هل تعلم أن سوريا في عهد آل الأسد...؟!!

بقلم : د. حسين المناصرة

لن تتفاجأ... عندما تصلك عبر البريد الإلكتروني قائمة ذات معلومات مهمة جداً؛ عنوانها غير المبهج: "هل تعلم أن سوريا في عهد آل الأسد...؟!" ؛ وذلك لما فيها من دمار وخراب لحق سوريا الحضارة، وشعبها الأبيّ؛ بسبب هذه العائلة التي أفقرت الناس هناك، واستولت على خيرات البلد، ووضعت الدولة السورية على هامش الدول في العالم، بعد أن حولتها إلى مجرد عزبة لعائلة الأسد وأزلامهم وشبيحتهم؛ فنخروها بالفساد والمفسدين، الذين ترعرعوا في عهد هذه العائلة المتآمرة، منذ أن وجدت إلى اليوم، على سوريا والسوريين والعرب أجمعين!!

ثمّ ها هي عصابات هذا العهد قد غدت اليوم تستبيح سوريا كلها تحت نظر الداني والقاصي؛ لمجرد أن ثار الشعب مطالباً بحريته في التنفس هواءً نقياً غير هواء هذا العهد المزمن المنتن... وعدا عن ذلك، فقد غدا هذا النظام يستورد قطعان الشبيحة والمجرمين من العراق وإيران ولبنان... باسم المذهبية الطائفية البغيضة.

وكان مما جاء في قائمة الخزي والعار لهذا العهد الأسدي التتري، بقيادة هؤلاء الحشاشين الجدد:
هل تعلم أنّ سوريا في عهد آل الأسد المجرمين : صُنفت في مرتبة آخر الدول في الاستثمار العالمي (مرتبتها 140)، وأن أسعار السيارات – على سبيل المثال - في سوريا هي الأغلى في العالم، وأن في سوريا 300 موقع أثري من أهم المواقع في العالم، ولا تعد من الدول السياحية، التي تدرّ فيها السياحة أموالاً طائلة!!

وهل تعلم بأن سوريا، في عهد هذه العائلة الملعونة، تخزّن القمح مدة خمس سنوات، وتصدّره للعالم، ومع ذلك يعد الطحين فيها هو الأغلى، حتى بين دول الخليج العربي، التي ليس لديها زراعة، وأنّ الخضار والفواكه السورية تُصدّر إلى دول كثيرة في العالم، في الوقت الذي يحرم فيه الشعب السوري منها، وأنّ شخصاً مجرماً واحداً في سوريا (هو السيد الملعون رامي مخلوف – أهلكه الله تعالى!!)، يملك 63% من مقدرات الاقتصاد السوري، وأنّ هذا المخلوف الفاسد هو ابن خال بشار الأسد، وهو واجهته الاقتصادية أيضاً، وأنّ هذه اللصوصية "البشارية المخلوفية" هي التي جعلت نسبة 60% من الشعب السوري تحت خط الفقر؛ أي أنّ دخل الفرد الواحد، عندما يكون تحت خط الفقر، يكون عادة أقل من دولار واحد في اليوم ... وهذا فقر مدقع!!

وهل تعلم أن إنتاج سوريا من النفط هو 800 ألف برميل يومياً ؛ أي ما يقارب ثلث إنتاج دولة الكويت النفطية اليومي، وهناك عشرات الآبار ما زالت مغلقة، وأن دخل النفط كله لا يدخل في الموازنة السورية العامة، لأنه يذهب إلى حساب القصر الجمهوري الخاص بعائلة الأسد المجرمة.

كذلك لدى سوريا من الآثار والذهب المدفون في بعض الأرياف، ما يجعلها دولة غنية، ومع ذلك يمنع التنقيب عنه، وبخاصة في مناطق بصرى وشهبا وقارة... وكل ذلك من أجل أن تبقى هذه العائلة ذات سيطرة كلية على هذا الشعب المضطهد، الذي تتبع معه السياسة الأسدية التدميرية أسلوب إفقار الناس فقراً مدقعاً؛ لكي يبقى الشعب يلهث يومياً وراء رغيف الخبز، ومن ثمّ لن يفكر حينئذ بالسياسة وما يقع عليه من ظلم وفساد ناتج عن هذه العائلة!! وفي هذا السياق، تعد سوريا الدولة الثانية في العالم، بعد كوريا الشمالية، التي تورث الحكم الجمهوري عنوة، على الرغم من كون هذا الحكم لا يورَّث مطلقاً!!

وهل تعلم أنّ عهد آل الأسد يتقصّد تدمير فئة الشباب في سوريا تحديداً، وبذلك أصبح حلم 90 بالمئة من طلاب الجامعات في سوريا، هو الحصول على "فيزا" للسفر إلى إحدى دول الخليج العربي أو أوربا، وهذا ما جعل أكثر من مليون عامل سوري، يعملون في لبنان، وأن كثيراً من السوريين ماتوا غرقاً في أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية إلى قبرص . والأدهى والأمر من ذلك كله، هو أن حفل الزفاف في سوريا يحتاج إلى موافقة أمنية من عصابات آل الأسد الأمنية!!

وهل تعلم بأن المستثمرين السوريين المغتربين في أنحاء العالم المختلفة - في عهد بشار الأسد- يملكون أكثر من 200 مليار دولار، وأنهم يمنعون من الاستثمار في سوريا، حتى لا ينافسوا المجرم اللص الأكبر رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد ، الذي – كما أسلفنا - يملك حوالي ثلاثة أرباع الاستثمارات في سوريا...

كذلك هناك سوريون قد ولدوا خارج سوريا، ولا يملكون جوازات سفر سورية، ويمنعون من الدخول إليها، وأن عدد المغتربين السوريين أكثر من عدد السوريين في سوريا، وأنّ أكثر من 300 ألف سوري في سوريا، سحبت منهم الجنسية السورية؛ لأنهم أكراد!! ومن ثمّ لا يستطيع هؤلاء التعلم في الجامعات السورية، أو التوظف في الدولة، أو ممارسة الحياة المدنية طبيعياً.

وهل تعلم بأن سعر الكهرباء في سوريا، في عهد عائلة الأسد الفاسدة، يباع للمواطن السوري بسعر خيالي؛ علماً بأنه يجب أن يكون مجانياً أو شبه مجانيّ!! وعلماً بأن سوريا تصدّر الكهرباء إلى لبنان والأردن وغيرهما... بل تنقطع الكهرباء عن العاصمة (دمشق) ساعات وساعات، وأنّ "فاتورة" الهاتف الأرضي أحيانًا تساوي ربع راتب موظف، مع العلم أن أغلب الدول العربية هواتفهم الأرضية مجانية أو شبه مجانية، وأن 60 بالمئة من العائلات السورية لا تملك منازل، وهم يستأجرون عند تجار البناء التابعين لهذه العائلة المفترية، وأن 20 بالمئة من الشعب السوري يملكون بيوتاً بالتقسيط و"التمليط" من البنوك، وأنّ معاش موظف في الدولة ربما لا يكفي لإيجار بيت في منطقة نائية، علماً بأن سوريا تعدّ من أغنى الدول العربية؛ إذ إنها تمتلك اكتفاء ذاتياً من الموارد جميعها، ومع ذلك ما زال شعبها المستلب، في عهد آل الأسد الحرامية، أفقر من شعب السودان، على سبيل المثال!!

وما لم يذكره التقرير هو ممارسات هذا العهد أو العائلة الإجرامية اليوم، وهو : هل تعلم أنّ نظام بشار الأسد منذ تسعة أشهر قد ضرب أرقاماً قياسية في التنكيل بالسوريين، على أيدي البلطجية والشبيحة والطائفيين، وتجييش الجيش والأمن؛ لقتل الأطفال، وانتهاك الأعراض، وسحل الناس على الشوارع، وسلخ الجلود في سجون الاعتقال والتعذيب، والتآمر وبث المتآمرين لنهش لحوم الناس وأعراضهم وأموالهم، وتدمير البيوت فوق رؤوس ساكنيها، والكذب المفضوح أو المسخرة في وسائل إعلام النظام الصفراء المخزية، واعتقال عشرات الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف، وقتل الآلاف إن لم يكن عشرات الآلاف، وتشريد مئات الآلاف إن لم يكن الملايين... وكل ذلك من أجل أن يبقى هذا المجرم بشار الأسد، على كرسي رئاسة سوريا ، الذي سلبته هذه العائلة الطائفية الفاشية؛ ليستمر إجرام هذا العهد وفساده واستباحته للدماء والأعراض في سوريا!!