بسم الله الرحمن الرحيم

البديل عن تسليح الثورة و الحرب و الأهلية.. تشكيل مجلس وصاية الصفوة للمجيء ببديل عن الرئيس القائم

الرئيس القائم مفلس و التشريعات القانونية التي يمارسها هي تبدو جليا أنها مسرحيات سوداء هزلية تثير الشفقة أكثر من إثارتها السخرية، يشرع ليوتوبيا حزبية و إعلامية في نفس الوقت الذي يصادر حق الشعب في المطالبة بحقوقه المتواضعة و العادية، و الذي برعونته و حماقته جذر هذه المطالب حتى بلغت إرادة إسقاطه، رغم التزام الشعب صفة السلمية في التعبير عن نفسه.



البديل من حرب أهلية انتخاب الشعب السوري مجلسا إشرافيا دائما يكون قليل العدد نسبيا مؤلفا من العشرات من الكرام و الأحرار، المشهود لهم من الشعب برجاحة العقل و صلاح النفس و تعاطى الشأن العام بشجاعة و إنكار للذات في سبيل المصلحة العامة، سواء من قديم أو حديثا بمناسبة اشتغال الثورة السلمية المباركة، من أجل تشكيل مجلس له سلطة إشراقية على رئاسة دولة بديلة عن الدولة المعقدة الثنائية الطبقات المقامة في سوريا الآن، شبيه الهيئة الانتخابية في النظام السياسي الأمريكي، و أقرب شبها من مجلس الخبراء في إيران، لكن ليس لانتخاب فقيه متسلط مرشد الثورة يكون رئيس ملكا حقيقيا فوق رئيس جمهورية شكلي، ليرأس دولة دينية فوق دولة مدنية، و حرسا ثوريا فوق جيش الدولة السطحية الواجهة، يشبه في ديمومة القيام و ينعقد تلقائيا كل شهر، و كلما دعت الحاجة.

الأحداث في سوريا تسير بخطى حثيثة نحو حرب أهلية حتمية، بعدما قد انتشرت المظاهرات السلمية في سوريا و صاحبها رعونة الدولة العميقة الطائفية المستترة، التي استشرست قواها الأمنية و شبيحتها مع الجيش المغلوب على أمره في محاولة مستحيلة لإخضاع الشعب و إعادته إلى حال الخمول و الاستكانة، و هو مستحيل عودة شيء إلى الكمون في العدم بعد معاينة الوجود.

قال تعالى: "و تلك الأيام نداولها بين الناس"، الحمد لله رب العالمين الذي جعل سنة 2011 مــ مفصلا تاريخيا و مناسبة يرجع معها إلى الموت الأنظمة الجمهورية المتميزة بغير المزيد عليه من الاستبداد بالحكم و اضطهاد الشعب و اللصوصية، و مناسبة ليقظة الشعوب العربية من العدم و انتفاضتها و ثورتا طلبا للوجود، بعد سبات طويل اضطرها إليه الانظمة الجمهورية اللعينة، قريبا يدرك من لا يزال مستمرا في الجهل و الغفلة أن استعادة الماضي هو محاولة يائسة مستحيلة.

الوقت مناسب للشعب ليحيا و إن تقلب الثورة من طور السلمية إلى طور العنف المسلح هو ضرورة حتمية عندما يتضح للشعب الثائر و يتيقن من فشل التزام الصفة السلمية و عبث الاستمرار في الوداعة بدون جدوى، عندها يضطر إلى تسليح ثورته و الإلتجاء إلى طريق العنف لتحقيق مطالبه العادية في أن يحيا و يتمتع بحكم نفسه و بجيش يحقق له الأمن لا لعدوه الصهيوني، و في أن يعيش بكرامة بالإنفاق على عيشه من ثروته المنهوبة.

قال سيدنا الحسين عليه السلام: "و قد علمت باختلاف الآثار و تقلبات الأطوار أن مرادك مني أن تتعرف إلي في كل شيء حتى أجهلك في شيء"

صفات الله سبحانه و تعالى تتجلي في الشعب السوري الثائر، صفات أسماءه الحي و القيوم والمريد الحكيم،،، الخ.. و بسبب هذه المعونة الإليه و هي ظهور سلطان أسماءه في الشعب السوري يظهر الشعب ما يدهش العالم من إقدام و شجاعة و بطولة و إصرار، و الله سبحانه و تعالى هو "المحرك الأول" هكذا قال الحكيم أرسطو، الله لطيف يستحيل معرفته مباشرة و "أول الدين معرفته" هكذا قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه، نتعرف إلى الله إلى آثاره و سلطانه حيث يتجلى بالحق و الخير و الجمال و الحياة و الحكمة، حيث الرعونة و الحماقة و التضخم حيث نظام متقادم ينازع و يعاني سكرات الموت و يظهر القبح و الشر و بالباطل نتعرف على الشيطان، الله أكبر و هو المنتقم من بشار الكافر المجرم و عبيده الذي يكرهون من يقع أسيرا في أيديهم القذرة على قول أشنع المنكر، بل و يبلغ من غبائهم الفاحش و جرأتهم على الله و استهانتهم بشأن العرب (الأحياء) أن يوثقوا كفرهم و يعلنوه على القنوات الفضائية، إنها رائحة الموت الكريهة، و هم في سبيلهم إلى الرجوع إلى العدم الذي جاؤوا منهم عندما واتاهم الزمان و واتى أمهم فرنسا المنتدبة التي كانت منتدبة على البلاد السورية و اللبنانية.

000000000000000000000000

إبن رجب الشافعي

الثلاثاء 13\8\2011 مــــــ