لا يزال حسن نصر الله مصراً على الدفاع و الوفاء لمن
ساعده في صنع أكذوبة حزب الله و أكذوبة ما يسمى بالمقاومة. و هو في سبيل ذلك لا يهمه الاستخفاف بالعقول و تحريف الحقائق و تزوير التاريخ.
فحزب الله كان احد أهم قتلة الفلسطينيين
في لبنان في الثمانينات، و لم يهدأ له بال حتى طردهم و نزع سلاحهم و أبعدهم عن حدود
إسرائيل، و أبعدهم إلي تونس و الجزائر و وضع ما تبقى منهم في مخيمات البؤس و الفقر بعيداً عن أرضهم في فلسطين. و حزب الله لم يكن
حتى وفياً لبني طائفته فهو قد دخل في صراعات دموية مع حركة أمل التي
كانت بمثابة أمه التي تمرد عليها. و لان جيش حافظ الأسد لم تكن له مهمة في لبنان سوى
تحطيم القوى الفلسطينية و إخلاء الساحة أمام الجيش الإسرائيلي ليطردها خارج لبنان،
فقد وجد حافظ الأسد ان حزب الله يستحق المكافأة و الرعاية.
و لا نستغرب موقف حسن نصر الله في تبرير
جرائم القتل و السرقة و الاغتصاب التي تقوم بها عصابات الأسد الإجرامية في سوريا حالياً،
فقد تربى السيد حسن نصر الله على تبرير هذه الممارسات الإجرامية طالما إنها تمطر عليه أسلحة و أموالا. فمن المعروف ان الجيش السوري في لبنان
كان لا يتورع مجرميه عن اغتيال المعارضين، و فرض الإتاوات و الرشا على اللبنانيين و
التحرش بالنساء، و الاغتصاب في بعض الأحيان.
و أما محاولات قلب الحقائق التي يقوم بها
نصر الله، بأنه قاهر إسرائيل و محطم الجيوش الغازية للبنان، فيكفي ان نتذكر ان من أوقف
حملة إسرائيل على لبنان في 2006 هو صور دماء و أشلاء المدنيين اللبنانيين الذين كنت تختبئ خلفهم أيها البطل!
و قبل ذلك عندما انسحب الجيش الإسرائيلي
من جنوب لبنان في 2000، فيجب ان نتذكر ان إسرائيل كانت تهدد سوريا بالانسحاب من لبنان
بدون اتفاق، حتى تخلط الأوراق في لبنان و تجره إلى حرب أهلية جديدة كما انسحبت من غزة ليقتل الفلسطينيين بعضهم بعضاً لملء الفراغ. فإسرائيل لم تكن مهتمة
بمناطق الجنوب اللبناني، و إنما كانت مهتمة أكثر بالتهويد و الاستيطان داخل أراضي فلسطين لاستباق أي تسوية محتملة، و طالما انك يا نصر الله تحرس لإسرائيل حدودها
الشمالية من أصحاب الأرض الفلسطينيين، فإسرائيل ليس عندها مشكلة حقيقية معك.
ثم ها هي إسرائيل قد انهزمت أمامك و خرجت
ذليلة من لبنان كما تزعم منذ احد عشر سنة، فهل استعدت أيها البطل المغوار احد عشر شبراً
من ارض فلسطين طوال هذه المدة؟
ثم يجدر بك يا حسن إلا تستخف بعقولنا، فجيش
الخنادق و السراديب الذي تحتفظ به لتحقيق مصالحك السياسية و مصالح أسيادك في دمشق،
ليس لفلسطين منه نصيب إلا الجعجعة و الكلام. فقد جهزت هذا الجيش لمهمة الاختباء بين المدنيين و إطلاق الصواريخ من الخنادق، و ليس لجيشك هذا أي قوة بعيداً
عن خنادقه، فبعد كم مئة عام ستخرج جيشك من خنادقه ليزحف
بالملايين تلو الملايين و من الصحراء للصحراء.... لتحرير فلسطين؟
و أخيراً، أنا لا ابرر لأحد من المجلس الوطني
ان يدخل في مساومات مع أمريكا ليطلب منها التدخل في سوريا،
لكن يا حسن الكذاب، الم تغدق المديح على
أصدقائك في العراق الذين أتت بهم أمريكا من إيران ليحكموا العراق؟ و الان تبشرهم
بهزيمة أمريكا في العراق؟