في البداية، يجب ان أوضح
إنني لا استهين بدماء من سقط وهو يدافع عما يراه الحق، و اسأل الله ان يتقبله في
جنته و رحمته. و لكن العيب كل العيب ان
يدفع الثمن بالدماء الزكية، ثم يسير حالنا و قضايانا من سيء إلي أسوأ.
و حتى نفهم حقيقة ما
يدور خلف الشعارات البراقة، و الخطب الرنانة التي تبدأ في إيران و تمرر إلى حزب
الله، ثم يترنم بها الأسد. يجب ان نعود لمنشأ القصة عند ثورة الخميني و انشقاق حزب
البعث إلى جناحين متصارعين في العراق و سوريا، و الحرب الأهلية اللبنانية و مليشيا
حركة أمل.
و حتى لا نطيل القصة
و نضيع في التفاصيل الصغيرة، يجب ان نركز اهتمامنا على الصورة الكبيرة التي هي
المحصلة النهائية الكاشفة عن حقيقة النوايا و الادعاءات.
فثورة الخميني و التي
كان ظاهرها التمرد على ظلم الشاه و نهبه للبلد و حكم إيران على الطريقة الإمبراطورية
و قمع و سحق المعارضة، و التبعية لأمريكا، إلا إنها كشفت ان الخميني و مريديه
يحملون نفس العقلية الإمبراطورية و ليس عندهم مانع من التبعية لأمريكا و حتى لإسرائيل
طالما أنها تبقيهم على كراسيهم.
فالخميني قد استبدل
الحق الإمبراطوري المزعوم للشاه، بحق ولاية الفقيه غير المنتخب و سيطرته المطلقة
على شؤون الدولة، و حتى على سير العملية الانتخابية و نتائج الانتخابات. كما استبدل الخميني جهاز السافاك القمعي لشاه إيران،
بالحرس الثوري و المسمى بالبسيج، و الذي هو في الحقيقة حرس إمبراطوري.
و أما تظاهر نظام
الخميني بالعداوة لأمريكا و إسرائيل، فقد كشفته حرب الخليج الأولى، عندما لم تخفي إيران
سعادتها بتدمير الجيش العراقي على يد أمريكا، كما لم تمانع نشر أمريكا لقواتها في
الخليج. أيضا، يجب ألا ننسى ان ابن الخميني
قبل ذلك لم يخجل من شراء الأسلحة من إسرائيل لاستخدامها ضد العراق وقت الحرب
العراقية الإيرانية. و ما حصل من أزمة الرهائن الأمريكيين في طهران،
فقد كشف أسرارها قادة المجموعة الطلابية التي قامت باحتجاز الرهائن، عندما صرح
لشبكة سي ان ان، بأن احتجاز الرهائن كانت عملية متسرعة لم يوافق عليها الخميني و
لكنه لم يكن يستطيع إيقافها بسرعة بسبب حالة الفوران الشعبي، و قد كرر ذلك الرئيس الإيراني
السابق خاتمي الذي قاد حملة لإنهاء حالة التوتر و القطيعة مع أمريكا. و لو لم تقع أحداث الحادي عشر من سبتمبر لكانت إيران
قد تصالحت بشكل تام و علني مع أمريكا. لأنه
في ذلك الوقت كانت روسيا في حالة مدمرة و الصين كانت تربطها علاقات طيبة مع أمريكا.
و هناك أحداث و تفاصيل أخرى، مثل علاقة
رفسنجاني بشركة رويال دتش شل و أحداث أخرى شبيهة، و لكن المجال لا يتسع هنا.
و على الرغم من كل
الضجيج و الصخب حول دور إيران المزعوم في نصرة القضية الفلسطينية، فهو كلام فارغ تكذبه
الحقائق على الأرض. فإسرائيل لم تتراجع و
لم تتوقف عن ابتلاع الأراضي الفلسطينية و هدم بيوت الفلسطينيين منذ قيام ثورة
الخميني و إلي يومنا هذا. فجدار ابتلاع الأراضي
الفلسطينية قد أصبح هو الحدود الحقيقية للأراضي الفلسطينية، و ما بعده هو مجرد سجون
كبيرة للفلسطينيين. و على الرغم من كل
التهديد و الوعيد الإيراني الفارغ، تسير إسرائيل بخطى حثيثة لابتلاع القدس، غير
مكترثة للهراء الإيراني. بينما اكتفت إيران بالتظاهر بدعم فصائل الشغب الفلسطينية لإثارة
بعض أحداث الشغب داخل سجن غزة الكبير، و التي عادة ما تنتهي بإعلان التهدئة بعدما
تكون إسرائيل قد أوسعت أهلنا في غزة تدميراً و قتلاً و اعتقالاً.
و من هنا نفهم ان
نظام الخميني و مريديه، هو مجرد نظام نفعي و انتهازي لا يحمل أية مبادئ أو قيم، و هدفه الوحيد هو البقاء في الحكم و وسيلته هي
الشعارات الكاذبة و الأزمات المفتعلة.
و لا أريد ان أتكلم
كثيراً عن حركة أمل و حزب الله، لأنهم في النهاية جيران، و ليس من الحكمة إفساد
علاقة الجار بالجار. و لكن فقط نذكر الأشقاء
في لبنان، ان نظام الخميني و مريديه لن يأتي عليكم بخير. فهو لن يتردد في المساومة عليكم و التخلي عنكم
عندما يكون الخيار هو البقاء في الكراسي و المناصب. فنظام الخميني لم يحمي الشيعة من حملة القتل التي
قام بها صدام بعد حرب الخليج الأولى، و حتى عندما استضاف بعض الشيعة العراقيين في أراضيه،
فقد كان يعاملهم بشكل مهين و سيء و كان يحرمهم من بعض الحقوق و الميزات التي
يعطيها لمواطنيه.
و أما امتنانكم لنظام
الأسد لأنه رعاكم و احتضنكم في لبنان، فأنتم تعرفون أكثر من غيركم ان نظام الأسد
هو اعجز و اضعف من ان يواجه إسرائيل، و انه لن يتردد في بيعكم لإسرائيل عندما يفقد
الخيارات و تبقى ورقتكم هي الورقة الأخيرة في يديه. ثم قولوا لي بربكم، ما هو مشروع نظام الأسد
لمواجهة إسرائيل، إذا كان قد دمر الجيش السوري ثلاث مرات الأولى: بجعل الطائفية و
الولاء للنظام هو معيار الارتقاء في المناصب و ليس الكفاءة، و الثانية بتحويل مهمة
الجيش من حماية الأرض ضد جيوش الأعداء المدججين بالسلاح إلى مهمة اجتياح المدن و
القرى و المخيمات و البحث عن المسلحين، وهي المهمة التي أتقنها في مذابح تل
الزعتر، و أخيرا، بإقحامه في حرب ضد شعبه.
هذا طبعاً، عدا تحول ضباط الجيش الفاسدين إلى مهربين و تجار في السوق
السوداء.
فالجيش السوري، رغم
كل المزاعم، لن يستطيع ان يحميكم من الاجتياح الإسرائيلي، فكل الذي فعله في 2006
هو إعادة إمدادكم بالسلاح و ليس حمايتكم. و لم توقف الحملة الإسرائيلية على لبنان سوى
الجهود الدولية و الموقف الدولي، و ليس قوة الجيش السوري أو الخوف من تدخل إيران.
و أخيرا، قولوا لي
بربكم هل تظنون إنكم تستطيعون صنع إمبراطورية طائفية تمتد من إيران حتى ساحل البحر
المتوسط؟
ما هذا الغباء؟
فنظام مريدي و أتباع
الخميني لن يعمر طويلاً في إيران، فهو نظام استبدادي و تسلطي تافه لا يخجل من
تزوير الانتخابات. و هو نظام غير مستقر من الداخل، و يتنافس فيه خامنئي مع
رفسنجاني، الذين يتنافس كلاهما مع جناح الإصلاحيين. كما انه يعتمد في سياسته
الخارجية على مواقف روسيا و الصين، و ليس على مواقفه الذاتية. و عندما تتعارض
مصالحه مع مصالح روسيا و الصين نتيجة للتزاحم على النفوذ في إفريقيا، فان روسيا و
الصين سترفعان الغطاء عنه أمام أمريكا أو أي عدو أخر. و نتيجة لغباء النظام الإيراني
عندما دعم إجرام عصابات الأسد، و قام بتهديد تركيا، فهو قد خسر تعاطف المحيط
العربي و الإسلامي و قطع كل جسور الثقة و التعاون.
فمن يراهن على إيران
و بقاء الدعم الإيراني فهو خاسر.
و لذلك ادعوكم
للتفكير فيما بعد نظام الأسد و فيما بعد نظام خامنئي.
فالمثل
"الصيني" يقول:
لا تبصق في البئر
الذي ستشرب منه
إنني لا استهين بدماء من سقط وهو يدافع عما يراه الحق، و اسأل الله ان يتقبله في
جنته و رحمته. و لكن العيب كل العيب ان
يدفع الثمن بالدماء الزكية، ثم يسير حالنا و قضايانا من سيء إلي أسوأ.
و حتى نفهم حقيقة ما
يدور خلف الشعارات البراقة، و الخطب الرنانة التي تبدأ في إيران و تمرر إلى حزب
الله، ثم يترنم بها الأسد. يجب ان نعود لمنشأ القصة عند ثورة الخميني و انشقاق حزب
البعث إلى جناحين متصارعين في العراق و سوريا، و الحرب الأهلية اللبنانية و مليشيا
حركة أمل.
و حتى لا نطيل القصة
و نضيع في التفاصيل الصغيرة، يجب ان نركز اهتمامنا على الصورة الكبيرة التي هي
المحصلة النهائية الكاشفة عن حقيقة النوايا و الادعاءات.
فثورة الخميني و التي
كان ظاهرها التمرد على ظلم الشاه و نهبه للبلد و حكم إيران على الطريقة الإمبراطورية
و قمع و سحق المعارضة، و التبعية لأمريكا، إلا إنها كشفت ان الخميني و مريديه
يحملون نفس العقلية الإمبراطورية و ليس عندهم مانع من التبعية لأمريكا و حتى لإسرائيل
طالما أنها تبقيهم على كراسيهم.
فالخميني قد استبدل
الحق الإمبراطوري المزعوم للشاه، بحق ولاية الفقيه غير المنتخب و سيطرته المطلقة
على شؤون الدولة، و حتى على سير العملية الانتخابية و نتائج الانتخابات. كما استبدل الخميني جهاز السافاك القمعي لشاه إيران،
بالحرس الثوري و المسمى بالبسيج، و الذي هو في الحقيقة حرس إمبراطوري.
و أما تظاهر نظام
الخميني بالعداوة لأمريكا و إسرائيل، فقد كشفته حرب الخليج الأولى، عندما لم تخفي إيران
سعادتها بتدمير الجيش العراقي على يد أمريكا، كما لم تمانع نشر أمريكا لقواتها في
الخليج. أيضا، يجب ألا ننسى ان ابن الخميني
قبل ذلك لم يخجل من شراء الأسلحة من إسرائيل لاستخدامها ضد العراق وقت الحرب
العراقية الإيرانية. و ما حصل من أزمة الرهائن الأمريكيين في طهران،
فقد كشف أسرارها قادة المجموعة الطلابية التي قامت باحتجاز الرهائن، عندما صرح
لشبكة سي ان ان، بأن احتجاز الرهائن كانت عملية متسرعة لم يوافق عليها الخميني و
لكنه لم يكن يستطيع إيقافها بسرعة بسبب حالة الفوران الشعبي، و قد كرر ذلك الرئيس الإيراني
السابق خاتمي الذي قاد حملة لإنهاء حالة التوتر و القطيعة مع أمريكا. و لو لم تقع أحداث الحادي عشر من سبتمبر لكانت إيران
قد تصالحت بشكل تام و علني مع أمريكا. لأنه
في ذلك الوقت كانت روسيا في حالة مدمرة و الصين كانت تربطها علاقات طيبة مع أمريكا.
و هناك أحداث و تفاصيل أخرى، مثل علاقة
رفسنجاني بشركة رويال دتش شل و أحداث أخرى شبيهة، و لكن المجال لا يتسع هنا.
و على الرغم من كل
الضجيج و الصخب حول دور إيران المزعوم في نصرة القضية الفلسطينية، فهو كلام فارغ تكذبه
الحقائق على الأرض. فإسرائيل لم تتراجع و
لم تتوقف عن ابتلاع الأراضي الفلسطينية و هدم بيوت الفلسطينيين منذ قيام ثورة
الخميني و إلي يومنا هذا. فجدار ابتلاع الأراضي
الفلسطينية قد أصبح هو الحدود الحقيقية للأراضي الفلسطينية، و ما بعده هو مجرد سجون
كبيرة للفلسطينيين. و على الرغم من كل
التهديد و الوعيد الإيراني الفارغ، تسير إسرائيل بخطى حثيثة لابتلاع القدس، غير
مكترثة للهراء الإيراني. بينما اكتفت إيران بالتظاهر بدعم فصائل الشغب الفلسطينية لإثارة
بعض أحداث الشغب داخل سجن غزة الكبير، و التي عادة ما تنتهي بإعلان التهدئة بعدما
تكون إسرائيل قد أوسعت أهلنا في غزة تدميراً و قتلاً و اعتقالاً.
و من هنا نفهم ان
نظام الخميني و مريديه، هو مجرد نظام نفعي و انتهازي لا يحمل أية مبادئ أو قيم، و هدفه الوحيد هو البقاء في الحكم و وسيلته هي
الشعارات الكاذبة و الأزمات المفتعلة.
و لا أريد ان أتكلم
كثيراً عن حركة أمل و حزب الله، لأنهم في النهاية جيران، و ليس من الحكمة إفساد
علاقة الجار بالجار. و لكن فقط نذكر الأشقاء
في لبنان، ان نظام الخميني و مريديه لن يأتي عليكم بخير. فهو لن يتردد في المساومة عليكم و التخلي عنكم
عندما يكون الخيار هو البقاء في الكراسي و المناصب. فنظام الخميني لم يحمي الشيعة من حملة القتل التي
قام بها صدام بعد حرب الخليج الأولى، و حتى عندما استضاف بعض الشيعة العراقيين في أراضيه،
فقد كان يعاملهم بشكل مهين و سيء و كان يحرمهم من بعض الحقوق و الميزات التي
يعطيها لمواطنيه.
و أما امتنانكم لنظام
الأسد لأنه رعاكم و احتضنكم في لبنان، فأنتم تعرفون أكثر من غيركم ان نظام الأسد
هو اعجز و اضعف من ان يواجه إسرائيل، و انه لن يتردد في بيعكم لإسرائيل عندما يفقد
الخيارات و تبقى ورقتكم هي الورقة الأخيرة في يديه. ثم قولوا لي بربكم، ما هو مشروع نظام الأسد
لمواجهة إسرائيل، إذا كان قد دمر الجيش السوري ثلاث مرات الأولى: بجعل الطائفية و
الولاء للنظام هو معيار الارتقاء في المناصب و ليس الكفاءة، و الثانية بتحويل مهمة
الجيش من حماية الأرض ضد جيوش الأعداء المدججين بالسلاح إلى مهمة اجتياح المدن و
القرى و المخيمات و البحث عن المسلحين، وهي المهمة التي أتقنها في مذابح تل
الزعتر، و أخيرا، بإقحامه في حرب ضد شعبه.
هذا طبعاً، عدا تحول ضباط الجيش الفاسدين إلى مهربين و تجار في السوق
السوداء.
فالجيش السوري، رغم
كل المزاعم، لن يستطيع ان يحميكم من الاجتياح الإسرائيلي، فكل الذي فعله في 2006
هو إعادة إمدادكم بالسلاح و ليس حمايتكم. و لم توقف الحملة الإسرائيلية على لبنان سوى
الجهود الدولية و الموقف الدولي، و ليس قوة الجيش السوري أو الخوف من تدخل إيران.
و أخيرا، قولوا لي
بربكم هل تظنون إنكم تستطيعون صنع إمبراطورية طائفية تمتد من إيران حتى ساحل البحر
المتوسط؟
ما هذا الغباء؟
فنظام مريدي و أتباع
الخميني لن يعمر طويلاً في إيران، فهو نظام استبدادي و تسلطي تافه لا يخجل من
تزوير الانتخابات. و هو نظام غير مستقر من الداخل، و يتنافس فيه خامنئي مع
رفسنجاني، الذين يتنافس كلاهما مع جناح الإصلاحيين. كما انه يعتمد في سياسته
الخارجية على مواقف روسيا و الصين، و ليس على مواقفه الذاتية. و عندما تتعارض
مصالحه مع مصالح روسيا و الصين نتيجة للتزاحم على النفوذ في إفريقيا، فان روسيا و
الصين سترفعان الغطاء عنه أمام أمريكا أو أي عدو أخر. و نتيجة لغباء النظام الإيراني
عندما دعم إجرام عصابات الأسد، و قام بتهديد تركيا، فهو قد خسر تعاطف المحيط
العربي و الإسلامي و قطع كل جسور الثقة و التعاون.
فمن يراهن على إيران
و بقاء الدعم الإيراني فهو خاسر.
و لذلك ادعوكم
للتفكير فيما بعد نظام الأسد و فيما بعد نظام خامنئي.
فالمثل
"الصيني" يقول:
لا تبصق في البئر
الذي ستشرب منه