إنّها مَصارعكم يا أيها الغزاة

مجاهد مأمون ديرانية

منذ أيام والأخبار تتوارد عن مجرمي العصابات الطائفية الذين دخلوا من لبنان والعراق إلى سوريا للدفاع عن نظامها المتساقط، أو بعبارة أخرى: لقتالنا وقتلنا نحن أبناء البلاد.

ماذا جئتم تصنعون في بلادنا يا أيها الغزاة؟

لعلكم سمعتم أن ثورتنا سلمية فأمِنْتم وقلتم لأنفسكم: إنْ هي إلا نزهة نروح إليها ونغدو على أهون سبيل، فاسمعوها إذن اليوم شِفاهاً وسوف ترونها في الغد عِياناً إن شاء الله: إنْ كنتم دخلتم بلادَنا ماشين على الأرجل فلا والله لا تخرجون إلا محمولين على الأعناق. لقد أحسنتم المدخل فأحسنوا -إن استطعتم- المخرج، ولن تستطيعوا، فإنّا أقسمنا أن بلادنا لا يدخلها مجرمٌ منكم مرةً إلا ويغادرها مرتين، مرة تغادر روحُه إلى زبانية الجحيم، ومرة يعود إلى أهله الجسدُ اللئيم.

لا والله ما علمتم بعدُ ما نحن يا أيها الغُزاة. أظننتم -ويحكم- أنّا نهاب حرباً أو نخشى الموت؟ فإنّا بنو الحرب وأهلها، قد رأى الزمان منا الأعاجيب ودوّنت صحائفُ التاريخ بطولاتنا على مَرّ التاريخ، وإنّا قد آلينا أن نريكم اليومَ ماذا يصنع أهلُ الشام إنْ ضِيمَ أهلُ الشام.

لقد أَرَينا حليفكم قوةَ قلوبنا حتى يئس أن يَهزم قوّةَ قلوبنا بقوة سلاحه، وعجزت دوننا كتائبُه المجرمة وعصاباته فذهب يلملم حثالات العصابات من جيران وخلاّن له من شرق ومن غرب، فانتظروا حتى نريكم ماذا تصنع قوة قلوبنا إذا جمعنا إليها قوة السلاح، وانظروا عندها كم تصبرون أمامنا يا أيها الغزاة الجبناء.

يا جيش سوريا الوطني الحر: دونك الغزاة فلا توفر منهم أحداً، وافتح الباب للأسود من ثوار الشام فإنهم يتربصون وراء الباب ينتظرون إشارة النفير؛ ادعُ إلى التطوّع من يسعك استيعابه منهم في كتائب المتطوعين، وأطلقهم على الغزاة يُروك ويُروهم ماذا تصنع الأسود إذا أُطلقت على الضباع الأسود.

ويا حافّين بسوريا عن يمين وشمال: إن شئتم أن ترسلوا إلينا ألفاً من الغُزاة فأرسلوا ألفاً، أو أرسلوا إن شئتم مئة ألف، على أن تسلّمونا بعددٍ لنسلّمكم بعدد، نستلمهم راكبين أو راجلين ونردّهم محمولين وحاملين… ولا تنسوا أن ترسلوا مع كل واحد من المجرمين نعشاً، فإن علينا القتل ليس علينا التغليف في النعوش.

===
بقلم المجاهد الحر
مجاهد مأمون ديرانية