الثورة فاشلة والنظام منتصر
إعلام النظام وشبّيحة النظام وعبيد النظام يصرّون باستمرار على أن "الأزمة" انتهت وأن النظام استعاد سيطرته على جميع المناطق. حسناً، لا بد أنهم يعرفون ما لا نعرف، فلماذا ننكر ونكابر؟ سنعترف؛ سوف نعلن بكل شجاعة أن النظام انتصر وأن الثورة فشلت، سنعلن ذلك على رؤوس الأشهاد... لو:
(1) لو مرّ يومُ جمعة واحدٌ بلا مظاهرات، بل لو مرّ أي يوم من أيام الأسبوع بلا مظاهرات، بل لو مرت ساعة واحدة بلا مظاهرات.
اخجلوا من أنفسكم يا أيها العبيد! إن نصف مليون جندي وشبّيح وعنصر أمن ومخابرات أطلقهم النظامُ على شعب أعزل منذ ثمانية أشهر لم يستطيعوا أن يوقفوا المظاهرات لا أسبوعاً ولا يوماً، بل ولا ساعة واحدة، وتقولون إن نظامكم يسيطر على البلاد؟ ألا تخجلون؟
(2) لو استطعتم أن تسيّروا مئة مظاهرة مؤيدة في يوم واحد، بل خمسين مظاهرة، بل عشرين، بل لو استطعتم أن تسيّروا مظاهرة واحدة في كل يوم.
اخجلوا من أنفسكم يا أيها العبيد! الثوار الأحرار يسيّرون منذ أكثر من مئة يوم أكثرَ من مئة مظاهرة في كل يوم، ومظاهراتهم في كل يوم جمعة تُعَدّ بالمئات، ونظامكم فشل في تسيير عشر مظاهرات من يوم بدأت الثورة إلى اليوم! ثم تقولون إن الثورة فشلت وإن نظامكم انتصر؟ ألا تخجلون؟
(3) لو استطعتم أن تمنعوا الصبيان الصغار والبنات -من طلاب المدارس وطالباتها- من التظاهر ضد النظام.
اخجلوا من أنفسكم يا أيها العبيد! إن نظامكم قتل إلى اليوم مئتَي طفل أو يزيد، واعتقل وعذب مئات الأطفال، بل الآلاف، فهل استطاع أن يرهبهم فلا يتظاهرون؟ إن نظاماً يعجز عن تخويف الأطفال لَهو أعجز عن تخويف الرجال. ولعلمكم: لم يبقَ اليوم في جمهور الثورة طفل؛ إنهم رجال في أثواب الطفولة، أما الذين يعتقلونهم ويعذبونهم ويقتلونهم فإنهم بهائم ووحوش في أثواب الرجال، وأنتم تفتخرون بما يصنعون، ألا تخجلون؟
(4) لعلكم استصعبتم كل ما سبق، وإنكم لَمحقّون، فدونكم ودون تحقيق هاتيك الأمنيّات خرطُ القَتاد. سأتنازل عن مطالبي جميعاً وأختزلها في شرط واحد وأعلن بعده انتصار نظامكم وهزيمة ثورتنا: اضمنوا لي أن يمرّ على حمص يوم لا تتظاهر فيه حمص ولكم ما تريدون. ولماذا حمص كلها؟ امنعوا المظاهرات يوماً واحداً في بابا عمرو وخذوا شهادة الانتصار.
اخجلوا من أنفسكم يا أيها العبيد! نصف سنة انقضى ونظامكم يدكّ حمص بالمدافع والدبابات ويسلّط عليها أسوأ القَتَلة وأخبث العصابات، ويجرّد عليها الحملة بعد الحملة من أشرس الحملات، ويحشد لها أربعاً من فرق جيشه المزودة بالمدافع والدبابات، ثم لا يمرّ عليها يومٌ إلا وتخرج فيها المظاهرات بالعشرات؟ ألا تخجلون؟
اخجلوا من أنفسكم يا أيها العبيد! كم مرة حاصرت قواتكم الخائبة بابا عمرو وكم مرة اجتاحته عصابات الغدر والإجرام؟ أما فعلتم فيه الأفاعيل منذ أيام، ثم خرج أحراره الأبطال بالمظاهرات ولمّا يَكَدْ يغادرُه آخر مجرميكم الأنذال؟ ثم تقولون إن نظامكم يسيطر على بلد كامل وهو عاجز عن السيطرة على حيّ صغير؟ ألا تخجلون؟
(5) حسناً، لا عليكم من شيء مما ذكرته آنفاً، انسوه جميعاً واصنعوا أمراً واحداً لا غير: امنعوا أحرار سوريا من لعن طاغيتَي سوريا، حافظ وابنه، علانية وجهاراً ليلاً ونهاراً في الساحات والطرقات. أتستطيعون -ويحكم- أن تكمّموا أفواه الأحرار؟ كم حاولتم ثم لا تزيدونهم إلا حماسة وإصراراً على إصرار.
أهؤلاء أصحاب ثورة فاشلة يا أيها الفاشلون؟ خسئتم يا أيها الخاسرون، إنهم -بإذن الله- لَمنصورون وإنكم لأنتم الزائلون، وبيننا وبينكم الأيامُ ووعدُ الله، يومئذ تَشُوهُ وجوهكُم ويومئذ يفرح المؤمنون.
مجاهد مأمون ديرانية
الثورة السورية: عِبَر وفِكَر (15)
17/11/2011
إعلام النظام وشبّيحة النظام وعبيد النظام يصرّون باستمرار على أن "الأزمة" انتهت وأن النظام استعاد سيطرته على جميع المناطق. حسناً، لا بد أنهم يعرفون ما لا نعرف، فلماذا ننكر ونكابر؟ سنعترف؛ سوف نعلن بكل شجاعة أن النظام انتصر وأن الثورة فشلت، سنعلن ذلك على رؤوس الأشهاد... لو:
(1) لو مرّ يومُ جمعة واحدٌ بلا مظاهرات، بل لو مرّ أي يوم من أيام الأسبوع بلا مظاهرات، بل لو مرت ساعة واحدة بلا مظاهرات.
اخجلوا من أنفسكم يا أيها العبيد! إن نصف مليون جندي وشبّيح وعنصر أمن ومخابرات أطلقهم النظامُ على شعب أعزل منذ ثمانية أشهر لم يستطيعوا أن يوقفوا المظاهرات لا أسبوعاً ولا يوماً، بل ولا ساعة واحدة، وتقولون إن نظامكم يسيطر على البلاد؟ ألا تخجلون؟
(2) لو استطعتم أن تسيّروا مئة مظاهرة مؤيدة في يوم واحد، بل خمسين مظاهرة، بل عشرين، بل لو استطعتم أن تسيّروا مظاهرة واحدة في كل يوم.
اخجلوا من أنفسكم يا أيها العبيد! الثوار الأحرار يسيّرون منذ أكثر من مئة يوم أكثرَ من مئة مظاهرة في كل يوم، ومظاهراتهم في كل يوم جمعة تُعَدّ بالمئات، ونظامكم فشل في تسيير عشر مظاهرات من يوم بدأت الثورة إلى اليوم! ثم تقولون إن الثورة فشلت وإن نظامكم انتصر؟ ألا تخجلون؟
(3) لو استطعتم أن تمنعوا الصبيان الصغار والبنات -من طلاب المدارس وطالباتها- من التظاهر ضد النظام.
اخجلوا من أنفسكم يا أيها العبيد! إن نظامكم قتل إلى اليوم مئتَي طفل أو يزيد، واعتقل وعذب مئات الأطفال، بل الآلاف، فهل استطاع أن يرهبهم فلا يتظاهرون؟ إن نظاماً يعجز عن تخويف الأطفال لَهو أعجز عن تخويف الرجال. ولعلمكم: لم يبقَ اليوم في جمهور الثورة طفل؛ إنهم رجال في أثواب الطفولة، أما الذين يعتقلونهم ويعذبونهم ويقتلونهم فإنهم بهائم ووحوش في أثواب الرجال، وأنتم تفتخرون بما يصنعون، ألا تخجلون؟
(4) لعلكم استصعبتم كل ما سبق، وإنكم لَمحقّون، فدونكم ودون تحقيق هاتيك الأمنيّات خرطُ القَتاد. سأتنازل عن مطالبي جميعاً وأختزلها في شرط واحد وأعلن بعده انتصار نظامكم وهزيمة ثورتنا: اضمنوا لي أن يمرّ على حمص يوم لا تتظاهر فيه حمص ولكم ما تريدون. ولماذا حمص كلها؟ امنعوا المظاهرات يوماً واحداً في بابا عمرو وخذوا شهادة الانتصار.
اخجلوا من أنفسكم يا أيها العبيد! نصف سنة انقضى ونظامكم يدكّ حمص بالمدافع والدبابات ويسلّط عليها أسوأ القَتَلة وأخبث العصابات، ويجرّد عليها الحملة بعد الحملة من أشرس الحملات، ويحشد لها أربعاً من فرق جيشه المزودة بالمدافع والدبابات، ثم لا يمرّ عليها يومٌ إلا وتخرج فيها المظاهرات بالعشرات؟ ألا تخجلون؟
اخجلوا من أنفسكم يا أيها العبيد! كم مرة حاصرت قواتكم الخائبة بابا عمرو وكم مرة اجتاحته عصابات الغدر والإجرام؟ أما فعلتم فيه الأفاعيل منذ أيام، ثم خرج أحراره الأبطال بالمظاهرات ولمّا يَكَدْ يغادرُه آخر مجرميكم الأنذال؟ ثم تقولون إن نظامكم يسيطر على بلد كامل وهو عاجز عن السيطرة على حيّ صغير؟ ألا تخجلون؟
(5) حسناً، لا عليكم من شيء مما ذكرته آنفاً، انسوه جميعاً واصنعوا أمراً واحداً لا غير: امنعوا أحرار سوريا من لعن طاغيتَي سوريا، حافظ وابنه، علانية وجهاراً ليلاً ونهاراً في الساحات والطرقات. أتستطيعون -ويحكم- أن تكمّموا أفواه الأحرار؟ كم حاولتم ثم لا تزيدونهم إلا حماسة وإصراراً على إصرار.
أهؤلاء أصحاب ثورة فاشلة يا أيها الفاشلون؟ خسئتم يا أيها الخاسرون، إنهم -بإذن الله- لَمنصورون وإنكم لأنتم الزائلون، وبيننا وبينكم الأيامُ ووعدُ الله، يومئذ تَشُوهُ وجوهكُم ويومئذ يفرح المؤمنون.
مجاهد مأمون ديرانية
الثورة السورية: عِبَر وفِكَر (15)
17/11/2011