مشروع قرار أممي لإدانة سوريا
الجمعية العامة للأمم المتحدة ستناقش القرار الأسبوع القادم (الأوروبية-أرشيف)
تلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار تدعمه دول أوروبية وعربية يدين ما وصفه بانتهاكات حقوق الإنسان جراء أحداث العنف المتواصلة التي تشهدها سوريا، في وقت أكد فيه رفعت الأسد عم الرئيس بشار الأسد أن عليه التنحي على وجه السرعة لمنع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.
ويطالب مشروع القرار بإنهاء العنف واحترام حقوق الإنسان وتنفيذ الحكومة السورية لخطة العمل التي اقترحتها جامعة الدول العربية.
وقال مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة مارك غرانت إن مشروع القرار جاء "نتيجة مشاورات وثيقة مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية في رد على الأحداث الخطيرة التي تقع على الأراضي السورية".
وأوضح غرانت أن المشروع يعد استكمالا للجهود العربية الجارية، مشيرا إلى إمكانية تقديم الدعم من قبل الأمم المتحدة إن طلب منها ذلك.
وقد انضم الأردن والمغرب وقطر والسعودية إلى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في رعاية مشروع القرار الذي قدم للجنة حقوق الإنسان بالجمعية العامة.
ويأتي هذا التحرك في أعقاب تصاعد وتيرة الأحداث في سوريا، وبعد استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي للحيلولة دون صدور قرار من مجلس الأمن لإدانة النظام السوري.
تجدر الإشارة إلى أن حق النقض ليس مطبقا في الجمعية العامة التي تضم 193 دولة، والتي ستبحث المسألة بعد أن تطلعها لجنة حقوق الإنسان على تقريرها خلال الأسبوع القادم.
لافروف قال إن العنف في سوريا يمكن أن يتحول إلى حرب أهلية (الفرنسية)
معارضة روسية
في المقابل أعربت روسيا مجددا أمس الخميس عن رفضها لأي تحرك في الأمم المتحدة، وطالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب والجامعة العربية بألا يكتفيا بانتقاد الرئيس السوري بل أن يطلبا أيضا من المعارضة الالتزام بضبط النفس.
وحذر لافروف من أن العنف في سوريا يمكن أن يتحول إلى "حرب أهلية شاملة" في حال استمرار المعارضة في شن هجمات على المباني الحكومية، في إشارة إلى الهجوم الذي شنه الجيش السوري الحر على مقر للأمن السوري في ضاحية حرستا بدمشق الأربعاء.
من جهتها رفضت الولايات المتحدة تحذيرات لافروف، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر إن تصريحات لافروف هي نتيجة "تقييم خاطئ".
واعتبر تونر أن نظام الرئيس الأسد يخوض حملة عنف وترهيب وقمع ضد متظاهرين أبرياء، وأكد أن بلاده لا ترى في ذلك حربا أهلية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تأمل أن تدرك روسيا أنه يستحيل أن يظل الأسد رئيسا يتمتع بالصدقية في نظر شعبه بعدما قتل هذا العدد الكبير من الناس.
وقال مسؤول أميركي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية إن الحديث عن حرب أهلية "يصب في مصلحة" الرئيس السوري الذي يعتبر الحركة الاحتجاجية المناهضة له "حركة إرهابية ضد الحكومة".
وأوضح المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، أن الولايات المتحدة ترصد العنف وتعتقد أنه يجر البلاد إلى "مفترق خطير"، وأكد أن "جرائم النظام السوري هي التي فاقمت الوضع وأدت إلى ذلك".
"
سوريا قد تواجه اضطرابات أسوأ من الحرب الأهلية التي شهدها لبنان في السبعينيات والثمانينيات
رفعت الأسد
"
دعوة إلى التنحي
من جانب آخر قال رفعت الأسد إنه يتعين على الرئيس بشار الأسد التنحي على وجه السرعة لمنع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية، لكنه شدد على ضرورة السماح له بالبقاء في سوريا قائلا إنه ليس مسؤولا عن الاضطرابات.
وأكد رفعت الأسد في مقابلة بثتها قناة "أل سي آي" الفرنسية أن شهورا من الاضطرابات تهدد بتمزيق سوريا على يد "المليشيات المسلحة"، وأشار إلى أن بلاده قد تواجه اضطرابات أسوأ من الحرب الأهلية التي شهدها لبنان في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
وأكد أنه يتعين على الرئيس الأسد انطلاقا من شعوره الوطني أن يعجل بالتنحي، لكن دون الرحيل من البلاد لأنه "ليس مسؤولا وهذا تراكم تاريخي لكثير من الأشياء"، حسب وصفه.
وبينما أعرب عن رغبته في إقناع الرئيس السوري بالتنحي، قال رفعت الأسد إن الدماء أريقت من الجانبين خلال العنف بين معارضي النظام ومؤيديه.
يذكر أن رفعت الأسد هو قائد سابق للجيش وينظر إليه على نطاق واسع على أنه مسؤول عن سحق انتفاضة للإخوان المسلمين ضد الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 1982 قتل فيها الآلاف. وانقلب رفعت على النظام في الثمانينيات وهو يعيش الآن في المنفى.
من جانبه قال ريبال رفعت الأسد في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية أمس الخميس إن الحكومة السورية لا تريد إلا التشبث بالسلطة ولا تريد أي حوار، ودعا المعارضة إلى أن تتوحد وأن تضم مختلف الجماعات العرقية والطوائف والديانات في البلاد في إطار عملية ترمي إلى الانتقال السلمي للسلطة.
وأشار ريبال إلى أنه تحدث مع شخصيات في الجيش وفي المخابرات العسكرية في الآونة الأخيرة في سوريا يرفضون ما يجري، وقال إنهم ملوا العنف الذي يستخدم في حق الشعب.
وفي وقت سابق من هذا العام حث ريبال الرئيس السوري على محاولة التقارب مع المعارضة من أجل تجنب حرب أهلية واندلاع صراع إقليمي.
الجمعية العامة للأمم المتحدة ستناقش القرار الأسبوع القادم (الأوروبية-أرشيف)
تلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار تدعمه دول أوروبية وعربية يدين ما وصفه بانتهاكات حقوق الإنسان جراء أحداث العنف المتواصلة التي تشهدها سوريا، في وقت أكد فيه رفعت الأسد عم الرئيس بشار الأسد أن عليه التنحي على وجه السرعة لمنع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.
ويطالب مشروع القرار بإنهاء العنف واحترام حقوق الإنسان وتنفيذ الحكومة السورية لخطة العمل التي اقترحتها جامعة الدول العربية.
وقال مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة مارك غرانت إن مشروع القرار جاء "نتيجة مشاورات وثيقة مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية في رد على الأحداث الخطيرة التي تقع على الأراضي السورية".
وأوضح غرانت أن المشروع يعد استكمالا للجهود العربية الجارية، مشيرا إلى إمكانية تقديم الدعم من قبل الأمم المتحدة إن طلب منها ذلك.
وقد انضم الأردن والمغرب وقطر والسعودية إلى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في رعاية مشروع القرار الذي قدم للجنة حقوق الإنسان بالجمعية العامة.
ويأتي هذا التحرك في أعقاب تصاعد وتيرة الأحداث في سوريا، وبعد استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي للحيلولة دون صدور قرار من مجلس الأمن لإدانة النظام السوري.
تجدر الإشارة إلى أن حق النقض ليس مطبقا في الجمعية العامة التي تضم 193 دولة، والتي ستبحث المسألة بعد أن تطلعها لجنة حقوق الإنسان على تقريرها خلال الأسبوع القادم.
لافروف قال إن العنف في سوريا يمكن أن يتحول إلى حرب أهلية (الفرنسية)
معارضة روسية
في المقابل أعربت روسيا مجددا أمس الخميس عن رفضها لأي تحرك في الأمم المتحدة، وطالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب والجامعة العربية بألا يكتفيا بانتقاد الرئيس السوري بل أن يطلبا أيضا من المعارضة الالتزام بضبط النفس.
وحذر لافروف من أن العنف في سوريا يمكن أن يتحول إلى "حرب أهلية شاملة" في حال استمرار المعارضة في شن هجمات على المباني الحكومية، في إشارة إلى الهجوم الذي شنه الجيش السوري الحر على مقر للأمن السوري في ضاحية حرستا بدمشق الأربعاء.
من جهتها رفضت الولايات المتحدة تحذيرات لافروف، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر إن تصريحات لافروف هي نتيجة "تقييم خاطئ".
واعتبر تونر أن نظام الرئيس الأسد يخوض حملة عنف وترهيب وقمع ضد متظاهرين أبرياء، وأكد أن بلاده لا ترى في ذلك حربا أهلية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تأمل أن تدرك روسيا أنه يستحيل أن يظل الأسد رئيسا يتمتع بالصدقية في نظر شعبه بعدما قتل هذا العدد الكبير من الناس.
وقال مسؤول أميركي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية إن الحديث عن حرب أهلية "يصب في مصلحة" الرئيس السوري الذي يعتبر الحركة الاحتجاجية المناهضة له "حركة إرهابية ضد الحكومة".
وأوضح المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، أن الولايات المتحدة ترصد العنف وتعتقد أنه يجر البلاد إلى "مفترق خطير"، وأكد أن "جرائم النظام السوري هي التي فاقمت الوضع وأدت إلى ذلك".
"
سوريا قد تواجه اضطرابات أسوأ من الحرب الأهلية التي شهدها لبنان في السبعينيات والثمانينيات
رفعت الأسد
"
دعوة إلى التنحي
من جانب آخر قال رفعت الأسد إنه يتعين على الرئيس بشار الأسد التنحي على وجه السرعة لمنع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية، لكنه شدد على ضرورة السماح له بالبقاء في سوريا قائلا إنه ليس مسؤولا عن الاضطرابات.
وأكد رفعت الأسد في مقابلة بثتها قناة "أل سي آي" الفرنسية أن شهورا من الاضطرابات تهدد بتمزيق سوريا على يد "المليشيات المسلحة"، وأشار إلى أن بلاده قد تواجه اضطرابات أسوأ من الحرب الأهلية التي شهدها لبنان في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
وأكد أنه يتعين على الرئيس الأسد انطلاقا من شعوره الوطني أن يعجل بالتنحي، لكن دون الرحيل من البلاد لأنه "ليس مسؤولا وهذا تراكم تاريخي لكثير من الأشياء"، حسب وصفه.
وبينما أعرب عن رغبته في إقناع الرئيس السوري بالتنحي، قال رفعت الأسد إن الدماء أريقت من الجانبين خلال العنف بين معارضي النظام ومؤيديه.
يذكر أن رفعت الأسد هو قائد سابق للجيش وينظر إليه على نطاق واسع على أنه مسؤول عن سحق انتفاضة للإخوان المسلمين ضد الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 1982 قتل فيها الآلاف. وانقلب رفعت على النظام في الثمانينيات وهو يعيش الآن في المنفى.
من جانبه قال ريبال رفعت الأسد في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية أمس الخميس إن الحكومة السورية لا تريد إلا التشبث بالسلطة ولا تريد أي حوار، ودعا المعارضة إلى أن تتوحد وأن تضم مختلف الجماعات العرقية والطوائف والديانات في البلاد في إطار عملية ترمي إلى الانتقال السلمي للسلطة.
وأشار ريبال إلى أنه تحدث مع شخصيات في الجيش وفي المخابرات العسكرية في الآونة الأخيرة في سوريا يرفضون ما يجري، وقال إنهم ملوا العنف الذي يستخدم في حق الشعب.
وفي وقت سابق من هذا العام حث ريبال الرئيس السوري على محاولة التقارب مع المعارضة من أجل تجنب حرب أهلية واندلاع صراع إقليمي.