الأسد له تسع أرواح!
اعتاد الإسرائيليون ترديد نكتة سياسية في الأعوام الأولى لبشار الأسد (في الحكم)، وكانوا يقولون: ارتعد الجنرالات السوريون عندما دخل الأسد الأب إلى الغرفة، وارتعد الابن عندما دخل الجنرالات إلى الغرفة.
وفي الوقت الحالي ينضم الإسرائيليون إلى الإيرانيين، وربما بصورة فريدة، في الاعتقاد بأنه لا غناء (في الوقت الحالي) عن الأسد الابن كرئيس لسوريا، على الرغم من الضغوط المتزايدة من مختلف أنحاء العالم بسبب وسائل عنيفة يستخدمها جنرالات الأسد ضد مواطنيهم المنادين بالديمقراطية.
وتمثل تركيا رأس الحربة في جهد دبلوماسي دولي يهدف إلى إقناع الأسد بوقف الاستخدام المفرط للقوة ضد مواطنيه، الذي أدى إلى سقوط أكثر من 2200 قتيل، وفقا لتقارير تركية منذ انطلاق الشرارة الأولى للاحتجاجات في مارس (آذار).
ولكن، كما الحال مع آخرين كثر، لا ترغب تركيا في رحيل الأسد حاليا على الرغم من إشارات دبلوماسية تفيد بأن الولايات المتحدة ستدعوه لترك منصبه.
ويأتي ذلك أيضا على الرغم من تقارير وصلت إلى أنقرة عن أنه في اللحظة التي أعلن فيها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو رحيل الدبابات السورية عن حماه وأداء السفير التركي في دمشق عمر أونهون صلاة الظهر هناك، كان جنود ودبابات سورية أخرى ينفذون عمليات مشابهة في مدن غرب البلاد بالقرب من الحدود التركية.
وأسباب تجاهل الأسد تقريبا لكل هذه الدعوات والتحذيرات والإنذارات هي نفسها المتعلقة بعدم القدرة على الاستغناء عنه في أعين الكثير من الدول، ولا سيما الدول المجاورة. ويرجع ذلك إلى أنه لا أحد يعلم من سيحل محل الأسد، ولا أحد يعرف يقينا هل سيتحسن الوضع عندما يأتي أحد مكانه.
وهذا هو السبب الذي جعل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يرد بغضب على زعيم المعارضة الرئيسية في تركيا كليتشيدار أوغلو عندما تساءل الأخير: «ما الذي ستقوم به عندما ينفد صبرك؟ هل ستقدم على تدخل عسكري؟».. يعرف كل من له علاقة بالأمر أنه لا توجد شروط لتدخل عسكري في سوريا، كما الحال في ليبيا أو العراق. ويعرف الأسد أن إحدى نقاط القوة الأساسية التي تجعله على كرسيه تكمن في ضعفه.
هناك سببان يوضحان لماذا يشعر الأسد بالأمن ويعتبر موقفه مختلفا عن معمر القذافي في ليبيا، مثلا، على الرغم من التحذيرات القادمة من أنقرة.
أولا: دافع خروج المعارضة إلى الشوارع يتمثل في الرغبة في الحياة التي يستحقونها. في البداية كان لديهم طلب ملح يدعو إلى استقالة الأسد، ولكن عندما أصبح واضحا أن الأسد لن يقدم أي تنازلات، دعا الجميع - من الإخوان المسلمين إلى الليبراليين - لرحيله. ولكن المعارضة السورية ليست منظمة بشكل جيد، وليس لديهم عنصر قوة غير الأعداد الكبيرة في الشوارع.
ثانيا: لم يحدث انشقاق في صفوف نظام الأسد، على عكس ما حدث داخل العراق إبان صدام حسين أو في ليبيا تحت زعامة القذافي أو في مصر تحت رئاسة حسني مبارك. ويتشكل نظام الحكم في سوريا من زمرة مرتبطة بصورة جيدة - وفي الأغلب - من نفس الطائفة الدينية وتحمل نفس الآيديولوجية البعثية.
لهذا نجد للأسد تسع أرواح. وعلى الرغم من الظروف فإنه إذا اتخذ الأسد خطوات إيجابية خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة بالتوازي مع ما نصحه به الرئيس التركي عبد الله غل في خطاب سلمه للأسد داود أوغلو الثلاثاء الماضي، فسيعني ذلك أن الأسد مقتنع بأن هذه الخطوات مفيدة لنظام حكمه ولبلاده وليس بسبب تهديدات جوفاء.
عن الشرق الأوسط
اعتاد الإسرائيليون ترديد نكتة سياسية في الأعوام الأولى لبشار الأسد (في الحكم)، وكانوا يقولون: ارتعد الجنرالات السوريون عندما دخل الأسد الأب إلى الغرفة، وارتعد الابن عندما دخل الجنرالات إلى الغرفة.
وفي الوقت الحالي ينضم الإسرائيليون إلى الإيرانيين، وربما بصورة فريدة، في الاعتقاد بأنه لا غناء (في الوقت الحالي) عن الأسد الابن كرئيس لسوريا، على الرغم من الضغوط المتزايدة من مختلف أنحاء العالم بسبب وسائل عنيفة يستخدمها جنرالات الأسد ضد مواطنيهم المنادين بالديمقراطية.
وتمثل تركيا رأس الحربة في جهد دبلوماسي دولي يهدف إلى إقناع الأسد بوقف الاستخدام المفرط للقوة ضد مواطنيه، الذي أدى إلى سقوط أكثر من 2200 قتيل، وفقا لتقارير تركية منذ انطلاق الشرارة الأولى للاحتجاجات في مارس (آذار).
ولكن، كما الحال مع آخرين كثر، لا ترغب تركيا في رحيل الأسد حاليا على الرغم من إشارات دبلوماسية تفيد بأن الولايات المتحدة ستدعوه لترك منصبه.
ويأتي ذلك أيضا على الرغم من تقارير وصلت إلى أنقرة عن أنه في اللحظة التي أعلن فيها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو رحيل الدبابات السورية عن حماه وأداء السفير التركي في دمشق عمر أونهون صلاة الظهر هناك، كان جنود ودبابات سورية أخرى ينفذون عمليات مشابهة في مدن غرب البلاد بالقرب من الحدود التركية.
وأسباب تجاهل الأسد تقريبا لكل هذه الدعوات والتحذيرات والإنذارات هي نفسها المتعلقة بعدم القدرة على الاستغناء عنه في أعين الكثير من الدول، ولا سيما الدول المجاورة. ويرجع ذلك إلى أنه لا أحد يعلم من سيحل محل الأسد، ولا أحد يعرف يقينا هل سيتحسن الوضع عندما يأتي أحد مكانه.
وهذا هو السبب الذي جعل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يرد بغضب على زعيم المعارضة الرئيسية في تركيا كليتشيدار أوغلو عندما تساءل الأخير: «ما الذي ستقوم به عندما ينفد صبرك؟ هل ستقدم على تدخل عسكري؟».. يعرف كل من له علاقة بالأمر أنه لا توجد شروط لتدخل عسكري في سوريا، كما الحال في ليبيا أو العراق. ويعرف الأسد أن إحدى نقاط القوة الأساسية التي تجعله على كرسيه تكمن في ضعفه.
هناك سببان يوضحان لماذا يشعر الأسد بالأمن ويعتبر موقفه مختلفا عن معمر القذافي في ليبيا، مثلا، على الرغم من التحذيرات القادمة من أنقرة.
أولا: دافع خروج المعارضة إلى الشوارع يتمثل في الرغبة في الحياة التي يستحقونها. في البداية كان لديهم طلب ملح يدعو إلى استقالة الأسد، ولكن عندما أصبح واضحا أن الأسد لن يقدم أي تنازلات، دعا الجميع - من الإخوان المسلمين إلى الليبراليين - لرحيله. ولكن المعارضة السورية ليست منظمة بشكل جيد، وليس لديهم عنصر قوة غير الأعداد الكبيرة في الشوارع.
ثانيا: لم يحدث انشقاق في صفوف نظام الأسد، على عكس ما حدث داخل العراق إبان صدام حسين أو في ليبيا تحت زعامة القذافي أو في مصر تحت رئاسة حسني مبارك. ويتشكل نظام الحكم في سوريا من زمرة مرتبطة بصورة جيدة - وفي الأغلب - من نفس الطائفة الدينية وتحمل نفس الآيديولوجية البعثية.
لهذا نجد للأسد تسع أرواح. وعلى الرغم من الظروف فإنه إذا اتخذ الأسد خطوات إيجابية خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة بالتوازي مع ما نصحه به الرئيس التركي عبد الله غل في خطاب سلمه للأسد داود أوغلو الثلاثاء الماضي، فسيعني ذلك أن الأسد مقتنع بأن هذه الخطوات مفيدة لنظام حكمه ولبلاده وليس بسبب تهديدات جوفاء.
عن الشرق الأوسط