بسم الله الرحمن الرحيم
غزو أثيــــــنــا... (جــــ 5)........... الشـــــريعة فوق الفلســــفة
العروبة كائن جماعي متفرد بالكمال،،، و الثورة العربية المباركة المستمرة في الجمهوريات اللعينات، المستعصية على الإصلاح، و العاجزة عن الخلاص من نمط التسلط و التهريج المتقادم المفلس، و الشروع في أنسنة الدولة و المجتمع لتتناسب مع الوقت المستحد، هـــي بداية العبور من حال العدم إلى حال الوجود القومي المقدس من دنس الجاهليات البعثية و الناصرية و العلمانية الواردة.
ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*
مقولة الجوهر للحكيم أرسطو ترجمة الشارح الأكبر إبن رشد المنهر......
الفصل السابع.. ((و إنما صارت أنواع الجواهر الأول و أجناسها يقال لها جواهرثوان من بين سائر الأشياء التي تحمل عليها من جهة أنه متى أجيب بواحد منها في جواب ما هو الجوهر الأول كان معرفا له، و إن كان الجواب بالنوع أشد تعريفا. و أما متى أجيب في ذلك بما عدا هذه كان جوابا غير لائق و لا مناسب للسؤال.
مثال ذلك أنه إن أجاب إنسان في جواب ما هو زيد أنه إنسان كان أشد تعريفا من أنه حي، و إن كان كلاهما معرفا لماهيته.
فأما إن أجاب أنه أبيض أو أنه ذو ذراعين، فقد أجاب بشيء غريب عنه شيء خارج عن طبيعته.
فالبواجب قيل لهذه جواهر ثوان دون غيرها من سائر المقولات. فهذا أحد ما يظهر منه لم خصت أنواع الجواهر الأول و أجناسها باسم الجوهر دون سائر الأشياء المحمولة عليها.
و قد يظهر بهذه أيضا، و ذلك أن قياس الجواهر إلى سائر الأمور هو قياس أنواع الجواهر و أجناسها إلى ما عداها من سائر كليات المقولات. و ذلك أنه كما أن سائر الأمور كلها إما محمولة على الجواهر الأول أو موجودة فيها على ما قلنا، كذلك سائر كليات المقولات كلها هي موجودة في الجواهر الثواني - أعني أن كلياتها موجودة في كلياتها- كما أن أشخاصها موجودة في أشخاص الجواهر الأول. مثلا النحو موجود في الإنسان و ذا الذراعين في الجسم.))
الفصل الثامن.. ((و الذي يعم كل جوهر شخصا كان أو كليا أنه ليس يوجد في موضوع. و ذلك أن الجواهر صنفان أول و ثوان، فأما الأول كما قيل فليس في موضوع و لا على موضوع. و أما الثواني فهي على موضوع و ليس في موضوع، فإذن الذي يعم الصنفين أنهما ليسا في موضوع.))
الفصل التاسع.. ((و قد كنا ظننا أن الذي يخص الجواهر الثواني أن تقال على موضوع و لا في موضوع و لذلك قد يحمل اسمها وحدها على الموضوع من جهة ما هي مقولة على موضوع، و أن التي في موضوع قد يتفق في بعضها أن يقال اسمها على الموضوع فأما حدها فلا.
إلا أن هذا الذي يوجد في ذلك للجواهر الثواني ليس خاصا بها، فإن الفصل أيضا هو مما يقال على موضوع و ليس في موضوع.
مثال الناطق، فإنه يقال على الإنسان لا فيه، إذ كان ليس موجودا فيه على جهة ما يوجد البياض في الجسم. و لذلك قد يوجد للفصل أيضا أن يصدق اسمه و حدّه على الموضوع كما يوجد ذلك للجواهر الثواني، فان الناطق و حدّه الذي هو مدرك بفكر و روية يحملان على الإنسان من طريق ما هو. و ليس لقائل أن يغلطنا فيقول إن النطق و بالجملة الفصول موجودات في موضوع - و هي الأشياء التي هي فصول لها، مثل وجود النطق في الإنسان- كما أن الأعراض موجودات في موضوع - مثل وجود البياض في الجسم. فإن النطق إنما يوجد في موضوع -أعني في الإنسان- على أنه جزء منه و ليس الأمر كذلك في البياض مع الجسم. و لذلك ليس ينبغي أن يفهم من قولنا في رسم الأعراض أنها التي تقال في موضوع أنها فيه كجزء منه، بل على أن الموضوع موجود دونها.))
~~~~~~.................... تــعــــقــــيــــــب ...................~~~~~~
غياب القضية التحليلية في منطق أرسطو، رغم ارتكاز تفكيره عند مستوى شخص الجوهر ...
يذهل أرسطو عن حقيقة أن تحصيل حد الشخص يستحيل دفعة واحدة بل يصير بتجميع عناصر الحد،،، و لن يستقصي المستقريء جميع عناصر الحد مهما اتسع العلم بالواقع المعلوم ...
الفصل السابع.. ((و إنما صارت أنواع الجواهر الأول و أجناسها يقال لها جواهرثوان من بين سائر الأشياء التي تحمل عليها من جهة أنه متى أجيب بواحد منها في جواب ما هو الجوهر الأول كان معرفا له، و إن كان الجواب بالنوع أشد تعريفا (من الجواب بالجنس). و أما متى أجيب في ذلك بما عدا هذه كان جوابا غير لائق و لا مناسب للسؤال.
مثال ذلك أنه إن أجاب إنسان في جواب ما هو زيد أنه إنسان كان أشد تعريفا من أنه حي، و إن كان كلاهما معرفا لماهيته.
فأما إن أجاب أنه أبيض أو أنه ذو ذراعين، فقد أجاب بشيء غريب عنه شيء خارج عن طبيعته.
فالبواجب قيل لهذه جواهر ثوان دون غيرها من سائر المقولات. فهذا أحد ما يظهر منه لم خصت أنواع الجواهر الأول و أجناسها باسم الجوهر دون سائر الأشياء المحمولة عليها.
و قد يظهر بهذه أيضا، و ذلك أن قياس الجواهر إلى سائر الأمور هو قياس أنواع الجواهر و أجناسها إلى ما عداها من سائر كليات المقولات. و ذلك أنه كما أن سائر الأمور كلها إما محمولة على الجواهر الأول أو موجودة فيها على ما قلنا، كذلك سائر كليات المقولات كلها هي موجودة في الجواهر الثواني - أعني أن كلياتها موجودة في كلياتها- كما أن أشخاصها موجودة في أشخاص الجواهر الأول. مثلا النحو موجود في الإنسان و ذا الذراعين في الجسم.))
: "فأما إن أجاب أنه أبيض أو أنه ذو ذراعين، فقد أجاب بشيء غريب عنه شيء خارج عن طبيعته."
يخفق أرسطو في لحظ التعريف التجميعي أو القضية التحليلية، رغم أن نقطة ارتكاز تفكيره هو الشخص الذي قدمه في الجوهرية و اعتبره جوهرا أولا، و المعرفة بالشخص تتحصل باستقراء أجزاءه و تصحفح تفاصيله، و المعرفة بالنوع تتحصل من تحرير معارف الأشخاص المتباينين المختلطين من القيود للحصول على فكرة واسعة تعرفهم جميعا، الحصول على فكرة الجنس تكون بالمثل بإطلاق الأفكار النوعية و تجاهل القيود المفرقة بين الأنواع.
إذن الحصول على حد الجنس حي و حد النوع إنسان، كان عن طريق تجميع عناصر حد الشخص التي منها البياض و الذراعان، أي عند تحليل حد الإنسانية سيكون من عناصره اللون و الأذرع و عناصر أخر، و الفرق بين الجواهر هو أن الجنس فكرة مجملة و النوع فكرة مقيدة و الشخص فكرة مضيقة أو مبينة.
~~~~~~.................... تــعــــقــــيــــــب ...................~~~~~~
... كل شيء هو زوجان؛؛؛ و الشيء جوهر،،، و العرض الذي فيه هو حال الزوجية من ضمور أو ازدهار انفصامي أو انفصالي أو استقلالي ...
الفصل الثامن.. ((و الذي يعم كل جوهر شخصا كان أو كليا أنه ليس يوجد في موضوع. و ذلك أن الجواهر صنفان أول و ثوان، فأما الأول كما قيل فليس في موضوع و لا على موضوع. و أما الثواني فهي على موضوع و ليس في موضوع، فإذن الذي يعم الصنفين أنهما ليسا في موضوع.))
المصدر الشرعي... قال تعالى: " وَ مِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"
قال تعالى: "وَ كَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَ تَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ ........... فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ"
معنى أن الجوهر ليس يوجد في موضوع، أنه صفة أولية تقوم بها الصفات الثانوية، التي هي أعراض تحمل عليها. و الأعراض كلها هي الذكورة و الإنوثة، فإنا نقول شجرة سرخس، و ليس السرخس ذكر فقط، و لا أنثى فقط، بل هو الإثنان معا، أي شيء لم يزدوج، و عندما نقول شجرة نخيل، نذكر جوهرا، لكن عندما نقول فحل نخل نخبر عن عرض حال فيه، الازدواج موجود في كل شيء، و الشيء المشهور أن فيه ذكورة أو أنوثة هو الشجرة، و كل شيء يحتمل فيه أن يزدوج، قال تعالى: و من كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون"، و الدليل على أن الذكورة و الأنوثة أعراض موجودة في الشيء، أن بعض أنواع السمك، يعيش في أسر، و عند موت الذكر، واحدة من الأرامل تتبدل من أنثى إلى ذكر، و صنفها ثابت لا يتغير.
الدليل القوي على أن عرضية الإزدواج أي الذكورة و الأنوثة .... أن الشيء يبقى مجموعا مرتوقا، مضمرة فيه الأنوثة و الذكورة، أو يكون مزدهرا، و حتى الإزدهار أي ظهور أعراض الازدواج يكون حرفا (تأسيسا) أو حدا (حالا) أو مطلعا (مقاما أو ملكة)، و احتراف الإزدهار أي ظهور الازدواج هو الزهرة الكاملة، و تحديد الإزدهار يكون بانفصام الإزدواج الظاهر أي وجود النباتين الزوجين الذكر و الأنثى على نفس العود النام، أما مطلع الازدهار فهو انفصال الزوجين و استقلال كل منهما بنام يخصه.
مادة اللون النازع ليس في الجلد، بل هو جوهر و من حدّ الجلد،،،، و معه احتياط الألوان المعدومة ...
اللون هو جوهر يقال له مع، و ليس أنه عرض في شخص جوهر أولي، و يظهر ازدواجه و الازدواج الظاهر هو العرض الأول في اللون، مثلا يكون أحمرا أو برتقاليا، و يكون أزرقا أو بنفسجيا، و النيلي هو لون غير مزودج، و ازدواج الأخضر هو تتعدد درجاته و الأخضر المدهم هو الذكر، و ثاني الأعراض كيفيات الفخامة و الرقة، أو كيفيات القوة من شدة و ضعف أو ازدواج مدى حركته قربا و بعدا.
... "الكل في الكل"، كل شيء من الإنسان يناظر الأشياء الستة اللذين يؤلفون كيانه ...
قال تعالى: "وَ كَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَ تَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ .... فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ"
في الآية الكريمة إشارة إلى حقيقة منطقية و هي أن "الكل في الكل"، كل شيء فيه جميع الأشياء. و الأشياء كلها اسم و حرف (كيفية) و فعل. و الإنسان مركب من شيء هو الروح، و شيئان هما العقل و النفس الكلية، و ثلاثة أشياء هم شجرة و حيون و إنسان أن نفس جزئية ناطقة قدسية، و كل شيء من هذه الأشياء الستة، هو بدوره أشياء ستة، أي مركب هرمي الصورة لكن خمسة من أشياء الشيء تكون أعراض له، تناظر الأشياء الخمسة الجواهر.
~~~~~~.................... تــعــــقــــيــــــب ...................~~~~~~
... بعض الأعراض هي جزء من الموضوع،
و غالبا الأعراض الجوهرية هي جزء من الموضوع ...
تمهيــــــــــــــــــد......
و الذي هو جزء من الموضوع هو العريق القديم أي الحادث الكائن قبل وجود الموضوع أي قبل بدء زمانه و كسبه أحوال وجوده من احتراف (تأسيس) و استغلاظ (حال) و استواء (مقام، ملكة).
... بعض الكائنات موهوب لها ليس فقط جوهرها بل الأعراض أيضا،،، في واحد أو أكثر من عالمينها الثلاثة، فيدخل العرض مع الجوهر في حدّ الكائن ...
الحد المعرف بالشيء هو حد المعدن و ليس حد الجوهر فقط،
في حال تجرد الكائن فإن حد المعدن يساوي حد الجوهر،،، فقط في حال ازدواج شيء في الكينونة قبل الزمان و الوجود، تزيد المعدنية على الجوهرية.
الفصل التاسع.. ((و قد كنا ظننا (أثبتنا) أن الذي يخص الجواهر الثواني أن تقال على موضوع و لا في موضوع و لذلك قد (بالتأكيد) يحمل اسمها و حدّها على الموضوع من جهة ما هي مقولة على موضوع، و أن التي في موضوع قد يتفق في بعضها أن يقال اسمها على الموضوع فأما حدها فلا.
إلا أن هذا الذي يوجد في ذلك للجواهر الثواني ليس خاصا بها، فإن الفصل أيضا هو مما يقال على موضوع و ليس في موضوع.
مثال الناطق، فإنه يقال على الإنسان لا فيه، إذ كان ليس موجودا فيه على جهة ما يوجد البياض في الجسم. و لذلك قد يوجد للفصل أيضا أن يصدق اسمه و حدّه على الموضوع كما يوجد ذلك للجواهر الثواني، فان الناطق و حدّه الذي هو مدرك بفكر و روية يحملان على الإنسان من طريق ما هو. و ليس لقائل أن يغلطنا فيقول إن النطق و بالجملة الفصول موجودات في موضوع - و هي الأشياء التي هي فصول لها، مثل وجود النطق في الإنسان- كما أن الأعراض موجودات في موضوع - مثل وجود البياض في الجسم. فإن النطق إنما يوجد في موضوع -أعني في الإنسان- على أنه جزء منه و ليس الأمر كذلك في البياض مع الجسم. و لذلك ليس ينبغي أن يفهم من قولنا في رسم الأعراض أنها التي تقال في موضوع أنها فيه كجزء منه، بل على أن الموضوع موجود دونها.))
................................................ تعقيب ...........................................
يبدو على أرسطو أنه يتلاعب بالألفاظ المرتبطة بنفس المعنى، فليس الفصل و الحد
غير لفظين مترادفين لهما نفس المعنى، و الجنس و النوع و الشخص لها أسماء فارغة أصلا، الفصل أو الحد هو الذي يملؤها بالمعنى.
مثلا النخل اسم نوع من الشجر، و هو اسم فارغ بالنسبة لمن يجهل النخل ما هو شجر أو حيوان، فإذا رآه و تذوقه عرف أجزاء من حده، فإذا بلغه قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "بيت لا تمر فيه جياع أهله"، عرف جزءا عميقا من حدّه و أن المحروم منه مرجح مرضه بسبب سوء التغذية. و هلم جرا، فإنه مهما كثر علمه عن النخل لا يستقصي جميع حدّ النخل، لاستحالة أحاطة المخلوق علما بشيء.
بعض الكائنات تدخل الأعراض أي الحروف (الكيفيات) و الأفعال في حد معدنها، بالإضافة إلى الصفة الجوهرية، و الحروف صفات ثانوية و الأفعال صفات ثالثة، و الصفات جميعا الأولية و الثانوية و الثالثية قائمة بالجوهر، و غالبا الصفة الأولية تكون موهوبة طبيعية و هي صفة الزوجية، أي انشطار الجوهر غلى العرضين الذكر و الأنثى، أي إن تفتق الجوهر الأولي هو أول الأعراض، يليها التقابل الوصفي الكيفي في القوة بين الشديد و الضعيف و في الطبيعة بين فخامة المجمل و رقة الواقع المبين و بينهما المثالية القياسية، أما آخر الأعراض فهو التقابل الفعلي بين قريب المدى و بعيد المدى.
مثال.....
{س، ث} أو {د، ت}.... الذكورة عنصر من حدّ حرف السين (س)، و الأنوثة عنصر من حــدّ الثاء (ث). و العرض ذكورة و أنوثة يردان على كل شيء من الأشياء الستة و هي الأسم (الجوهر) و الحرفان (الكيفتان) الإثنان أو الأفعال الثلاثة. الزوجية في حال {س، ث} هي أعراض واردة على الأسم أي الجوهر المقول مباشرة على المعنى، فالجوهر و هو الصفة الخلقية الأولية من المقولات العشر، و هو مقول أولى على الصفة المعنوية الأمرية. أي الأعراض الأولية تقال في جوهر أولي.
الفخامة ليست صفة جوهرية بل صفة حرفية (كيفية) و هو حد من معدن خمسة حروف و هي {ق، ط، ظ، ص، ض}، رغم أنها عرضية، و هي أعراض ثانوية مع الضعف و الشدة بسبب أنه واردة على أشياء العالم الثاني، أما الأعراض الثالثية فهي الأعراض الواردة على أشياء العالم الثالث عالم الصور أو الأفلاك أو الخيال، حرف لامألف{لا}، ليس يمكن حد معدنه بأخذ حد جوهره فقط، أي الصفة اللفظية له، بل عرضه الطبيعي الموهوب أي الحركة المستقيمة المديدة {ا} هو جزء من حد معدنه.
... يما أن بعض الذي في موضوع هو جزء منه، أليس كان الأنسب لتسهيل التمييز، أن يقال له محمول مع، و ليس في الموضوع ...
: "النطق إنما يوجد في موضوع -أعني في الإنسان- على أنه جزء منه و ليس الأمر كذلك في البياض مع الجسم"
رغم أن أرسطو يلحظ محمولا من طبقة ثالثة، و هو في الموضوع و جزء منه، و لا يكون الموضوع بدونه، إلا أنه يجمعه مع المحمولات التي تقال في. و المشترك اللفظي بين المعاني لا يليق استعماله في المنطق، بل إن مجاله الأدب و الشعر خاصة.
... هل كان أرسطو يدرك أن إزدواج الجوهر هو من الأعراض، و أن الجوهر يوجد بدون أنوثة أو ذكورة ...
: "ليس ينبغي أن يفهم من قولنا في رسم الأعراض أنها التي تقال في موضوع أنها فيه كجزء منه، بل على أن الموضوع موجود دونها."
كون الموضوع موجود دون شيء هذا ليس دليل على أن هذا الشيء هو عرض، الموضوع الفرد يوجد دون بعض جواهره، أيضا.
الكاف (ك) توجد بدون العرض فخامة، ليس كل كاف هي قاف (ق)، أي كاف فخمة.
و أيضا الكلمة المفرد توجد دون بعض جواهرها..
مثال... عنكبوت تجمع في صورة عناكب، تسقط التاء و هي جوهر صوتي بسيط، و يستمر الكملة المركبة موجودة، و لا يتضرر هي و لا المعنى الذي تدل عليه.
مثال... اسم الجلالة الله هو على وزن {العال} سقطت فاء الكلمة أي الهمزة من المادة {ء، ل, هـ}، هو أصلا الإله... فصارت الله بدون الهمزة، و حرف الهمزة جوهر بسيط.
مثال ... كلمة القيــّــوم، هي أصلا القيووم، سقطت الواو، و بقيت الكلمة لم يتضرر المبنى و لا المعنى بدونها.
العرض هو كل مزيد على الجوهر المجرد، سواء كان المزيد جزءا من المعدن محدث قبل الزمان أي زمان الكائن الذي يصحب انتقاله من حال العدم إلى حال الوجود، أو حدث هذا المزيد من جملة الوجود المكتسب.
مثال.. الحرف (ص) فخامته عرض على السين (س) و الفخامة عرض كيفي أي ثانوي، رغم أن فخامة ص هي من معدنها و ليس فخامة زمنية وجودية مكتسبة، مثل فخامة اللام في القسم "و الله"، و السين نفسها عرض على الجوهر، مثل الثاء (ث) هي أيضا عرض جوهري، و الصوت المشترك بين الحرفين {س، ث} هو الجوهر المجرد.
و اللامألف (لا) المد عرض على الحركة المستقيمة، أي عرض حركي، رغم أن الحركة المستقيمة المديدة هي معدنية و ليست وجودية زمنية مكتسبة باستعمال اللام في كلمة.
العرض هو الإزدواج، أي {-، ا}، أما جوهر الحركة المستقيمة فهو {ى}، أي الاعتدال لا قصر و لا مد.
.........................................................
محمد إبن رجب الشافعي
الجيش اللبناني الفلسفي الثوري
الأحد...... 6\11\2011 مـــــــــــــــــــــــــ
غزو أثيــــــنــا... (جــــ 5)........... الشـــــريعة فوق الفلســــفة
العروبة كائن جماعي متفرد بالكمال،،، و الثورة العربية المباركة المستمرة في الجمهوريات اللعينات، المستعصية على الإصلاح، و العاجزة عن الخلاص من نمط التسلط و التهريج المتقادم المفلس، و الشروع في أنسنة الدولة و المجتمع لتتناسب مع الوقت المستحد، هـــي بداية العبور من حال العدم إلى حال الوجود القومي المقدس من دنس الجاهليات البعثية و الناصرية و العلمانية الواردة.
ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*ه*
مقولة الجوهر للحكيم أرسطو ترجمة الشارح الأكبر إبن رشد المنهر......
الفصل السابع.. ((و إنما صارت أنواع الجواهر الأول و أجناسها يقال لها جواهرثوان من بين سائر الأشياء التي تحمل عليها من جهة أنه متى أجيب بواحد منها في جواب ما هو الجوهر الأول كان معرفا له، و إن كان الجواب بالنوع أشد تعريفا. و أما متى أجيب في ذلك بما عدا هذه كان جوابا غير لائق و لا مناسب للسؤال.
مثال ذلك أنه إن أجاب إنسان في جواب ما هو زيد أنه إنسان كان أشد تعريفا من أنه حي، و إن كان كلاهما معرفا لماهيته.
فأما إن أجاب أنه أبيض أو أنه ذو ذراعين، فقد أجاب بشيء غريب عنه شيء خارج عن طبيعته.
فالبواجب قيل لهذه جواهر ثوان دون غيرها من سائر المقولات. فهذا أحد ما يظهر منه لم خصت أنواع الجواهر الأول و أجناسها باسم الجوهر دون سائر الأشياء المحمولة عليها.
و قد يظهر بهذه أيضا، و ذلك أن قياس الجواهر إلى سائر الأمور هو قياس أنواع الجواهر و أجناسها إلى ما عداها من سائر كليات المقولات. و ذلك أنه كما أن سائر الأمور كلها إما محمولة على الجواهر الأول أو موجودة فيها على ما قلنا، كذلك سائر كليات المقولات كلها هي موجودة في الجواهر الثواني - أعني أن كلياتها موجودة في كلياتها- كما أن أشخاصها موجودة في أشخاص الجواهر الأول. مثلا النحو موجود في الإنسان و ذا الذراعين في الجسم.))
الفصل الثامن.. ((و الذي يعم كل جوهر شخصا كان أو كليا أنه ليس يوجد في موضوع. و ذلك أن الجواهر صنفان أول و ثوان، فأما الأول كما قيل فليس في موضوع و لا على موضوع. و أما الثواني فهي على موضوع و ليس في موضوع، فإذن الذي يعم الصنفين أنهما ليسا في موضوع.))
الفصل التاسع.. ((و قد كنا ظننا أن الذي يخص الجواهر الثواني أن تقال على موضوع و لا في موضوع و لذلك قد يحمل اسمها وحدها على الموضوع من جهة ما هي مقولة على موضوع، و أن التي في موضوع قد يتفق في بعضها أن يقال اسمها على الموضوع فأما حدها فلا.
إلا أن هذا الذي يوجد في ذلك للجواهر الثواني ليس خاصا بها، فإن الفصل أيضا هو مما يقال على موضوع و ليس في موضوع.
مثال الناطق، فإنه يقال على الإنسان لا فيه، إذ كان ليس موجودا فيه على جهة ما يوجد البياض في الجسم. و لذلك قد يوجد للفصل أيضا أن يصدق اسمه و حدّه على الموضوع كما يوجد ذلك للجواهر الثواني، فان الناطق و حدّه الذي هو مدرك بفكر و روية يحملان على الإنسان من طريق ما هو. و ليس لقائل أن يغلطنا فيقول إن النطق و بالجملة الفصول موجودات في موضوع - و هي الأشياء التي هي فصول لها، مثل وجود النطق في الإنسان- كما أن الأعراض موجودات في موضوع - مثل وجود البياض في الجسم. فإن النطق إنما يوجد في موضوع -أعني في الإنسان- على أنه جزء منه و ليس الأمر كذلك في البياض مع الجسم. و لذلك ليس ينبغي أن يفهم من قولنا في رسم الأعراض أنها التي تقال في موضوع أنها فيه كجزء منه، بل على أن الموضوع موجود دونها.))
~~~~~~.................... تــعــــقــــيــــــب ...................~~~~~~
غياب القضية التحليلية في منطق أرسطو، رغم ارتكاز تفكيره عند مستوى شخص الجوهر ...
يذهل أرسطو عن حقيقة أن تحصيل حد الشخص يستحيل دفعة واحدة بل يصير بتجميع عناصر الحد،،، و لن يستقصي المستقريء جميع عناصر الحد مهما اتسع العلم بالواقع المعلوم ...
الفصل السابع.. ((و إنما صارت أنواع الجواهر الأول و أجناسها يقال لها جواهرثوان من بين سائر الأشياء التي تحمل عليها من جهة أنه متى أجيب بواحد منها في جواب ما هو الجوهر الأول كان معرفا له، و إن كان الجواب بالنوع أشد تعريفا (من الجواب بالجنس). و أما متى أجيب في ذلك بما عدا هذه كان جوابا غير لائق و لا مناسب للسؤال.
مثال ذلك أنه إن أجاب إنسان في جواب ما هو زيد أنه إنسان كان أشد تعريفا من أنه حي، و إن كان كلاهما معرفا لماهيته.
فأما إن أجاب أنه أبيض أو أنه ذو ذراعين، فقد أجاب بشيء غريب عنه شيء خارج عن طبيعته.
فالبواجب قيل لهذه جواهر ثوان دون غيرها من سائر المقولات. فهذا أحد ما يظهر منه لم خصت أنواع الجواهر الأول و أجناسها باسم الجوهر دون سائر الأشياء المحمولة عليها.
و قد يظهر بهذه أيضا، و ذلك أن قياس الجواهر إلى سائر الأمور هو قياس أنواع الجواهر و أجناسها إلى ما عداها من سائر كليات المقولات. و ذلك أنه كما أن سائر الأمور كلها إما محمولة على الجواهر الأول أو موجودة فيها على ما قلنا، كذلك سائر كليات المقولات كلها هي موجودة في الجواهر الثواني - أعني أن كلياتها موجودة في كلياتها- كما أن أشخاصها موجودة في أشخاص الجواهر الأول. مثلا النحو موجود في الإنسان و ذا الذراعين في الجسم.))
: "فأما إن أجاب أنه أبيض أو أنه ذو ذراعين، فقد أجاب بشيء غريب عنه شيء خارج عن طبيعته."
يخفق أرسطو في لحظ التعريف التجميعي أو القضية التحليلية، رغم أن نقطة ارتكاز تفكيره هو الشخص الذي قدمه في الجوهرية و اعتبره جوهرا أولا، و المعرفة بالشخص تتحصل باستقراء أجزاءه و تصحفح تفاصيله، و المعرفة بالنوع تتحصل من تحرير معارف الأشخاص المتباينين المختلطين من القيود للحصول على فكرة واسعة تعرفهم جميعا، الحصول على فكرة الجنس تكون بالمثل بإطلاق الأفكار النوعية و تجاهل القيود المفرقة بين الأنواع.
إذن الحصول على حد الجنس حي و حد النوع إنسان، كان عن طريق تجميع عناصر حد الشخص التي منها البياض و الذراعان، أي عند تحليل حد الإنسانية سيكون من عناصره اللون و الأذرع و عناصر أخر، و الفرق بين الجواهر هو أن الجنس فكرة مجملة و النوع فكرة مقيدة و الشخص فكرة مضيقة أو مبينة.
~~~~~~.................... تــعــــقــــيــــــب ...................~~~~~~
... كل شيء هو زوجان؛؛؛ و الشيء جوهر،،، و العرض الذي فيه هو حال الزوجية من ضمور أو ازدهار انفصامي أو انفصالي أو استقلالي ...
الفصل الثامن.. ((و الذي يعم كل جوهر شخصا كان أو كليا أنه ليس يوجد في موضوع. و ذلك أن الجواهر صنفان أول و ثوان، فأما الأول كما قيل فليس في موضوع و لا على موضوع. و أما الثواني فهي على موضوع و ليس في موضوع، فإذن الذي يعم الصنفين أنهما ليسا في موضوع.))
المصدر الشرعي... قال تعالى: " وَ مِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"
قال تعالى: "وَ كَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَ تَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ ........... فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ"
معنى أن الجوهر ليس يوجد في موضوع، أنه صفة أولية تقوم بها الصفات الثانوية، التي هي أعراض تحمل عليها. و الأعراض كلها هي الذكورة و الإنوثة، فإنا نقول شجرة سرخس، و ليس السرخس ذكر فقط، و لا أنثى فقط، بل هو الإثنان معا، أي شيء لم يزدوج، و عندما نقول شجرة نخيل، نذكر جوهرا، لكن عندما نقول فحل نخل نخبر عن عرض حال فيه، الازدواج موجود في كل شيء، و الشيء المشهور أن فيه ذكورة أو أنوثة هو الشجرة، و كل شيء يحتمل فيه أن يزدوج، قال تعالى: و من كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون"، و الدليل على أن الذكورة و الأنوثة أعراض موجودة في الشيء، أن بعض أنواع السمك، يعيش في أسر، و عند موت الذكر، واحدة من الأرامل تتبدل من أنثى إلى ذكر، و صنفها ثابت لا يتغير.
الدليل القوي على أن عرضية الإزدواج أي الذكورة و الأنوثة .... أن الشيء يبقى مجموعا مرتوقا، مضمرة فيه الأنوثة و الذكورة، أو يكون مزدهرا، و حتى الإزدهار أي ظهور أعراض الازدواج يكون حرفا (تأسيسا) أو حدا (حالا) أو مطلعا (مقاما أو ملكة)، و احتراف الإزدهار أي ظهور الازدواج هو الزهرة الكاملة، و تحديد الإزدهار يكون بانفصام الإزدواج الظاهر أي وجود النباتين الزوجين الذكر و الأنثى على نفس العود النام، أما مطلع الازدهار فهو انفصال الزوجين و استقلال كل منهما بنام يخصه.
مادة اللون النازع ليس في الجلد، بل هو جوهر و من حدّ الجلد،،،، و معه احتياط الألوان المعدومة ...
اللون هو جوهر يقال له مع، و ليس أنه عرض في شخص جوهر أولي، و يظهر ازدواجه و الازدواج الظاهر هو العرض الأول في اللون، مثلا يكون أحمرا أو برتقاليا، و يكون أزرقا أو بنفسجيا، و النيلي هو لون غير مزودج، و ازدواج الأخضر هو تتعدد درجاته و الأخضر المدهم هو الذكر، و ثاني الأعراض كيفيات الفخامة و الرقة، أو كيفيات القوة من شدة و ضعف أو ازدواج مدى حركته قربا و بعدا.
... "الكل في الكل"، كل شيء من الإنسان يناظر الأشياء الستة اللذين يؤلفون كيانه ...
قال تعالى: "وَ كَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَ تَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ .... فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ"
في الآية الكريمة إشارة إلى حقيقة منطقية و هي أن "الكل في الكل"، كل شيء فيه جميع الأشياء. و الأشياء كلها اسم و حرف (كيفية) و فعل. و الإنسان مركب من شيء هو الروح، و شيئان هما العقل و النفس الكلية، و ثلاثة أشياء هم شجرة و حيون و إنسان أن نفس جزئية ناطقة قدسية، و كل شيء من هذه الأشياء الستة، هو بدوره أشياء ستة، أي مركب هرمي الصورة لكن خمسة من أشياء الشيء تكون أعراض له، تناظر الأشياء الخمسة الجواهر.
الإنسان | روح | عقل | نفس | ناطق | حيوان | شجرة | ||
كلمة | أمر | خلق | --- | --- | قلب | كبد | معنى | |
ا | روح | في هواء | مطبوع، محاسب | كلية إلهية | ناطقة قدسية | حسية و حيوانية | نام و نبات | جوهر |
اا | عقل و نفس | مصاحب ملاك، أو شيطان | إمامي، خلافي | تسليم و رضا | نزاهة و حكمة | شهوة و غضب | زيادة نقصان | خاصيتان |
ااا | ناطق و حيوان و شجرة | روح شجرة، روح حيوان، روح إنسان | متفقه، متعرف، متوقف | بقاء، عز و غنى، نعيم و صبر | نباهة، فهم و ذكر، علم و عمل | بصر و سمع، شم و ذوق، لمس | جاذبة، دافعة و هاضمة، ماسكة و مربية | قوى ثلاث مقتدرة فاعلة أو منفعلة |
كثرة | أفكار فنون أموال | غيبوبة، حالم، مستيقظ، لا ينام | مذهب، عرف، دستور | إمعة صاحب أمير | منطق و علم، نقود و أموال. | أجسام حسية | بدانة | آثــــار |
~~~~~~.................... تــعــــقــــيــــــب ...................~~~~~~
... بعض الأعراض هي جزء من الموضوع،
و غالبا الأعراض الجوهرية هي جزء من الموضوع ...
تمهيــــــــــــــــــد......
و الذي هو جزء من الموضوع هو العريق القديم أي الحادث الكائن قبل وجود الموضوع أي قبل بدء زمانه و كسبه أحوال وجوده من احتراف (تأسيس) و استغلاظ (حال) و استواء (مقام، ملكة).
... بعض الكائنات موهوب لها ليس فقط جوهرها بل الأعراض أيضا،،، في واحد أو أكثر من عالمينها الثلاثة، فيدخل العرض مع الجوهر في حدّ الكائن ...
الحد المعرف بالشيء هو حد المعدن و ليس حد الجوهر فقط،
في حال تجرد الكائن فإن حد المعدن يساوي حد الجوهر،،، فقط في حال ازدواج شيء في الكينونة قبل الزمان و الوجود، تزيد المعدنية على الجوهرية.
الفصل التاسع.. ((و قد كنا ظننا (أثبتنا) أن الذي يخص الجواهر الثواني أن تقال على موضوع و لا في موضوع و لذلك قد (بالتأكيد) يحمل اسمها و حدّها على الموضوع من جهة ما هي مقولة على موضوع، و أن التي في موضوع قد يتفق في بعضها أن يقال اسمها على الموضوع فأما حدها فلا.
إلا أن هذا الذي يوجد في ذلك للجواهر الثواني ليس خاصا بها، فإن الفصل أيضا هو مما يقال على موضوع و ليس في موضوع.
مثال الناطق، فإنه يقال على الإنسان لا فيه، إذ كان ليس موجودا فيه على جهة ما يوجد البياض في الجسم. و لذلك قد يوجد للفصل أيضا أن يصدق اسمه و حدّه على الموضوع كما يوجد ذلك للجواهر الثواني، فان الناطق و حدّه الذي هو مدرك بفكر و روية يحملان على الإنسان من طريق ما هو. و ليس لقائل أن يغلطنا فيقول إن النطق و بالجملة الفصول موجودات في موضوع - و هي الأشياء التي هي فصول لها، مثل وجود النطق في الإنسان- كما أن الأعراض موجودات في موضوع - مثل وجود البياض في الجسم. فإن النطق إنما يوجد في موضوع -أعني في الإنسان- على أنه جزء منه و ليس الأمر كذلك في البياض مع الجسم. و لذلك ليس ينبغي أن يفهم من قولنا في رسم الأعراض أنها التي تقال في موضوع أنها فيه كجزء منه، بل على أن الموضوع موجود دونها.))
................................................ تعقيب ...........................................
يبدو على أرسطو أنه يتلاعب بالألفاظ المرتبطة بنفس المعنى، فليس الفصل و الحد
غير لفظين مترادفين لهما نفس المعنى، و الجنس و النوع و الشخص لها أسماء فارغة أصلا، الفصل أو الحد هو الذي يملؤها بالمعنى.
مثلا النخل اسم نوع من الشجر، و هو اسم فارغ بالنسبة لمن يجهل النخل ما هو شجر أو حيوان، فإذا رآه و تذوقه عرف أجزاء من حده، فإذا بلغه قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "بيت لا تمر فيه جياع أهله"، عرف جزءا عميقا من حدّه و أن المحروم منه مرجح مرضه بسبب سوء التغذية. و هلم جرا، فإنه مهما كثر علمه عن النخل لا يستقصي جميع حدّ النخل، لاستحالة أحاطة المخلوق علما بشيء.
بعض الكائنات تدخل الأعراض أي الحروف (الكيفيات) و الأفعال في حد معدنها، بالإضافة إلى الصفة الجوهرية، و الحروف صفات ثانوية و الأفعال صفات ثالثة، و الصفات جميعا الأولية و الثانوية و الثالثية قائمة بالجوهر، و غالبا الصفة الأولية تكون موهوبة طبيعية و هي صفة الزوجية، أي انشطار الجوهر غلى العرضين الذكر و الأنثى، أي إن تفتق الجوهر الأولي هو أول الأعراض، يليها التقابل الوصفي الكيفي في القوة بين الشديد و الضعيف و في الطبيعة بين فخامة المجمل و رقة الواقع المبين و بينهما المثالية القياسية، أما آخر الأعراض فهو التقابل الفعلي بين قريب المدى و بعيد المدى.
مثال.....
{س، ث} أو {د، ت}.... الذكورة عنصر من حدّ حرف السين (س)، و الأنوثة عنصر من حــدّ الثاء (ث). و العرض ذكورة و أنوثة يردان على كل شيء من الأشياء الستة و هي الأسم (الجوهر) و الحرفان (الكيفتان) الإثنان أو الأفعال الثلاثة. الزوجية في حال {س، ث} هي أعراض واردة على الأسم أي الجوهر المقول مباشرة على المعنى، فالجوهر و هو الصفة الخلقية الأولية من المقولات العشر، و هو مقول أولى على الصفة المعنوية الأمرية. أي الأعراض الأولية تقال في جوهر أولي.
الفخامة ليست صفة جوهرية بل صفة حرفية (كيفية) و هو حد من معدن خمسة حروف و هي {ق، ط، ظ، ص، ض}، رغم أنها عرضية، و هي أعراض ثانوية مع الضعف و الشدة بسبب أنه واردة على أشياء العالم الثاني، أما الأعراض الثالثية فهي الأعراض الواردة على أشياء العالم الثالث عالم الصور أو الأفلاك أو الخيال، حرف لامألف{لا}، ليس يمكن حد معدنه بأخذ حد جوهره فقط، أي الصفة اللفظية له، بل عرضه الطبيعي الموهوب أي الحركة المستقيمة المديدة {ا} هو جزء من حد معدنه.
... يما أن بعض الذي في موضوع هو جزء منه، أليس كان الأنسب لتسهيل التمييز، أن يقال له محمول مع، و ليس في الموضوع ...
: "النطق إنما يوجد في موضوع -أعني في الإنسان- على أنه جزء منه و ليس الأمر كذلك في البياض مع الجسم"
رغم أن أرسطو يلحظ محمولا من طبقة ثالثة، و هو في الموضوع و جزء منه، و لا يكون الموضوع بدونه، إلا أنه يجمعه مع المحمولات التي تقال في. و المشترك اللفظي بين المعاني لا يليق استعماله في المنطق، بل إن مجاله الأدب و الشعر خاصة.
... هل كان أرسطو يدرك أن إزدواج الجوهر هو من الأعراض، و أن الجوهر يوجد بدون أنوثة أو ذكورة ...
: "ليس ينبغي أن يفهم من قولنا في رسم الأعراض أنها التي تقال في موضوع أنها فيه كجزء منه، بل على أن الموضوع موجود دونها."
كون الموضوع موجود دون شيء هذا ليس دليل على أن هذا الشيء هو عرض، الموضوع الفرد يوجد دون بعض جواهره، أيضا.
الكاف (ك) توجد بدون العرض فخامة، ليس كل كاف هي قاف (ق)، أي كاف فخمة.
و أيضا الكلمة المفرد توجد دون بعض جواهرها..
مثال... عنكبوت تجمع في صورة عناكب، تسقط التاء و هي جوهر صوتي بسيط، و يستمر الكملة المركبة موجودة، و لا يتضرر هي و لا المعنى الذي تدل عليه.
مثال... اسم الجلالة الله هو على وزن {العال} سقطت فاء الكلمة أي الهمزة من المادة {ء، ل, هـ}، هو أصلا الإله... فصارت الله بدون الهمزة، و حرف الهمزة جوهر بسيط.
مثال ... كلمة القيــّــوم، هي أصلا القيووم، سقطت الواو، و بقيت الكلمة لم يتضرر المبنى و لا المعنى بدونها.
العرض هو كل مزيد على الجوهر المجرد، سواء كان المزيد جزءا من المعدن محدث قبل الزمان أي زمان الكائن الذي يصحب انتقاله من حال العدم إلى حال الوجود، أو حدث هذا المزيد من جملة الوجود المكتسب.
مثال.. الحرف (ص) فخامته عرض على السين (س) و الفخامة عرض كيفي أي ثانوي، رغم أن فخامة ص هي من معدنها و ليس فخامة زمنية وجودية مكتسبة، مثل فخامة اللام في القسم "و الله"، و السين نفسها عرض على الجوهر، مثل الثاء (ث) هي أيضا عرض جوهري، و الصوت المشترك بين الحرفين {س، ث} هو الجوهر المجرد.
و اللامألف (لا) المد عرض على الحركة المستقيمة، أي عرض حركي، رغم أن الحركة المستقيمة المديدة هي معدنية و ليست وجودية زمنية مكتسبة باستعمال اللام في كلمة.
العرض هو الإزدواج، أي {-، ا}، أما جوهر الحركة المستقيمة فهو {ى}، أي الاعتدال لا قصر و لا مد.
.........................................................
محمد إبن رجب الشافعي
الجيش اللبناني الفلسفي الثوري
الأحد...... 6\11\2011 مـــــــــــــــــــــــــ