حسين شبكشي
وقبل بشار الأسد بمبادرة جامعة الدول العربية والتي تضمنت شروطها وقف القتل والعنف وسحب كل مظاهر الوجود العسكري من الشوارع والمدن والقرى وإطلاق سراح المعتقلين والتحاور خارج سوريا مع المعارضة.
هذه هي أهم بنود المبادرة العربية بحسب ما أعلنها وزير الخارجية القطري وأمين عام جامعة الدول العربية في المؤتمر الصحافي الذي انعقد منذ أيام لأجل هذا الغرض.
ولكن على الأرض استمر النظام السوري في جرائمه الوحشية بقتل شعبه بشكل مقنن ومستمر، عشرات القتلى يتساقطون يوميا في مختلف المدن السورية وبالذات في عاصمة الثورة السورية «حمص» التي تحولت إلى كابل أو إلى سراييفو سوريا الحديثة التي يمارس النظام فيها إجراما غير مسبوق بدك المباني والقتل العشوائي بشكل همجي ويمنع عن أحيائها المياه والكهرباء والغذاء والدواء ويعتقل العشرات في السجون.
النظام السوري لن ينفذ المبادرة العربية فهو اليوم يلعب على عنصر الوقت ولم يقبل بالمبادرة العربية شكلا إلا لأجل كسب الوقت لإدراكه أن روسيا والصين لن تستطيعا الوقوف طويلا أمام المجتمع الدولي المتزايد في طلبه القضاء على النظام السوري لنجدة ونصرة الشعب المظلوم المهدر دمه وبالتالي ستكون الخطوة المنطقية القادمة حظرا جويا وبحريا وتدخلا عسكريا ضد النظام.
واليوم أدرك النظام السوري أن خياراته بدأت تختفي وظهر أنه الحلقة الأضعف في المواجهة اليوم، فقبوله للمبادرة العربية جاء بعد سويعات قصيرة من حديثه مع الفضائية التلفزيونية الروسية ومع صحيفة «صنداي تيليغراف» الإنجليزية والذي هدد فيه بأن أي تدخل في سوريا سيكون بمثابة زلزال بالمنطقة سينتج عنه ليس أفغانستان واحدة بل مجموعة أفغانستانات وأنه لا يرى أي معارضة ولا يعترف بها أبدا، وطبعا بعدها اضطر أن «يشرب» كل هذا الكلام ويبلعه بقبوله للمبادرة.
ولكنه بقبوله للمبادرة لديه القناعة التامة أنه سيكون علي عبد الله صالح «جديدا» بمعنى أن علي عبد الله صالح «قبل» المبادرة الخليجية منذ أشهر مضت ويمارس القتل في شعبه بلا هوادة.
ولكن علي عبد الله صالح ليس تحت المجهر مثل بشار الأسد الذي تمادى في إجرامه بحق شعبه هو ووالده وباتت مسألة انتقال السلطة منه إلى حكم جديد هي السقف الوحيد المطلوب، لا حوار مع نظام قاتل إلا لأجل انتقال السلطة منه ولذلك يفهم على الأرض تعاظم دور الجيش السوري الحر وزيادة فعاليته مع استمرار المنشقين من الجيش النظامي وانضمام أعداد كبيرة للجيش السوري الحر وقيامهم بحماية المتظاهرين الثوار من بطش الشبيحة والأمن والجيش.
النظام السوري تحول إلى وحش مسعور يتصرف بلا منطق ولا وعي ولا إدراك، وفقد مقومات الحس الآدمي والإنساني، غايته الوحيدة هي الحفاظ على «العائلة الحاكمة» وليس حتى على نظام الدولة ولا «البعث». ولأجل ذلك ستوظف كل الوسائل والإمكانات، وكانت الجمعة الماضية شهادة واضحة عن الحراك السوري الشعبي العام ضد النظام والتي انطلقت فيها مظاهرات في كل المدن وكل الأحياء في أكبر وجود منذ انطلاق الثورة.
ولم يكتف النظام بجرائمه الوحشية التي باتت على ألسنة الناس وأمام أعينهم بشتى أشكالها ولكنه أضاف جريمة بشعة جديدة حصلت في قلب الحرم الجامعي بجامعة دمشق العريقة عندما قام مجرمو الشبيحة بخطف واعتقال الطالبة يمان القادري ذات العشرين ربيعا وإشباعها بالضرب المبرح وإدخالها إلى إحدى الغرف والاعتداء عليها وصراخها يزلزل المبنى دون أن يستطيع أحد إنقاذها لتجر بعد ذلك إلى إحدى السيارات ويذهب بها إلى المعتقل دون أن يستطيع أحد من أهلها ولا من زملائها مجرد رؤية طالبة الطب البشري المتفوقة ابنة الأسرة الدمشقية العريقة.
هذا هو نظام بشار الأسد وتلك عينة من جرائمه بحق شعبه. لقد نظرت المعارضة السورية الحرة في عيني بشار الأسد متحدية وواثقة ومؤمنة ومقتنعة، ولكنه «رمش» هو أولا وقبل المبادرة وهو دليل آخر على ضعف وانهزام النظام. المبادرة طبعا فشلت وليس هناك من بد سوى رفع المسألة للمجتمع الدولي حتى يردع كما ردع صدام والقذافي من قبله فهو لا يقل عنهما مكانة ولا شأنا ولا جرما بحق شعبه.
*نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط
هذه هي أهم بنود المبادرة العربية بحسب ما أعلنها وزير الخارجية القطري وأمين عام جامعة الدول العربية في المؤتمر الصحافي الذي انعقد منذ أيام لأجل هذا الغرض.
ولكن على الأرض استمر النظام السوري في جرائمه الوحشية بقتل شعبه بشكل مقنن ومستمر، عشرات القتلى يتساقطون يوميا في مختلف المدن السورية وبالذات في عاصمة الثورة السورية «حمص» التي تحولت إلى كابل أو إلى سراييفو سوريا الحديثة التي يمارس النظام فيها إجراما غير مسبوق بدك المباني والقتل العشوائي بشكل همجي ويمنع عن أحيائها المياه والكهرباء والغذاء والدواء ويعتقل العشرات في السجون.
النظام السوري لن ينفذ المبادرة العربية فهو اليوم يلعب على عنصر الوقت ولم يقبل بالمبادرة العربية شكلا إلا لأجل كسب الوقت لإدراكه أن روسيا والصين لن تستطيعا الوقوف طويلا أمام المجتمع الدولي المتزايد في طلبه القضاء على النظام السوري لنجدة ونصرة الشعب المظلوم المهدر دمه وبالتالي ستكون الخطوة المنطقية القادمة حظرا جويا وبحريا وتدخلا عسكريا ضد النظام.
واليوم أدرك النظام السوري أن خياراته بدأت تختفي وظهر أنه الحلقة الأضعف في المواجهة اليوم، فقبوله للمبادرة العربية جاء بعد سويعات قصيرة من حديثه مع الفضائية التلفزيونية الروسية ومع صحيفة «صنداي تيليغراف» الإنجليزية والذي هدد فيه بأن أي تدخل في سوريا سيكون بمثابة زلزال بالمنطقة سينتج عنه ليس أفغانستان واحدة بل مجموعة أفغانستانات وأنه لا يرى أي معارضة ولا يعترف بها أبدا، وطبعا بعدها اضطر أن «يشرب» كل هذا الكلام ويبلعه بقبوله للمبادرة.
ولكنه بقبوله للمبادرة لديه القناعة التامة أنه سيكون علي عبد الله صالح «جديدا» بمعنى أن علي عبد الله صالح «قبل» المبادرة الخليجية منذ أشهر مضت ويمارس القتل في شعبه بلا هوادة.
ولكن علي عبد الله صالح ليس تحت المجهر مثل بشار الأسد الذي تمادى في إجرامه بحق شعبه هو ووالده وباتت مسألة انتقال السلطة منه إلى حكم جديد هي السقف الوحيد المطلوب، لا حوار مع نظام قاتل إلا لأجل انتقال السلطة منه ولذلك يفهم على الأرض تعاظم دور الجيش السوري الحر وزيادة فعاليته مع استمرار المنشقين من الجيش النظامي وانضمام أعداد كبيرة للجيش السوري الحر وقيامهم بحماية المتظاهرين الثوار من بطش الشبيحة والأمن والجيش.
النظام السوري تحول إلى وحش مسعور يتصرف بلا منطق ولا وعي ولا إدراك، وفقد مقومات الحس الآدمي والإنساني، غايته الوحيدة هي الحفاظ على «العائلة الحاكمة» وليس حتى على نظام الدولة ولا «البعث». ولأجل ذلك ستوظف كل الوسائل والإمكانات، وكانت الجمعة الماضية شهادة واضحة عن الحراك السوري الشعبي العام ضد النظام والتي انطلقت فيها مظاهرات في كل المدن وكل الأحياء في أكبر وجود منذ انطلاق الثورة.
ولم يكتف النظام بجرائمه الوحشية التي باتت على ألسنة الناس وأمام أعينهم بشتى أشكالها ولكنه أضاف جريمة بشعة جديدة حصلت في قلب الحرم الجامعي بجامعة دمشق العريقة عندما قام مجرمو الشبيحة بخطف واعتقال الطالبة يمان القادري ذات العشرين ربيعا وإشباعها بالضرب المبرح وإدخالها إلى إحدى الغرف والاعتداء عليها وصراخها يزلزل المبنى دون أن يستطيع أحد إنقاذها لتجر بعد ذلك إلى إحدى السيارات ويذهب بها إلى المعتقل دون أن يستطيع أحد من أهلها ولا من زملائها مجرد رؤية طالبة الطب البشري المتفوقة ابنة الأسرة الدمشقية العريقة.
هذا هو نظام بشار الأسد وتلك عينة من جرائمه بحق شعبه. لقد نظرت المعارضة السورية الحرة في عيني بشار الأسد متحدية وواثقة ومؤمنة ومقتنعة، ولكنه «رمش» هو أولا وقبل المبادرة وهو دليل آخر على ضعف وانهزام النظام. المبادرة طبعا فشلت وليس هناك من بد سوى رفع المسألة للمجتمع الدولي حتى يردع كما ردع صدام والقذافي من قبله فهو لا يقل عنهما مكانة ولا شأنا ولا جرما بحق شعبه.
*نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط