ماذا أصابكم ... ماذا دهاكم ... هل أنتم سكارى ؟؟؟!!! أم أنتم تغطون في سبات عميق ، تستمتعون بالأحلام الوردية ، وتتلذذون بالمنامات الخيالية ؟؟؟!!! ألا تبصرون ... ألا تشاهدون الدماء البشرية ، الآدمية - وليست الحيوانية - تسيل في شوارع سورية أنهاراً وبحاراً ؟؟؟!!! ، ألا ترون بأم أعينكم أشلاء الجثث البشرية وهي مشوهة ، ممزقة ، مقطعة الأوصال ، تملأ شوارع سورية وساحاتها ؟؟؟!!! ألا تسمعون أنات الجرحى ، وآهات الثكالى ... وصرخات المعذبين ؟؟؟!!!

أين أنتم يا خلق الله ؟؟؟!!! ، أين أنتم يا عباد الله ؟؟؟!!!

أتبلدت مشاعركم ؟؟؟!!! أتحجرت أحاسيسكم ؟؟؟!!! أماتت ضمائركم ؟؟؟!!! أنطفأ نور الإيمان في قلوبكم ؟؟؟!!! أخمدت روح الحياة في أجسامكم ؟؟؟!!! أتجمدت الدماء في عروقكم ؟؟؟!!!

ألا تثير فيكم هذه المناظر المرعبة ، والمشاهد المخيفة ، مشاعركم وأحاسيسكم ، ألا تحسون بالألم ، ألا تشعرون بالحزن والأسى على إخوة لكم في الإسلام ... في العروبة ... في البشرية ... في الإنسانية ... يُعذبون ...ويُقتلون ...ويٌهانون ... ويُصطادون بالرصاص ، كما تُصطاد الطيور في السماء ، لا لذنب اقترفوه إلا لأنهم يطلبون الحرية .

وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد .

كيف تهنؤون بالنوم على فرشكم الوثيرة ، وإخوانكم وبنو جلدتكم في سورية الشام ، لا ينامون ، ولا يجدون للنوم سبيلاً ؟؟؟!!! وإذا ارادوا النوم ، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، كيف تستطيبون الطعام والشراب ، وأبناء عمكم في سورية الجريحة لا يجدون كسرة الخبز لتسد رمقهم ؟؟؟!!! كيف تحسون بالأمن والراحة ، وأبناء قومكم في أرض المحشر والمنشر ، يُسامون العذاب والإضطهاد ، ويُطاردون ليل نهار من قبل قوات الأسد وشبيحته ، وكتائب الفرس المجوس وأعوانهم في العراق ولبنان ؟؟؟!!!

يا أيها الناس ... يا أيها البشر ...ألا من غضبة مضرية عربية ؟؟؟!!! ألا من فزعة بشرية ؟؟؟!!! ألا من استجابة إنسانية لإستغاثات أهلكم في سورية الشام المذبوحة المنكوبة ؟؟؟!!! ألا من وقفة مع الحق ، ومع المظلومين والمضطهدين والمستضعفين ؟؟؟!!! ألا من صرخة في وجه هذا الظالم الجائر المجرم بشار ، تهز كيانه ، وتزلزل أركانه ، وتدك عرشه وجبروته وطغيانه ؟؟؟!!!

ماذا تنتظرون ؟؟؟!!! أن يحل عليكم غضب الله وسخطه ، أو أن يخسف بكم الأرض ، أو أن ينزل عليكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ، أو أن يهلككم كما أهلك القرون الأولى من قبلكم ؟؟؟!!!

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيما معناه ( إذا رأى الناس الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم بعقاب من عنده ) أو كما قال .