بسم الله الرحمن الرحيم

... الفكر العربي متفوق على الشرقي بحضارة واحدة، و على فكر الغرب ألأوروبي الأمريكي بحضارتين إثنتين...

كل المطلوب فقط لا غير من أجل الإقلاع توديع الخمول مع تزكية النفس بالثقة بالله و تقوية عزيمتها بالتوكل عليه.

--- الغرب متفرج.... قضيته هي الموضوعية ( التركيبية القبلية)،،، و البعدية التي تصير قبلية بتصفيتها من أثر الإنسان أو تجاهله.---

نص نظرية النسبية و اللامتغيرات لألبرت آينشتاين: "تبقى قوانين الطبيعة هي نفسها؛ بالنسبة لجميع المراقبين اللذين تتنقل هياكل إسنادهم بحركة ثابتة السرعة أو متغيرة (متوسطة، متسارعة بعجلة ثابتة أو منتظمة التغير) بالقياس فيما بينهم"

نظرية النسبية و اللامتغيرات.... تحصر التنظير فيما يسميه الفيلسوف كانط بالقضية التركيبة البعدية، أي التجربة التي تتأثر بالإنسان الذي لا يستطيع أن يكون فيها مجرد ملاحظ محايد، أي إن وظيفتها التأكيد على أن الإنسان الملاحظ الذي يتفق أن يكون أحد أطراف التجرية، تخدعه الملاحظة، و بالتالي يتوجب عليه إزالة أثره فيها من الإستنتاج، و الإستنتاج يبدا بفرض الظن و يمر بالنظرية و هي الرأي الواضح المرجح، و يتناهى إلى القانون و هو الرأي الجلي و الظن محض اليقين الذي لا يشوبه شك.

الإنسان يشوه الملاحظة أو العلم بالواقع المعلوم، مثل الميزان الزنبركي الذي يقيس البطيحة على سطح البحر بوزن و على قمة الجبل بوزن و عند حافة الهواء بوزن و لا يجد لها وزنا في الفضاء، هنا قانون الطبيعة الثابت ثاخذ في الإعتبار و الحسبان مقدار المسافة الفاصلة بين موقع أخذ الوزن بالميزان الزبركي و بين سطح البحر، في حال اعتبار أن الوزن الصحيح هو المأخوذ في مستوى سطح البحر، أو هو المأخوذ في المستوى عنده البطيخة تكون أوزن ما يكون، أي حيث تكف عن التساقط في اتجاه مركز الأرض، أي حيث تحتاج إلى اكبر قوة دفع (كتلة×سرعة) لزحزحتها أقل مسافة ممكنة في اتجاه السماء.

ربما تبدو هذه نظرية النسبية و اللامتغيرات باطلة أي كاذبة و خاطئة، فلا يصح إزالة اثر الإنسان من الملاحظة، كما لا يمكن للزوج ذكرا أو أنثى إزالة أثره من الولد. الملاحظ في التجربة التفاعلية أو القضية التركيبية البعدية هو يؤثر بالتجرب كطرف يقوم بإسقاطات، أو كطرف يتعين فيه إنطباعات، و في التجربة التفاعلية يستحيل أن تكون الملاحظة نتيجة إسقاط محض أو إنطباع محض. كما يستحيل أن تنزع في الولد جميع عروق زوج، و تكبت جميع عروق صاحبه الزوج الآخر.

أعطى كانط شاهدا على التجربة أو القضية التركيبية البعدية و هي حمل الحجر، حامل الحجر الطفل يجده ثقيلا،و حامل نفس الحجر الرجل يجده خفيفا. هنا العامل المضلل هو العمر، بينما في حال الزنبرك العامل المضلل هو المسافة.

لكن النظرية النسبية تثير الإستجهان بسبب أنها ترجع "حصرا" ما تعتبره غشا و خطأ إلى حركة تنقل الملاحظين. و تعطي شاهدا غامضا تفترض فيه غباوة و غفلة الملاحظين، و هي تجربة إسقاط كرة بيسبول من نافذة القطار، فيراها الراكب المغفل تسقط عموديا، تحت النافذة، و هو افتراض يتضمن أن جميع عناصر التجربة تؤكد غفلة و غباء الراكب الملاحظ أن تجانس لون القطار و تجانس معالم الأرض التي يمر فيها القطار بحيث يخفى تماما على الراكب أن مسقط الكرة مختلف منظرة عن مسقط النافذه عند إلقاء الكرة، بداهة يرى الملاحظ خارج القطار إلى الكرة تسقط و هي تتحرك في اتجاه القطار بسرعة متناقصة، أي يلحظ تخلف الكرة عن النافذة التي سقطت منها.

كان الإختيار الذكي هو تجربة دوبلر التي أثبت فيها، تأثر الملاحظة بحركة تنقل الملاحظين، راكب القطار يسمع صفارة القطار بطبقة، و الرجل المقبل عليه القطار يسمع الصفارة بطبقة أو تردد أعلى أي موجة أقصر و الرجل المدبر عنه القطار يسمع الصفارة بطبقة أو تردد أدنى أي موجة أطول.

ما هو الإستنتاج الصحيح من الملاحظين الإثنين خارج القطار الملاحظ المقبل عليه القطار و المدبر عنه؟

هل تقبل الملاحظة على ما هي عليه؟؟ أو إجراء الحسابات حسب قانون يأخذ في الاعتبار سرعة القطار ليطرح أو يضيف إلى الموجة ليستنتج طبقة الصفارة كما تسمع في القطار.؟؟

نحن نرى في السماء شموسا بعيده حمراء، هل نتقبل هذه الملاحظة، أم ندخل في الحسبان سرعة ابتعاد الشمس الحمراء عنا لنستنتج لون النجمة الحقيقي.

في نظرية النسبية إشكالية... أيهما يعتبر القانون الصحيح،

1. القانون الذي يستنتج ما ثقل الحجر الذي يستطيع الطفل حمله و نقله، و ما ثقل الحجر الآخر الذي يستطيع الرجل حمله و نقله؟؟

2. أم القانون الصحيح هو الذي نحسب به ثقل الحجر الوحيد الذي يلحظ الرجل مقدار خفته و يلحظ مقدار الطفل ثقله.؟؟

ربما أن القانون الصحيح من وجهة نظر الغرب هو الثاني الذي يحسب ثقلا وحيدا للحجر، أي به نجرد القضية التركيبية من البعدية من آثار الذاتية و نحولها إلى قضية تركيبية قبلية، أعطى كانط شاهدا عليها عبارة: "النحاس موصل للكرباء".

يمكن جعل العبارة التركيبية القبلية تصير بعدية بإجمالها أي إغماض معناها بإهمال تفاصيلها مثلا الإكتفاء بالقول " الحجر له ثقل"، من غير تعيين ثقل صغير أو كبير، أي تجاهل الانطباع بثقل الحجر أو خفته.

--- الشرق يعيش الحياة لا يكتفي بالفرجة عليها... قضيته هي التركيبية البعدية،،، يعتبر أثر الإنسان في الملاحظة المستمدة من التجربة التفاعلية التي الانسان طرف مشارك فيها---

البوذية تعمى عن الحق و الخير و الجمال على الأرض، و تحصر الحياة في العذاب، و معالجتها للعذاب ليس التصبر رجاء الثمن العظيم المفتوح، بل كيفية الخلاص من العذاب بتبليد الإحساس أي قتل الرغبة في المال و النساء و الطموح إلى السلطة، و الأمجاد العسكرية ،،،الخ...

مبادئ البوذية التي ينعتوها بالحقائق النبيلة و الكريمة:--

1. الحياة عذاب

2. سبب العذاب الشهوة

3. يمكن الخلاص من العذاب

4. طريقة الخلاص.... العمل الصالح و الإشتغال في التعلم

لكن البوذي لا يتوقع ثوابا من الله تعالى على عمل الخير و التعلم و نصح الناس، فقط يكتفي بالمحصول السلبي من الصلاح و العلم و هو كسر حدة الشهوة بمزاحمتها بتنويع تشكيلة الوعي من المشاغل، بدلا من ترك الوعي كله للشهوة حتى تبدو مطلقة طاغية، و السبب أن أي مقدار خبرة ما بالمقارنه مع الصفر من خبرة أخرى يكون مطلقا، بالإضافة إلى المحصول الإيجابي منهما و هو السعادة التي يجدها الإنسان في التوافق مع الطبيعة التي جبله الله عليها، قال سيدنا المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام: "من ساء خلقه عذب نفسه".

--- فكر العربي مقدس و هو فكر مشتمل على الفكرين الغربي و الشرقي،،،، اشتمال الإنسان على حيوان و نبات... قضيته معرفة الله تعالى و طاعته ---

العربي يتفرج على الحياة ليعتبر، و لا يكتفي بالعلم بالحياة بل يعيشها ليعرفها،

و هو لا يقنع بالعيش متطوعا، لا يتعب بالمجان، بل إنه يترك الشر و ينفي الجهل و يصطلح و ينفع و يتعلم و يدعو مقابل الثمن، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "و في بضع أحدكم صدقه" فتعجب المسلمون و تساءلوا أيأتي أحدنا شهوته و يكون له فيها أجر، فأجابهم الرسول صلى الله عليه و آله و سلم: "أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر" ، لذا فإن العربي قضيته هو بعد معرفة الله عز و جل، معرفة دينه، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "الدين ما شرعت" الأخلاق هي أحكام الله تعالى في القضايا، قضية العربي هي الحرص ليس فقط على ألاّ يكون العذاب في الأرض غير مجاني، بل و على رجاء الثواب من اللذة الحلال أيضا، و ليس شعاره أن يعمل خيرا و يرميه في البحر، ليس من الحكمة هدر ثمن الصلاح.

المسلم يستطيع الثقة تماما بأن مزاحمة الشهوة عن طريق التلهي عنها بالتعلم، سيحقق له سعادة أكيده، بسبب و فرة النصوص المقدسة و المراجع العلمية في أكثر من مستوى، ليس عند غير المسلمين كلام لله تعالى مكتوب بلغتهم، و لا كلام بشري يرقى و لا يقارب و لو من بعيد كلام رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، أو كلام أهل بيته الطيبين الأطهار عناوين الحكمة، و لا حتى ما دونهما من مستويات علمية، لا يوجد أمة كتب من مستوى المواقف و المخاطبات أو الفتوحات المكية, و لا من المستويات دونها مباشرة.

و استقامة التفكير في الإسلام ليس مطلبا مجانيا لمجرد التلهي عن الشهوة و العذاب و تحقيق سعادة محتملة ضئيلة في غياب المصادر الإسلامية المقدسة و المعتبرة أو سعادة كبيرة في ظرف توفرها، بل إن التفكير في الإسلام هو مشروع مجز يفوق إنفاق المال في وجوه الخير، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : "خير الصدقة علم ينشر"، و خير من الجهاد، فإن إحياء المسلمين خير من قتل الكفار، هذا غير أن إحياء الكافر أيضا هو خير من قتله و لا يكون ذلك إلا بالتعلم و نشر العلم، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "مداد العلماء يفضل دماء الشهداء يوم القيامة"

........................

إبن رجب الشافعي

الأحد 25 \9 \2011 مـــــــ