بسم الله الرحمن الرحيم
غزو أثيــــنا.. (جــ6) .. الشريعة فوق الفلسفة
معدن العروبة جوهر متحرر من القيود،،، بينما الأعاجم يحد معادنهم الإجتماعية القيود، قيد الانشغال بالعلم على حساب العمل، أو العكس قيد الانشغال بالعمل على حساب العلم شأن، فيعجزون عن فهم الإسلام و الأخذ به كله، فيتورطون في الانتقاص منه و العيب في ذات الأشخاص الذي يدركون من الإسلام ما يقصرون عن ادركه،
ةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
... الأسماء قوالب فارغة يملؤها التعريف بالفصل (الحد) أو الرسم ...
مقولة الجوهر للحكيم أرسطو ترجمة الشارح الأكبر المنبهر إبن رشد.....
الفصل العاشر.. ((و مما يخص الجواهر الثواني و الفصول أن جميع ما يحمل منها فإنما يحمل على نحو حمل الأشياء المتواطئة أسماؤها، و ذلك أن كل شيء يحمل منها فإما أن يحمل على الأشخاص و إما على الأنواع،
إذ كان ليس تحمل الجواهر الأول على شيء ألبته. فأما النوع فيحمل على الشخص مثل الإنسان على زيد، و أما الأجناس فتحمل على الأنواع و الأشخاص.
و الجواهر الأول فقد يجب أن تحمل عليها حدود أنواعها و أجناسها كما تحمل علىيها أسماؤها. أما أنواعها فذلك ظاهر فيها. و أما أجناسها فمن ما تقدم. و ذلك أن الجنس يقال على النوع و النوع على الجوهر الأول الذي هو الشخص.
و قد قيل إن كل ما يقال على المحمول المقول على موضوع، فهو مقول أيضا على ذلك الموضوع، و هذه حال الجنس مع النوع و الشخص.
و كذلك تحمل حدود الفصول على الأشخاص و الأنواع كما تحمل الأسماء، و إذا كان هذا هكذا و كان قد قيل إن الأشياء التي أسماؤها متواطئة هي التي الاسم لها و الحد عام و واحد بعينه، فواجب أن يكون مما يخص الفصول و الأشياء التي في هذه المقولة أن حملها على جميع ما تحمل عليه هو على طريق حمل الأشياء المتواطئة أسماؤها.))
......................................... تعقيب ...............................................
· المتواطئة أسماؤها، و ذلك أن كل شيء يحمل منها فإما أن يحمل على الأشخاص و إما على الأنواع،
ما المانع من حمل الإسم المتواطئ على الجنس أيضا؟ فقط تدعو الحاجة لتمييز الجنس رغم أنه فكرة مطلقة، عن جنس آخر، يجمعهما شيء واحد، معنى هذا أن يمكن التسلسل أي اصطلاح على اسم ما لتمييز شيء من عالم، أو لتمييز عالم من جملة الكون أو من مختصر كوني ما الإنسان أو الحيوان أو الشجرة.
مثلا كلمة بشر هي بالأصل تصلح لتفيد معنى متوفر في جميع الظواهر، لكن تطلق على بني آدم لتمييزهم عن الناس الجن. و الشيء أوسع معنى من الجنس، فإن كل قوى من الحواس الخمس التي للحيوان لها جنس من المادة مختلف، ضوء، صوت، رائحة،،الخ..
· و الجواهر الأول فقد يجب أن تحمل عليها حدود أنواعها و أجناسها كما تحمل علىيها أسماؤها
الأسم فارغ قبل ملئه بمعرفة ما، أي بالحد و الفصل أو بالرسم، و حمل الفكرة الواسعة على شخص الجوهر الأولي بغيابه لا يجوز إلا على سبيل بيان حكمه، لا على سبيل التعيين و الدلالة، بسبب استحالة الدلالة بالعام على الخاص. مثل قوله تعالى: " و أَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَ آتُواْ الزَّكَاةَ وَ ارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ"، و الصلاة مجملة و مثلها الزكاة، و الخطاب هو فقط لبيان حكم وجوبهما، ثم بعد تشخيص الرسول صلى الله عليه و آله و سلم للصلاة و الزكاة و تجهيرهما، صار الخطاب للتكليف.
صلاة العيد عند الحمل عليها حد جنس الصلاة، تبقى مجهولة، لا يعرف من حد جنس الصلاة أنه صلاة العيد ركعتان في الأولى سبعة تكبيرات و في الثانية خمسة تكبيرات، و الحمل غير مفيد إلا على سبيل بيان الحكم فقط لا غير، مثل قوله تعالى: " اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَ أَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَ الْمُنكَرِ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" و مثل قول الرسول صلى الله عليه و آله و سلم: "لكل دين وجه، و وجه الإسلام الصلاة".
· كل ما يقال على المحمول المقول على موضوع، فهو مقول أيضا على ذلك الموضوع، و هذه حال الجنس مع النوع و الشخص.
بداهة أن الفكرة الواسعة تتضمن الفكرة الضيقة، لكن الفكرة الضيقة محمول عليها قيدها الذي بسبب هي ضيقة، و القيد ليس يحمل على الفكرة الواسعة،
مثلا محمد صلى الله عليه و آله و سلم هاشمي و هاشم من قريش و قريش من العرب، إذن محمد من قريش أو من العرب، لكن يقال على محمد أنه خاتم الرسل، و لا يمكن حمل ختم الرسالة على هاشم أو قريش أو العرب فلا يستقيم أن يقال خاتم الرسل العرب.
· تحمل حدود الفصول على الأشخاص و الأنواع كما تحمل الأسماء
· الأشياء التي أسماؤها متواطئة هي التي الاسم لها و الحد عام و واحد بعينه
مثلا الحائط كان معروفا أنه البستان بسبب إحاطته بالأشجار، و الراوية أي قربة الماء كانت تطلق على القافلة، و الحائط هو مؤشر أو قرينة على وجود أشجار، ليس دليلا أو برهانا على وجودها خلفه، ربما أحيطت البورة بحائط تمهيدا لاستعمارها بطريقة مختلفة غير زراعة الأشجار، فيكون الإسم المتواطئ فقط للتمييز، و ليس للحد و التعريف.
و لكن يحتمل أن معنى الإسم المستعمل في الإصطلاح و التواطؤ أن يحد الشيء المسمى به، مثل المقص، فلا يصدق هذا المصطلح إلا على الآلة التي تفعل القص، و تقص شيئا ورقا أو قماشا أو خشبا أو حديدا أو حجرا.
أي الأشياء التي اسماؤها متواطئة و إن اشتركت في حد عام، لكن ليس بالضرورة أن هذا الحد العام، يفيده معنى الإسم المتواطئ، بل ربما كان غريبا تماما عنه. مثل كلمة الحائط الذي يعني جماد مسطح مبني من مداميك أو صفوف متراكبة من قطع الحجر، و لا شيء من حده أو معناه يدل على الشجر.
-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0
... تضلل الفكرة الواسعة أي المجمل و الخفي عن الشخص الغائب، و لا يدل عليه إلا الفكرة الضيقة المحملة بجميع القيود التي شانها أنها مبينه حدّه (فصله) و الجديرة بحمل اسمه ...
الفصل الحادي عشر.. ((و قد يظن أن كل جوهر فإنه إنما يدل على الجوهر المشار إليه، و هو الشخص. فأما الجواهر الأول فالأمر فيها بين أنها إنما تدل على الأشخاص المشار إليها لأن ما يستدل من أسمائها عليها هو شيء واحد بالعدد. و أما الجواهر الثواني، فقد توهم الأسماء الدالة عليها لاشتباهها بأسماء الأشخاص و لاستعمالها موضع أسماء الأشخاص أنها تدل على المشار إليه. و ليس الأمر كذلك، بل إنما تدل على أي مشار اتفق إذ كان الموضوع لذلك الاسم ليس واحدا بعينه كالاسم الدال بشكله على الجوهر الأول. و ذلك أن زيدا و عمرا إنما يدل على مشار إليه فقط، و أما الإنسان و الحيوان و بالجملة النوع و الجنس فإنما يدل به على كثيرين. و هي مع هذا تميز أولئك الكثيرين من غيرهم لا تمييزا يكون علامة فقط بمنزلة ما يميز الأبيض الشيء المتصف به، بل تمييزا في جوهر الشيء، و النوع و الجنس إنما وضعا ليفرزا الشيء في جوهره عن غيره إلا أن الجنس أكثر حصرا من النوع. و ذلك أن اسم الحيوان يحصر ما يدل عليه اسم الإنسان، إذ كان الحيوان جنس الإنسان. ))
......................................... تعقيب ...............................................
يشترك الجنس مع النوع في الإسم جوهر ثانوي لكن الجنس هو فكرة مجملة واسعة جدا غير محدودة، و تتفرع الفكرة الجنسية بالتقييد، و الجنس فكرة مستمرة في الأنواع و هي الأفكار الأضداد، و استعمال الفكرة الواسعة في الإشارة إلى شخص الجوهر الأول متعين الحال ظهورا أو بطونا أو الحال بينهما و المتناسب الموزون، يضلل ما لم لم هذا الشخص حاضرا.
الجواهر الثواني أفكار واسعة، فيها إهمال لجميع أو كثير من القيود الموضحة المبينة لحد شخص الجوهر الأولي. و لا يمكن استعمالها في الدلالة عليه بغيابه إلا يخفى عن إدراك المخاطب و يتعذر عليه الإهتداء إليه.
لا يجهر بحقيقة الشخص إلا أضيق الأفكار التي يعنيها اسمه، أي الفكرة كثيرة القيود التي تبين حاله و تناسبه و وزنه، أما الفكرة الجنسية فهي غامضة تضيع المخاطب و تضلله عن مقصود المتكلم الخفي.
الخفي في اصطلاح أصول الفقه هو الكلمة الواسعة الخليط التي يصير تغليبها، أي القياس عليها و التي يسحب حكمها على من يصدق عليه معناها على سبيل المسامحة و التقريب.
كما إن إسم الشجرة هو جنس لا يحصر نوعا من الحيوان و لا شخصا، كذلك فإن إسم الحيوان هو جنس لا يحصر إلا أنواع الحيوان و أشخاصه و لا يحصر أحد من الناس، و لو استعمل على سبيل الشتيمة.
-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0
... الإعتدال لا ضد له، و الجوهر الثانوي جنس هو فكرة تتسع للتضاد،، و الجوهر الأولي هو تشخيص لأضيق الأفكار و هي المقيدة بالوزن ...
الفصل الثاني عشر..((و مما يخص مقولة الجوهر أنه لا مضاد لها، فإنه ليس يوجد للإنسان و الحيوان مضاد. لكن هذه الخاصة قد يشاركها فيا غيرها من المقولات. مثال ذلك في الكم، فإنه ليس يوجد لذي الذراعين و لا للعشرة و لا لشيء مما يجرى هذا المجرى مضاد، إلا أن تقول إن القليل في الكم ضد الكثير، و الكبير ضد الصغير. لكن أنواع الكم المنفصل بين من أمرها أنها غير متضادة، مثل الخمسة و الثلاثة و الأربعة))
المصادر الشرعية:-----
قال أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه و رضي عنه:---
: "ثم جمع سبحانه من حزن الارض و سهلها، و عذبها و سبخها، تربة سنها بالماء حتى خلصت. و لاطها بالبلة حتى لزبت. فجبل منها صورة ذات أحناء و وصول و أعضاء و فصول. أجمدها حتى استمسكت، و أصلدها حتى صلصلت. لوقت معدود. و أمد معلوم. ثم نفخ فيها من روحه فمثلت إنسانا ذا أذهان يجيلها. و فكر يتصرف بها، و جوارح يختدمها، و أدوات يقلبها. و معرفة يفرق بها بين الحق والباطل والاذواق والمشام والالوان والاجناس. معجونا بطينة الالوان المختلفة، و الاشباه المؤتلفة. و الاضداد المتعادية و الاخلاط المتباينة. من الحر و البرد. و البلة والجمود. و استأدى الله سبحانه الملائكة وديعته لديهم و عهد وصيته إليهم. في الاذعان بالسجود له و الخشوع لتكرمته. فقال سبحانه اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس اعترته الحمية و غلبت عليه الشقوة"
" و خلق الإنسان ذا نفس ناطقة إن زكاها بالعلم و العمل فقد شابهت جواهر أوائل عللها و إذا اعتدل مزاجها و فارقت الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد"
"الأشياء ثلاثة، ظاهرة و مضمرة و لا ظاهرة و مضمرة".
"كل باطن غيره غير ظاهر، و كل ظاهر غيره غير باطن"
......................................... تعقيب ...............................................
كما لو أن أرسطو لم يشهد الحروب بين الأمم و لم يسمع بها، و لم يعرف بالتقابل في الناس بين الطيبين و الخبثاء، أو بين العلماء و العمال،،، و لم يعرف تقابل الطبائع بين الوحوش و الأنعام.
نستفيد من حديث الأمير أن الإعتدال لا ضد له، أيضا الجنس لا ضد، و ليس ذلك إلا بسبب أن الجنس فكرة مطلقة، و قد وفق الله حكيما صينيا إلى حد المطلق بقوله: " المطلق هو الحكم بإثباث الوجود و العدم معا، و نفيهما معا"، أي لا تترك الفكرة الجنسية شيئا لا تستقصيه، لذا لا يكون لها ضد أو ند، أو شبيه، و المادة لا تستوعب إلا الفكرة المتناهية الضيق، أي إن المادة و حتى الخيال يضيق عن فكرة الجنس و فكرة الضد و هو النوع، و النوع يتفرع بالتفييد و التضييق إى ألوان، و اللون يتفرع بنفس الطريقة أي بالتقييد إلى أخلاط و الخليط يتفرع إلى أفكار متناهية الضيق أشباه، و هي الفكرة التي يستوعبها الخيال بالتناسب و المادة تستوعب الفكرة التي يستوعبها الخيال بعد إيراد القيد الأخير عليه و هو الوزن.
مثال الخيال يستوعب المثلث المتناسب، {3،5،4}، لكن المادة تتطلب قيد الوزن أي تعيين وحدة القياس متر أو قدم أو ميل حتى يمكن أن تستوعب المثلث، و بالتالي إحداثه في الواقع.
الجوهر الثانوي الجنس لا ضد له، بسبب أنه واحد أو كامل، لكنه يتكسر إلى أضداد، أي الجوهرالثانوي نوع، أكيد هو ضد لنوع آخر، بسبب اختلاف الصفات بين ظاهر و باطن.
... الإنسان مقياس الأشياء،،، النوع أو الضد الظاهر هو الذي يستوعبه الإنسان ...
و الأنواع الباطنة هي التي لا يتسع لها الحس من أجناس الأضواء و الأصوات و الروائح و الأذواق هي معدومة بالنسبة للحس أو باطنة.
بل إن التضاد حاصل في جنس الكلام ، فمنه النوع الظاهر و هو الذي يطال الفهم معانيه، و الكلام الباطن هو المتشابه المستعصي على الفهم، مثل أسماء الله الحسنى و فواتح السور، و الكلام اللامضمر و اللاظاهر هو المجمل و الخفي و المشكل و المؤول، و من نوع الكلام المضمر هو العملي المحض أي الذى لا يفيد معنى مثل قول امرؤ القيس: "و كاف و كفكاف و كفي بكفها ## و كاف كفوف الودق من كفها انهمل"، فليس من معنى ظاهر للكلام "و كاف و كفكاف.......... ## و كاف كفوف............".
الأضواء أنواع متجانسة، و التضاد لا يكون بين الجنسين من الأشياء، فلا تضاد بين الأضواء و الأصوات مثلا، أو بين الأفكار و الأذواق، بل التضاد يكون بين اضواء و أضواء، أو يكون التضاد بين أصوات و أصوات،
مثال........... التضاد علاقة بين نوع الأضواء المضمرة الطويلة و هي أشعة الراديو و الميكروويف و المضمرة القصيرة أشعة جاما و إكس و بين نوع الأضواء الظاهرة أي التي يستوعبها حس البصر و هي الأربعة الاحمر و الأصفر و الأخضر و الأزرق. أما الألوان السلبية التي منفي في حدها الظهور و الضمور معا فهي تحت الحمراء و فوق البنفسجية.
و القصور عن تمييز التناقض بين الأنواع، دال على ضعف قوة الذكر، فإن وظيفتها هي جدولة جنس الكلام أو الأطياف على أساس التقابل أو التضاد، و تدريج ألوان الضد الواحد، أو أخلاط اللون الواحد، أو تدريج الأفراد الأشباه.
و من الأشباه نظائر معدن الأيدروجين مثلا، و من الأخلاط المعادن المغناطيسية المتجاورة الحديد و الكوبلت و النيكل. و من الألوان عناصر القصر الفلور و الكلور و البلور. و من الأضداد العناصر الموجودة في المتفجر، فهي بسبب تنافرها تنفجر. و من الإضداد الجوهران {ص}، {ج} فهما لا يجتمعا في مادة واحدة، و الكلمات مثل إجاص و صاج، ليست من المعجم العربي.
الخلاصة........... إن بين الجوهر الثانوي جنس و الجوهر الأولي شخص أكثر من مستوى، بالاضافة إلى الجوهر الثانوي نوع، و إن تفرع الجنس إلى أنواع تفرع النوع إنما يكون على أساس التضاد ثم التقابل الأخف حدّة فالأخف، حتى ينتفي التقابل بين اشخاص الجواهر الأشباه.
................................................
محمد إبن رجب الشافعي
الجيش اللبناني الفلسفي الثوري
الأحد... 6د11\2011 مــــــــــــــــــــــــــــــــ
غزو أثيــــنا.. (جــ6) .. الشريعة فوق الفلسفة
معدن العروبة جوهر متحرر من القيود،،، بينما الأعاجم يحد معادنهم الإجتماعية القيود، قيد الانشغال بالعلم على حساب العمل، أو العكس قيد الانشغال بالعمل على حساب العلم شأن، فيعجزون عن فهم الإسلام و الأخذ به كله، فيتورطون في الانتقاص منه و العيب في ذات الأشخاص الذي يدركون من الإسلام ما يقصرون عن ادركه،
ةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
... الأسماء قوالب فارغة يملؤها التعريف بالفصل (الحد) أو الرسم ...
مقولة الجوهر للحكيم أرسطو ترجمة الشارح الأكبر المنبهر إبن رشد.....
الفصل العاشر.. ((و مما يخص الجواهر الثواني و الفصول أن جميع ما يحمل منها فإنما يحمل على نحو حمل الأشياء المتواطئة أسماؤها، و ذلك أن كل شيء يحمل منها فإما أن يحمل على الأشخاص و إما على الأنواع،
إذ كان ليس تحمل الجواهر الأول على شيء ألبته. فأما النوع فيحمل على الشخص مثل الإنسان على زيد، و أما الأجناس فتحمل على الأنواع و الأشخاص.
و الجواهر الأول فقد يجب أن تحمل عليها حدود أنواعها و أجناسها كما تحمل علىيها أسماؤها. أما أنواعها فذلك ظاهر فيها. و أما أجناسها فمن ما تقدم. و ذلك أن الجنس يقال على النوع و النوع على الجوهر الأول الذي هو الشخص.
و قد قيل إن كل ما يقال على المحمول المقول على موضوع، فهو مقول أيضا على ذلك الموضوع، و هذه حال الجنس مع النوع و الشخص.
و كذلك تحمل حدود الفصول على الأشخاص و الأنواع كما تحمل الأسماء، و إذا كان هذا هكذا و كان قد قيل إن الأشياء التي أسماؤها متواطئة هي التي الاسم لها و الحد عام و واحد بعينه، فواجب أن يكون مما يخص الفصول و الأشياء التي في هذه المقولة أن حملها على جميع ما تحمل عليه هو على طريق حمل الأشياء المتواطئة أسماؤها.))
......................................... تعقيب ...............................................
· المتواطئة أسماؤها، و ذلك أن كل شيء يحمل منها فإما أن يحمل على الأشخاص و إما على الأنواع،
ما المانع من حمل الإسم المتواطئ على الجنس أيضا؟ فقط تدعو الحاجة لتمييز الجنس رغم أنه فكرة مطلقة، عن جنس آخر، يجمعهما شيء واحد، معنى هذا أن يمكن التسلسل أي اصطلاح على اسم ما لتمييز شيء من عالم، أو لتمييز عالم من جملة الكون أو من مختصر كوني ما الإنسان أو الحيوان أو الشجرة.
مثلا كلمة بشر هي بالأصل تصلح لتفيد معنى متوفر في جميع الظواهر، لكن تطلق على بني آدم لتمييزهم عن الناس الجن. و الشيء أوسع معنى من الجنس، فإن كل قوى من الحواس الخمس التي للحيوان لها جنس من المادة مختلف، ضوء، صوت، رائحة،،الخ..
· و الجواهر الأول فقد يجب أن تحمل عليها حدود أنواعها و أجناسها كما تحمل علىيها أسماؤها
الأسم فارغ قبل ملئه بمعرفة ما، أي بالحد و الفصل أو بالرسم، و حمل الفكرة الواسعة على شخص الجوهر الأولي بغيابه لا يجوز إلا على سبيل بيان حكمه، لا على سبيل التعيين و الدلالة، بسبب استحالة الدلالة بالعام على الخاص. مثل قوله تعالى: " و أَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَ آتُواْ الزَّكَاةَ وَ ارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ"، و الصلاة مجملة و مثلها الزكاة، و الخطاب هو فقط لبيان حكم وجوبهما، ثم بعد تشخيص الرسول صلى الله عليه و آله و سلم للصلاة و الزكاة و تجهيرهما، صار الخطاب للتكليف.
صلاة العيد عند الحمل عليها حد جنس الصلاة، تبقى مجهولة، لا يعرف من حد جنس الصلاة أنه صلاة العيد ركعتان في الأولى سبعة تكبيرات و في الثانية خمسة تكبيرات، و الحمل غير مفيد إلا على سبيل بيان الحكم فقط لا غير، مثل قوله تعالى: " اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَ أَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَ الْمُنكَرِ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" و مثل قول الرسول صلى الله عليه و آله و سلم: "لكل دين وجه، و وجه الإسلام الصلاة".
· كل ما يقال على المحمول المقول على موضوع، فهو مقول أيضا على ذلك الموضوع، و هذه حال الجنس مع النوع و الشخص.
بداهة أن الفكرة الواسعة تتضمن الفكرة الضيقة، لكن الفكرة الضيقة محمول عليها قيدها الذي بسبب هي ضيقة، و القيد ليس يحمل على الفكرة الواسعة،
مثلا محمد صلى الله عليه و آله و سلم هاشمي و هاشم من قريش و قريش من العرب، إذن محمد من قريش أو من العرب، لكن يقال على محمد أنه خاتم الرسل، و لا يمكن حمل ختم الرسالة على هاشم أو قريش أو العرب فلا يستقيم أن يقال خاتم الرسل العرب.
· تحمل حدود الفصول على الأشخاص و الأنواع كما تحمل الأسماء
· الأشياء التي أسماؤها متواطئة هي التي الاسم لها و الحد عام و واحد بعينه
مثلا الحائط كان معروفا أنه البستان بسبب إحاطته بالأشجار، و الراوية أي قربة الماء كانت تطلق على القافلة، و الحائط هو مؤشر أو قرينة على وجود أشجار، ليس دليلا أو برهانا على وجودها خلفه، ربما أحيطت البورة بحائط تمهيدا لاستعمارها بطريقة مختلفة غير زراعة الأشجار، فيكون الإسم المتواطئ فقط للتمييز، و ليس للحد و التعريف.
و لكن يحتمل أن معنى الإسم المستعمل في الإصطلاح و التواطؤ أن يحد الشيء المسمى به، مثل المقص، فلا يصدق هذا المصطلح إلا على الآلة التي تفعل القص، و تقص شيئا ورقا أو قماشا أو خشبا أو حديدا أو حجرا.
أي الأشياء التي اسماؤها متواطئة و إن اشتركت في حد عام، لكن ليس بالضرورة أن هذا الحد العام، يفيده معنى الإسم المتواطئ، بل ربما كان غريبا تماما عنه. مثل كلمة الحائط الذي يعني جماد مسطح مبني من مداميك أو صفوف متراكبة من قطع الحجر، و لا شيء من حده أو معناه يدل على الشجر.
-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0
... تضلل الفكرة الواسعة أي المجمل و الخفي عن الشخص الغائب، و لا يدل عليه إلا الفكرة الضيقة المحملة بجميع القيود التي شانها أنها مبينه حدّه (فصله) و الجديرة بحمل اسمه ...
الفصل الحادي عشر.. ((و قد يظن أن كل جوهر فإنه إنما يدل على الجوهر المشار إليه، و هو الشخص. فأما الجواهر الأول فالأمر فيها بين أنها إنما تدل على الأشخاص المشار إليها لأن ما يستدل من أسمائها عليها هو شيء واحد بالعدد. و أما الجواهر الثواني، فقد توهم الأسماء الدالة عليها لاشتباهها بأسماء الأشخاص و لاستعمالها موضع أسماء الأشخاص أنها تدل على المشار إليه. و ليس الأمر كذلك، بل إنما تدل على أي مشار اتفق إذ كان الموضوع لذلك الاسم ليس واحدا بعينه كالاسم الدال بشكله على الجوهر الأول. و ذلك أن زيدا و عمرا إنما يدل على مشار إليه فقط، و أما الإنسان و الحيوان و بالجملة النوع و الجنس فإنما يدل به على كثيرين. و هي مع هذا تميز أولئك الكثيرين من غيرهم لا تمييزا يكون علامة فقط بمنزلة ما يميز الأبيض الشيء المتصف به، بل تمييزا في جوهر الشيء، و النوع و الجنس إنما وضعا ليفرزا الشيء في جوهره عن غيره إلا أن الجنس أكثر حصرا من النوع. و ذلك أن اسم الحيوان يحصر ما يدل عليه اسم الإنسان، إذ كان الحيوان جنس الإنسان. ))
......................................... تعقيب ...............................................
يشترك الجنس مع النوع في الإسم جوهر ثانوي لكن الجنس هو فكرة مجملة واسعة جدا غير محدودة، و تتفرع الفكرة الجنسية بالتقييد، و الجنس فكرة مستمرة في الأنواع و هي الأفكار الأضداد، و استعمال الفكرة الواسعة في الإشارة إلى شخص الجوهر الأول متعين الحال ظهورا أو بطونا أو الحال بينهما و المتناسب الموزون، يضلل ما لم لم هذا الشخص حاضرا.
الجواهر الثواني أفكار واسعة، فيها إهمال لجميع أو كثير من القيود الموضحة المبينة لحد شخص الجوهر الأولي. و لا يمكن استعمالها في الدلالة عليه بغيابه إلا يخفى عن إدراك المخاطب و يتعذر عليه الإهتداء إليه.
لا يجهر بحقيقة الشخص إلا أضيق الأفكار التي يعنيها اسمه، أي الفكرة كثيرة القيود التي تبين حاله و تناسبه و وزنه، أما الفكرة الجنسية فهي غامضة تضيع المخاطب و تضلله عن مقصود المتكلم الخفي.
الخفي في اصطلاح أصول الفقه هو الكلمة الواسعة الخليط التي يصير تغليبها، أي القياس عليها و التي يسحب حكمها على من يصدق عليه معناها على سبيل المسامحة و التقريب.
كما إن إسم الشجرة هو جنس لا يحصر نوعا من الحيوان و لا شخصا، كذلك فإن إسم الحيوان هو جنس لا يحصر إلا أنواع الحيوان و أشخاصه و لا يحصر أحد من الناس، و لو استعمل على سبيل الشتيمة.
-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0
... الإعتدال لا ضد له، و الجوهر الثانوي جنس هو فكرة تتسع للتضاد،، و الجوهر الأولي هو تشخيص لأضيق الأفكار و هي المقيدة بالوزن ...
الفصل الثاني عشر..((و مما يخص مقولة الجوهر أنه لا مضاد لها، فإنه ليس يوجد للإنسان و الحيوان مضاد. لكن هذه الخاصة قد يشاركها فيا غيرها من المقولات. مثال ذلك في الكم، فإنه ليس يوجد لذي الذراعين و لا للعشرة و لا لشيء مما يجرى هذا المجرى مضاد، إلا أن تقول إن القليل في الكم ضد الكثير، و الكبير ضد الصغير. لكن أنواع الكم المنفصل بين من أمرها أنها غير متضادة، مثل الخمسة و الثلاثة و الأربعة))
المصادر الشرعية:-----
قال أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه و رضي عنه:---
: "ثم جمع سبحانه من حزن الارض و سهلها، و عذبها و سبخها، تربة سنها بالماء حتى خلصت. و لاطها بالبلة حتى لزبت. فجبل منها صورة ذات أحناء و وصول و أعضاء و فصول. أجمدها حتى استمسكت، و أصلدها حتى صلصلت. لوقت معدود. و أمد معلوم. ثم نفخ فيها من روحه فمثلت إنسانا ذا أذهان يجيلها. و فكر يتصرف بها، و جوارح يختدمها، و أدوات يقلبها. و معرفة يفرق بها بين الحق والباطل والاذواق والمشام والالوان والاجناس. معجونا بطينة الالوان المختلفة، و الاشباه المؤتلفة. و الاضداد المتعادية و الاخلاط المتباينة. من الحر و البرد. و البلة والجمود. و استأدى الله سبحانه الملائكة وديعته لديهم و عهد وصيته إليهم. في الاذعان بالسجود له و الخشوع لتكرمته. فقال سبحانه اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس اعترته الحمية و غلبت عليه الشقوة"
" و خلق الإنسان ذا نفس ناطقة إن زكاها بالعلم و العمل فقد شابهت جواهر أوائل عللها و إذا اعتدل مزاجها و فارقت الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد"
"الأشياء ثلاثة، ظاهرة و مضمرة و لا ظاهرة و مضمرة".
"كل باطن غيره غير ظاهر، و كل ظاهر غيره غير باطن"
......................................... تعقيب ...............................................
كما لو أن أرسطو لم يشهد الحروب بين الأمم و لم يسمع بها، و لم يعرف بالتقابل في الناس بين الطيبين و الخبثاء، أو بين العلماء و العمال،،، و لم يعرف تقابل الطبائع بين الوحوش و الأنعام.
نستفيد من حديث الأمير أن الإعتدال لا ضد له، أيضا الجنس لا ضد، و ليس ذلك إلا بسبب أن الجنس فكرة مطلقة، و قد وفق الله حكيما صينيا إلى حد المطلق بقوله: " المطلق هو الحكم بإثباث الوجود و العدم معا، و نفيهما معا"، أي لا تترك الفكرة الجنسية شيئا لا تستقصيه، لذا لا يكون لها ضد أو ند، أو شبيه، و المادة لا تستوعب إلا الفكرة المتناهية الضيق، أي إن المادة و حتى الخيال يضيق عن فكرة الجنس و فكرة الضد و هو النوع، و النوع يتفرع بالتفييد و التضييق إى ألوان، و اللون يتفرع بنفس الطريقة أي بالتقييد إلى أخلاط و الخليط يتفرع إلى أفكار متناهية الضيق أشباه، و هي الفكرة التي يستوعبها الخيال بالتناسب و المادة تستوعب الفكرة التي يستوعبها الخيال بعد إيراد القيد الأخير عليه و هو الوزن.
مثال الخيال يستوعب المثلث المتناسب، {3،5،4}، لكن المادة تتطلب قيد الوزن أي تعيين وحدة القياس متر أو قدم أو ميل حتى يمكن أن تستوعب المثلث، و بالتالي إحداثه في الواقع.
الجوهر الثانوي الجنس لا ضد له، بسبب أنه واحد أو كامل، لكنه يتكسر إلى أضداد، أي الجوهرالثانوي نوع، أكيد هو ضد لنوع آخر، بسبب اختلاف الصفات بين ظاهر و باطن.
... الإنسان مقياس الأشياء،،، النوع أو الضد الظاهر هو الذي يستوعبه الإنسان ...
و الأنواع الباطنة هي التي لا يتسع لها الحس من أجناس الأضواء و الأصوات و الروائح و الأذواق هي معدومة بالنسبة للحس أو باطنة.
بل إن التضاد حاصل في جنس الكلام ، فمنه النوع الظاهر و هو الذي يطال الفهم معانيه، و الكلام الباطن هو المتشابه المستعصي على الفهم، مثل أسماء الله الحسنى و فواتح السور، و الكلام اللامضمر و اللاظاهر هو المجمل و الخفي و المشكل و المؤول، و من نوع الكلام المضمر هو العملي المحض أي الذى لا يفيد معنى مثل قول امرؤ القيس: "و كاف و كفكاف و كفي بكفها ## و كاف كفوف الودق من كفها انهمل"، فليس من معنى ظاهر للكلام "و كاف و كفكاف.......... ## و كاف كفوف............".
الأضواء أنواع متجانسة، و التضاد لا يكون بين الجنسين من الأشياء، فلا تضاد بين الأضواء و الأصوات مثلا، أو بين الأفكار و الأذواق، بل التضاد يكون بين اضواء و أضواء، أو يكون التضاد بين أصوات و أصوات،
مثال........... التضاد علاقة بين نوع الأضواء المضمرة الطويلة و هي أشعة الراديو و الميكروويف و المضمرة القصيرة أشعة جاما و إكس و بين نوع الأضواء الظاهرة أي التي يستوعبها حس البصر و هي الأربعة الاحمر و الأصفر و الأخضر و الأزرق. أما الألوان السلبية التي منفي في حدها الظهور و الضمور معا فهي تحت الحمراء و فوق البنفسجية.
و القصور عن تمييز التناقض بين الأنواع، دال على ضعف قوة الذكر، فإن وظيفتها هي جدولة جنس الكلام أو الأطياف على أساس التقابل أو التضاد، و تدريج ألوان الضد الواحد، أو أخلاط اللون الواحد، أو تدريج الأفراد الأشباه.
و من الأشباه نظائر معدن الأيدروجين مثلا، و من الأخلاط المعادن المغناطيسية المتجاورة الحديد و الكوبلت و النيكل. و من الألوان عناصر القصر الفلور و الكلور و البلور. و من الأضداد العناصر الموجودة في المتفجر، فهي بسبب تنافرها تنفجر. و من الإضداد الجوهران {ص}، {ج} فهما لا يجتمعا في مادة واحدة، و الكلمات مثل إجاص و صاج، ليست من المعجم العربي.
الخلاصة........... إن بين الجوهر الثانوي جنس و الجوهر الأولي شخص أكثر من مستوى، بالاضافة إلى الجوهر الثانوي نوع، و إن تفرع الجنس إلى أنواع تفرع النوع إنما يكون على أساس التضاد ثم التقابل الأخف حدّة فالأخف، حتى ينتفي التقابل بين اشخاص الجواهر الأشباه.
................................................
محمد إبن رجب الشافعي
الجيش اللبناني الفلسفي الثوري
الأحد... 6د11\2011 مــــــــــــــــــــــــــــــــ