بسم الله الرحمن الرحيم
روح الإسلام هــــــي الوسيلة التي يبررها الصلاح، و الغاية رضا الله تعالى مضمونة لمن أتقن عمله.
و الثمرة مرجوة من الله، و الإنسان ليس مكلفا بالإستثمار، بل إن الأجر محفوظ للمجتهد سواء أصاب أم أخطأ، نجح أم أخفق، أنتصر أم انهزم.
في الإسلام لا يوجد غاية غير رضا الله تعالى، ثم الفلاح المرجو منه عز و جل.
قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: "إذا قامت الساعة على أحدكم و في يده فسيلة فليغرسها"، و الغرس في ميزان الناس هو وسيلة للحصول على شجرة مثمرة بعد شهور أو سنوات، و الغاية هنا منتفية، لكن العمل الصالح غايته استرضاء الله تعالى، أي إن العمل الصالح لا يكون عقيما غير مثمر أبدا، بل إنه يكون أثمر ما يكون عند اليأس من حصول ثماره الدنيوية، و أشهر مثل على العمل الصالح الذي يبدو وسيلة عقيمة جهاد سيدنا الحسين عليه السلام، فقد كان انتصاره على جيش الدولة غاية مستحيلة بسبب الفرق العددي الهائل، لكن الغاية التي هي رضا الله تعالى كانت ثمرة مضمونة، الله سبحانه و تعالى يحاسب على الجهد المبذول و على إتقان العمل، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"، و إتقانه حسب تفسير الرسول هو الإخلاص في العمل لوجه الله تعالى و براءة العمل من البدعة. أما الإتقان بمعنى الحكمة و الإجادة فهو مطلوب على قدر الإستطاعة. بداه الله عز و جل لا يسأل الطالب عن النجاح في الإمتحان فقط المطلوب أن يتخاذل و يبذل جهده في الدرس و النجاح من عند الله، و ليس مطلوبا من المجاهد أن ينتصر، بل أن النصر هو المرجو من الله تعالى، و الساعي في حاجة أخيه محفوظ أجره و لو أخفق، ذلك التوفيق هو نعمة من الله تعالى، و كل المطلوب هو بذل الجهد في المسعى الحميد.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "رضا الله تعالى أهون غاية"
إذ بمجرد قصد رضا الله تعالى من الإقدام على عمل ما هو كاف كي يحظى العامل برضا الله تعالى قبل النية و الشروع في العمل.
....................
محمد إبن رجب الشافعي
الأحد 20\11\2011 مـــــــــــــــــ