بسم الله الرحمن الرحيم
الاحداث الاخيرة في مصر ان دلت على شئ فهي تدل على الوعي الذي اصبح عليه المواطن العربي فالمصريين اقتنوعوا للوهلة الاولى بسقوط نظام مبارك بسقوط راسه لكن الحقيقة كانت غير ذلك لان ما تم هو تبادل للادوار والاقنعة بين مبارك والعسكر ، وبدأ مسلسل التسويف والمماطلة في تنفيذ ما يقتضيه سقوط النظام مثل الخجل في محاكمة مبارك ورموز عهده والوثيقة الفوق دستورية والمحاكمات العسكرية للمدنيين وغيرها الكثير....
ان مرحلة خداع الشعوب قد انتهت الى غير رجعة فكل التمثيليات التي قد تخطر ببال الانظمة هي ساقطة حكما قبل ان تبدأ اما الاستمرار في طرحها فهو ضرب من ضروب الغباء وعدم القراءة الصحيحة لما يحدث وهذا ينسحب على مايحدث في سوريا ويعطي الاجابة لمتحذلقي النظام السوري سواء في الاعلام او على المستوى الرسمي فهم الى الان مازالوا يرددون عبارة الاصلاح والقوانين الجديدة والمراسيم الجمهورية وهم مصابين بالذهول فكيف لم يقتنع الشعب بكل ما قدموه .
الشعب طرح عبارة اسقاط النظام واعتبره نظاما غير شرعي فرفعت الاقلام وجفت الصحف... انتهى كل شئ وكل مايحدث بعد ذلك يجب ان يؤسس على عبارة الشعب يريد اسقاط النظام .
فعندما نزعت الشرعية عن بشار الاسد ونظامه البعثي اصبح كل مايقدمه هذا النظام هو باطل لانه صادر عن جهة غير مخولة باصداره فالقوانين والمراسيم التي يصدرها بشار ونظامه هي لاتهم السوريين ولاتعنيهم ولايستطيعون التعامل معها فهي والعدم سواء وهنا الاجابة عن استمرار الثورة الى حين سقوط النظام وليس بشار فقط وعلى النظام الاسدي ان يعلم ان وقته قد فات وما فات مات فهو نظام ميت نحن بانتظار علان تشييعه وكل المحاولات العبثية لاعادته للحياه هي فاشلة وغير منسجمة مع المنطق والعقل السليم.
وهنا يظهر معنى كلمة ثورة والتي تقتضي اسقاط واقع استبدادي وماضي حزين مثقل بالجريمة والسرقة وخلق حاضر جديد بمفاهيم جديدة لبناء مستقبل جديد وهذا الامر قدحسم بشكل مبرم لارجعة فية ومن يعتقد انه يستطيع احياء الميت فهو كمن يحاول ان يخفي الشمس بأصبعه ولابد انه مصاب بالعمى .