بدو أن التكتيكات
العسكرية الأخيرة للجيش السوري الحر باتت تتركز حول توجيه ضربات خاطفة
وبأسلوب إستنزافي نحو أكبر العقد الستراتيجية المكونة للنظام السوري وهو
جهاز مخابرات القوة الجوية الذي يمثل الفرقة الذهبية في حماية النظام وعصبه
الستراتيجي منذ أن شكله الديكتاتور الراحل حافظ الأسد و جعله بمثابة الأب
المطلق لجميع فروع المخابرات السورية العديدة و المرقمة و المشفرة برموز و
أرقام و مسميات زرعت الرعب في شخصية الإنسان السوري قبل أن تنقلب المعادلة و
يتمرد الشعب السوري على القتلة ويكسر حواجز الخوف ويشعل ثورة شعبية شاملة
هي أطهر و انبل ثورة شعبية عربية في تاريخ العرب المعاصر , كل من يعرف
سورية جيدا سيدرك على الفور إن إنهيار النظام لن يأتي أبدا إلا مع إنهيار
جهازه المخابراتي , فالنظام ليس مؤسسات سياسية وحزبية فحزب البعث مجرد خرقة
بالية في النظام السياسي السوري وهو مجرد يافطة و عنوان دعائي و إستهلاكي
لا أكثر و لا أقل , والضربة الأخيرة التي وجهت لمقره في دمشق من قبل الجيش
السوري الحر هي عملية رمزية لحزب لاقيمة له أبدا من الناحية التعبوية ,
فإستنادا إلى تجربة حزب البعث البائد في العراق فإن الجماهير ليست مؤمنة
أبدا بحزب السلطة الذي هو مجرد واجهة ويافطة إعلانية فقط لاغير ويتطاير
أعضاؤه مع أول هبة ريح تقتلع اساسات النظام , والنظام السوري يعرف هذه
الحقيقة جيدا لأن بناء السلطة في سورية ذات أسس عائلية وطائفية محضة مغطاة
بشعارات براقة ثبت إفلاسها ميدانيا , فحزب البعث أصبح خارج التاريخ بالكامل
, قوة النظام الحقيقية تكمن في منظومته الإستخبارية وفي القوة العسكرية
الضاربة المرتبطة بأمن ووجود العائلة الحاكمة , ومخابرات القوة الجوية هي
العصب الحساس في بنية النظام وفي تحالفاته الداخلية و الخارجية , فكل
الإطار الديبلوماسي و الأمني الخارجي للنظام مرتبط بذلك الفرع , وحتى
علاقاته التحالفية مع العديد من القوى العربية و الدولية مرتبطة بذلك الفرع
المخابراتي , فعلى مستوى التعامل مع المعارضة العراقية السابقة مثلا
العديد من قياداتها و نخبها الإجتماعية كان مرتبطا بجهاز مخابرات القوة
الجوية أيام ترؤس اللواء محمد الخولي لها , كما أن مخابرات القوة الجوية
تخضع بالكامل لقيادة ضباط من عظام الرقبة أي من أبناء الطائفة العلوية
المضمون ولاؤهم بالكامل رغم أن الطائفة العلوية الكريمة كان لها شرف معارضة
النظام و أنجبت أسماء معروفة وشهيرة في المعارضة السورية من أجل الحرية ,
وعموم السوريين يعلمون هذه الحقيقة جيدا , توجيه الضربات المركزة نحو
الجهاز الإستخباري السوري هو الشفرة الحقيقية لتفكك النظام و تهاويه من
الداخل , فالجيش السوري بإعتباره منظومة عسكرية ضاربة باتت حلقات السيطرة
المركزية عليه تفقد فاعليتها عبر حملات الإنشقاق المتزايدة و التي ستؤدي في
النهاية و تفاعلا مع حالة الحصار و العقوبات الدولية إلى تفكك منظومة
القيادة و السيطرة إضافة إلى تنامي رغبة الإنحياز للجماهير بين صغار الضباط
ما من شأنه أن يحول الجيش مسماراً حقيقياً يدق في نعش النظام الذي يدرك
تماما هذه الحقيقة المرعبة والتي لا يبقى سوى خياره الوحيد وهو خوض
المواجهة ومن خلال تعزيز منظومته الإستخبارية التي أثبتت التجارب بأنها لن
تحميه مطلقا بل ستتفكك و تتفتت وسيكون مصير النظام مصيراً أسود أسوة
باشباهه من أنظمة الطغاة التي ذهبت ريحها و تلاشت ولم تبق منها سوى ذكريات
سوداء , قيادات الجيش السوري الحر الميدانية والتي تقود وترسم ستراتيجية
العمل الميداني تعي جيدا هذه الحقيقة و تعلم أن بإستهداف فروع الرعب و
الإرهاب الإستخبارية تكمن نقطة ضعف النظام الستراتيجية , وإنه مع تشديد
الضربات المركزة نحو الأهداف المنتخبة سيمكن إضعاف القيادة المركزية للنظام
الذي سيجرد بالكامل من سلاحه الفعال والذي في النهاية لن يصمد أبدا أمام
إرادة الثوار وحالة الإنشقاق الواسعة في المؤسسة العسكرية التي لايمكن أبدا
ضمان ولائها للنهاية , عملية التغيير في سورية ستتم قطعا بأيد وطنية سورية
ولن يحصل ماحصل في العراق من إنهيار بسبب الإحتلال الأميركي , والنظام
السوري أمام رفضه لكل الخيارات السلمية المتاحة سيقاتل حتى النهاية وسيهرب
قادته في نهاية المطاف لأنهم بصراحة لايرغبون بتجدد مصير صدام حسين و لا
معمر القذافي و لا تشاوشيسكو الروماني قبلهم الذي كان المقدمة لإنهيار
المنظومة الشرقية الشيوعية , وسيكون إنهيار نظام البعث السوري الخاتمة
الحقيقية لأنظمة شمولية أدمنت ممارسة الإرهاب السلطوي الموجه ضد الشعب ,
والقمة في إنجازات الربيع الثوري العربي , وسيظل شعب سورية البطل بثواره
الميامين درة شعوب الشرق
العسكرية الأخيرة للجيش السوري الحر باتت تتركز حول توجيه ضربات خاطفة
وبأسلوب إستنزافي نحو أكبر العقد الستراتيجية المكونة للنظام السوري وهو
جهاز مخابرات القوة الجوية الذي يمثل الفرقة الذهبية في حماية النظام وعصبه
الستراتيجي منذ أن شكله الديكتاتور الراحل حافظ الأسد و جعله بمثابة الأب
المطلق لجميع فروع المخابرات السورية العديدة و المرقمة و المشفرة برموز و
أرقام و مسميات زرعت الرعب في شخصية الإنسان السوري قبل أن تنقلب المعادلة و
يتمرد الشعب السوري على القتلة ويكسر حواجز الخوف ويشعل ثورة شعبية شاملة
هي أطهر و انبل ثورة شعبية عربية في تاريخ العرب المعاصر , كل من يعرف
سورية جيدا سيدرك على الفور إن إنهيار النظام لن يأتي أبدا إلا مع إنهيار
جهازه المخابراتي , فالنظام ليس مؤسسات سياسية وحزبية فحزب البعث مجرد خرقة
بالية في النظام السياسي السوري وهو مجرد يافطة و عنوان دعائي و إستهلاكي
لا أكثر و لا أقل , والضربة الأخيرة التي وجهت لمقره في دمشق من قبل الجيش
السوري الحر هي عملية رمزية لحزب لاقيمة له أبدا من الناحية التعبوية ,
فإستنادا إلى تجربة حزب البعث البائد في العراق فإن الجماهير ليست مؤمنة
أبدا بحزب السلطة الذي هو مجرد واجهة ويافطة إعلانية فقط لاغير ويتطاير
أعضاؤه مع أول هبة ريح تقتلع اساسات النظام , والنظام السوري يعرف هذه
الحقيقة جيدا لأن بناء السلطة في سورية ذات أسس عائلية وطائفية محضة مغطاة
بشعارات براقة ثبت إفلاسها ميدانيا , فحزب البعث أصبح خارج التاريخ بالكامل
, قوة النظام الحقيقية تكمن في منظومته الإستخبارية وفي القوة العسكرية
الضاربة المرتبطة بأمن ووجود العائلة الحاكمة , ومخابرات القوة الجوية هي
العصب الحساس في بنية النظام وفي تحالفاته الداخلية و الخارجية , فكل
الإطار الديبلوماسي و الأمني الخارجي للنظام مرتبط بذلك الفرع , وحتى
علاقاته التحالفية مع العديد من القوى العربية و الدولية مرتبطة بذلك الفرع
المخابراتي , فعلى مستوى التعامل مع المعارضة العراقية السابقة مثلا
العديد من قياداتها و نخبها الإجتماعية كان مرتبطا بجهاز مخابرات القوة
الجوية أيام ترؤس اللواء محمد الخولي لها , كما أن مخابرات القوة الجوية
تخضع بالكامل لقيادة ضباط من عظام الرقبة أي من أبناء الطائفة العلوية
المضمون ولاؤهم بالكامل رغم أن الطائفة العلوية الكريمة كان لها شرف معارضة
النظام و أنجبت أسماء معروفة وشهيرة في المعارضة السورية من أجل الحرية ,
وعموم السوريين يعلمون هذه الحقيقة جيدا , توجيه الضربات المركزة نحو
الجهاز الإستخباري السوري هو الشفرة الحقيقية لتفكك النظام و تهاويه من
الداخل , فالجيش السوري بإعتباره منظومة عسكرية ضاربة باتت حلقات السيطرة
المركزية عليه تفقد فاعليتها عبر حملات الإنشقاق المتزايدة و التي ستؤدي في
النهاية و تفاعلا مع حالة الحصار و العقوبات الدولية إلى تفكك منظومة
القيادة و السيطرة إضافة إلى تنامي رغبة الإنحياز للجماهير بين صغار الضباط
ما من شأنه أن يحول الجيش مسماراً حقيقياً يدق في نعش النظام الذي يدرك
تماما هذه الحقيقة المرعبة والتي لا يبقى سوى خياره الوحيد وهو خوض
المواجهة ومن خلال تعزيز منظومته الإستخبارية التي أثبتت التجارب بأنها لن
تحميه مطلقا بل ستتفكك و تتفتت وسيكون مصير النظام مصيراً أسود أسوة
باشباهه من أنظمة الطغاة التي ذهبت ريحها و تلاشت ولم تبق منها سوى ذكريات
سوداء , قيادات الجيش السوري الحر الميدانية والتي تقود وترسم ستراتيجية
العمل الميداني تعي جيدا هذه الحقيقة و تعلم أن بإستهداف فروع الرعب و
الإرهاب الإستخبارية تكمن نقطة ضعف النظام الستراتيجية , وإنه مع تشديد
الضربات المركزة نحو الأهداف المنتخبة سيمكن إضعاف القيادة المركزية للنظام
الذي سيجرد بالكامل من سلاحه الفعال والذي في النهاية لن يصمد أبدا أمام
إرادة الثوار وحالة الإنشقاق الواسعة في المؤسسة العسكرية التي لايمكن أبدا
ضمان ولائها للنهاية , عملية التغيير في سورية ستتم قطعا بأيد وطنية سورية
ولن يحصل ماحصل في العراق من إنهيار بسبب الإحتلال الأميركي , والنظام
السوري أمام رفضه لكل الخيارات السلمية المتاحة سيقاتل حتى النهاية وسيهرب
قادته في نهاية المطاف لأنهم بصراحة لايرغبون بتجدد مصير صدام حسين و لا
معمر القذافي و لا تشاوشيسكو الروماني قبلهم الذي كان المقدمة لإنهيار
المنظومة الشرقية الشيوعية , وسيكون إنهيار نظام البعث السوري الخاتمة
الحقيقية لأنظمة شمولية أدمنت ممارسة الإرهاب السلطوي الموجه ضد الشعب ,
والقمة في إنجازات الربيع الثوري العربي , وسيظل شعب سورية البطل بثواره
الميامين درة شعوب الشرق