أولا مقال طويل يجب قراءته كله بتمعن وتؤدة ولا تخطفوا الكبيه من راس الماعون

مقال جدير بالقراءة والمناقشة لأسباب عدة.

وهذا هو المقال:

سقوط القذافي وانتصار الثورة الليبية هل يدفع إلى عسكرة الثورة السورية ؟

هاهي الثورة السورية الشعبية تدخل شهرها السادس وشلال الدم السوري لم يتوقف ؛ المتظاهرون يهتفون : ( سلمية … سلمية .. بدنا حرية !) ، فإذا أمطرهم شبيحة النظام وعصابات قمعه بالرصاص الحي ، صرخ رجل منهم بأعلى صوته ، لعلهم يسمعون : ( سلمية … سلمية …. وِلْكُمْ سلمية يا ولاد الـ …….. )
لكن شبيحة النظام صمٌّ بكمٌ عمْيٌ ، فهم لا يسمعون ، وإذا سمعوا لا يستجيبون .

في بعض اللوحات الجميلة للثورة ترى المتظاهرين قد خرجوا بصدور عارية ، يحملون أغصان الزيتون وكل ما يرمز إلى السلم والسلام ، لم يحملوا حجراً ولا عصاً فضلاً عن سلاح ، ولم تستطع الكاميرا حتى كاميرا النظام أن تلتقط لهم صورة واحدة فيها تخريب أو أذى مما دفع النظام إلى تخريب وإتلاف بعض المرافق والمنشآت بيديه هنا أو هناك ليلصقه بالثوار في لعبة مكشوفة وقديمة بصماته عليها بادية للعيان!.

بعض اللافتات التي يحملها المتظاهرون كُتِبَ عليها : { لئن بسطت إليَّ يدكَ لتقتلني ما أنا بباسطٍ يديَ إليك لِأَقْتُلَك !} لكن هذا الخطاب المسالم جداً يغري الآخر بالإسراف في القتل وإنهار مزيد من الدم المسفوح كما أغرى ابن آدم الأول بقتل أخيه ، فأصبح من النادمين .

مطالب السوريين بالحرية والكرامة والعدالة مشروعة باعتراف النظام نفسه وعلى لسان الرئيس بعينه ، غير أن الدولة منذ الأيام الأولى للثورة اعتمدت خيار القمع ( القتل العمد بالرصاص الحي طبعاً ) ، لإرعاب الناس وإسكاتهم لكن النتائج جاءت عكس حساباته وقراءته الخاطئة للشعب ، فقد ضعفت هيبة الدولة بل زالت بالكلية ، وسقطت شرعيتها الأخلاقية ، وارتفع سقف المطالب الشعبية إلى إسقاط النظام ومحاكمته !.

ثم بالغت الدولة في الإيغال في دماء الشعب بلا حساب يقتلون المتظاهرين يوم الجمعة ، ويقتلون مشيعي جنازاتهم يوم السبت ، ويقتلون مشيعي المشيعين يوم الأحد ، وهكذا دواليك ثم أوغل أكثر ، وصار القتل يومياً وبلا حساب ، خاصة في شهر الرحمة والمواساة ، وفي كل يوم تشيع سوريا عشرين وثلاثين وأربعين وأحياناً يتجاوز الرقم المئة من خيرة أبنائها وفلذات أكبادها الصُوَّم الركَّع لكن ليس لبشار الأسد .

قتل بلا تمييز للشيوخ والنساء والأطفال ، وحملات اعتقالات واسعة ، وممارسات تعذيب وحشي لم تعرفها محاكم التفتيش السيئة السمعة ، مما صنع قطيعة كاملة بين النظام والشعب ، وأدى إلى انهيار مصداقية الحكم وفقدان الثقة في أشخاصه ومؤسساته وخطابه ووعوده ، فخطاب الرئيس الأخير ( الرابع ) على سبيل المثال لم يعره الشعب اهتماماً ولم يلقوا له بالاً وكأنه لم يتكلم ، ولم يقنع الداخل ولا الخارج ، وليته سكت.

وهنا أريد أن أؤكد على حقيقة أصبحت مسلَّمة وبديهية ، وهي أن كلا طرفي الصراع :
النظام والشعب وصلا نقطة ( اللاعودة ) .

فالنظام يمعن في القتل العمد والبطش والتنكيل أي الحل الذي اختاره منذ البداية » عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد ورئيس فرع الأمن السياسي في درعا » مع أطفال درعا الذين قدحوا شرارة الثورة ، ولا يبدو أن النظام يرى له بديلاً ، وهو ما أكده بشار الأسد في خطابه الأخير وهو ما يجري على أرض الواقع.

والشعب أيضاً لن يتراجع عن مطالبه ، بعد كل هذه التضحيات الجسام والدماء العزيزة ، ليست المطالب اليوم طبعاً مجرد إصلاحات وقرارات ؛ وهمية كانت أو حقيقية لكن مطالبه أصبحت إسقاط النظام ومحاكمته ، وهي مطالب لا يختلف عليها اثنان ولا ينتطح فيها عنزان من درعا إلى القامشلي .

إذا سلمنا بهذه الحقيقة ، فهي تسلمنا إلى حقيقة أخرى وهي أن النظام المسعور سيزداد شراسة وعنفاً ، وهو قد وصل إلى هذه الحالة فعلاً ، بعد استخدامه للدبابات والمدافع بل الطائرات وقيامه بالمجازر البشعة المروعة والمقابر الجماعية والتمثيل بالجثث ، وبلغ أقصى مدى في جثة الطفل حمزة الخطيب ورفيقه تامر الشرعي وسلخ جلد حسين الزعبي واقتلاع حَنجرة قاشوش وقهقهة الجنود ورقصهم على جثث وأشلاء ضحاياهم .

فماذا بعد ؟.

هنا نجد أن النظام يضغط على الشعب بخبث ، ويدفع به دفعاً عن عمد وقصد إلى حمل السلاح في وجه الجيش والأجهزة الأمنية ، وحدث في بعض الأحيان أنه كان يلقي السلاح والذخيرة بين أيدي المتظاهرين ، ليغريهم باستعماله ، وتحويل الاحتجاجات إلى عصيان مسلح أو توريط المحتجين واستدراجهم إلى حرب أهلية وفوضى مدمرة يستغلها النظام في إبادة الشعب وإخماد ثورته أو في تنفيذ أجندة استعمارية قديمة معروفة.

ومن الضروري أن نشير هنا إلى أن الشعب ما يزال يملك نفسه ، ويتحكم بالحراك في الشارع خاصة بعد ظهور تنسيقيات الشباب ، رغم حجم القتل والبطش الذي فاق التصور ، أما ما وقع من حوادث عنف فهي غالباً حوادث فردية وقعت في سياق الدفاع عن النفس أو العرض ، أو وقعت إثر انشقاق أو انحياز عسكريين إلى جانب الشعب ، وهي على العموم لا تشكل خطراً ، ولا تخدش سلمية الثورة ولا تحرفها عن خيارها السلمي في المقاومة ، ولا تعكِّر عليها.

ثم من الإنصاف والموضوعية أن نقرر هنا أن الثورة ليست تنظيماً حزبياً يمكن ضبطه بل هي ثورة شعبية واسعة ممتدة الأطراف لا يمكن التحكم بتصرفات جميع أفرادها.

لكن المنعطف الأهم والأخطر الذي حدث في الآونة الأخيرة ، وكان متوقعاً من قبل وحذر منه العقلاء ، وهو وقوع انشقاقات في أوساط المؤسسة العسكرية السورية ومحاولة تجمعهم في تنظيمات مسلحة ، والأنباء آخذة بالاتساع عن حالة فرار في الجيش السوري وعن وحدات كاملة تنظم نفسها للدفاع عن المتظاهرين في سورية ( انشقاقات الشغور والبوكمال وحمص على سبيل المثال ) ، وليس من الواضح بعد حجم الانشقاق والرفض ، ولكن المؤكد أن ظاهرة الانشقاقات هذه إذا اتسع نطاقها ، وستتوسع لا محالة ، لأن الجيش لا يستطيع الصمود طويلاً أمام تضحيات الشعب وآلامه واستغاثات الشيوخ والنساء ودموع الأطفال وهم أهله وإخوانه ، وعندئذ سيشكل الانشقاق في صفوف الجيش شرخاً كبيراً وخطراً مؤكداً ، وقد يفضي إلى حالة من الاقتتال تشبه تلك الحرب التي كانت تدور في ليبيا أو نشوب حرب أهلية مضرجة بالدماء.

ومن الجدير بالذكر هنا أن تكلل الصراع الليبي المسلح بالنصر واندحار القذافي وسقوطه السريع ربما يغري بحرف الثورة السورية عن سلميتها.

وهذا ما لمسته وسمعته من الحديث الذي يجري الآن على ألسنة الشباب السوريين في الشارع وفي النت ووسائل الإعلام على سواء بل عامة الناس ، ويقولون : انظروا إلى الليبيين قد نجحوا في اقتلاع طاغيتهم بالقوة العسكرية ، واستراحوا من شره ، بينما نحن السوريين ما زلنا ندفع تكلفة يومية باهظة من دمائنا وأنفسنا ، وليس في الأفق تباشير للنصر رغم أن جمعة من الجمعات أُطلقنا عليها هذا الاسم ( تباشير النصر) الذي يدعو للتفاؤل.

استخدام الشعب للسلاح أو ما يتوفر لديه من سلاح ، فيه مخاطر عدة ، وهو أنه غير مكافئ لسلاح وقوة ومهارة خصمه ، ثم إن الشعب مقيد بضوابط أخلاقية وإنسانية ووطنية لا يتمتع بها الطاغية ، ولذلك ستكون الغلبة في الحسابات المادية في هذه الحالة للنظام ، خاصة مع احتمال تدخل إيران بشكل مباشر أو بواسطة الميليشيات التابعة لها في المنطقة ( لبنان والعراق ) وما قد ينتج عنه من نشوب حرب إقليمية أو عالمية .

وهنا لا بأس أن نتذكر أن الثوار الليبيين الذين اختاروا الحل العسكري طريقاً منذ بداية الثورة ، لم يستطيعوا أن يحققوا تفوقاً على قوات القذافي إلا من خلال التدخل الخارجي في لحظة حرجة كانت كتائب القذافي على أبواب بنغازي ، ولم يستطع حلف الناتو وهو أقوى حلف عسكري في العالم ، حسم المعركة إلا بعد شهور عديدة سقط فيها مئات الضحايا إن لم يكن الآلاف !.

وعليه فإن تدخلاً مسلحاً خارجياً في سوريا احتمالاته بعيدة أولاً ، لأنه ليس للغرب مصالح ومطامع في سوريا مثل تلك التي سال لعابه لها في ليبيا.

ثم إن مواقف أمريكا والغرب – وإن أسقط عنه الشرعية أو بعضها وطالبه بالتنحي – ما تزال رخوة بالقياس والمقارنة مع أعداد الضحايا السوريين الذين يسقطون يومياً وبخصوص تركيا وهي رأس حربته في أي تدخل مفترض ما تزال مواقفها غامضة مترددة متذبذبة تدعو للريبة.

أضف إلى ذلك أن مخاطر التدخل كثيرة والشعب السوري نفسه لا يريده وينأى بنفسه عنه ، لأن روحه الوطنية المقاومة تأبى عليه أي تدخل أجنبي يشم منه رائحة الاستعمار أو النيل من استقلال البلاد ، وهو يأبى أن يستبدل الاستبداد بالتبعية والاستعمار بأي لونٍ أو شكلٍ كان ومهما كانت الظروف ، وهذا هو موقف المعارضة السورية أيضاً !.

وقد ظهرت في الآونة الأخيرة دعوات لتدخل عربي ، وهو تدخل لو حصل لن يحسم الصراع خاصة أنه سيستدعي تدخل إيران وتوابعها في المنطقة وتداعيات جد خطيرة ستنتهي بتدخل أجنبي لا محالة.

وأعود إلى هؤلاء الناس الذين يخرجون للتظاهر بالملايين ، فيقتلون ويعتقلون ويعذبون وتنتهك أعراضهم وتهان كرامتهم ويداسون بالنعال على الهيئة التي رأينا في البيضا وحمص وحوران والشغور وغيرها ، ويقتل منهم كل يوم العشرات عدا مئات الجرحى والمعتقلين ، مع أنهم يهتفون : سلمية … سلمية… لكن إلى متى ؟.

لست أنا الذي أطرح السؤال لكن الذي يطرحه الشعب السوري نفسه ، وتلمسه من خلال متابعة شريط الرسائل على شاشات الفضائيات ومن خلال حديث الناس في مجالسهم وفي مداخلات كثيرٍ من المواطنين السوريين على كثير من البرامج المفتوحة ومن خلال مناشداتهم للعلماء والشيوخ بإصدار فتوى شرعية بالإذن بالقتال….إلخ .

ولا أنكر هذا على الناس فالنظام يضغط عليهم ضغطاً يتجاوز حدود الطاقة ، ويدفع بهم دفعاً شديداً بهذا الاتجاه ، من خلال سياسة القمع التي لا مثيل لها والتي لا تتورع عن استخدام أي أسلوب أو وسيلة مهما كانت دنيئة حتى اغتصاب الرجال واغتصاب النساء أمام أزواجهم وأبنائهم ، بحسب شهادات جنود منشقين والتهجير الجماعي وحرق المحاصيل الزراعية وتسميم موارد المياه وإتلاف الزرع والضرع وهدم المساجد والمآذن وإهانة المصحف الشريف وتسجيد الجباه لصورة بشار وشعارات وعبارات الشرك الصريح : ‘ لا اله إلا بشار ‘ و » لا اله إلا ماهر’…..إلخ

ومع ذلك كله فإن ضبط النفس من قبل السوريين واحتمال هذه الضغوط بالغاً ما بلغت ودفع التكاليف الباهظة من دمائهم أمرٌ مطلوب ، إذا كان في النتيجة النهائية يفضي إلى تحقيق أهدافهم وإسقاط الطاغية ونيل الحريات وتطوير البلاد.

نعم ، ما تزال الثورة السلمية خيارنا وطريقنا ، لأنها لا تترك فرصة للنظام ولا ذريعة لإبادة السكان على النحو الذي حدث في حماة أيام الثمانينات .

أضف إلى أن الثورة السلمية تكسبها التعاطف الشعبي وتأييد الرأي العام المحلي والعربي والعالمي الذي بدأت الثورة تقطف بعض ثماره.
لكن البعض يقول محقاً : لكن النظام يقوم بالإبادة فعلاً ، وما كنا نرجوه من مكاسب الثورة السلمية لا حقيقة له أو لم نلمسه حتى الآن ، وإذا كان ( غاندي ) استطاع أن يغلب الإنجليز بالمقاومة السلمية لكن نظام ( آل الأسد ومخلوف ) مختلف على ما يبدو.

أما التعاطف الإسلامي والعربي فهو ما يزال خجولاً وبطيئاً جداً وشكلياً أيضاً ولا يقاس بموقفهم من الثورة الليبية ، ولا يتجاوز حدود التنديد والاستنكار الذي بلغ ذروته في استدعاء سفير هنا وتصريح شديد اللهجة هناك ثم أعقبه صمت قاتل بحسب التسمية المعبرة لجمعة، صمتكم يقتلنا.

لا أملك بصراحة الإجابة المقنعة على التساؤلات التي سقتها ، وأنا نفسي لا أتصور إذا ما دخل الشبيحة عليَّ بيتي – عياذاً بالله – إلا أن أقاوم بكل ما أملك من قوة وما أجد من سلاح ، وهو دفاع أراه واجباً ومشروعاً في هذه الحدود ، والأمور تقدر بقدرها !.

لكنَّ فتح معركة مسلحة وتحرير بعض المناطق من أيدي الدولة على غرار ما حصل في ليبيا أو ما يسمى (عسكرة الثورة) ليس مناسباً الآن ولا مجدياً أيضاً ومخاطره جسيمة وعواقبه وخيمة من حيث:

تهديد الوحدة الوطنية واحتمالات نشوب حرب طائفية حاول النظام جهده في إشعالها وإعطاء ذريعة للتدخل الأجنبي ( ومنه التدخل الإيراني ) .

وعليه فإن أمضى سلاح في هذه المرحلة هو المواجهة السلمية ونبذ العنف إلا ما لا بدَّ منه ، وفي نطاق الدفاع عن النفس وحماية العرض.

لكن لا بد من تصعيد وتنويع أشكال وأساليب الثورة السلمية ضد النظام ، وتكثيف المظاهرات والاعتصامات والمهرجانات والإضرابات .

وللسوريين تجربة ناجحة في استخدام سلاح العصيان المدني أيام الاحتلال الفرنسي ، حيث بدأ الشعب إضراباً عاماً شاملاً عن جميع الأعمال التجارية والصناعية ، وسجل التاريخ الوطني للتجار دوراً وطنياً مشهوداً بدأ الإضراب يومذاك من حلب وشمل جميع المدن السورية وقراها ، واستمر ستين يوماً حتى اضطر المفوض السامي الفرنسي ( دومارتيل ) إلى عزل الحكومة الصنيعة والرضوخ لمطالب الوطنيين والتفاوض معهم ، وذلك في سنة 1936م ، فلماذا لا ندفع إلى مثله ؟

معركة الشعب السوري مع النظام الأسدي ، لأسباب كثيرة وخاصة جداً ، ربما تكون طويلة ومعقدة ، تحتاج إلى رأي الحكماء قبل شجاعة الشجعان ، ولا تصح المقارنة بالحالة الليبية ونقاط الاختلاف بينهما كثيرة والحالة السورية لها خصوصية ، من حيث نسيجها الاجتماعي ووضعها الإقليمي وبعدها الطائفي ( النظام طبعاً وتحالفاته ) وجيشها الطائفي .

أيضاً إذا أردنا أن نضع النقاط على الحروف ونسمي الأشياء بأسمائها فهو جيش مكبل أكثر قياداته الفاعلة من العلويين .
ولا تنس أن هذا الجيش هو الذي ارتكب مجزرة حماة في فبراير 1982م ، وقصفها بالمدفعية ومن ثم قام باجتياحها عسكرياً وحرقها وهدمها, وارتكب إبادة جماعية سقط ضحيتها نحو 50 ألف قتيل ، وهدمت أحياء بكاملها على رؤوس أصحابها كما هدم 88 مسجداً وثلاث كنائس.

وهذا الجيش نفسه أيضاً هو الذي قصف مدينة طرابلس في لبنان ودمرها فوق رؤوس أهلها …….إلخ .

وهاهو يدك المدن والقرى ويقصف ويدمر ويقتل ويسفك الدماء طيلة ما يقارب ستة أشهر ، فماذا ترجو منه إذا صارت الثورة مسلحة ؟

تكاليف الصراع ومواجهة هذه العصابة باهظة جداً ، إلا أنها ستغسل رجس أكثر من أربعين عاماً ، ونتيجتها أكيدة لا ينبغي أن نرتاب فيها طرفة عين ، والرهان على الوقت والمعركة بين الطرفين معركة صبر ، وينبغي أن يعلم السوريون أن تكاليف التخلي والتراجع أكبر بل صار من المستحيلات .

والنظام سقط أخلاقياً وإعلامياً وسياسياً ، وبات لا يتمتع بأية شرعية ، أما سقوطه الفعلي فهو أكيد لكنه يتطلب مزيداً من الوقت والتضحيات التي يجب ألا تحزننا لأن الحرية سلعة غالية.

ولعل النهاية المفجعة لحكم معمر القذافي في ليبيا أن تكون درساً للأسد ، فيستجيب لمطالب التغيير التي يرفعها شعبه ويضع حدا لهذه المأساو التي يعيشها


منقول