بسم الله الرحمن الرحيم

... غزو أثينا (جــ2)، الشريعة فوق الفلسفة ...

،،، حتمية سقوط الأنظمة الجمهورية بسبب افتقارها إلى المرونه و جمودها على الصورة البهيمية من التسلط التهريج، المانع لها من تسقيف الدولة بالزعامة و المجتمع بالفكر، بينما الأنظمة الملكية مرجو نجاحها في أنسنة صور دولها و مجتمعاتها،،،

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

الفصل الثاني من مقولة الجوهر للحكيم أرسطو ترجمة الشارح الأكبر إبن رشد.... ((و أما التي يقال فيها أنها جواهر ثوان، فهي الأنواع التي توجد فيها الأشخاص على جهة شبيهة بوجود الجزء في الكل، و أجناس هذه الأنواع أيضا، مثال ذلك أن زيدا المشار إليه هو في نوع أي في إنسان، و الإنسان في جنسه الذي هو الحيوان.

نزيد المشار إليه هو الجوهر الأول، و الإنسان المحمول عليه و الحيوان هما الجواهر الثواني.))

المصادر الشرعية............

من المواقف لسيدنا عبد الجبار النفري قدس الله سره: "إذا حصرت لم تعلم،،، و إذا لم تحصر لم تعمل"

........................ تعقيب ...........................

... الجنس و النوع جواهر ثانوية باعتبار أنها وقائع مجهورة (:منشورة معلنة) في السر فقط سر صانعها العالِم المصور،،،، لكنها مكتومة مطوية باعتبار أنها خفية على الغير...

الجهر هو النشر و الإعلان، و الجوهر هو المنشور المعلن، لكن كلما ابتعد المال أو الموضوع المملوك عن الذات كلما نقصت حقيقته، أي ضاقت صفته، يستحيل تخيل الفكرة (جسم ذهني) كلها في صورة واحدة، و يستحيل تشخيص الصورة (: جسم خيالي) كلها في جسم ممتد في المكان واحد.

كل جسم يحدث مع زمان بتركب مادة في صورة في ظرف أو وعاء هو أفق أو مكان أو ذهن. الفكرة ألطف الأموال هي صورة تمتثلها مادة نورانية. و الصورة المحسوسة جسم خيالي أضيق حقيقة من الفكرة مادته بين اللطيفة و بين الخشنة مركبة في شكل، أما الجسم الشاخص الجوهر الأول المشار إليه فهو أضيق حقيقة و مادته متناهية الخشونة.

... كل شيء من الملك شجرة أو حيوان أو إنسان، محكوم بشيء من الملكوت، و الإنسان مؤلف من ثلاثة و ثلاثة ...

الشجرة فصلها أن جسمها شيء من الملك جوهره نام نابت، لها نفس حافظ لجسمها، لكن لا روح لها و لا عقل.

فصل الحيوان أن جسمه شيء من الملك جوهره حساس متحرك محكوم بشيء من الملكوت هو الروح الموقظ، و الحيوان مشتمل على شجرة.

فصل الإنسان أن جسمه شيء من الملك جوهره مبين طاهر أو ناطق قدسي، محكوم بشيء من الملكوت هو العقل. و هو مشتمل على حيوان و شجرة.

و الشجرة و الحيوان و الإنسان يجمعهما و يشار إليهم باسم واحد هو الجسم.

و العقل و الروح و النفس،،، كل منها يصدق أسماء أصحابه، و يصدق على كل منها اسم القلب. النفس قلب للشجرة التي لها قلب هو الكبد، و الروح قلب للحيوان الذي له القلب ضخاخ نفسه التي هي الدم، و الإنسان قلبه العقل، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "العقول أئمة الأفكار".

يجمع انواع الأحياء الثلاثة جنس واحد يمكن تسميته بالمختصر العالمي، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "و تزعم أنك جرم صغير... و فيك انطوى العالم الأكبر"، ليس فقط الإنسان مختصر العالم الأكبر، بل الحيوان أيضا و الشجرة كل منهما مختصر.

و معنى المختصر أن أجزاء الكائن الحي تناظر أجزاء العالم الأكبر.

لكن قد يقال أن الشجرة لا روح لها و لا عقل و أيضا لا نفس حسية حيوانية لها و لا نفس ناطقة قدسية. الأمر يتطلب مسامحة كبيرة، و أيضا ملاحظة كبيرة و هي أن الشجرة ليست حقيقة لا حيوان لها، بل لها حيوان لكنه كائن في معدوم ، و الحيوان له إنسان لكنه كائن فيه معدوم.

مثال شاهد... في هضبة التيبت يوجد عشبة في الشطر المتأخر من حياتها تنقلب إلى دودة.

مثال أوضح... المجتمع من البشر يكون في الحقيقة على صورة شجرة أو حيوان، و لكن يكون فيه جميع المؤسسات التي تناظر مؤلفات الإنسان، يكون له رئيس جمهورية يمجده شعبه و يكون له صحافة و مجلس كتاب،،، الخ.. و جميع هذه المؤسسات الإنسانية تكون مجرد أشكال فارغة، إعلام بلا حجة هو تهريج حيواني، و رئاسة بلا زعامة بل تعتمد في استمراها على التسلط و الإرهاب هي رئاسة مزيفة.

مثال آخر واضح... قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "جور السلطان أهون على الرعية من خور السلطان"، بمعنى أن بعض الدول هي على صورة الشجرة، و أوضح مثال على ذلك هو دولة لبنان، فهي مجرد مافيا مالية، لصوص معظم موظيفها من الرؤساء حتى صغار الموظفين المباشرين للمواطنين، و هذه الدولة تبدو أنها على صورة حيوان أي لها مجلس نيابي و لها جيش و لها وسائل إعلام فنية و أدبية، أي لها من المؤسسات ما يناظر مكونات الحيوان ملكا و ملكوتا، لكنها مؤسسات شكلية لا فعالية لها، بداهة ليس في لبنان رئيس جمهورية حقيقي أي ليس له ما يناظر عقل الإنسان و ليس فيها ثقافة و إعلام حقيقيين، ليس مرتجى من مؤسسات لبنان الدولة أو المجتمع أن تبعث نهضة اجتهادية تقرب ما بين مذاهب المسلمين، أي ليس فيه ما يناظر النفس الناطقة القدسية من الإنسان، بل فيه يناظر أرواح البهائم، أي طوائف متعصبة لعقائدها المجمدة في أحسن الأحوال و المستزيدة نكرا غالبا.

لكن هذا اللبنان الشجرة، تتفلت من دولته و مجتمعه المدني أفراد هم زعماء و علماء حقيقيون و يتلفت منهما أيضا أفراد هم نواب شيوخ و جنود أبطال، إنما يعيشون في غربة و تعجز مؤسسات المجتمع أو الدولة عن استيعابهم، لذا يصدق القول على لبنان أنه مختصر الكون و إن كان مختصرا شكليا في معظمه.

ما تقدم يعطي الإثبات الكافي على أن الشجرة أو الحيوان كائن فيه مكونات الإنسان لكن في حال ضمور و عدم فعالية. ما يعنى أن الشجرة هي مختصر للكون و إن كانت مختصر معدوم أو شكلي في معظمها مثل لبنان، أو لبنان مثلها.


... مصادرات تعريفية ...

العرض ... هو الصفة الثانية أو الثالثة المحمولة على المعنى بنيما الجوهر هو الصفة الأولى، و يحتمل فيه الحدوث وهبا بطريقة طبيعية مع الكينونة و أن يكون من جملة المعدن مع الصفات الجوهرية، و يحتمل فيه الحدوث كسبا أي بالنقلة الزمنية من حال العدم إلى أحوال الوجود.

الكيف.. هو الوصف التالي القريب بين الوصف الأولي أي الجوهر، و بين الوصف التالي البعيد أي الفعل.

الملكية أبعد الأوصاف الموصوف بها الأمر أو المعنى أو الروح، أبعد حتى من العرض التالي أي الفعل، يبقى الفعل عرض متصل، بينما الملكية حتى الطبيعية الموهوبة الموروثة، هي عرضية بجميع طبقاتها من حوهرية و عرضية كيفية و فعلية.

المعدن... جملة الطبيعي الموهوب، أي هو الكينونة، من جواهر و كيفيات و أفعال و أموال، باعتبار أن بعض الأموال طبيعية موهوبة.

الأموال المعدنية.. جملة الأعيان الطبيعية الموهوبة المضافة إلى عين الكائن و هو معدوم، غير مكتسبة، مثال : "فكر يتصرف بها"، و خف الناقة، و جناح الطائر... و برنامج صنع العش أو بيت العنكبوت، فهي أشبه بالعلة الألف {ا} الموهوب لحرف اللام.

الموجود.. جملة التمثلات المكتسبة، و هو المستظرف أو المصحوب بالزمن، و الوجود و الزمن مضافان، يستحيل توهم أحدهما مستقلا عن صاحبه.

المكان أو الأفق.. مجال عمل القوة، أفق البصر الحالم مكان مشقوق في ذات الإنسان، و واضح أنه غير مكان قوى البدن اليد و القدم و اللسان، باعتبار أن الإنسان يحلم و هو مغمض العينين، و ما يراه من أحداث تقع في أفاق حواسه بصره و سمعه و ليس في الهواء.

المكان هو الموقع من الصورة، أما المحيط بالإنسان فليس المكان هو المائع من الهواء أو الماء المحيط بالبدن التي يحركها قواه، و يشبه الذهن: "أذهان يجليها"، يحركها يموجها بقوى العقل أو النطق أو الإحساس.

كل ما سوى المعدن مضاف مكتسب وجودي زماني.

الكينونة مرادفة للمعدن حادث قبل الزمان، أي زمان العين الكائن، و هي الكينونة أو المعدن مقابل الوجود.

الجوهر مرادف للوصف العميق، و الأسم هو الوصف العميق و الموصوف هو الحق المسمى، مثل الحق المالي الموثق مباشرة بالنقود أو الأوراق المالية و التجارية، أو بالشهود.

بعض المال كينوني أو معدني و بعضه وجودي، و إلى المال الكينوني يشير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه في الحديث الشريف: ""

... إرجاع أرسطو الإنسان و أنواع الحيوان إلى جنس واحد؛؛ هو إخفاق منطقي فاضح ...

حشر أنواع من الخلق في جنس و احد، ممتنع عقلا إلا بشرط اشتراكها في فصل (تعريف) واحد واسع يعمها، خطأ أرسطو في هذا التصنيف عيب مشين لا يجوز حتى للإنسان العادي السقوط فيه، فهو يجعل الحيوان جنسا، ينتمي إليه الإنسان و أنواع الحيوان كالفرس و الحوت و النسر، الخ.

و ليس من تشابه بين الإنسان و أذكى أنواع الحيوان، يضلل البصر أو الفكر حتى يعذر من يسقط في وهم تفرعهما عن جنس واحد.

الحيوان ذاته محل الأحداث التاريخية، بينما أحداث التاريخ تقع خارج ذات الإنسان، الحيوان تختلف أشكاله بسبب أن ذاته محل الأحداث، كل عصر يناسبه نوع من الحيوان، و يصير تنوع الحيوان بأن يخلق الله سبحانه و تعالى أشكالا جديدة من الحيوان، تناسب العصور، بعد الزواحف خلق الله تعالى الطيور بعدها خلق الثدييات، بينما تنوع الإنسان أو تكيفه مع الأزمان و الأقاليم، يصير بالإبداع الفكري و الخيالي و المادي خارج ذاته.

بالمثل يختلف الإنسان عن الحيوان اختلافا كبيرا باعتبار الملكية، أموال الحيوان معظهما متصلة بذاته، خف الناقة و حافر الفرس و خيشوم السمكة و جناح الطائر جميعا أموال طبيعية موهوبة لهذه الأنواع من الحيوان، بينما أموال الإنسان معظمهما منفصلة عن ذاتها، و من اختراعه و صنعه و ليست طبيعية موهوبة ، و الحيوان لا يخترع شيئا، حتى ما يصنعة الطائر من أعشاش تبدو رائعة فهو يصنعها بالغريزة لا يستعمل أدوات منفصلة عنه، و ليس يصنعها بعد تفكير و تخيل و مهارة مكتسبة كشأن الإنسان مع ماله و علمه و تصوراته، بل مهارة الحيوان طبيعية أي الطائر مبرمج لبناء عشه، و العنكبوت مبرمج لبناء بيته.

... توضيح خطأ الجمع في جنس واحد أنواع لا يستمر فيها معنى عام واسع ...

القول أن الإنسان نوع من جنس الحيوان، يشبه الأقوال التالية التي يسهل كشف الخطأ فيها:--

· الدائرة نوع من جنس الشكل الرباعي،

· القيام نوع من جنس الركوع،

· لف الكوكب حول نفسه هو نوع من جنس الدوران،

· الألف نوع من جنس حرف العلة الواو.

هذه الأمور سهل إدراكها و مستبعد التوهم فيها و السقوط في الخطأ. و المشترك بينها أن جميعها حركات، الإنسان و الحيوان و الشجرة حركات، لكن سهل التمييز بين الدائرة و المضلع الرباعي، و لا أحد يجمعهما في جنس واحد، للفرق الواضح بينهما.

و إذا جاز القول أن الإنسان جنس من الحيوان، جاز القول أن الحيوان جنس من النبات.

لأن الفرق بين الإنسان و الحيوان مثل الفرق بين الحيوان و الشجرة، لكن لا أحد يتوهم أن أن الحيوان و الشجرة جنس واحد أو أنهما نوعان من جنس النبات. بسبب أن النبات لا يحس و لا يتحرك.

لكن أيضا الحيوان لا يخترع و ليس يتطهر و يتنسك، يتطوع في عمل الخير، و ليس يبين و يفصح، و شكله يتغير باختلاف الأقاليم و العصور، بينما شكل الإنسان يبقى ثابتا فقط حضارته و ثقافته و مدنيته هي التي تتغير لتتناسب مع مختلف الأقاليم و العصور.



.. مقابلة الجوهر بالعرض،،، تفرض الجنس جوهرا أوليا و تؤخر الشخص؛؛؛ بل إن الجوهر صفة أولية عميقة، و العرض صفة تالية ضحلة أو سطحية قائمة بالصفة الجوهرية.

اصطلح الفلاسفة على أن : "الجوهر substance موجود لا فى موضوع، و يقابله العرض: accident ، بمعنى الموجود فى موضوع، أى فى محل مقوم لما حل فيه."

الأنسب و الأوضح القول أن الجوهر هو الصفة الأولى للشيء، و أن العرض هو الصفات التاليات، أي العرض هو صفة تصف الجوهر.

الكيف صفة تصف الصفة الأولية التي هي الجوهر، و الكيف بدوره صفة موصوفة، بالصفة الثالثة للشيء التي هي الفعل. أي الكيف عرض قريب و الفعل عرض بعيد.

مثلوا على العرض الخاص: باللون في الجسم أو السواد.

مثلوا على العرض العام: بالشعر، باعتبار أنه دال على طبقيتن من الوجود طبقة حال الشعور في النفس و طبقة الصوت الموزون المقفى في الأذن و الخط في البصر و المعنى الفكري في الذهن و المعنى الخيالي في الحس.

و إذا حصل الإتفاق على أن الجوهر مقابل العرض، يترتب الإضطرار إلى اعتبار الشخص المشار إليه هو الجوهر الثالث، و جنسه هو الأول في الجوهرية و نوعه هو التالي ثانيا، ذلك أن الشخص عرض طارئ على النوع، و النوع عرض طارئ على الجنس.

مثال الجواهر الثلاثة {th, sh}، هي طارئة على الخط الإنجليزية، أي هي أحرف مستدركة لم يكن مخصص لها جواهر مخطوطات، بعض الجواهر المخطوطات نافلة، مثل {ph}، ما يدل على الجوهرية لا تعني الخطورة أو الضرورة و الوجوب.

أما العرض بالنسبة لهذه الجواهر المخطوطات و غيرها، فهو نمط الخط، من نسخ و رقعه و خط كبير أو صغير و عريض أو رفيع، و مبسوط مثل {مـــــــحـــــــمــــــــد} أو مقبوض مثل {محمد}.

اللون ليس بالعرض بل هو جوهر، بإثبات أرسطو له في الجوهرية، فهو مادة، و الشكل صورة، أي الأحلام هي أجسام خيالية. و بالمثل الحموضة و الحلاوة هي مواد ذوقية و الصور الذوقية هي الليمونية مثلا، يوجد ليمون حامض و ليمون حلو، أي المذاق هو جسم حسي ذوقي.

جسم المذاق جوهر بإثبات أرسطو للجسم في الجوهرية، أما العرض فهو الصفة التالية الثانية (: الكيفية) أو الثالثة (: الفعلية) القائمة الجوهر الذي هو الصفة الأولية للشيء هنا مذاق الليمون،

... يحتمل في الجوهر الحداثة و يحتمل في العرض العراقة،،، و الجوهر و العرض طبيعي أو صناعي....

القدم أو العراقة أي الحدوث الباطني الكينوني - قبل الزمان الذي هو ظرف الوجود أو الحدوث الظاهري الذي تكتسبه العين بتقلبها في أطوار ثلاثة حرف و حد و مطلع - هو الغالب على الجوهر أي الصفة الأولى للعين المخلوقة التي موصوفها المعنى أو الروح أو الأمر. بينما العرض الغالب عليه الحداثة أي الوجود الذي يصحبه الزمان بمعنى أن أول الزمان هو لإنجاز الاحتراف (تأسيس المشروع) و أول الزمان هو الشعور بالبطء و الرجعية، و أوسط الزمان هو لاستغلاظ المؤسس (حال) و أوسطه هو الشعور بالتقدمية و التسارع و استشراف المستقبل، و آخر الزمان هو تحقيق استواء المشروع المستغلظ أو المحدد و خبرة آخر الزمان هي الشعور بالحداثة التي تعني المضارعة و الجدة (ملكة)، و عاقب التخاذل و التفريط بالزمان و عدم استثماره في ترقية الموضوع هو الشعور بالملل و الكآبة، لكن يحدث ما هو شر من هدر الزمان، هو الإبتداع و الشذوذ لطرد الملل، فيكون النتيجة الإدمان على البدعة أي مصادرة الحرية و استبقاء الملل و الكآبة، اما الاستقامة في الاجتهاد فهي تطرد الملل و تجلب البهجة و تستبقى الحرية، بسب أنهما أي الاجتهاد و الإستقامة تجديد صحيح و ليس مزيف و هو حقيقة الابتداع و الشذوذ.

مثال على الجوهر الطبيعي الحديث.... الطفرة...

الوجود أي النقلة من حال العدم إلى حال التنفس و الاحتياج و التصور و الإقتدار هو الغالب عى العرض، لكن يجوز و يحتمل في العرض أن يكون عريقا أو حادثا باطنيا معاينا لحال العدم، و ينتقل تام الإرادة و الاحتيال و الإقتدار إلى الوجود أي الحياة المصحوبة الزمان فورا سريعا، بدون المرور بأطوار التأسيس و الحال و الملكة، بسبب أن تمام القوة حاصل له، و هذا الطريق يسلكه الضعيف لتحصيل القوة.

الأرجح أن سيدنا آدم عليه السلام كان أبيض اللون، لكن السمرة و الصفرة و الحمرة و السواد طفرات لونية طرأت على الجلد.

لون الجلد ليس عرضا كله، باعتبار أن اللون مادة، أم العرض الكيفي فهو درجات اللون، اللون الأخضر مثلا له فوق التسعين درجة من أدهم إلى فاتح، و البنفسجية ليست كيفية الفخامة لجوهرية الزرقة. أين البنفسجية صفة للون الأزرق، بمعنى أن اللون البنفسجي هو لون أزرق و زيادة عليه كيفية الفخامة. أما الصور فهي العرض الثانوي أو الصفة الثالثة، أي الصور هي أفعال، الدائرة فعل مستقيم مثل {ا}، الرباعي فعل مستطيل مثل الواو {و} المثلث فعل منكوس مثل الياء {ي}.

مثال على الجوهر الصناعي الحديث.......... الكلام...

جميع مصنوعات الإنسان هي أعيان عديدة الطبقات، أعلاها صفة جوهرية و صفاتها الالية ه أعراض، مثلا الكلام جوهر حادث و ليس صحيحا أنه كله من الأعراض، الكلام الموصوف هو المعاني الفكري أو الخيالية، ثم جوهر الكلام المنطوق و هو الصفة الأولى للمعنى أي كون الكلام فصيحا أو لهجة مدينة ما، أما عرض الكلام فهو كيفياته أي عناصر صفته الثانية أي كونه جيدا مأثورا أو رديئا متروكا، و كونه شعرا أو نثرا، و كون الشعر أو النثر جزل أو مهلهل، أما العرض الثاني أو الصفة الثالثة للكلام فهو الأسلوب الشخصي.



مثال على العرض الصناعي العريق........... لامألف {لا}..

الغالب على حركات الحروف هو الكسب، بمعنى أن الإنسان عندما يستعمل الحرف أي يوجده مع الوقت هو يمنحه القدرة على الحركة عند استعماله إياه بعد إهمال أو إيجاده بعد عدم، فقط اللامألف {لا}، ممنوح لها القدرة و هي كائن معدوم، أي معتمد في الأبجدية لكنه مهمل غير مدخل في كلمة مصروفة مشتقة.

الحرف المتحرك {لا}..الحركة المستقيمة المديدة {ا} هي عرض ثانوي، أو صفة ثالثة للعين المنطوق {ل}، باعتبار أن الذكورة و الفخامة و الشدة و مقابلاتها هي أعراض أولية أو صفات ثانوية للجوهر أو الصفة الأولية {ل}، و الجوهر صفة و موصوفه هو المعنى الأمري أو التوقيفي للعين المخلوقة أي المنطوقة {ل}.

و حرف اللامألف {لا}، لم يكتسب الحركة المستقيمة المديدة بالصيرورة الوجودية أي مصاحبة الأوقات و تقلبات الأطوار من احتراف (تأسيس) و تحديد (حال) انتهاء إلى مقام الامتداد (ملكة). بل إن حركته المستقمية المديدة هي طبيعية موهوبة له و هو كائن معدوم خامل.

مثال على العرض الطبيعي العريق....... طيران الطائر...

الطائر يطير متى نما بدنه كفاية، لا يحتاج إلى من يدربه على الطيران، بينما الإنسان لا يستطيع المشي إلا بعد تعليم المربي إياه على المشي، أما ما يشاع بأن الطفل الرضيع يستطيع حتى السباحة هكذا بالفطرة بدون تدريب، فهو وهم، كل ما في الأمر أن المشي و السباحة عملان سهل اكتسابهما.

... في الجنس أو النوع جوهرية و عرضية كما في الشخص ...

الصفة الجوهرية في جنس الشكل الرباعي أنه جسم خيالي مركب من مادة أربع أضلاع في صورة متلاقية أطرافها مثنى مثنى.

· العرض الأول أو الصفة الثانية القريبة (الكيفية) للجنس الرباعي - باعتبار أن الصفة الأولى هي جوهره - فهو إمكانية تغير مساحته، أو زوايا رؤوسه.

· أما العرض الثانوي أو الصفة الثالثة للشكل الرباعي فهو أن المستطيل منه أو شبه المنحرف له فعل في المثلثات تصنيفي، أي يمكن رسم مجموعة من أفراد المثلثات من أنواع شتى حادة الزوايا و منفرجة الزوايا بالاضافة غلى النوع الحرد قائم الزاوية؛؛؛ المشترك بينها التساوي في المساحة.

ملاحظة... شخص الشكل الهندسي يعينه التناسب بين أجزائه.

... تجوهر العرض،،، و تعرض الجوهر ...

الجوهر يرادف العمق و يقابل السطحية،،، و يحتمل فيه العرضية،،، كما يحتمل في العرض التجوهر.

الإدمان.. تجوهر تعاطي الخبائث من أغذية و أعمال

الدستور تجوهر العرف و القانون تحديد للعرف أي للعادات و التقاليد و تغليظ له.

الوزارة تجوهر للمصلحة.

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "لا يزال العبد يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، و لا يزال يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا"

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "الحب يوجب الطمع". الحب انفعال، بنما الطمع عاطفة، و بالمثل الخوف انفعال بينما الجبن عاطفة، و الإنفعال شعور عرضي طارئ حال سريع الزوال، أما العاطفة فهي شعور معقود أي جوهر.

و بالجملة كل حال هو عرض، و كل مقام (ملكة) هو جوهر ، سواء كان الحال و المقام يخص النفس أي من المشاعر أو يخص القوى أي من الأفعال أو يخص المنفصل عن الذات أي ملكية المال أو العلم.

لا بد من التمييز بين تطور ملكية المال و تطور مشاعر البخل و السرف أو الإقتصاد و السخاء.

الغنى أمر و خلق، أمر الغنى هو الإستحقاق الموثق مباشرة بالنقود، أو القيود الدفترية أو الأوراق التجارية، و الخلق هو الأموال المملوكة المدعمة بالحجج أو بمجرد الحيازة و و ملكية تكون على ثلاث طبقات، ملكية جوهرية أي ملكية رقبة، و ملكية عرضية قريبة أ كيفية و هي حيازة المال على سبيل الإستثمار، و ملكية عرضية بعيدة أي ملكية فعلية و هي حيازة المال المنقول أو العقار على سبيل الإستئجار.

بينما البخل هو تجوهر الفقر في النفس حتى صيرورته عاطفة شح مطاع مع طمع و حرص على المزيد، تجعل من فقد المال مصيبة ضخمة تهد كيان فقير النفس و تدفعه ربما للإنتحار أو على الأقل تلزمه الشعور بالمهانة و الكآبة.



... الإسلام هو الثقافة الوحيدة الحاضنة للدولة و المجتمع الإنسانيين ...

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:--

"إنما بعثت معلما"،

"أفقهكم في دين الله علي"،

و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه هو مولى (سيد) المسلمين بعد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و لم يصح له ذلك إلا بسبب تقدمه في العلم و الفقه و أنه حجة ناصحة مشيرة رافعة للخلاف، و ليس لشجاعته و فروسيته و متانة جسمه أي لحقيقة كونه مروع الألوف خارق الصفوف دخول في هذا الحساب.

جوهر نظام الحكم المسمى بحكم الشعب (ديموقراطية) هو الفكر و الطهارة، و كيفياته و النزاهة و الحكمة، و أفعاله الموسوعية و المنطق (الفلسفة) و الإبداع.

الإسلام هو البيئة الثقافية الوحيدة الحاضنة لهذا النظام و هذا المجتمع الإنسانيين، بسبب وجود الضابط القرآن و السنة و مراقبة الله عز و جل، و انتظار الثواب الجزيل في الآخرة، و السعادة الحالية في الدنيا.

العلمانية أرقى أنواع الجاهلية هي حاضنة أيضا لحكم الشعب و المجتمع المدني الإعلامي و الخيري، لكن العلمانية حاضنة ضعيفة بسبب اعتمادها على مرجعية الضمير الإنساني، و الإنسان الذي يراقب ضميره يمكنه التخاذل و مداهنة نفسه الراعنة و استضعاف عقله الأعزل من المؤيدات الشرعية، باعتبار أن أقصى ما يتوقعه من سوء مجرد وخز الضمير عند صحوه، و عتاب الناس و لومهم، و على الأكثر توبيخهم إياه، و سنوات سجن و غرامات، و هو ما يتضاءل خطورته بالقياس مع عذاب جهنم و خسارة الجنة و الأعظم منها الرضوان الإلهي.

و ليس الأديان الكتابية الأخر على افتراض استمرار صلاحيتها بالبيئة الحاضنة للصورة الإنسانية لجماعة المؤمنين، بل إن أديان إسرائيل من يهودية و نصرانية حاضنة للصورة الحيوانية، و أول الأديان السريان حاضن للصورة الشجرية لاجتماع المؤمنين.

... لا أمل للجمهوريات في الإستمرار في هذا القرن الإنساني،، إنما هي تترك أثارها البهيمية قبل هلاكها؛؛؛ إلى الجحيم و بئس المصير ...

لا أمل لجمهوريات الجزائر و السودان واليمن و سوريا، في الإستمرار، و سقوطها محتوم، و السبب أن ما يبدو فيها من مؤسسات إنسانية أي رئاسة و إعلام و مجالس تشريعية كلها مؤسسات شكلية جوفاء مفرغة من المعنى، رئاسة بلا زعامة مستمرة بالتهريج و القهر لا بيعة عن قناعة ورضا فيها، و انتخابات بلا برامج، يشيع فيها شوائب التضليل و الوعود و الرشوة و الإرهاب و العصبية،،، و إعلام تهريجي تزييني خال من الفكر و الحجة و العرض على المصادر الشرعية، و مراقبة العقل.

أنظمة جمهورية فيها رؤساء يفتقرون إلى الزعامة و السيادة، يتحكم فيها أحزاب جاهلية أو عشائر عصبية أو فئات مصلحية يمددون للرؤساء بالتلاعب بالدستور و القوانين، و أحزاب مزيفة و عشائر مجافية للعرف و مصالح لصوصية تبرع في تبرير السقطات و تزيين الفضائح و التسلط و السرقات، و يديرون مجالس وزارية شكلية بتنزيل القرارات إليها و التعليمات.

الرئيس الذي هو حقا الزعيم السيد، لا يكون واجهة حكم لحزب أو عشيرة أو طبقة مصالح، لا يكون رئيس حزب و لا معتمدا على طائفة أو عشيرة أو حزب أو جيش، بل هو المختار من الشعب حقا بالبيعة أو الإستفتاء الحقيقي و لو بنسبة الثلثين، أما شبه الإجماع الجماهيري المزيف فهو لا يصنع زعامة و سيادة، و الزعيم السيد لا يحتاج للإحتفاظ بالحكم إلى الارهاب و التهريج، بل إن ولاء الناس له و الإنتماء إليه كافيان لاستمرار حكمه. و هما ما لا يستطيع أي حاكم جمهوري توهم توفرها له في قلوب الناس، و إلا كان استغنى عن الاعتماج على التهريج الإعلامي و رهبة الجيش و القوى الأمنية و عصبية العشيرة أو الحزب أو المصالح.

... أساس توقع استمرار الأنظمة الملكية ...

الأنظمة الملكية يحكمها ملوك حقيقيون، تتمتع الدولة و المجتمع فيها بالفلزية أي المرونة الكافية للتحول الجوهري و الإرتقاء فوق الصورة الاجتماعية البهيمية إلى مستوى الإنسانية، ليست أنظمة و مجتمعات متحجرة تتكلس تتكسر تتظاهر بالتحول الجذري أو أنها تكون صادقة في هذه المحاولة لكن ليس كلها على جميع المستويات، بل على مستوى تكون مهتمة بالتجوهر حسب متطلبات الوقت المستحد، و على مستوى مغاير تجمد تقاوم التحول و التجدد، و التكلس و التكسر ليس غير هذا الإزدواج في المواقف، في سوريا بشار و أصحابه يحاول جاهدا و ماهر و أصحابه يقاومون التغيير، و النتيجة تكسر النظام و تكسر العصبيات الداعمة من طائفية و عشائرية و مصالحية.

و الفرق بين النظام الملكي الذي على الصورة الجمهورية الدستورية و النظام الملكي الحقيقي هو مثل الفرق بين العريق في النعمة و بين المحدث فيها، الملك لا شك له من يدعمه و يعتمد علي في استمرار حكمه، سواء عشيرة أو حتى طائفة مذهبية أو طبقة مصالح و ربما إثنان أو الثلاثة، لكن لا احتكار و استئثار في الملكية، ليس فقط عصبية الملك هي وحدها المستأثرة بثروة البلاد، و المتحكمة بالعباد، و التي تفتح فمها و تتكلم جهرا و جعرا، و باقي الناس مكممة أفواههم.

لكن على افتراض أن ملكية ما فسدت أي شابهت الجمهورية اللعينة في أخلاقها، فهي لا شك سائرة على نفس الدرب، إلى السقوط بثورة كرام الشعب و أحراره في يد عزرائيل و من ثم إلى يد مالك لا أراكم الله تعالى وجهه يوم القيامة.

... صور الأجتماع البشري شجرية أو بهيمية أو إنسانية ...

خاصة الاجتماع البشري على الصورة الشجرية هو تحكم الرأسمال فيه، و انعزاله، أي انحصار همه في القطرية و فضيلته الوطنية أي الكفاية الإقتصادية و التجاري على مستوى الوطن.

خاصة الاجتماع البشري على الصورة البهيمية هو تحكم الجيش و الفن و الأدب اللساني فيه و انعزاله في حدود اللغة و انحصار همه فيها، فضيلته القومية، أي إنجاز الإستقلال و التحرر السياسي القومي.

أما الإجتماع البشري على الصورة الكريمة أي الإنسانية، فإن فضيلته الأممية، أي هو الإجتماع الوحيد الذي يستطيع أن يزعم أن له رسالة خالدة و أن له بعد عالمي.



....................................

محمد إبن رجب الشافعي

الجيش اللبناني الفلسفي الثوري

2\11\2011 مـــ