المجتمع الدولي يحاصر الأسد
يمكن القول إن الرئيس السوري بشار الأسد بدأ يحذو حذو العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وذلك في قصف المدن والبلدان الثائرة بالرشاشات والمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ، لا بل يمكن القول أيضا أن الأسد لم يعد يمسك بزمام الأمور في البلاد، بل هو بات محاصرا على المستويين الداخلي والخارجي، وبدأ بفقدان السيطرة بشكل كبير.
كما يمكن القول إن ما يجري الآن على الساحة السورية من اشتعال واستعار لنيران النظام ضد السوريين المدنيين الآمنين، وذلك من خلال قصفهم بكل أنواع الأسلحة، ليدلل على أن من بات يقود الحرب الشعواء ضد الشعب الأعزل هو ليس من طينة البشر.
وكنا في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، أي قبل ثلاثة أشهر من الآن، نادينا وناشدنا المجتمع الدولي كي ينقذ الشعب السوري الثائر من أجل الحرية والانعتاق، ومن أجل الديمقراطية الحقيقية، ومن أجل إسقاط النظام القمعي المستبد، فكان لنا المقال "أيها المجتمع الدولي الشعب السوري يموت".
ثلاثة أشهر بأيامها ولياليها حتى بدأ المجتمع الدولي يستمع لصدى صيحات الثكالى وأنّات آلام الأطفال الذين تذبحهم الآلة الحربية لنظام الأسد بلا أدنى رحمة، ويحك أيها المجتمع الدولي، ما أبطأك!
ولكنها مشيئة الله، فمجلس الأمن الدولي ينعقد الثلاثاء 31 يناير/كانون الثاني 2012 أي بعد أكثر من عشرة أشهر على شلال دم الشعب السوري الزكي، راجين أن يتمكن العالم من وقف شلال الدم الشامي الطاهر في الأشهر الحُرُمِ! فالثورة الشعبية السورية باتت تشكل أزمة تقض مضجع السلم والأمن الدوليين، وأما الصين وروسيا، فموقفهما يبدو أنه قابل للتغيير تحت ضغط الأسرة الدولية.
إذاً، الأسد بات محاصرا من كل الدنيا، وباتت عاصمته محاطة بالثورة الشعبية من كل الجهات، فكل مدن وقرى ريف الشام باتت ثائرة، لا بل إن رجال الجيش السوري الحر المناصرين للثورة الشعبية باتوا يهاجمون قوات النخبة الموالية للأسد ويتخطفون أفرادها وأفراد مخابرات الأسد من أوكارهم، حتى تلك التي في داخل دمشق نفسها.
والحل السوري كما يراه المحللون هو حل هجين، خليط على شاكلة الحل اليمني وشكل الحل الليبي، وبلغة أخرى، ربما يكون من خلالهما معا، فالجيش السوري النظامي بات ينتظر الإعلان الدولي عن الحظر الجوي وعن المناطق العازلة حتى ينشق بقضه وقضيضه، وبكل بواسله وكل الأسلحة.
بقي القول، ألم نقل لكم أيها الحكام الطغاة والقمعيون والمستبدون أن اتعظوا، فمن يدري أيلقى الأسد مصير زين العابدين أم مصير مبارك أم مصير القذافي، أم أن المولى سيري الناس في الاسد معجزة من نوع آخر؟ ذلك أن صيحات الثكالى ودعاء الأرامل ودماء الشهداء، أبدا، لا ولن تذهب هدرا!
بقلم محمد سلمان القضاة
*إعلامي أردني مقيم في دولة قطر
يمكن القول إن الرئيس السوري بشار الأسد بدأ يحذو حذو العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وذلك في قصف المدن والبلدان الثائرة بالرشاشات والمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ، لا بل يمكن القول أيضا أن الأسد لم يعد يمسك بزمام الأمور في البلاد، بل هو بات محاصرا على المستويين الداخلي والخارجي، وبدأ بفقدان السيطرة بشكل كبير.
كما يمكن القول إن ما يجري الآن على الساحة السورية من اشتعال واستعار لنيران النظام ضد السوريين المدنيين الآمنين، وذلك من خلال قصفهم بكل أنواع الأسلحة، ليدلل على أن من بات يقود الحرب الشعواء ضد الشعب الأعزل هو ليس من طينة البشر.
وكنا في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، أي قبل ثلاثة أشهر من الآن، نادينا وناشدنا المجتمع الدولي كي ينقذ الشعب السوري الثائر من أجل الحرية والانعتاق، ومن أجل الديمقراطية الحقيقية، ومن أجل إسقاط النظام القمعي المستبد، فكان لنا المقال "أيها المجتمع الدولي الشعب السوري يموت".
ثلاثة أشهر بأيامها ولياليها حتى بدأ المجتمع الدولي يستمع لصدى صيحات الثكالى وأنّات آلام الأطفال الذين تذبحهم الآلة الحربية لنظام الأسد بلا أدنى رحمة، ويحك أيها المجتمع الدولي، ما أبطأك!
ولكنها مشيئة الله، فمجلس الأمن الدولي ينعقد الثلاثاء 31 يناير/كانون الثاني 2012 أي بعد أكثر من عشرة أشهر على شلال دم الشعب السوري الزكي، راجين أن يتمكن العالم من وقف شلال الدم الشامي الطاهر في الأشهر الحُرُمِ! فالثورة الشعبية السورية باتت تشكل أزمة تقض مضجع السلم والأمن الدوليين، وأما الصين وروسيا، فموقفهما يبدو أنه قابل للتغيير تحت ضغط الأسرة الدولية.
إذاً، الأسد بات محاصرا من كل الدنيا، وباتت عاصمته محاطة بالثورة الشعبية من كل الجهات، فكل مدن وقرى ريف الشام باتت ثائرة، لا بل إن رجال الجيش السوري الحر المناصرين للثورة الشعبية باتوا يهاجمون قوات النخبة الموالية للأسد ويتخطفون أفرادها وأفراد مخابرات الأسد من أوكارهم، حتى تلك التي في داخل دمشق نفسها.
والحل السوري كما يراه المحللون هو حل هجين، خليط على شاكلة الحل اليمني وشكل الحل الليبي، وبلغة أخرى، ربما يكون من خلالهما معا، فالجيش السوري النظامي بات ينتظر الإعلان الدولي عن الحظر الجوي وعن المناطق العازلة حتى ينشق بقضه وقضيضه، وبكل بواسله وكل الأسلحة.
بقي القول، ألم نقل لكم أيها الحكام الطغاة والقمعيون والمستبدون أن اتعظوا، فمن يدري أيلقى الأسد مصير زين العابدين أم مصير مبارك أم مصير القذافي، أم أن المولى سيري الناس في الاسد معجزة من نوع آخر؟ ذلك أن صيحات الثكالى ودعاء الأرامل ودماء الشهداء، أبدا، لا ولن تذهب هدرا!
بقلم محمد سلمان القضاة
*إعلامي أردني مقيم في دولة قطر