هل قطعت حمص قول كل خطيب!!
السوريون أعلم الناس بنظام الأسد الشبيحي فهم ما زالوا يكتوون بجحيم ظلمه وطغيانه منذ قرابة نصف قرن، ولما أعلنت سوريا موافقتها على المبادرة العربية لم يختلف سوريان في أن هذه الموافقة ليست إلا لعبة قذرة أخرى من ألاعيب النظام، بالرغم من ترحيب وتهليل بعض العرب الذين لا يعرفون حقيقة هذا النظام الشبيحي.
بدأ الأسد موافقته على المبادرة بمذبحة في منطقة الحولة ثم أردف بتدمير حمص العصية المتمردة على الظلم والطغيان.
ارتكب الأسد مجازر في حمص، ذلك لأن نفسيته المستبدة لم تستطع تحمل التمرد عليه والمظاهرات المنددة به، والشعارات المرفوعة، فاستخدم كافة الأسلحة التي يمتلكها نظامه الشبيحي، حتى حول حمص إلى مدينة منكوبة، مستعينا بالشبيحة العلويين في محاولة منه لجر البلاد إلى حرب طائفية تبرر له استخدام القوة وإبقاء الجيش في الميادين.
كان النظام الشبيحي يراهن في معركة حمص على تحقيق مكاسب سياسية من خلال الانعطاف بالأزمة السورية إلى منحنى أقرب لمصلحته، بعد أن أصبح أمره في إدبار.
ولكن الذي حصل في حمص انقلب عليه، وسيظل يذكر الأسد وشبيحته أن آخر مسمار في نعشهم دق في حمص، بصناعة حمصية متقنة، وكذلك سيظل السوريون يذكرون حمص بأنها المدينة التي أسقطت النظام، وفضحت ألاعيبه.
فوحدة أهل حمص وترابطهم وتضحيتهم وإصرارهم على التظاهر السلمي وتواصلهم الإعلامي القوي جدا كشف ألاعيب النظام وأسقط ادعاءاته الكاذبة، ولم يترك مجالا للمنافقين العرب الذين يودون لو بقي النظام السوري حاكما ولو دمر سوريا كلها.
الآن وبعد نكبة حمص لا يستطيع أحد أن يملي للنظام السوري، وأن يمنحه مهلة أخرى، تحت أي اسم أو مبادرة، فالنظام بحمقه قد كشف نواياه الفاسدة، ولم يبق له صديقا يستطيع أن يتفوه بكلمة لصالحه.
وأصبحت الأزمة السورية تتجه نحو التدويل، وهذا خيار دعا إليه كثيرون، وكنت أدعو له منذ زمن، منذ سمى الثوار جمعتهم بجمعة الحماية الدولية، فالأمور كانت واضحة لكل من يعرف حقيقة النظام الشبيحي.
الآن يجب على المعارضة - وعلى المجلس الوطني الموقر - الضغط بقوة في هذا الاتجاه ومخاطبة العالم الدولي بهذا المطلب وتجاوز الجامعة العربية، لتفويت الفرصة على بعض المنافقين العرب فيها الذين يريدون حماية النظام الشبيحي من السقوط.
في نظري إن حمص قطعت السبيل أمام الجامعة العربية وبعض المرتزقة الذين فيها، وكذلك قطعت قول كل خطيب ممن يصنف نفسه من المعارضة السورية وما زال مصرا على رفض التدخل الخارجي.
أصبح التدخل الخارجي الآن من أوجب الواجبات، فنكبة حمص سيناريو يمكن أن يتكرر في كل قرية ومدينة في سوريا، فالنظام السوري لا أمان له، والتشدق برفض التدخل الخارجي خيانة لدماء الشهداء وللوطن.
وإذا كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد أرسل أصحابه إلى النجاشي النصراني كي يأمنوا على أرواحهم ودمائهم من بني جلدتهم العرب، فليس علي غضاضة أن أدعو العالم كله كي يحميني في بيتي وبلدي من المجوس القتلة، الذين يحتلون بلادنا.
شكرا لحمص العدية فقد قطعت قول كل خطيب، وشكرا لحمص - بلا نهاية ولا حدود - فقد حررتنا من أنفسنا قبل أن تحررنا من الظلم والطغيان.
حرر في تاريخ :8/11/2011
بقلم: د أحمد بن فارس السلوم
أكاديمي ومعارض سوري....
السوريون أعلم الناس بنظام الأسد الشبيحي فهم ما زالوا يكتوون بجحيم ظلمه وطغيانه منذ قرابة نصف قرن، ولما أعلنت سوريا موافقتها على المبادرة العربية لم يختلف سوريان في أن هذه الموافقة ليست إلا لعبة قذرة أخرى من ألاعيب النظام، بالرغم من ترحيب وتهليل بعض العرب الذين لا يعرفون حقيقة هذا النظام الشبيحي.
بدأ الأسد موافقته على المبادرة بمذبحة في منطقة الحولة ثم أردف بتدمير حمص العصية المتمردة على الظلم والطغيان.
ارتكب الأسد مجازر في حمص، ذلك لأن نفسيته المستبدة لم تستطع تحمل التمرد عليه والمظاهرات المنددة به، والشعارات المرفوعة، فاستخدم كافة الأسلحة التي يمتلكها نظامه الشبيحي، حتى حول حمص إلى مدينة منكوبة، مستعينا بالشبيحة العلويين في محاولة منه لجر البلاد إلى حرب طائفية تبرر له استخدام القوة وإبقاء الجيش في الميادين.
كان النظام الشبيحي يراهن في معركة حمص على تحقيق مكاسب سياسية من خلال الانعطاف بالأزمة السورية إلى منحنى أقرب لمصلحته، بعد أن أصبح أمره في إدبار.
ولكن الذي حصل في حمص انقلب عليه، وسيظل يذكر الأسد وشبيحته أن آخر مسمار في نعشهم دق في حمص، بصناعة حمصية متقنة، وكذلك سيظل السوريون يذكرون حمص بأنها المدينة التي أسقطت النظام، وفضحت ألاعيبه.
فوحدة أهل حمص وترابطهم وتضحيتهم وإصرارهم على التظاهر السلمي وتواصلهم الإعلامي القوي جدا كشف ألاعيب النظام وأسقط ادعاءاته الكاذبة، ولم يترك مجالا للمنافقين العرب الذين يودون لو بقي النظام السوري حاكما ولو دمر سوريا كلها.
الآن وبعد نكبة حمص لا يستطيع أحد أن يملي للنظام السوري، وأن يمنحه مهلة أخرى، تحت أي اسم أو مبادرة، فالنظام بحمقه قد كشف نواياه الفاسدة، ولم يبق له صديقا يستطيع أن يتفوه بكلمة لصالحه.
وأصبحت الأزمة السورية تتجه نحو التدويل، وهذا خيار دعا إليه كثيرون، وكنت أدعو له منذ زمن، منذ سمى الثوار جمعتهم بجمعة الحماية الدولية، فالأمور كانت واضحة لكل من يعرف حقيقة النظام الشبيحي.
الآن يجب على المعارضة - وعلى المجلس الوطني الموقر - الضغط بقوة في هذا الاتجاه ومخاطبة العالم الدولي بهذا المطلب وتجاوز الجامعة العربية، لتفويت الفرصة على بعض المنافقين العرب فيها الذين يريدون حماية النظام الشبيحي من السقوط.
في نظري إن حمص قطعت السبيل أمام الجامعة العربية وبعض المرتزقة الذين فيها، وكذلك قطعت قول كل خطيب ممن يصنف نفسه من المعارضة السورية وما زال مصرا على رفض التدخل الخارجي.
أصبح التدخل الخارجي الآن من أوجب الواجبات، فنكبة حمص سيناريو يمكن أن يتكرر في كل قرية ومدينة في سوريا، فالنظام السوري لا أمان له، والتشدق برفض التدخل الخارجي خيانة لدماء الشهداء وللوطن.
وإذا كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد أرسل أصحابه إلى النجاشي النصراني كي يأمنوا على أرواحهم ودمائهم من بني جلدتهم العرب، فليس علي غضاضة أن أدعو العالم كله كي يحميني في بيتي وبلدي من المجوس القتلة، الذين يحتلون بلادنا.
شكرا لحمص العدية فقد قطعت قول كل خطيب، وشكرا لحمص - بلا نهاية ولا حدود - فقد حررتنا من أنفسنا قبل أن تحررنا من الظلم والطغيان.
حرر في تاريخ :8/11/2011
بقلم: د أحمد بن فارس السلوم
أكاديمي ومعارض سوري....