون معنا ولم نكن نتوقعه بهذا الإجرام تماماً كما حصل قبل وبعد الثمانينات,فقد كانت في حماه عام 1980 ما سمي سيارة عزرائيل السوداء من قبل السلطة تطوف ليلأ وتخطف الناس من بيوتها وتقتلهم وترميهم, كما حصل مع أخوان من آل الأحدب ومع الدكتور طاهر الحداد ومع من حاوروا النظام ( كما سبق القول) فهاهي خمسون عاماً مرت ومراراتنا تزداد ووضعنا لا يطاق وحريتنا مسلوبه ومستقبلنا مخيف ومشانقنا جاهزه ولقمتنا تسرق وجولاننا مسلّم, ومخبر يلحق بنا ورجل مخابرات يسحقنا ..وعشرات الألوف من الضحايا ومئات الألوف من المعتقلين .. فقل لي بربك متى متى نقاتل؟؟!! ومتى يباح القتال؟؟ وقال الشامتون إن الثورة عل النظام بقيادة الإسلاميين هي المسؤولة عن قتل الناس في مجزرة حماه وكذالك تدمر وسرمدا والجسر والمشارقه.. وأنا أريد أن أسأل هؤلاء المتصيدين هل ممارسات السلطه أسبق أم مقاوتها! وماذا أجرمت المحلات التجاريه التي سرقها جنود النظام وهل كان الذهب هو العدو المقاتل الذي نظفوه من المدينة وإصطحبوه معهم؟لماذا جمع 2500 شخص من الشوارع (في جمعة حماه الحزينه) بعد إنتهاء الأحداث وبعد فتح التجول وإقتيدوا وقتلوا؟؟ لماذا فجر مسجد في الباروديه بعد 6 شهور من الأحداث؟؟ ولماذا فجر 55 مسجداً بدم بارد ولم يكن بهم مقاومه إطلاقاً بل لم يكن بهم أحد؟؟ ولماذا قتل 1500 في حي جنوب الملعب في مذبحه جماعيه دون أن تطلق فيه طلقة واحده( أنظر مقال حارة الأرامل لنفس الكاتب) ولماذا يجمع الأطفال ويقتلون كآل الوسى , ويضرب رضيع من آل لطفي بالجدار فيقع ميتاً!! ومليون لماذا وبدون مبرر إلا بناء السلطه على جثث الشعب المستعبد وإذلاله, وهذا لا يفهمه ولا يعرف مقتضياته إلا أصحاب الكرامه والإباء, ولماذا لم يحاسب النظام أحد؟ والله لو كنت صاحب مدجنة لحاسبت القتله ( ألا تعرفون في حيكم من يوصف بالأزعر الوسخ المعتدي ب أو بدون مبرر فهذا هو النظام وأضف عليه طائفيته).
لماذا لم تكن إنقلاباً عسكرياً وفقط؟

منذ وصول البعثيين للسلطه أدركوا أهمية المدخل الذي توصلوا به إلى السلطه فسدّوا الباب بعد دخولهم, وتعلموا من أنفسهم كيف سدّه, فكان سداً مدروساً جداً فالأمن يدرس المتقدمين بطلبات الإنتساب للجيش فيتهموا بالناصريه والإخوانيه والشيوعيه ...ويقبل الموالون لأسباب طائفية ثم حزبيه(بتقديم طلب حينها) وإذا مر البعض بالخطأ أو كانوا حياديين متعيّشين فيفرزوا لقطاعات غير مسلحه . أو تدبر لهم مكائد كاذبه.. ( أنظر التفاصيل في مقال الجيش السوري خائن لنفس الكاتب ) وقد لمس البعض الخطر المستقبلي كالمشايخ والإخوان المسلمون فشجعوا على دخول الجيش لكن الأمن كان للمتقدمين بالمرصاد, عدا قلة نادرة من الشرفاء الذين أخطأهم الرقيب . وأريد أن أسأل: من قال أن الإنقلابية العسكريه أكثر شرعية من الحرب الشعبية ! أليست الحرب الشعبيه أكثر أماناً من أن يتسلم عسكرنا السلطة فلا يتركوها!

ولا تنسوا أن المخابرات العسكريه والجويه وغيرها تضع تعرية الجيش من الشرفاء في المقام الأول وهي حامية النظام وتستهدف الشعب لا العدو الإسرائيلي.

[color=blue]لماذا أخذت الثوره منحى العنف الشديد؟
=black]]لقد كان العنف المبالغ فيه جداً من السلطه عملاً غير مبرر( وببساطة: لو كان لك دين على شخص وطالبته به فإستل رشاشه وقتل عائلتك وجيرانك فهل تكون أنت المتسبب في قتل عائلتك ؟ وإذا كان بمتناولك مسدس ألا تقتله؟
(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا)

هل كانت القوه كافيه لإسقاط النظام؟
هل توقعنا أن يقتل النظام ما قتل في 2011 و2012!!!ولا يسقط!
من خلال الثورة الكوبيه نرى أن الحاكم باتيستا قد أعلن إستقالته مجرد أن إحتل كاستروا وجيفارا الثكنة العسكريه ,( ولكن جيفارا ظن أن حاكم بوليفيا بنفس الأخلاقيه فذهب ليحرر بوليفيا لكنه فشل لأن النظام الحاكم في بوليفيا كان وقحاً وحقيرا وليس عنده خلق أو وطنيه), وكذا حين أعلن العقيد مصطفى حمدون الإنقلاب على الشيشكلي( وقد ندم العقيد مصطفى ندماً شديداً على فعلته لما آلت إليه الأوضاع, وطورد وإنضم للتحالف الوطني لتحرير سوريه وظل بالخارج مدة 35 عاماً ) فتنازل الشيشكلي حقناً للدماء وغادر للبرازيل..وكذا تنازل المجرم زين العابدين في تونس بعد قتل محدد وكذا حسني مبارك. إذا فالأمر متعلق بمدى وقاحة وإجرام الحاكم وليس بمدى توفر القوه لوحدها دائما, فأنت لا تدرك مدى تحمل النظام ( فهاهي 11 شهراً ونحن نقتل في ثورة 2011 ولم نكن يتوقع وقاحة النظام بهذا الشكل , فلا تلوموا من قاتل النظام في في أي مرحلة بل ترحموا عليهم لأنهم كبش الفداء لنا.
.
لماذا ليس إغتيالا للرئيس؟؟ وهل الرئيس يحكم لوحده أم هي عصابه! وهل موت حافظ أسد أنهى المشكله! ومع ذلك كان هناك محاولات إغتيال له ولأركانه ( إقرأ قريباً أبو حمزه ومحاولة إغتيال حافظ أسد لنفس الكاتب).

إنه الإنسداد السياسي عشرات السنين والذي يجب فيه بذل المحاولات والتفتيش عن حل عندما لا يكون هناك حل, فكان الخيار هو الشعب والبندقيه , فالشعب معاد للنظام لأن النظام عامله كعدو دائما حتى ترحم الناس على المحتليين الاجانب مع الاسف.
وكان الإنسداد في كل دول العرب حتى أتى البوعزيزي البطل وقرر الحرب العارية الصدور وطرحت نظرية جديده لم تكن مقنعة لإسقاط الانظمة فنجحت, ولكن نظامنا لم يتنازل وهو مستمر بالقتل وهكذا كان أبوه كذالك ولا ينفع معهم إلا السلاح مع الأسف.

إن علينا أن نضع كل شئ في ضوء المعطيات المتاحة في وقتها وكذالك الظروف التاريخيه فقد كان وقتها عصر الثورات التحريريه الشعبيه في العالم وخاصة الثوره الفلسطينيه القريبه.

لماذا الإسلاميون؟
لقد إستقطب النظام وأغرى كل الأحزاب القوميه والعلمانيه في الجبهة التقدميه عدا القلة القليله جداً والتي كانت ضد النظام ولم تغادر البلد( وكان المناضل رياض الترك من أبرزهم وقد أيد الإسلاميين في صراعهم مع السلطه وكصراع مسلح كذلك ولذا سجنوه 18 عاماً) وبسبب بطش النظام وعدم شرعيته فقد إتخذ الإخوان المسلمون العمل السري والإجتماعات بالمجموعات الصغيره وتغيير موعد ومكان الإجتماع و تغيير طرق الوصول للإجتماع في كل مرة فحافظوا على وجودهم
( وكان العمل السري مشروعاً عندما لا تتاح الحريه) وكانت قاعدتهم العريضه تؤهلهم أكثر من غيرهم لقيادة المعركه ضد النظام.
ولا أعني أنه لا يوجد هناك أخطاء في تكتيك الصراع لكنه ليس في الإستراتيجيه, فكل المضحين من كل الأطياف وفي كل الاوقات هم إخوة منا وبشر مثلنا , كما أن المستقبل لنا وسنحقق أهدافنا مهما عمل النظام.

وأخيراً هل من الضروري أن نشاهد النصر؟ بل وهل إنتهت المعركه؟
لقد إستشهد الشهداء ولم يشاهدوا النصر لكنهم ( يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أّلّا خوف عليه ولا هم يحزنون) نعم سيفرح حتى الشهداء في مثواهم ويتلقوا بشارات النصر العظيم القادم , ولهم العرفان والفضل.
ليس العار إن في النضال عسرنا
إنما العار في إجتناب النضال

وسنخرج للحريه والعداله والوحدة الوطنيه ونكافح الفقر والبطالة والمرض والجهل والتباغض ثم نتوحد لنكون خير أمة اخرجت للناس. وبكل مكوناتنا

د. مهدي الحموي
المصدر ارفلون