يا ثوار اللاذقية وجبلة وبانياس
لقد أدهشتم الدنيا وأذهلتم الناس
مجاهد مأمون ديرانية
لثورة الحرية والكرامة في سوريا جيشان، جيش يمشي بها على الأرض وسط الأخطار وجيش يعمل من أجلها في الغربة من وراء ستار، وشتّان بين الجيشين؛ لا يستوي من يعمل في الأمان ومن يمشي في عين الإعصار.
أنا وأمثالي نعيش في أمان ونمنح الثورة فوائض الأوقات، والآخرون هناك يخرجون إلى الشوارع مخاطرين بالحياة والحريات. إن خطوة في مظاهرة على أرض سوريا تعدل عمل عشر سنين خارجها، ولكل من الفريقين أجره بإذن الله.
لكن المتظاهرين في سوريا أيضاً طبقات، أقلّهم مَن يتظاهر في أمان نسبي لأن عصابات الأمن والقتل انشغلت بغيرهم عنهم فتركتهم إلى حين، وفوقَهم من يتظاهر في المدن التي يحاصرها الجيش ويقيّد فيها الحركة ويسد الطرقات، وأعلاهم المتظاهرون في المدن التي احتلتها عصابات البغي والإجرام وعاثت فيها الفساد. إن واحداً من المتظاهرين في أخطر المواقع يساوي عشرة في التي دونها، ويساوي مئة في مدينة "محرَّرة" يتظاهر أهلها بلا قيود.
وليس ينقص هذا التصنيف شيئاً من الأجر العظيم لكل متظاهر في أي موقع في سوريا جميعاً، فإن المتظاهر في أي بقعة على أرض الشام كألف في غيرها من البلاد. ثم إن النظام اجتهد في توزيع ظلمه وبطشه على الناس بالعدل، فالمدينة التي تتنفس اليومَ هواءَ الحرية ستكون عُرضةً للحصار في الغد، وتلك التي يحاصرها الجيش من خارجها غداً ستكون تحت القصف والاجتياح غداة الغد، وهكذا يدور دولاب العدوان فلا يسلم منه مكان ولا ينجو منه إنسان.
إلا اللاذقيةَ وبانياس وجبلة، فإن النظام قد عَجَمَ مجرميه فاصطفى أجرمَهم وأجرأهم على البغي فرمى بهم أهلَنا فيها، فاجتاح أولئك المجرمون هاتيك المدن واحتلوها احتلال الغريب للبلد الغريب، ثم مضى اليومُ بعد اليوم والشهرُ بعد الشهر والاحتلالُ على حاله، الكبتُ هو الكبت والضغط هو الضغط، فلا يكاد الواحد منهم يصل إلى الهواء الذي يتنفسه إلا بالجهد الجهيد.
لكنهم أبَوا -مع ذلك كله- إلا أن يخرجوا تحت الاحتلال وأن يتظاهروا رغم القيود والأغلال، ولم يتظاهروا عشرات هنا وعشرات هناك بل خرجوا جموعاً هادرات بالألوف، ولم يهتفوا بهُتافات الثورة في صمت وعلى استحياء بل شقّوا بها الحناجر وزلزلوا الأرض، فأدهشوا الأعداء وأدهشوا الأصدقاء.
إن ثوار سوريا هم سادة الثوار في الأرض، وثوار مدن الساحل هم سادة ثوار سوريا.
يا أهل اللاذقية وجبلة وبانياس، لقد أدهشتم الدنيا وأذهلتم بصمودكم وثباتكم الناس، أنتم وإخوانكم السابقون في البيضا والمرقب، واللاحقون في طرطوس والحفة وسلمى وعين الخريبة والدريبة والفيض، وفي غير هذه المواقع مما يمكن أن يسهو عنه الناس، ولئن جهلها الناس فلن يجهلها رب الناس، وما عند الله خير وأبقى.
ربما مضت أيامٌ حرمكم فيها أولئك البغاةُ المجرمون من التظاهر، لكنكم في دفاتر الثورة متظاهرون على الدوام، لم تنقطعوا عن المشاركة في ثورة سوريا منذ انفجارها ولا يوماً من الأيام.
لقد أدهشتم الدنيا وأذهلتم الناس
مجاهد مأمون ديرانية
لثورة الحرية والكرامة في سوريا جيشان، جيش يمشي بها على الأرض وسط الأخطار وجيش يعمل من أجلها في الغربة من وراء ستار، وشتّان بين الجيشين؛ لا يستوي من يعمل في الأمان ومن يمشي في عين الإعصار.
أنا وأمثالي نعيش في أمان ونمنح الثورة فوائض الأوقات، والآخرون هناك يخرجون إلى الشوارع مخاطرين بالحياة والحريات. إن خطوة في مظاهرة على أرض سوريا تعدل عمل عشر سنين خارجها، ولكل من الفريقين أجره بإذن الله.
لكن المتظاهرين في سوريا أيضاً طبقات، أقلّهم مَن يتظاهر في أمان نسبي لأن عصابات الأمن والقتل انشغلت بغيرهم عنهم فتركتهم إلى حين، وفوقَهم من يتظاهر في المدن التي يحاصرها الجيش ويقيّد فيها الحركة ويسد الطرقات، وأعلاهم المتظاهرون في المدن التي احتلتها عصابات البغي والإجرام وعاثت فيها الفساد. إن واحداً من المتظاهرين في أخطر المواقع يساوي عشرة في التي دونها، ويساوي مئة في مدينة "محرَّرة" يتظاهر أهلها بلا قيود.
وليس ينقص هذا التصنيف شيئاً من الأجر العظيم لكل متظاهر في أي موقع في سوريا جميعاً، فإن المتظاهر في أي بقعة على أرض الشام كألف في غيرها من البلاد. ثم إن النظام اجتهد في توزيع ظلمه وبطشه على الناس بالعدل، فالمدينة التي تتنفس اليومَ هواءَ الحرية ستكون عُرضةً للحصار في الغد، وتلك التي يحاصرها الجيش من خارجها غداً ستكون تحت القصف والاجتياح غداة الغد، وهكذا يدور دولاب العدوان فلا يسلم منه مكان ولا ينجو منه إنسان.
إلا اللاذقيةَ وبانياس وجبلة، فإن النظام قد عَجَمَ مجرميه فاصطفى أجرمَهم وأجرأهم على البغي فرمى بهم أهلَنا فيها، فاجتاح أولئك المجرمون هاتيك المدن واحتلوها احتلال الغريب للبلد الغريب، ثم مضى اليومُ بعد اليوم والشهرُ بعد الشهر والاحتلالُ على حاله، الكبتُ هو الكبت والضغط هو الضغط، فلا يكاد الواحد منهم يصل إلى الهواء الذي يتنفسه إلا بالجهد الجهيد.
لكنهم أبَوا -مع ذلك كله- إلا أن يخرجوا تحت الاحتلال وأن يتظاهروا رغم القيود والأغلال، ولم يتظاهروا عشرات هنا وعشرات هناك بل خرجوا جموعاً هادرات بالألوف، ولم يهتفوا بهُتافات الثورة في صمت وعلى استحياء بل شقّوا بها الحناجر وزلزلوا الأرض، فأدهشوا الأعداء وأدهشوا الأصدقاء.
إن ثوار سوريا هم سادة الثوار في الأرض، وثوار مدن الساحل هم سادة ثوار سوريا.
يا أهل اللاذقية وجبلة وبانياس، لقد أدهشتم الدنيا وأذهلتم بصمودكم وثباتكم الناس، أنتم وإخوانكم السابقون في البيضا والمرقب، واللاحقون في طرطوس والحفة وسلمى وعين الخريبة والدريبة والفيض، وفي غير هذه المواقع مما يمكن أن يسهو عنه الناس، ولئن جهلها الناس فلن يجهلها رب الناس، وما عند الله خير وأبقى.
ربما مضت أيامٌ حرمكم فيها أولئك البغاةُ المجرمون من التظاهر، لكنكم في دفاتر الثورة متظاهرون على الدوام، لم تنقطعوا عن المشاركة في ثورة سوريا منذ انفجارها ولا يوماً من الأيام.