كثير من الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة لا يصدقون أن أمريكا من الممكن أن تعمل على إسقاط النظام السوري ،وأن ما تفعله من انتقاد وتحذير لهذا النظام ما هو إلا تحسينٌ لصورتها القبيحة أمام الشعوب المتعاطفة مع الشعب السوري ، وحتى لا يكون صمتها متناقضاً مع شعارات الحرية وحقوق الإنسان التي أصدعت العالم بسماعها.هم يعتقدون أن أمريكا ليست جادة في إسقاط هذا النظام لأنه الأكثر حماية لإسرائيل من جهة ،و من جهة أخرى فهم يرون أن العرب والمسلمين قد عانوا من أمريكا كما لم تعان أمة على وجه الأرض ،هذا بالإضافة إلى ما ترسَّخ في أذهانهم من حتمية الصراع مع أمريكا وإسرائيل ،ومن اعتقاد أن أمريكا دولة دينية تتوارى خلف شعارات ليبرالية !… هذا الرأي قد يحمل بعض الصواب وليس كل الصواب ،فأمريكا من وجهة نظري ليست دولة دينية بالقدر الذي يتصوره البعض حتى قادهم إلى الاعتقاد بأنها شر محض، وإنما هي أقرب إلى أن تكون دولة علمانية براغماتية توجهها المصالح والمتغيرات أكثر من الدين.صحيح أن ليس من مصلحتها أن تقوم باستبدال النظام الحالي الرافع لشعار الممانعة بلا ممانعة ،لأن من المستحيل أن تجد نظاماً مثله يهتم بأمن إسرائيل أكثر من اهتمامه بأمنه ويؤثر أرواح اليهود على أرواح شعبه ، ولن تجد نظاماً يرتضي ممارسة هذا الدور الذي هو أشبه بالدور الذي تمارسه كلاب الحراسة من نباح كثير دون عض ! … و صحيح أيضاً أن أمريكا ليست من الإنسانية ما يدفعها لأن تخوض حرباً من أجل حماية السوريين ، أو أنها على استعداد لأن تضحي بأمن إسرائيل من أجل سواد عيون الثائرين ،لكن أمريكا تدرك تماماً أن الشعب الذي ليس باستطاعته اختيار طريقة الحياة يمكنه اختيار طريقة الممات ، وأن رياح التغيير قد هبت عاتية لا تبقى ولا تذر ، بعدما أسرج بنو أمية خيلهم و قرروا أن حكم الأسد إلى زوال !. وبعد أن فوَّت النظام كل الفرص وأجهض كل المبادرات واستعصت معه كل الحلول، و لما صار الإبقاء عليه ضرباً من الخيال قررت أمريكا أن تكتب الفصل الأخير من نهايته …
فهي تفكر حالياً في مرحلة ما بعد سقوط النظام ،وتحاول توجيه الأحداث في سوريا ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً ،و ليس لذلك أن يحدث ما لم تتصالح مع الشعب السوري أولاً ،وترمم سمعتها التي أفسدها الانحياز التام لإسرائيل ثانياً،ولن يكون ذلك إلا بالمساعدة في إسقاط هذا النظام بدعوى حماية الشعب السوري ودعم قيم الحرية والعدالة والمساواة .و الحقيقة أنه مهما قيل في السياسة من كلمات ورُفع من شعارات فإن ذلك كله زبد يذهب جفاء إلا ما يحقق مصالح أمريكا فيمكث في الأرض …
الآن وبعد أن ضُيق الخناق على النظام السوري وباتت مسألة سقوطه حتمية ،فمن المتوقع أن نشهد في الأيام القليلة القادمة حدوث انشقاقات في الداخل والخارج يصل معها النظام إلى أقصى درجات الانهيار والتهاوي ، ولأن العلويين متهمون بالتواطؤ مع هذا الحزب باعتبارهم أقرب المقربين إليه و أكثر المستفيدين منه ، فمن المنتظر أن يواجهوا مصيراً حزيناً كالذي واجهه حزب البعث في العراق فيما لو أسقط النظام ، و قد يواجهوا اجتثاثاً ك( اجتثاث البعث ) بعد صدام حسين ، فليس لهم إلا أن يقوموا بالانقلاب على نظام الأسد من الداخل ،و يقولوا بأيدينا لا بأيدي غيرنا ،وكفى الله المؤمنين شر القتال …
منقول عن:
شافي الوسعان
فهي تفكر حالياً في مرحلة ما بعد سقوط النظام ،وتحاول توجيه الأحداث في سوريا ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً ،و ليس لذلك أن يحدث ما لم تتصالح مع الشعب السوري أولاً ،وترمم سمعتها التي أفسدها الانحياز التام لإسرائيل ثانياً،ولن يكون ذلك إلا بالمساعدة في إسقاط هذا النظام بدعوى حماية الشعب السوري ودعم قيم الحرية والعدالة والمساواة .و الحقيقة أنه مهما قيل في السياسة من كلمات ورُفع من شعارات فإن ذلك كله زبد يذهب جفاء إلا ما يحقق مصالح أمريكا فيمكث في الأرض …
الآن وبعد أن ضُيق الخناق على النظام السوري وباتت مسألة سقوطه حتمية ،فمن المتوقع أن نشهد في الأيام القليلة القادمة حدوث انشقاقات في الداخل والخارج يصل معها النظام إلى أقصى درجات الانهيار والتهاوي ، ولأن العلويين متهمون بالتواطؤ مع هذا الحزب باعتبارهم أقرب المقربين إليه و أكثر المستفيدين منه ، فمن المنتظر أن يواجهوا مصيراً حزيناً كالذي واجهه حزب البعث في العراق فيما لو أسقط النظام ، و قد يواجهوا اجتثاثاً ك( اجتثاث البعث ) بعد صدام حسين ، فليس لهم إلا أن يقوموا بالانقلاب على نظام الأسد من الداخل ،و يقولوا بأيدينا لا بأيدي غيرنا ،وكفى الله المؤمنين شر القتال …
منقول عن:
شافي الوسعان