ما عاد ينفع السكوت أيها الثوار
على جرائم النظام السوري بعد اليوم، لا ينفع الصمت بعد اعتقال زينب الحصني وقتلها وقطع رأسها ويديها وإحدى ساقيها، وتشويهها بالكامل وسلخ جلدها عن عظمها، مع أنها لم تشارك بالمظاهرات ولم تدع لها، ولكنها أُخذت بجريرة أخيها الذي تظاهر، ذلك في الوقت الذي يدافع فيه الأسد عن نفسه بعد قصف المآذن، فيقول ليس أنا من قصفها ولا تزر وازرة وزر أخرى، ولكنه بالرغم من ذلك يطلق قطعان الشبيحة ليعيثوا في الأرض فساداً.



ما عاد ينفع السكوت يا علماء الشريعة
لمَ يسكت محمد سعيد رمضان البوطي، ألم ير جثة الشهيدة زينب، ألم تصله مقاطع المصورات، التي أظهرت كيف جبّ شبيحة رئيسه ذكر حمزة الخطيب.
ألم يشاهد الدكتور البوطي وحسون ومحمد حبش ماذا فعل النظام في المساجد ومآذنها، ألا يكفيهم أن النظام اعتدى على المسجد العمري ومسجد خالد ابن الوليد وقصف المآذن في دير الزور وحمص وحماة وقرى درعا، واستهزأ بالصلاة وقتل الناس وهم آمنون في مساجدهم، من فعل ذلك في التاريخ كله؟، حتى المستعمرون كانوا لا يدخلون حرم المسجد عند مطاردة الثوار.
ألم يجبر السوريين على شهادة ألا إله إلا بشار، أين المفتون الذين درسوا العلم الشرعي لينصروا به المظلومين ويدافعوا عن المضطهدين.
ليس فحسب بل أينكم أيها الشيوخ الأفاضل المعارضون لنظام الأسد، أ ليس هذا وقت النزول إلى الشوارع، وتقديم التظاهر على الخطابة، أين الشيخ كريم راجح حفظه الله وأسامة الرفاعي حماه الله، لينزلا بجسديهما على رأس المظاهرات، فيحرضان الناس على استمرارها، أ لم يقل تعالى في كتابه العزيز، يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال.
احمل عكازك يا شيخ وانزل أمام الناس فإن مت فقد ذهبت شهيداً ولا أظن أن مثلك يخاف على حياته، بل أعتقد جازماً أنك تقضي الليل تدعو الله الشهادة، أليست هذه فرصة لتعلن الحق أمام سلطان جائر.



ما عاد ينفع السكوت أيها الإعلاميون والكتاب
ما عاد ينفع أن تنتظر رجحان الكفة، هذه أختك زينب قطعوا أوصالها وهذه ابنتك ليلى قتلوها قبل أن تتعلم الكلام، وهذا أبوك السبعيني أذلوه وداسوا على رأسه بأحذيتهم، وهذا جارك قتلوا ولده أما عينيه، وهذا شيخك الصياصنة وقد أهانوا شيبته وما احترموا ضعفه وفقدانه بصره، ماذا بقي لك أيها الإعلامي والكاتب والمثقف حتى تثور بدورك وتصرخ قبل أن يصرخ الناس عليك، إذ تعيدك قطعان الشبيحة جثة هامدة إلى بيتك.



ما عاد ينفع السكوت أيها الصامتون
ماذا تنتظرون؟ أن يحكمنا الشبيحة ألف سنة أخرى، أ تسكتون على الظلم وترونه بأعينكم، أ ستهواكم حكم الحذاء والإذلال؟ أستهويتم، أ تحبون ألا نتزوج إلا بإذنهم، ولا نعمل إلا بإذنهم، ولا نشتري الخبز إلا بإذنهم؟ ماذا بقي لكم من سورية حتى تصمتوا على هذه الجرائم؟، حتى عقيدتكم منعت عليكم، وحرمتم من فلذات أكبادكم فكيف تسكتون.



ما عاد ينفع السكوت أيها المعارضون
يكفيكم استهزاء بدماء الشهداء، فإنكم تتحملون كما النظام، وزر كثير من دماء أطفالنا وشبابنا.
السوريون يعتقلون ويقتلون وتنتهك أعراضهم، ويستمرون رغم هذا بالتظاهر، وأنتم تتناقشون بشكل سورية كيف يكون، ومن الذي سيكون رئيس المجلس ومن سيكون نائبه، وهل ننضم إلى تركيا أم إلى فرنسا، وتتجادلون: هل على المتظاهرين أن يهتفوا "الله أكبر"، أم "يما نعيمة" أم "رجب حوش صاحبك عني". قليل من الخجل أمام دماء الشهداء وقليل من الإجلال لزينب ولأخواتها، وإنما عليكم اليوم أن تحذروا لعنة التاريخ. ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه.



ما عاد ينفع السكوت أيها العرب
أليس هؤلاء الذين يستشهدون إخوانكم، أ ليست زينب بنتكم وخديجة أمكم وعلي أبوكم، أ ليس هذا الذي يهان دينكم، أليس هذا القرآن الذي يهان ويحرق في سوريا قرآنكم.
ماذا تنتظر مصر وقد جاء قادتها بثورة، أين الشعب المصري والتونسي والليبي ليقف معنا اليوم في محنتنا هذه، إلى متى يستمر الصمت ممن ظننا أنه سيقف معنا في هذه المصيبة، نريد صرخة من الملك عبد الله في السعودية ومن أمير قطر الشيخ حمد ومن الشعوب التي تحررت إلى متى السكوت ألا يكفينا ويكفيكم؟



إلى متى السكوت أنتم أيها المؤيدون
هل تؤيدون نظاماً يقتل شعبه، بل هل تريدون نظاماً لم يفلح حتى اليوم في القضاء على العصابات المسلحة التي تهدد البلاد كما تقولون. هل تؤيدون نظاماً ما استطاع إلى اليوم أن يكشف المعتدين على علي فرزات أو أسامة الرفاعي. ألا تقولون إن زينب قتلت بعيداً عن الأجهزة الأمنية، فكيف تحترمون نظاماً ما استطاع أن يكتشف قاتلها حتى اليوم؟
أليست هذه لغتكم، ألا تقولون إن السلاح يدخل إلى سوريا من بلاد الجوار، فكيف تحترمون نظاماً لا يستطيع منع تدفق الأسلحة إلى بلاده.يكفيكم كذباً بل يكفيكم صمتاً. هذه فرصة أمامكم فتطهروا أنفسكم من هذه الأدران وتعلنوا موقفكم صريحاً.



أنتم جميعاً أيها الصامتون، من أي فئة كنتم ومن أي معتقد تدينون، اعلموا أنكم تسهمون مع قطعان الشبيحة بتقتيل أبنائنا وأبناءكم وتشاركون في إذلالنا وإذلالكم، واعلموا جميعا أن هذا النظام إلى زوال فهبوا لتساهموا في زواله وإنما النصر صبر ساعة.


د. عوض السليمان