لدى
اغتصاب عائلة الاسد للسلطة في سوريا وقيام حافظ الاسد بتشكيل عصابته
السياسية والعسكرية كان معظمهم من اهالي منطقته باللاذقية وبالاخص بلدته
القرداحة وجبلة وغيرهما , فكان لعصابة المهربين اقرباء كثر من العصابة
السياسية والعسكرية مما ادى لتعاظم شأنهم وتماديهم بالاجرام لعدم وجود اي
مسائلة
.
لقد
تطورت اعمالهم من تهريب الاجهزة الكهربائية والمواد الغذائية والدخان في
فترة الحصار على سوريا بثمانينيات القرن الماضي الى تهريب المخدرات
والاسلحة , كما تمادوا بارتكاب الجرائم بالداخل السوري من خلال السرقات
المنظمة والدعارة والقتل و غصب الاراضي وجمع الاتاوات من التجار
.

لم
يكن ذلك ليخفى عن حافظ الاسد وهو يعلم ضخامة الاموال التي تجنيها تلك
العصابة , فما كان منه الا ان كلف شقيقه رفعت الاسد بادارة اعمال هذه
العصابة ورعاية شؤونها , فكان لرفعت شعبية وموالين وتابعين كثر وتم التوسع
تحت امرته باعمال العصابة كما أسلفنا وتم استقطاب أعداد كبيرة من الأعضاء
.
تم
الاستفادة من الأسلوب المافيوي الروسي وتم اعتماد سياستهم بأن تكون هناك
عصابة مافيا سورية تديرها عائلة مترابطة متماسكة من آل الأسد تتفرع عنها
عصابات ذات تبعية وكل منهم يقوم بجرائمه لصالح قادة العصابة ولا يسمح مهما
تعاظم شأن رئيس العصابة الفرعية بالإنشقاق والتفرد بأعماله الإجرامية فيكون
وقتها عرضة للقتل
.


عندما
حصل الإتفاق ( ذو مظهر الخلاف ) بين حافظ الأسد وشقيقه رفعت ونفي هذا
الأخير الى خارج سوريا , حصلت بعض الانشقاقات بين أفراد ورؤساء العصابة
المافيوية ( الشبيحة ) فتم تكليف باسل حافظ الأسد بتسوية الأمر لإعادة
المتمردين من العصابة الموالين لرفعت الأسد الى صفوف عصابته وأبيه , وعلى
ذلك قام بتشكيل حملة ضخمة أستخدمت مختلف صنوف الأسلحة الخفيفة والثقيلة من
دبابات ومدافع وتم محاصرة تلك العصابات المنشقة والموالية لرفعت في جبال
اللاذقية ومنطقة السومرية بريف دمشق ومنطقة المزة 86 بدمشق والتي كانت أرض
مغتصبة من رفعت لصالح إحدى كتائبه العسكرية فسمح بالبناء المخالف لمناصريه
فيها وما زالوا, وقتل العدد الكبير منهم والبعض الآخر استسلم وعاد للعصابة
الأم
.
من
خلال ذلك تم الترويج إعلاميا داخليا وخارجيا بأن الدولة قامت بعمل بطولي
للقضاء على الإجرام والعصابات التي روعت المواطنين , ولكن هيهات مما كانت
تضمر هذه الدولة في نفسها
.

تابعت
تلك العصابة أعمالها حتى بعد وفاة باسل الأسد وحافظ الأسد وإغتصاب السلطة
مجددا من بشار الأسد , وللمفارقات عاد التاريخ ليكرر نفسه ولكن بأسلوب اكثر
حداثة فاصبح ماهر الاسد شقيق بشار هو الراعي أو العراب لتلك العصابة و نشأ
جيل جديد من أولاد الجيل القديم ليترأس العصابات الفرعية
.


تكمن الحداثة بأن موارد الدولة كثيرة ولكن أهم مصادرها ثلاث :
1- مصدر
سياسي وعسكري من خلال الإتجار بالمقاومة والقضية الفلسطينية والجولان وما
يطرأ من أحداث كالعراق فيتم الإتجار بها وجمع الأرباح من بشار الاسد ,
إضافة لميزانية وزارة الدفاع ذات النسبة الأكبر بالميزانية العامة إضافة
للموارد النفطية خارج الميزانية المستولى عليها من القصرالجمهوري
.
2- مصدر
الإستثمارات التجارية ذات الواجهة الشرعية فتم تكليف رامي مخلوف إبن خال
بشار ليكون الآمر الناهي فيها ويتبع له بعض الأشخاص تم تسميته تجاراً
ليساعدوه بالسيطرة على إقتصاد الدولة وسرقته , بعد أن تم إقصاء التجار
الحقيقين بدمشق وحلب
.
3- مصدر
الإستثمارات التجارية الغير شرعية قلبا وقالبا , كأعمال التهريب للبضائع
والأسلحة والمخدرات والأشخاص ومتابع الملاهي الليلية وأعمال الدعارة
والأتاوات و أعمال السلب والقتل وغصب العقارات وأعمال المرتزقات كان يكون
لشخص حاجة لدى اخر فيتم مساعدته بالحصول على حاجته سواء أكانت محقة أم لا
ويتم دفع ثمن الأتعاب , هذه الأعمال خصصت لعصابة الشبيحة التي يرعاها ماهر
الأسد
.

تم
التوسع بتجنيد أعضاء جدد ولكن من المحافظات الأخرى من المجرمين والعصابات
الصغيرة , فتجمع منهم الأتاوات مقابل حمايتهم و بناء علاقات لهم مع
المسؤولين بالأجهزة الأمنية , فأصبح أصدقاء المسؤول عن أمن أي منطقة هم من
أخطر مجرميها ويقوم بدعمهم وحمايتهم
.
ومن
خلال ذلك شهد الشعب السوري إنتشار اعمال السلب واللصوصية كما إنتشر تعاطي
وترويج المخدرات كما شهد الشعب الإنتشار الكبير لأعمال الدعارة فأصبح عدد
الملاهي الليلية أضعاف عدد المساجد والكنائس , ويعلم الجميع أن صاحب أي
ملهى له من السلطة والمعارف ما يفوق أي طبيب أو مهندس أو أي مواطن آخر
فيهابه الجميع ويتحاشون التماس معه
.

ما
يهم من هذا التوسع ليس فقط السيطرة على الجريمة المنظمة وجمع الثروات بل
ما يساويها أهمية هو استخدام هؤلاء لدعم نظام الأسد القائد الأعلى للعصابات
الإجرامية , فما يثير الدهشة هو دأب الملاهي الليلية في كل ليلة على
الغناء والرقص من الداعرات على أغاني تمجد الأسد وعائلته وبالسنوات الاخيرة
أضيف إلى القائمة حسن نصر الله وحزب الله , والطرافة أن هؤلاء يدعون
التدين وأنهم حماة الدين الإسلامي إلى أنهم يعلمون ويسعدون بالتمجيد بهم
بأوكار الدعارة وعلى لسان الداعرات والسكارى
.

لقد
إستغرب البعض وتساءل ما هو حجم عصابة الشبيحة في الساحل السوري ليتمكنوا
من تغطية كل المحافظات السورية وإرتكاب أعمال القتل ضد المتظاهرين السلميين
؟

فمن
خلال ما ذكرناه يتوضح أن فكر التحديث والإصلاح للنظام الأسدي كان حقيقيا
فعلاً ولم يكذب بذلك بشار , ولكنه ما كان ليحدث أسس الدولة الإقتصاية أو
الإجتماعية أو غيرها لدعم المواطن , وإنما كان تحديثا واصلاحا للتنظيم
المافيوي الاجرامي
.


وعلى
ذلك تم استنفار رجال العصابات وتابعيهم في المحافظات السالف ذكرهم ليكونوا
تحت إمرة عدد من الشبيحة الأصليين الذين أوفدوا إلى جميع المحافظات لقمع
المتظاهرين بالعنف وقتلهم وإحداث الفوضى من خلال نهب المنازل والمحال
التجارية وحرق الأبنية الحكومية لإثارة الرعب والإدعاء الكاذب بأن
المتظاهرون الابطال الشرفاء هم عبارة عن عصابات , فيوجدون الذريعة
الإعلامية لدخول الجيش والأمن لمتابعة قتل المواطنين المتظاهرين سلمياً ,
وليس فقط يترك أفراد العصابة الحقيقيون بل إنهم يقودون الأمن والجيش بتلك
العمليات
.
وللمساعدة
المباشرة من بشار الأسد وخلافاً لخطابه الأخير الذي وصف فيه المتظاهرون
بأنهم عصابات مجرمين , أصدر الرئيس مرسوم العفو الذي لم يتطرق مطلقاً ليشمل
أي من الجرائم المسندة للمتظاهرين بل أن مرسوم العفو قد خص بأحكامه جرائم
التهريب و تعاطي المخدرات وحيازتها والسرقات بأنواعها والإحتيال والشيك دون
رصيد , وهذه الجرائم لإطلاق أكبر عدد من المجرمين الحقيقين ليتم تجنيدهم
تحت إمرة الشبيحة العصابة الأم بقيادة عائلة الأسد ، وإلا كيف لبشار أن
يشرح للمواطنين بأن أسباب الترويع هم المجرمين الجنائيين وفي اليوم التالي
يصدر مرسوما لإطلاق سراح أعداد جديدة من هؤلاء المجرمين
.


أما
بالنسبة للداعرات فلم تنسى عصابات الأسد من استثمارهن بالأحداث فلم يخفى
عن أحد الإنتشار الكثيف للفتيات الجميلات ذوات الألبسة الفاضحة اللواتي
شاركن بمسيرات التأييد بدفع من قواديهن لجذب العدد الكبير من الشباب و
تبادل أرقام الهواتف معهم , فأصبحت أي مسيرة تاييد ككرنفالات ريوديجانيرو
بالبرازيل وتستقطب الشباب للإستمتاع بالحرية الجنسية . (ولكم عانيت شخصيا
وأنا أقاوم رغباتي الغريزية بالمشاركة بمسيرات التأييد تلك وأنا أسمع من
بعض الشباب المشاركين عن متعة مشاركتهم وما شاهدته لدى مروري بقربهم من
كثافة انثوية داعية.



وأنني
لا أنعت كل المشاركات بمسيرات التأييد بالداعرات فنحن ننظر لبعضهن كأخوات
محترمات ولكنهن لا يعلمن حقيقة النظام كما وأن بعضهن أجبرن من الجهات
الحكومية التي يعملن بها للمشاركة , كما لا يعلمن بما لحقهن من إساءة من
خلال دس الداعرات في صفوفهن
.


استطرادا
عن الموضوع نقول لقد إستكمل النظام إمتاع المشاركين بمسيرات التأييد
لإستقطاب العدد الأكبر من خلال إقامة الحفلات بالساحات العامة و جلب أشهر
المطربين والمطربات الذين ما كنا حسب مدخولنا الشهري نحلم بأن نتابع
حفلاتهم واغانيهم الجميلة
.


وما
فات عصابات الأسد بهذه الأعمال الإنتقادات الواسعة لعدم إحترامهم حتى
لموتى الجيش والأمن وبيوت العزاء التي يصلها صوت تلك الحفلات والمحتفلون
!
-
الدليل على استمرار وجودهم -

إضافة
لأقوال شهود العيان من المواطنين التي يتحادث فيها الجميع والتي صرح بها
بعضهم على المحطات التلفزيونية , وإضافة للصور وتسجيلات الفيديو التي
إلتقطها المواطنون وعرض بعضها على مواقع الإنترنيت والإعلام التلفزيوني ,
فإننا نرفق لكم صورة عن قرار المحكمة العسكرية بدمشق حيث تمت محاكمة إحدى
عصابات الشبيحة بقيادة نمير بديع الأسد الذي حاول الإنشقاق بعصابته عن
العصابة الأم , فكما أسلفنا تم قمعه وأعطي الضوء الأخضر للشرطة والقضاء
لتوقيفه مع عصابته فمن ارتد عنه تم تبرئته ومن استمر حكم عليه و لكن
الأحكام وبالأخص الإعدام التي أصدرتها المحكمة لم يتم تنفيذها مطلقا

.
من
خلال مراجعة أسماء أفراد العصابة وأصلهم سوف نتأكد مما أسلفناه كما أنه من
خلال التدقيق بتواريخ الجرائم وتواريخ الضبوط و تاريخ إلقاء القبض على
العصابة نستنتج بأن العملية التي قام بها باسل الاسد والتي أشرنا إليها
سابقا ما كانت للقضاء على عصابات الشبيحة , كما نستنتج من التواريخ الى مدى
المماطلة بالقاء القبض عليهم وبان المعتدى عليهم كانوا يعرفون الفاعلين
وكذلك رجال الأمن الذين كانوا يخبرون المعتدى عليهم بأسماء العصابة إلا
أنهم غير قادرين على فعل شيئ
.


كما
أنه من خلال الإطلاع على نوعية الجرائم التي ارتكبها الشبيحة وتعدادها
الكبير نستنتج حجم الدعم والسلطة التي يتمتعون بها والتي دفعت إلى عدم
تنفيذ أحكام الإعدام بهم رغم صدور أكثر من حكم إعدام بنفس قرار المحكمة
لتعدد جرائم القتل على عدة أشخاص ومنهم رجال شرطة
.
ونشير
إلى أنه رغم المحاولات للإبتعاد عن ذكر عبارة ( الشبيحة ) بالقرار كونها
تمس كل العصابة بقيادة الأسد وليس هذه العصابة الفرعية فقط ، إلا أننا نعلم
كمتابعون للقضية بأن اسم الملف بالأوساط الحقوقية

(
إضبارة الشبيحة ) لما كان لها شهرة , ورغم ذلك نلاحظ في الفقرة 375 من
الأدلة وهي شهادة أحد المعتدى عليه وهو جورج متري حيث يقول ( علمت بأن
الشبيحة هم اللذين سرقونها ) , كما ورد بالفقرة 376 من الأدلة أقوال شاهد
آخر معتدى عليه وهو منير نايف قدور فقال ( وبدأت أسمع معلومات من الناس
والشرطة أما أن يكون السارقين مهربين أو شبيحة )
.
وهنا
نقول للنظام وأبواقه الإعلامية والسياسية أن أنكاركم وإستهجانكم لوجود
عصابات تسمى الشبيحة انكشف وها هو ملف دعوى قضائية قبل أحداث الثورة
السورية يتطرق للشبيحة , ولا يستهجنه القضاء أو الشرطة أو المواطنين الذين
اعتدي عليهم
.
الشبيحة
عصابة يقودها آل الأسد وهي عصابة بتنظيم مافيوي موجودة وتقوم بأعمالها
الإجرامية قبل اغتصاب حافظ الأسد للسلطة وتم تنظيمها وتوجيهها ودعمها بعد
توليه السلطة مع أخيه رفعت , وتم إعادة إصلاحها وتحديثها وتوسعها بعد
اغتصاب الأسد الإبن بشار للسلطة مع شقيقه ماهر
.
(نرفق صورة القرار القضائي بالكامل قريبا جدا)

لمن أراد التأكد من القرار 263 أساس 181 تاريخ 14-11-2005الصادر عن قاضي التحقيق العسكري الثاني بدمشق