بسم الله الرحمن الرحيم
... غزو أثيـــــــــــــنا --- (9) ،،، الشريعة فوق الفلسفة ...
لا تختلف روحية الإجتهاد عن روحية الجهاد، فكما أن الجهاد هو خصومة و حرب بين المسلمين و بين المستعصين على الدعوة إلى رب العالمين، كذلك يجب أن تكون روحية التعامل مع الوارد من ثقافات أمم الشرق و الغرب، أي لا يجوز الإطلاع عليها بروح ودية، بل بروح انتقادية دقيقة الحساسية، و إلا فهو الإيدز الثقافي، أي فقدان التمييز بين الحق و بين الباطل، و بالتالي تضييع المناعة الثقافية و الممانعة و المقاومة و الصمود و التصدي للمؤذ من الأفكار الشاذة، و هو الغفلة و الإنبهار الموجبان للفشر أي تصديق الكذب، و تصويب الخطأ ة و ربما حتى الموجبان توهم عصمة الفلاسفة التي لا يدعيها لهم إعلام أقوامهم.
ـــــتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتــــ
الفصل الثاني من مقولة الإضافة للحكيم أرسطو ترجمة الشارح الأكبر المنبهر إبن رشد.... ((و قد يلحق الأمور المضافة أن تكون متضادة، و مثال ذلك الفضيلة و الرذيلة من المضاف، و كلاهما متضادان. و كذلك العلم و الجهل كل واحد منهما من المضاف و هما متضادان، إلا أنه ليس يوجد هذا لكل الأشياء المضافة، فإن الضعف ليس له ضد و لا لثلاثة الأضعاف ضد.))
ـيييييييييييييييييييييييييـ التعقيب على الفصل (2) ـييييييييييييييييييييييييييييييـ
... الإضافة أنواع بسيطة و مركبة --- البسيطة إشكالية ثنائية،،، و المركبة فيها تثليث و تضاد ...
الكثير و القليل كميات متضادة حتما بسبب أنه يتوسطها حد، فهما كثير و قليل بالمقارنة مع حد يتوسطها هو الكفاية، كوب الماء كثير بالنسبة لكفاية العطشان و كوب الماء قليل بالنسبة لري الظمآن و امتلاءه، و بالمثل الكبير و الصغير هما كبير و صغير بالمقارنه مع الحجم العادي للشيء الموصوف بأحدهما، الجبل ارتفاعه كيلو متر هو صغير بالنسبة للححم العادي ثلاثة آلاف كيلو متر، و الحوت الأزرق كبير بالنسبة لبقية أصناف الحيتان. و هنا الجبل صغير و الحوت الأزرق كبير، رغم أن الجبل الصغير أكبر من الحوت الكبير بما لا يقارن.
لكن أكثر من و أقل من لا يتوسطهما حد، يمكن المقارنة بين شخصين هما مدينان أو دائنان أو بريئان، بهذين الماضفين، مثلا بريء أكثر مالا أو أقل مالا من صاحبه، و المدين ضد المدين، و البريء معه مال أو محروم لكنه لا دائن و لا مدين، هنا أكثر و أقل ليسا متضادين، بل هما حدان متشابهان. يقال دائن أكثر مالا أو إقراضا من دائن، و مدين أقل مالا أو عليه دين أقل من مدين آخر، و الديون كلها سلبية أي الأقل و الأكثر ليس يتوسطهما حد، بسبب أنهما متشابهان. ليس يتوسطهما حد بل يتوسطهما حدود لا تحصى،
بمعنى أن الدائنين أو المتمولين يمكن توزيعهم على فئات طويلات أو قصيرات المدى، متمول يملك مائة مليار فصاعدا، متمول يملك عشرات المليارات، متمول يملك مليارات، متمول يملك مائة مليون فصاعدا، متمول يملك عشرة مليون فصاعدا، متمول يملك مليونا فصاعدا إلى ما دون العشرة ملايين. و هذه المبالغ الأكثر و الأقل لا تضاد بينها رغم سعة الفرق، الأكثر مالا الذي يملك فوق المائة مليار مثل الأقل مالا الذي يملك دون المليون، فكلاهما متمول دائن.
الخلاصة .... لم يلحظ أرسطو الفرق بين الإضافة بالذات و الإ ضافة بالنسبة، بسبب اعتياده التنميط الثنائي أي التشطير في التصنيف، فلم يلحظ تضمن التضاد للحد المتوسط، و بالتالي لم يحتمل تثلث حدود الإضافة الذاتية.
... بين الأخلاق دائما إضافة بسيطة --- بين فضيلة و رذيلة من شطر واحد من خاصية نفس،،، أو بين فضيلة من شطر و فضيلة من الآخر، و بالمثل بين رذيلة و رذيلة ...
· "و قد يلحق الأمور المضافة أن تكون متضادة، و مثال ذلك الفضيلة و الرذيلة من المضاف، و كلاهما متضادان"
و هو قال أن الفضيلة و الرذيلة مضافان متضادان، لكن حقيقتهما أنهما إشكالية، بينما التضاد هو بين فضيلة و فضيلة تشتركان في نفس الخاصية، أو بين الرذيلتين مرتبطتان بنفس الخاصية..
مثال الحزم و الجبن متشابهان و ليس متضادان، أي الفرق بينهما ضئيل غير ملحوظ، و لو كانا متضادين لتيسر تمييز أحدهما من الآحر. قال سيدنا الإمام الحسن بن علي العسكري رضي الله عنهما: "إن للحزم مقدار فإذا زاد فهو جبن، و إن للشجاعة مقدار فإذا زاد فهو تهور".
التضاد هو بين الخوف و الغضب، و بالتالي هو بين الفضيلتين الحزم و الشجاعة، أو التضاد بين الجبن و التهور، لكن بين فضيلة الشجاعة و بين رذيلة التهور و هما مضافان لا تضاد بل تشابه و إشكالية، فكلاهما من جهة الغضب.
الخلاصة ... أن الإضافة البسيطة فصلها أنها ثنائية الحدود و خاصتها الإشكالية، بينما الإضافة التي اسمها أو نوعها المركبة فإن فصلها التثليث و خاصتها التضاد، و عرض كل منهما هو العلم بالتبطقات أو الجهل بها.
الغريب أن أرسطو يدخل الفضيلة و الرذيلة في علاقة الإضافة، لكن لم يقل الشجاعة متضادة مع أي الحاشيتين الجبن أمن التهور. و فاته أن يلحظ أن التضاد هو موجود بين الرذيلتين التهور و الجبن لأن فصل التضاد واضح فيهما، و فصل التضاد هو سعة الفرق.
و فوات هذه الملاحظة يدل على القصور المنطقي و الإعتماد على اللغة في الحكم بالتضاد بين الأمور.
... الجهل العمري؛؛؛ هو تقدم للغاية في فضيلة العلم ...
· ... و كذلك العلم و الجهل كل واحد منهما من المضاف و هما متضادان ...
الجهل الذي هو ضد العلم هو الفشر أي الجهل المركب، أما الجهل العمري فهو تاج العلم، أي يقابل العلم لكن من جهة الخير، و بين العلم و الفشر حد الفراغ الطفولي، أو النسيان.و
من كتاب المواقف لسيدنا عبد الحبار النفري قدس الله سره: "أختم علمك بالجهل و إلا هلكت به"، قال سيدنا الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "و الله لا أعلم ما هو خير لي.. أن أصبح ملكا أو سوقة، أن أصبح سليما أم مريضا، أن أصبح غنيا أم فقيرا"
و قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه في تمجيد الله عز و جل: "الذي ليس لصفته..... نعت موجود"، و النعت عكس العيب، أي لا ليس بمستطاع مخلوق إدراك حصن صفات الله سبحانه و تعالى، و السبب أن الله سبحانه و تعالى "... ليس لصفته حد محدود"، الإنسان يبصر و لصفة البصر حد أو كسر أو جزء متخصص هو العين ليس غير العين يبصر من الإنسان، و هذه العين محدودة الإحساس فلا تتأثير إلا بمدى من الألوان محصور فقط بين المدى 8000 ذرة طول الموجة الضوئية و بين اللمدى 400 ذرة، بينما الله سبحانه و تعالى كله يبصر كله يسمع، و يسع بصره الألوان كلها، و يسع سمعه الألوان كلها، و الإنسان بصره ايضا لا يتسع لجميع الصور، بعض الصور هي شنيعة بالنسبة له مخيفة أو تثير اشمئزازه.
الخلاصة أن العلم هو ضد الفشر، يتوسطهما النسيان أو الطفولة، و بين العلم و الجهل إشكالية فهما فضيلتان و الجهل العمري خير من العلم أو هو تقدم للغاية في فضيلة العلم.
· "و هما متضادان، إلا أنه ليس يوجد هذا لكل الأشياء المضافة، فإن الضعف ليس له ضد و لا لثلاثة الأضعاف ضد."
يبدو جليا أن معرفة أرسطو بالعدد جدا بائسة و تعيسة، فلا يوجد شيء واضح فيه التقابل و التضاد أكثر من العدد إلا الحرف، أي كل عالم فيه تقابل و تناحر و كل شيء من كل عالم فيه تضاد، لكن التضاد هو أوضح ما يكون في الحرف ثم العدد. و قد أقسم الله تعالى بالعدد في مطلع سورة الفجر من جملة أشياء أقسم بها: "وَ الْفَجْرِ # وَلَيَالٍ عَشْرٍ # وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ # وَ اللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ".
الضعف يتوسط بين النصف و الضعفين، و الثلاثة ضدها الثلث، و كل مقدارين بلا حرفية (كيفية) أي غير متصفين بشدة قوة أو ضعفها، و لا بفخامة أو رقة يكون نتيجة ضربهما أي متوسطهما الهندسي هو الواحد فهما متضادين. الواحد هو الحد المتوسط بين الأعداد الأضداد غير المتحرفة (المتكيفة). مثال..... {2×(1\2)}=(1)، و هذا النوع من التضاد هو التضاد الفعلي
و كل عددين حقيقين نتيجة جمعهما يكون الصفر هما عددان متضادان، مثال.... {(+س)+(- س)}=(0) ، و هذا النوع من التضاد هو التضاد الحرفي الأفقي، أو تضاد القوة. و بين الأعداد تضاد كيفي رأسي معروف بالتضاد الخيالي بين العدد و مرافقه، لكن أعلى التضاد هو جوهري أي التضاد بين الوتر و الشفع.
و بين الأوتار تضاد، إذ أن بعض الأوتار هي بسائط أي غير قابلة للتحليل، و بعضها أوتار مركبات، و الأوتار المركبات بعضها نقية و بعضها هجين أي من عواملها العدد البسيط إثنان (2). و بالمثل الشفع منه النقي الذي جميع عوامله الرقم إثنين (2) و منه الشفع الهجين الذي بعض عوامله وتر أو أكثر.
و التضاد الكيفي الأفقي أو تضاد القوة أي إلى سالب و موجب لا يجوز أن يخفى على حكيم، لكن يعذر إذا خفي عليه التضاد الرأسي بين الأعداد، إذ اتصاف العدد بكيفية الفخامة أو الرقة أي بالكيفية المعروفة بالخيالية هو أمر غامض لم يلحظه العلماء إلا حديثا، بينما التحرف جهة الفخامة أو الرقة هو ملحوظ في الحرف، مثال .... {ض، د}، الضاد فخمة و الدال رقيقة. و هو ملحوظ في الإنسان، الإنسان الفقيه هو الشريف الفخم العلي السامي ذو المكانة، بينما العامل و لو كان ملكا سلطانا أو متمولا ثريا هو الوضيع الخسيس الرقيق الرذيل السافل.
و بالمناسبة فإن فصل العدد الأولي أنه بسيط غير قابل للتحليل إلى أعداد أبسط منه و أيضا السبق إلى الحدوث، فهو يحدث كلما انقطع العد ليملأ الفراغ بالحركة القديمة الحركة الجوهرية أو حركة الكينونة أو الحركة المعدنية، و خاصته هو الإشعاع، فهو يشع كل مسافة تساويه، و يتجدد حركته الجوهرية كلما تخلف العد، و يشع أيضا من جميع مضاعفاته، كل مسافة تساوي المضاعف، و المضاعف هو العدد النقي أو هو العدد الأولي وتر أو شفع، مرفوعا إلى أس ما.
.............................................................
محمد إبن رجب الشافعي
الجيش اللبناني الفلسفي الثوري
الخميس 10\11\2011 مــــــــــــــــــــــــ
... غزو أثيـــــــــــــنا --- (9) ،،، الشريعة فوق الفلسفة ...
لا تختلف روحية الإجتهاد عن روحية الجهاد، فكما أن الجهاد هو خصومة و حرب بين المسلمين و بين المستعصين على الدعوة إلى رب العالمين، كذلك يجب أن تكون روحية التعامل مع الوارد من ثقافات أمم الشرق و الغرب، أي لا يجوز الإطلاع عليها بروح ودية، بل بروح انتقادية دقيقة الحساسية، و إلا فهو الإيدز الثقافي، أي فقدان التمييز بين الحق و بين الباطل، و بالتالي تضييع المناعة الثقافية و الممانعة و المقاومة و الصمود و التصدي للمؤذ من الأفكار الشاذة، و هو الغفلة و الإنبهار الموجبان للفشر أي تصديق الكذب، و تصويب الخطأ ة و ربما حتى الموجبان توهم عصمة الفلاسفة التي لا يدعيها لهم إعلام أقوامهم.
ـــــتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتــــ
الفصل الثاني من مقولة الإضافة للحكيم أرسطو ترجمة الشارح الأكبر المنبهر إبن رشد.... ((و قد يلحق الأمور المضافة أن تكون متضادة، و مثال ذلك الفضيلة و الرذيلة من المضاف، و كلاهما متضادان. و كذلك العلم و الجهل كل واحد منهما من المضاف و هما متضادان، إلا أنه ليس يوجد هذا لكل الأشياء المضافة، فإن الضعف ليس له ضد و لا لثلاثة الأضعاف ضد.))
ـيييييييييييييييييييييييييـ التعقيب على الفصل (2) ـييييييييييييييييييييييييييييييـ
... الإضافة أنواع بسيطة و مركبة --- البسيطة إشكالية ثنائية،،، و المركبة فيها تثليث و تضاد ...
الكثير و القليل كميات متضادة حتما بسبب أنه يتوسطها حد، فهما كثير و قليل بالمقارنة مع حد يتوسطها هو الكفاية، كوب الماء كثير بالنسبة لكفاية العطشان و كوب الماء قليل بالنسبة لري الظمآن و امتلاءه، و بالمثل الكبير و الصغير هما كبير و صغير بالمقارنه مع الحجم العادي للشيء الموصوف بأحدهما، الجبل ارتفاعه كيلو متر هو صغير بالنسبة للححم العادي ثلاثة آلاف كيلو متر، و الحوت الأزرق كبير بالنسبة لبقية أصناف الحيتان. و هنا الجبل صغير و الحوت الأزرق كبير، رغم أن الجبل الصغير أكبر من الحوت الكبير بما لا يقارن.
لكن أكثر من و أقل من لا يتوسطهما حد، يمكن المقارنة بين شخصين هما مدينان أو دائنان أو بريئان، بهذين الماضفين، مثلا بريء أكثر مالا أو أقل مالا من صاحبه، و المدين ضد المدين، و البريء معه مال أو محروم لكنه لا دائن و لا مدين، هنا أكثر و أقل ليسا متضادين، بل هما حدان متشابهان. يقال دائن أكثر مالا أو إقراضا من دائن، و مدين أقل مالا أو عليه دين أقل من مدين آخر، و الديون كلها سلبية أي الأقل و الأكثر ليس يتوسطهما حد، بسبب أنهما متشابهان. ليس يتوسطهما حد بل يتوسطهما حدود لا تحصى،
بمعنى أن الدائنين أو المتمولين يمكن توزيعهم على فئات طويلات أو قصيرات المدى، متمول يملك مائة مليار فصاعدا، متمول يملك عشرات المليارات، متمول يملك مليارات، متمول يملك مائة مليون فصاعدا، متمول يملك عشرة مليون فصاعدا، متمول يملك مليونا فصاعدا إلى ما دون العشرة ملايين. و هذه المبالغ الأكثر و الأقل لا تضاد بينها رغم سعة الفرق، الأكثر مالا الذي يملك فوق المائة مليار مثل الأقل مالا الذي يملك دون المليون، فكلاهما متمول دائن.
الخلاصة .... لم يلحظ أرسطو الفرق بين الإضافة بالذات و الإ ضافة بالنسبة، بسبب اعتياده التنميط الثنائي أي التشطير في التصنيف، فلم يلحظ تضمن التضاد للحد المتوسط، و بالتالي لم يحتمل تثلث حدود الإضافة الذاتية.
... بين الأخلاق دائما إضافة بسيطة --- بين فضيلة و رذيلة من شطر واحد من خاصية نفس،،، أو بين فضيلة من شطر و فضيلة من الآخر، و بالمثل بين رذيلة و رذيلة ...
· "و قد يلحق الأمور المضافة أن تكون متضادة، و مثال ذلك الفضيلة و الرذيلة من المضاف، و كلاهما متضادان"
و هو قال أن الفضيلة و الرذيلة مضافان متضادان، لكن حقيقتهما أنهما إشكالية، بينما التضاد هو بين فضيلة و فضيلة تشتركان في نفس الخاصية، أو بين الرذيلتين مرتبطتان بنفس الخاصية..
مثال الحزم و الجبن متشابهان و ليس متضادان، أي الفرق بينهما ضئيل غير ملحوظ، و لو كانا متضادين لتيسر تمييز أحدهما من الآحر. قال سيدنا الإمام الحسن بن علي العسكري رضي الله عنهما: "إن للحزم مقدار فإذا زاد فهو جبن، و إن للشجاعة مقدار فإذا زاد فهو تهور".
التضاد هو بين الخوف و الغضب، و بالتالي هو بين الفضيلتين الحزم و الشجاعة، أو التضاد بين الجبن و التهور، لكن بين فضيلة الشجاعة و بين رذيلة التهور و هما مضافان لا تضاد بل تشابه و إشكالية، فكلاهما من جهة الغضب.
الخلاصة ... أن الإضافة البسيطة فصلها أنها ثنائية الحدود و خاصتها الإشكالية، بينما الإضافة التي اسمها أو نوعها المركبة فإن فصلها التثليث و خاصتها التضاد، و عرض كل منهما هو العلم بالتبطقات أو الجهل بها.
الغريب أن أرسطو يدخل الفضيلة و الرذيلة في علاقة الإضافة، لكن لم يقل الشجاعة متضادة مع أي الحاشيتين الجبن أمن التهور. و فاته أن يلحظ أن التضاد هو موجود بين الرذيلتين التهور و الجبن لأن فصل التضاد واضح فيهما، و فصل التضاد هو سعة الفرق.
و فوات هذه الملاحظة يدل على القصور المنطقي و الإعتماد على اللغة في الحكم بالتضاد بين الأمور.
... الجهل العمري؛؛؛ هو تقدم للغاية في فضيلة العلم ...
· ... و كذلك العلم و الجهل كل واحد منهما من المضاف و هما متضادان ...
الجهل الذي هو ضد العلم هو الفشر أي الجهل المركب، أما الجهل العمري فهو تاج العلم، أي يقابل العلم لكن من جهة الخير، و بين العلم و الفشر حد الفراغ الطفولي، أو النسيان.و
من كتاب المواقف لسيدنا عبد الحبار النفري قدس الله سره: "أختم علمك بالجهل و إلا هلكت به"، قال سيدنا الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "و الله لا أعلم ما هو خير لي.. أن أصبح ملكا أو سوقة، أن أصبح سليما أم مريضا، أن أصبح غنيا أم فقيرا"
و قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه في تمجيد الله عز و جل: "الذي ليس لصفته..... نعت موجود"، و النعت عكس العيب، أي لا ليس بمستطاع مخلوق إدراك حصن صفات الله سبحانه و تعالى، و السبب أن الله سبحانه و تعالى "... ليس لصفته حد محدود"، الإنسان يبصر و لصفة البصر حد أو كسر أو جزء متخصص هو العين ليس غير العين يبصر من الإنسان، و هذه العين محدودة الإحساس فلا تتأثير إلا بمدى من الألوان محصور فقط بين المدى 8000 ذرة طول الموجة الضوئية و بين اللمدى 400 ذرة، بينما الله سبحانه و تعالى كله يبصر كله يسمع، و يسع بصره الألوان كلها، و يسع سمعه الألوان كلها، و الإنسان بصره ايضا لا يتسع لجميع الصور، بعض الصور هي شنيعة بالنسبة له مخيفة أو تثير اشمئزازه.
الخلاصة أن العلم هو ضد الفشر، يتوسطهما النسيان أو الطفولة، و بين العلم و الجهل إشكالية فهما فضيلتان و الجهل العمري خير من العلم أو هو تقدم للغاية في فضيلة العلم.
· "و هما متضادان، إلا أنه ليس يوجد هذا لكل الأشياء المضافة، فإن الضعف ليس له ضد و لا لثلاثة الأضعاف ضد."
يبدو جليا أن معرفة أرسطو بالعدد جدا بائسة و تعيسة، فلا يوجد شيء واضح فيه التقابل و التضاد أكثر من العدد إلا الحرف، أي كل عالم فيه تقابل و تناحر و كل شيء من كل عالم فيه تضاد، لكن التضاد هو أوضح ما يكون في الحرف ثم العدد. و قد أقسم الله تعالى بالعدد في مطلع سورة الفجر من جملة أشياء أقسم بها: "وَ الْفَجْرِ # وَلَيَالٍ عَشْرٍ # وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ # وَ اللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ".
الضعف يتوسط بين النصف و الضعفين، و الثلاثة ضدها الثلث، و كل مقدارين بلا حرفية (كيفية) أي غير متصفين بشدة قوة أو ضعفها، و لا بفخامة أو رقة يكون نتيجة ضربهما أي متوسطهما الهندسي هو الواحد فهما متضادين. الواحد هو الحد المتوسط بين الأعداد الأضداد غير المتحرفة (المتكيفة). مثال..... {2×(1\2)}=(1)، و هذا النوع من التضاد هو التضاد الفعلي
و كل عددين حقيقين نتيجة جمعهما يكون الصفر هما عددان متضادان، مثال.... {(+س)+(- س)}=(0) ، و هذا النوع من التضاد هو التضاد الحرفي الأفقي، أو تضاد القوة. و بين الأعداد تضاد كيفي رأسي معروف بالتضاد الخيالي بين العدد و مرافقه، لكن أعلى التضاد هو جوهري أي التضاد بين الوتر و الشفع.
و بين الأوتار تضاد، إذ أن بعض الأوتار هي بسائط أي غير قابلة للتحليل، و بعضها أوتار مركبات، و الأوتار المركبات بعضها نقية و بعضها هجين أي من عواملها العدد البسيط إثنان (2). و بالمثل الشفع منه النقي الذي جميع عوامله الرقم إثنين (2) و منه الشفع الهجين الذي بعض عوامله وتر أو أكثر.
و التضاد الكيفي الأفقي أو تضاد القوة أي إلى سالب و موجب لا يجوز أن يخفى على حكيم، لكن يعذر إذا خفي عليه التضاد الرأسي بين الأعداد، إذ اتصاف العدد بكيفية الفخامة أو الرقة أي بالكيفية المعروفة بالخيالية هو أمر غامض لم يلحظه العلماء إلا حديثا، بينما التحرف جهة الفخامة أو الرقة هو ملحوظ في الحرف، مثال .... {ض، د}، الضاد فخمة و الدال رقيقة. و هو ملحوظ في الإنسان، الإنسان الفقيه هو الشريف الفخم العلي السامي ذو المكانة، بينما العامل و لو كان ملكا سلطانا أو متمولا ثريا هو الوضيع الخسيس الرقيق الرذيل السافل.
و بالمناسبة فإن فصل العدد الأولي أنه بسيط غير قابل للتحليل إلى أعداد أبسط منه و أيضا السبق إلى الحدوث، فهو يحدث كلما انقطع العد ليملأ الفراغ بالحركة القديمة الحركة الجوهرية أو حركة الكينونة أو الحركة المعدنية، و خاصته هو الإشعاع، فهو يشع كل مسافة تساويه، و يتجدد حركته الجوهرية كلما تخلف العد، و يشع أيضا من جميع مضاعفاته، كل مسافة تساوي المضاعف، و المضاعف هو العدد النقي أو هو العدد الأولي وتر أو شفع، مرفوعا إلى أس ما.
.............................................................
محمد إبن رجب الشافعي
الجيش اللبناني الفلسفي الثوري
الخميس 10\11\2011 مــــــــــــــــــــــــ