اكد رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب
وليد جنبلاط بقاءه على مواقفه التي أطلقها في جريدة “الانباء” قبل ايام،
مستغربا الضجة التي أثيرت حولها وربطتها بمواقف “القوات اللبنانية”. وقال
جنبلاط في حديث لصحيفة “الجمهورية” :”شو خص هيدي يهيدي”، مذكرا بأن ما قاله
“لا يخرج عن سياق المواقف نفسها التي تم التفاهم حولها في هيئة الحوار
الوطني”.

وكشف جنبلاط عن انه “سيزور الراعي خلال
اليومين المقبلين. ولدى تنبيهه الى ضرورة زيارة البطريرك قبل ان ينتقل من
بكركي الى الديمان الخميس المقبل قال جنبلاط: “المشوار إلى الديمان حلو”.

ولفت جنبلاط إلى “أن امين عام “حزب الله”
حسن نصرالله في خطاب “بنت جبيل” شدد على ترك حق تقرير المصير للشعب
الفلسطيني”، معتبرا أن البطريرك الراعي “لم يقرأ مقررات الحوار الوطني،
وقال: “هذا ما دفعني إلى التذكير بها”.

وردا على سؤال عما تردد عن رفض سوريا استقباله قال حنبلاط: “لم أطلب موعدا لزيارة دمشق”.

وعما إذا كان سيزور الامين العام لحزب الله
السيد حسن نصرالله قال جنبلاط: “لم اطلب موعدا لزيارة نصرالله”. وقال
جنبلاط عن موضوع تمويل المحكمة: “كل شي بوقتو حلو”.

وعلّق على ما قاله الوزير السابق ميشال
سماحة من أن قنوات الاتصال تجددت بينه وبين مساعد وزيرة الخارجية الأميركية
جيفري فيلتمان، مشيرا الى انه “لا يشاهد المحطات المحلية”. وأضاف: ” لم
أسمع كلام سماحة وأعتقد أنه يفهم بملفات الصين أكثر”. واشار الى انه لم
يفهم كلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الذي دعا فيه الى
“انتظار قراءة مواقف جنبلاط”.

من جهة اخرى، كشفت مصادر مطلعة لصحيفة
“اللواء” أن “دمشق قررت تجميد العلاقة مع جنبلاط على خلفية المواقف الأخيرة
التي أعلنها من الحوادث الجارية في سوريا”.

وأبلغ مسؤول سوري رفيع قيادياً سابقاً في
الحزب التقدمي الاشتراكي وعلى علاقة حالية مع المختارة، بضرورة إنهاء
علاقته مع جنبلاط، مؤكداً أن العاصمة السورية أقفلت أبوابها أمامه.

ونقلت صحيفة “الأخبار” عن جنبلاط اعتقاده أن
على المسيحيين أداء دور أساسي في الحدّ من الصراع السنّي ـ الشيعي، مؤكداً
أن تحالف الأقليّات سيقضي على المسيحيين، ما يؤدي إلى أن يصل البلد بعد
مرحلة إلى الصدام السنّي ـ الشيعي. وأضاف: “لا أودّ مناقشة المنتقدين، ولا
التعليق على ما يقولونه”.

ولفت جنبلاط إلى أنه يعرف ما الذي “فُهِم
خطأً” في مقاله في جريدة “الأنباء” الصادرة عن “الحزب الإشتراكي” وهي قصّة
شبعا. ويعود بالذاكرة إلى جلسات الحوار التي دعا إليها رئيس مجلس النوب
نبيه بري في الأشهر التي سبقت حرب تموز، قائلاً: “في الجلسة الأولى بُتّ
ملف شبعا. قبل الإقرار، دار النقاش في العبارة المفترض استعمالها: ترسيم
الحدود، أو تحديد الحدود. كنا مع وجهة النظر القائلة باستعمال كلمة ترسيم
الحدود. ونصَحَنا الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله بعدم استعمال
كلمة الترسيم، لأن الرئيس السوري بشّار الأسد سيرفض العبارة”، لافتاً إلى
أن النتيجة واحدة، وهي أنه في النهاية يجب ترسيم الحدود من شبعا وكفرشوبا
إلى الهرمل، لمعرفة الأرض لمن، للبنان أم لسوريا؟

ورأى جنبلاط أن هذا الأمر لا يتعلّق بتحديد
الوسائل لتحرير هذه الأرض، مؤيداً تحريرها بقوة السلاح، ولكن إذا انسحب
منها الإسرائيليّون من دون حرب فليكن ذلك.

أمّا في الموضوع الفلسطيني، قال جنبلاط:
“أنا مع حلّ الدولتين”، مشيراً إلى أنه بالنسبة لـ”حزب الله” “فإن فلسفته
هي عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، وتحرير الأرض”، ويُكمل حديثه بما قاله
السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير في يوم القدس من مارون الراس، عن أن
الحزب مع تحرير كامل الأرض، لكن إذا قبل الفلسطينيّون بحلّ الدولتين، فإن
هذا حقّهم الذي يقبله الحزب. ويلفت جنبلاط إلى أن أمام حلّ الدولتين
عقبتين: المستوطنات، وعودة اللاجئين. وأضاف: “وإذا قبلت إسرائيل بعودة
اللاجئين إلى أرضهم، فإن هذا يقضي على يهوديّة الدولة”.

وعما تحدّث عنه بشأن سلاح “حزب الله”، وما
رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمّد رعد الثلثاء أن من الضرورة
الانتظار لفهمه. يُردّد جنبلاط موقفه بهدوء تام: “صحيح أننا وضعنا في
البيان الوزاري مبدأ التلازم بين الشعب والجيش والمقاومة، لكن لا بد من
مناقشة هادئة لموضوع الاستراتيجيّة الدفاعيّة، وهذا ما اتفقنا عليه في
الدوحة. لقد اخترعت بنفسي حينها عبارة الاستيعاب التدريجي للمقاومة في
الدولة، أي الاستراتيجيّة الدفاعيّة وفقاً للظروف التي تُقررها المقاومة،
وأشدّد على العبارة الأخيرة”، مشيراً إلى أن عبارة “وفقاً للظروف التي
تُقررها المقاومة” قد تعني اليوم، أو بعد أسبوع أو عشرين عاماً، “الأمر
متروك للمقاومة، لكن علينا بحث الاستراتيجيّة الدفاعيّة”.

وذكرت صحيفة “الأخبار” أن العلاقة بين
جنبلاط و”حزب الله” مستقرة وجيّدة. ووصل إلى أبي تيمور من قبل الحزب، عبر
الوزير غازي العريضي، أن الهجوم الذي شنّته قناة “المنار”، في نشرتها
المسائيّة أوّل من أمس، لم يكن نتيجة قرار حزبي، بل إن الأمر مجرّد تقدير
صحافي. كذلك فإن جزءاً من موقف حزب الله يُعدّ دفاعاً عن البطريرك بشارة
الراعي.

وعن انتقاد جنبلاط للراعي، يوضح الأمر
كالآتي: “نظريّة تحالف الأقليّات دمّرت البلد”، مذكراً بأن رفعت الأسد،
شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، هو أوّل من طرح هذه النظريّة،
ولافتاً إلى أن الرئيس الشهيد بشير الجميّل تبنّاها أيضاً.

ويسأل جنبلاط عن مصير الأقباط في مصر إذا
تحالفت الأقليّات في لبنان وسوريا. “هل يُضحّى بالأقباط؟” كذلك يسأل عن سبب
عزل المسيحيين، مشيراً إلى أن تحالف الأقليات مشابه للنظريّة التي سعى
“الأمير طلال أرسلان ووئام وهّاب لإقناع الدروز بها، وهو أن الدروز في خطر،
وأن الخطر يأتي من السنّة”. وأضاف: “تحالف الأقليّات سيقضي على الوجود
المسيحي، هكذا يظن جنبلاط”.

وتابع جنبلاط: “على الكنيسة أن تؤدي دوراً
أساسياً في حماية الوجود المسيحي من خلال توفير فرص العمل واستخدام مواردها
في هذا السياق”، معتبراً أن المسيحيين قادرون على أن يكونوا “قوة فصل أو
عزل” بين السنّة والشيعة في المرحلة المقبلة. وأضاف: “لا أرى أبداً أن
الدروز قادرون على أداء دور كبير بسبب الديموغرافيا”.

ونقلت صحيفة “الأخبار” عن جنبلاط تأكيده على
أنصاره مساء الثلثاء رغم كلّ النقاش عبر الصحف بين الراعي وجنبلاط
المشاركة الكثيفة في استقبال الراعي خلال زيارته الأربعاء إلى أقضية المتن
الجنوبي وعاليه والشوف.