ولـدي يـزور حديقـة الحيـوان *** ويعود يحكي لي كوصـف عيـان
ويقول يا أبتـي رأيـت مشاهـداً *** تـدع الحليـم هنـاك كالحيـران
إني رأيت الذئـب يظهـر بأسـه *** فـي نعجـة منهـدّة الأركــان
ورأيت قـردا فاسقـا متلصصـا *** يرنو إلى الأنثى لـدى الجيـران
ورأيت ديكا متخمـا شبعـا ولـم *** يـرم الفتـات لجـاره الجوعـان
ورأيـت ليثـا خائـرا متخـاذلا *** وعريـنـه بقـيـادة الـجـرذان
فصرخت : فارحل يا بني ولا تزر *** في العمر غير مجالـس الإنسـان
ولدي يـزور مجالـس الإنسـان *** ويعود يحكي لي كوصـف عيـان
ويقول يا أبتـي رأيـت مشاهـداً *** تـدع الحليـم هنـاك كالحيـران
إني رأيت الجـار يسـرق جـاره *** في غفلـة مـن أعيـن الجيـران
ورأيـت خـلاً لا يكـف لسانـه *** عـن غيبـة الأحبـاب والخـلان
ورأيـت أستـاذا يبـث جهـالـة *** بمسامـع الـطـلاب والـولـدان
ورأيـت أمـا أهملـت أبنـاءهـا *** وتشاغلـت بمجالـس النـسـوان
وكـذا رأيـت أبـا رمـى أبنـاه *** بمجاهـل التقصيـر والنسـيـان
ورأيـت جنـدا غافليـن بلهوهـم *** وعدوهـم فـي هـمـة وتـفـان
فصرخت : فارحل يا بني ولا تزر *** في العمر غير مكاتـب الأعيـان
ولـدي يـزور مكاتـب الأعيـان *** ويعود يحكي لي كوصـف عيـان
ويقول يا أبتـي رأيـت مشاهـداً *** تـدع الحليـم هنـاك كالحيـران
إني رأيـت الوغـد ينشـر بغيـه *** ويقول هذا البغـي مـن إحسانـي